منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   قسم القصص والروايات (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=71)
-   -   مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=758103)

حسن خليل 18-04-20 02:26 AM

رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
 
نرحب بالأخ محمد نعناع أجمل ترجيب في قسم القصص والروايات بشكل خاص وفي المنتدى بشكل عام.

حلقات مشوقة بشكل عام أخي محمد في سرد الأحداث. وتصوير جيد للمشاعر والأحاسيس في الحلقات وخاصة مشاعرك الجيّاشة نحو رؤية الأم التي طال انتظارها.

كذلك استخدام الدلالات اللغوية في مجمل الحلقات جيد إلى حد ما.

لدي ملاحظة وهي أنه يوجد بعض الأخطاء الإملائية في بعض الكلمات. وهذا لا ينقص من جهدك في كتابة هذه المذكرات، ولكن وددت أن أذكرها للمعلومية.

وبانتظار الحلقة القادمة، لك خالص الشكر والتقدير لجهودك المبذولة في قسم القصص والروايات.

محمد نعناع 19-06-21 01:17 PM

رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غريب الماضي (المشاركة 12380850)
ننتظرك
على فكرة نحن لانقرائك نحن نشاهدك صوت وصورة




كم هو صعب ان ننتظر إشراقة شمس دون أن تأتي ..
و
كم هو مؤلم أن نشاهد معاناة الآخرين وعذاباتهم من خلال الصوت والصورة .


كن بخير
ياصديقي

محمد نعناع 19-06-21 01:18 PM

رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
 
الحلقة 9

فرع سعسع :
وصلنا اخيرا ، الى محطتنا الاولى ، وهي عبارة عن مبنى ، فيه ساحة كبيرة توقف فيه موكبنا ، فقالوا لنا : انتظرونا في السيارة ، وتركونا وذهبوا ليدخلوا ذلك المبنى .

بدأ الوقت يمضي ونحن جالسون ..
وبدأت خيوط العتمة ، تطرد خيوط النور ، ونحن منتظرون وقابعون في ذلك الصندوق الخلفي من السيارة .

كنا في وسط ساحة المبنى الذي عرفنا فيما بعد ، أنه ( فرع سعسع ) وهو أحد الافرع الامنية في بلادنا .

كان بعض عناصر ذلك الفرع "الفضوليين" عندما يشاهدوننا ، يتجهون نحونا ويسألونا عن الجرم الذي ارتكبناه ، فنقول لهم : أننا كنا اسرى حرب لدى اسرائيل ، فيتعجبون سبب وجودنا عندهم وينصرفوا .

مضى وقت طويل ونحن في ذلك القبر الجماعي ، احسسنا فيه بالجوع والعطش ، فقال احد رفاقي : انظروا هناك ، وكان يشير الى حنفية ماء ، وكان قد ترجل من السيارة ، وخطا خطوتين باتجاه الماء ، فلم نسمع والا صوتا عاليا ، يؤنب رفيقنا لنزوله من السيارة ، فقال له رفيقنا : انني عطشان وأريد أن أشرب ، فرد عليه صاحب الصوت : اصعد الى السيارة وكل طلباتكم ستأتي اليكم .

مضى الوقت ، وأحسسنا فيه دهرا ، ولم يأتي فيه الماء .

رأينا أحد عناصر ذلك الفرع ، يخرج من احدى الغرف ، وبيده عنقودا من العنب ، يتجه الى الماء ليغسله ، وبعد أن غسله ، أدار نظره الينا فشاهدنا ، فشده الفضول الينا ، فجاء الينا كما جاء غيره من الفضوليين ، فسألنا نفس الاسئلة ، ورددنا عليه بنفس الاجوبة ، وقلنا له : أننا جوعى وعطشى ، فمد يده بعنقود العنب ، وقال : لاأملك غيره من الطعام فخذوه ، فأخذناه ، وعددنا حباته ، وقسمناه على عشرة ، فكان نصيب الفرد منا ، اربعة حبات من العنب ، وهنا ضحكنا ، وهذا الضحك كان يحمل في طياته الما ..!؟
وهنا شردت بأفكاري ، كان الاسرائليين ، يجلبون لنا في بعض الاحيان ، القليل من العنب ، وعندما كنا نقسمه ، كان نصيب الفرد منا ، مابين ستة حبات وعشرة حبات من العنب ..
فهل مازلت اسيرا لدى اسرائيل ..!؟

أين أبناء وطني ..!؟
فإني لا أراهم ..!!
أين تراب وطني ، فقد نذرت على نفسي أن أقبله .. !؟
إني لاأرى ذلك التراب كي احتضنه وأقبله ..!! أين وطني ..!؟
فاني لاأراك ياوطني ..!!
فهل أخطئت العنوان ..!؟
هل دخلت الى بلد آخر غير بلدي ..!؟
إنني لاأعرف ..
فأين انت ياوطني ..!؟
فإني ضائع وتائه ..
فاالهمني الصبر ياإلهي .

يتبع ..

محمد نعناع 19-06-21 02:03 PM

رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة the lonely girl (المشاركة 12381652)
اين انت ؟

مازلت أهرب من ألم إلى آخر
بانتظارك لا تتأخر علينا ارجوك !!

لقد أتيت باكرا قبل الشروق
فسرقوا الشمس

لك تحية

محمد نعناع 19-06-21 02:07 PM

رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
 
الحلقة 10

في تلك المحطة ، التي توقف عندها الزمن ، جرى التحقيق معنا ، بتقديم نشرة معلومات تفصيلية ، عن اسمائنا واسماء اقربائنا ، وتم ذلك ، بأن دخل كل اسير الى ذلك المبنى ، والوقت يمضي .

ففي ذلك اليوم ، وفي تلك الساحة ، التي أمضينا فيها الساعات ، احسست فيها بالاهانة الكبرى للإنسانية ، وجرحت في صميم قلبي ..!!
فهؤلاء الفضوليين ، قبل أن يتعرفوا علينا ، كانوا يكيلون لنا الشتائم والسباب ، بكلمات كان الاسرائيليين ينعتونا بها ، لا بل كلمات أقسى وأقذر من كلمات الاسرائيليين ، وعندما نعرفهم بأنفسنا ، ونقول لهم : أننا كنا اسرى حرب لدى الاسرائيليين ، عندها يعتذرون عما بدر منهم من شتائم ونعوت .
اذن .. كان علينا أن نشهر "سلاح الاسر" بوجوههم وندافع عن كرامتنا ، عندما يأتينا الفضوليين ، بأن نعرفهم على أنفسنا
يالله ماهذا ..!؟
وماالذي يحصل ..!؟
وما هذه الاخطاء التي ترتكب بحقنا ..!؟
لماذا لم يقم المسؤولين بتعرفيهم علينا كي لا يشتمونا ..!؟
ماذا فعلنا حتى نعامل هذه المعاملة السيئة..!؟
ماذا فعلنا حتى نبقى بذلك القبر الجماعي ..!؟
ماذا فعلنا حتى نبقى جوعى ..!؟
ماذا فعلنا حتى نمنع عن الماء ..!؟
ماذا فعلنا حتى نمنع ، حتى من التبول ..!؟
وهل هذه الأفعال هي عملية مقصودة ..!!!؟؟؟
وتتراكم الأسئلة ، باحثة عن الأجوبة ، وليس هناك من يستطيع الإجابة


واخيرا ..
ها قد جاء الفرج ، جاء من يقول لنا :
ترجلوا من السيارة ، فترجلنا
قالوا : اركبوا بهاتين السيارتين ، فتوزعنا نحن العشرة اسرى على السيارتين
وبدأت رحلة جديدة الى محطة جديدة .

كان الظلام قد لف كل شيئ ..
كان الليل ولازال ، ليل للحالمين
وبدأت أحلم ..
سبحت باحلامي ، فتارة اغوص الى الاعماق ، وتارة اطفوا ، لقد توقف الزمن ، لقد توقفت الحياة ، لقد اختلطت الاوراق ، لقد أصبحت تائها ، لم اعد اعرف الوقت ، لم اعد اعرف نفسي ..
هل أنا نائم ؟
هل أنا أحلم بكل ما مر بي من أسر لدى اسرائيل ولدى هذا الفرع الامني ..!؟
هل ستوقظني أمي بعد قليل ، كي أذهب الى العمل ، أم أنا مستيقظ وهذا ما يجري فعلا ..!؟

وصلنا الى محطتنا الجديدة وكانت على ما أعتقد ( قيادة موقع دمشق ) ونزلنا من السيارات ، وأشار احدهم أن ندخل من الباب الذي أمامنا ، فدخلنا خلف بعضنا البعض ، وكان هناك ممرا ضيقا مررنا فيه ، وبعد ذلك أصبحنا أمام باب زنزانة ، كان بداخلها عشرة مساجين تقريبا ، ففتحوا لنا الباب ، وقيل لنا : ادخلوا الى هنا ، فدخلنا الى تلك الزنزانة ، واغلقوا الباب .

يتبع ..

محمد نعناع 19-06-21 02:23 PM

رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن خليل (المشاركة 12417169)
نرحب بالأخ محمد نعناع أجمل ترجيب في قسم القصص والروايات بشكل خاص وفي المنتدى بشكل عام.

حلقات مشوقة بشكل عام أخي محمد في سرد الأحداث. وتصوير جيد للمشاعر والأحاسيس في الحلقات وخاصة مشاعرك الجيّاشة نحو رؤية الأم التي طال انتظارها.

كذلك استخدام الدلالات اللغوية في مجمل الحلقات جيد إلى حد ما.

لدي ملاحظة وهي أنه يوجد بعض الأخطاء الإملائية في بعض الكلمات. وهذا لا ينقص من جهدك في كتابة هذه المذكرات، ولكن وددت أن أذكرها للمعلومية.

وبانتظار الحلقة القادمة، لك خالص الشكر والتقدير لجهودك المبذولة في قسم القصص والروايات.

شكرا على ترحيبك اخي الفاضل
وآسف على تأخري بالدخول إلى المنتدى والرد على الموضوع لأسباب خارجة عن إرادتي ..
وكما أشكرك على تقييمك الرائع استاذي الكريم

اما بالنسبة للأخطاء الإملائية فهذا أمر عادي جدا وطبيعي إذا عرفت أني لم أنل أية شهادة دراسية

لك باقة ورود ملونة
مع كامل احترامي

محمد نعناع 19-06-21 02:25 PM

رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
 
الحلقة 11

الزنزانة السورية :
في داخل هذه الزنزانة ، التي تشبه الى حد ما ، الزنزانة الاسرائيلية ، بدأنا ننظر الى بعضنا البعض ، كأن لسان حالنا يقول :
لماذا نسجن ..!؟
وماذا فعلنا حتى نسجن ..!؟
فنحن كنا عشرة اسرى ، وهناك عشرة مساجين آخرين تقريبا ، كانوا قبلنا في هذه الزنزانة ، فأصبح العدد عشرين شخصا ، في زنزانة ( طولها ثلاثة أمتار وعرضها مترا واربعون سنتيمتر تقريبا )
فهل يتسع لنا هذا المكان الضيق ..!؟
ياالله..
ماذا فعلنا حتى نحشر كقطيع من الغنم داخل هذه الزريبة ..!؟
ماذا فعلنا حتى نكون بين مساجين كل واحدا منهم له تهمة ما ..!؟ فهذا مهرب مخدرات ، وذاك تهمته الشذوذ الجنسي ، وآخر غادر البلاد بطريقة غير شرعية ، ولكن ، لحظة يامحمد ، لماذا تتهم هؤلاء المساجين ..!؟ ألا يعقل أن يكونوا مظلومين مثلنا ، فقد قال احد المساجين بأنه متهما بأشياء لاعلاقة له بها ، وهنا انبرى احد المساجين وسألني عن تهمتي ، فقلت : لاأعرف ماهي تهمتي ، فقال : وهل هناك احد يدخل الى السجن ولايعرف ماهي تهمته ..!؟ قلت له : نعم أنا ، فابتسم ، وأضفت : كل ماأعرفه ، هو اني كنت اسير حرب عند الاسرائيليين ، واليوم قد اطلقوا سراحي وأتيت الى سورية ، وشرحت له ذلك ، فتعجب كثيرا ، وقال : ان مكانكم ليس هنا في هذا السجن ، وانما في مكان آخر ، فقلت له : وهل هناك احد يسمعك ، فنحن في بلاد الصم والبكم ..
خفف المساجين ببعض الكلمات عن معاناتنا التي أنستنا بعض الوقت ما نحن فيه .

يتبع ..

محمد نعناع 22-06-21 11:55 AM

رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
 
الحلقة 12

تلك الزنزانة الموجودة في مكان ما ، في مدينة دمشق ، كيف أنساها ..
ففيها أحسست بأن الانسانية جمعاء كانت تهان ،
هذه الزنزانة لاتستطيع أن تستوعب عشرون شخصا ينامون فيها ، لهذا تقاسمنا الليل مع رفاقنا السجناء بالتناوب على النوم كما تقاسمنا حبات العنب ، فعشرة ينامون وعشرة يقفون .

جاء دوري لكي انام على الارض بدون غطاء أو فراش ، ولكن من أين ، سيأتيني النوم ؟ وانا في قلب بلادي أحس بالبرد والجوع ، فنحن لم نذق الطعام منذ الصباح ، ونحن الآن في منتصف الليل تقريبا .

كان اعدائنا الصهاينة قبل ان يطلقوا سراحنا في صباح ذلك اليوم ، كانوا قد قدموا لنا وجبة الافطار ( وفطرنا ) قبل ان تنطلق رحلة العودة
وعندما جاء وقت الغذاء عند الظهر ونحن في الطريق ، جاؤوا لنا بوجبة الغذاء ، فرفضنا أن نأكل الا في بلادنا ..
فكيف انام وافكاري تتيه هنا وهناك ..؟
كان الضياع والتشتت في كل شيئ ، وليس هناك أي جواب لأي سؤال ..

لاأعرف اذا نمت في تلك اللحظات العصيبة ، هل سرقت بعض لحظات من النوم أم لا ..؟ كل ماأتذكره أن رفيقي قد نبهني لأعطيه مكاني لكي ينام ، كان كجبل واقف ايام الحرب وايام الاسر لايركعه شيئ ، ، والآن ان هذا الجبل لم يعد يتحمل أكثر من ذلك ، فسقط وخارت قواه وغاب عن الوجود ، كان الارهاق باديا على وجهه ، فأعطيته مكاني ووقفت مكانه ..
وقفت انظر اليه بعين ام تراقب وليدها و( طبطبت ) عليه لاجعله يحس بأني موجودا بجانبه ، وضع رأسه بين أقدامي وأراد أن يفرد رجليه فلم يستطع ، لأن جدار الزنزانة وقف حائلا بينه وبين ذلك ، فكيف يستطيع أن يفرد رجليه في هذا المكان الضيق ، ان الجداران المتقابلان متقاربان والمسافة التي تبعد بينهما هي مئة واربعون سنتيمتر تقريبا ،

إننا نحن الاسرى كنا جبالا لا يركعنا شيئ ، كنا نتحمل جميع انواع العذاب النفسي والجسدي في سجن اسرائيل ، ولم يأتي علينا يوم يأسنا فيه عند الاسرائيليين كاليوم الذي نحن فيه في زنزانة من زنزانات دمشق .
يتبع ..

محمد نعناع 24-06-21 06:22 PM

رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
 
الحلقة 13

كان جسدي في تلك الزنزانة ، وأما روحي كانت سابحة في اللاشيئ ، وكان هناك كوة في اعلى جدار الزنزانة ، من خلالها كنت ارى النجوم وهي تسبح في السماء ، وكنت اتعلق بها لاذهب بعيدا عن مآساتي ..

يالله .. ماأجمل تلك النجوم في السماء ، فهي حرة طليقة ..

ماأجملك .. ياأيها الليل ، أريد أن أختبئ فيك أيها الظلام ..

من قال أن الظلام ليس جميل ، انه في بعض الاحيان أفضل من النور ..

إن الليل والظلام معناه الذهاب إلى النوم والذهاب الى المجهول وبعدم تحمل المسؤوليات ، وأنا الآن أريد أن أهرب من كل شيئ ، أريد أن أهرب الى اللاشيئ ..

في بعض الاحيان يفضل الانسان أن يكون مجذوبا على أن يكون عاقلا ..
فيارب .. لماذا لم تخلقني مجنونا بدون عقل ..؟

كنت واقفا على قدماي الاثنتين ، انتظر دوري مرة اخرى لكي انام ، فأحسست باحدى قدماي بأنها لم تعد تساعدني على الوقوف ، ، كانت قد ( لبدت ونملت ) فرفعتها بيداي الاثنتين لاريحها قليلا ، عندها شعر رفيقي النائم بين اقدامي ببعض فراغ عند رأسه ، فمد رأسه ووضعه مكان موضع قدمي ، فلم أعد أستطيع أن أنزل قدمي ..
إن رأس رفيقي أصبح يحتل موضع قدمي ، فأمسكست رجلي بكلتا يداي لكي لا تسقط على رأس رفيقي وبقيت واقفا على رجل واحدة ( مثل اللقلق ) .
يتبع ..

غريب الماضي 24-06-21 09:54 PM

رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن
 
حسبي الله ونعم الوكيل وكفى


الساعة الآن 04:56 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir