منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   ملتقى الحوار الفكري المفتوح (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   مقالات ومآلات.... (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=684384)

Rajee 28-03-24 08:34 PM

رد: مقالات ومآلات....
 
▫️ فهم أسرار مملكة النساء ▫️


رمضانيات

▪️ في منتصف شهر رمضان الحالي ونهاره تكرم واتصل بي أخ
فاضل من دولة عربية للأطمئنان علي كما افعل معه أنا أيضا بين
بين الفينة والأخرى.
فإذا بي اتذكر الأيام الخالية التي كنت أجلس معه فيها كثيرا
أثناء زياراتي العديدة لذلك البلد الجميل .

▪️ وانا اتحدث إليه سمعت خلفية صوتية لبعض أدوات المطبخ
من جانبه، فاستغربت الأمر ليس فقط لكون الدنيا منتصف نهار
رمضان ، بل لأنه على حسب ما اعرف عن عاداته انه
لا يحب فعل ذلك . فكأنه شعر باستغرابي دون أن أظهر له ذلك
فقال مستدركاً : اني اطبخ نوعية كذا.... للإفطار.

فقلت ما شاء الله جميل واثنيت عليه لكن سألته أيضا اذا كانوا
أهله في سفر وهذا للاطمئنان عليهم لأنه ربما مضطر لذلك.

فأجابني بالنفي وأضاف , بل هم بجانبه يساعدونه!

فقلت له وانا ضاحكا : المطبخ مملكتهن ويجب علينا أن
لا نضايقهن فيها كثيراً.

فاعترض علي وهو يضحك أيضا : انت تعلم أن أمهر
الطباخين هم من الرجال وانا أيضا ماهر في الطباخه.

فقلت له : جميل ولكن هناك أمور أخرى لا نجيدها نحن معشر
الرجال أو بالأحرى معظمنا كأمر الترتيب والتنظيم وغيرها
من أمور تتطلب الدقة والرقة وطول البال والحوار مع
الطعام وتدليله كما تقول بعض النسوة وعن خبرة.

فقال : صدقت فأنا مثلاً اسرف في استخدام أدوات المطبخ
دون داعي وهذا يضايق زوجتي.

تغير إيجابي

▪️ لقد اسعدني تغيره للأحسن، فقبل عده سنوات كانت زوجته
هي التي تقوم بكل شيء. انه كان يعود من العمل ويجلس على
الأريكة فقط وزوجته تحضر له حتى كوب الماء الذي يشربه.
وقليلا ما كان يجلس معهم.

فكنت اضطر أن "اطرده" أحيانا من جلساتنا المسائيه الجميلة
حتى يستطيع أن يجلس مع أهله وأبنائه ويساعدهم في أمور
المنزل ويتعود على هذا السلوك التشاركي. لأنه كان
يرى ذلك عيبا.

▫️ كانت زوجته تسعد كثيرا عندما يعود إلى المنزل مبكرا
وتستغرب على تغير حاله. اذ وكما اخبرني هو نفسه انه كان
يقلد أباه في مثل ذلك التعامل مع زوجته . لأن أمه كانت
تفعل كل شيء لأبيه وكان هو يعتقد أن هذا من الرجولة
كما يقول مضيفا.

لكن الحقيقة أيضا أن كثير من النساء لا يحبذن تواجد الرجل
في المطبخ خاصة وهن يقمن بأعمالهن الروتينية من
طبخ و ترتيب.
لان الرجل يمكن أن يركز إلي ما لا يجب ان يلقي النظرة عليه
وينتقد ويسأل كثيرا ففي المطبخ أسرار صحية واقتصادية
لو عرفها الرجل ما تناول منه طعامه فضلا عن إشكالات أخرى
البيوت في غنى عنها . وإذا أقحم الرجل نفسه ليساعد يصبح
المطبخ فوضى وبالتالي يزيد من الأعباء على الزوجة. ونستثني
هنا فئة من الرجال هم أكثر ترتيبا وتنظيما من النساء.

في الماضي والحاضر

▪️ كنت اقول له في السابق: ان الرسول صلى الله عليه وسلم
كان يساعد زوجاته أيضا. وليس عيبا أن نقوم نحن ببعض
الأعمال التي نجيدها. واليوم كأني اناقض نفسي وأقول له
لا تكثر تواجدك في المطبخ!

من الطبيعي ان تتغير قناعات الإنسان وأفكاره كلما اكتشف شيئا
ليترك الحسن إلى ما هو احسن منه وأيضا الضار إلى ما هو اقل
ضررا منه. فأخ آخر اعرفه جيدا كان يخدم زوجته كثيرا يقول
لي انه لن يرفع كوب ماء اذا ما تزوج مره أخرى ففي قناعاته
ان النساء لا يحبذن ذلك. وقد نسي ان الاعتدال خير.

زينة الرفق

▪️ المطبخ يحتاج إلى لطف ورقه وليس إلى اندفاع وتعجل كما
يفعل معظم الرجال فيرهوقون بذلك أعصابهم أثناء القيام بعمل
المطبخ الصعبة ومنها الطبخ والإعداد له.

إذ أن المرأة عندما تقوم بالأعمال المنزلية وخاصه المطبخ لا تركز
كثيراً في الذي تتعامل معه بشكل روتيني، لكنها تذهب إلى عالم
آخر وهي تدندن وتنجز أعمالها دون أن ترهق أعصابها. بعكس الرجل
إذ هو يركز كثيرا في الذي يقوم به ويحاول أن ينهيه بعجلة.

فضلا عن أن بعض الرجال يلتهمون كثيرا من الطعام عند العمل
في المطبخ في غير رمضان طبعا.

وصاحبنا قد لا استثنيه لانه في الماضي سبق أن اشتكى لي عبر
التليفون أيضا من زيادة الحموضة في المعده وارتجاع الحموضه.
فسألته إن كان يعاني تضخما في البطن يعني الكرش.
فأجابني بالإيجاب. وهذا قد يكون من الآثار الجانبية للعمل في
المطبخ والجلوس الكثير خاصة في السيارة حيث المكان ضيق
والضغط على البطن يكون أكثر كما يحصل لبعض الحوامل اللائي
قد يلاحظن من زيادة حموضه المعدة.

جوانب أخرى

▪️ البعض يقول مثلا أن الطلاق لم يكن كثيرا في زمن آبائنا . السبب
قد يكون أن الآباء لم يكونوا يجلسون في المنزل كثيراً بل وبالكاد يرى
الرجل زوجته في خلوة للنقاش والحوار معها، فيكون دوما في شوق لها
لأنه يكون هناك جوانب خفية في شخصيتها يستدعي الفضول والاستكشاف
وطرد الملل وكذلك هي أيضا لا تعرف شخصيته إلا على مضض. فقله
الإحتكاك يكون عامل أدوم للمودة وكما يقال : زر غبا تزداد حبا
ومن أكثر الترداد اقصاه الملل. وقد رأينا في زمن الكورونا كيف كثر
الطلاق بسبب جلوس الرجال في المنزل حتى أصبح يحلو لكثير من
النساء ترديد المثل الدارج المعروف الفاضي يعمل قاضي. (١)

فضلا عن أن عين السخط تبدي المساويا وعين الرضى عن كل عيب
كليلة مع المعذره لصاحب البيت الذي قلبنا شطريه رأسا على عقب.


__________________
هامش:

(1) هذه الفرضية لا تنطبق على كل البلاد والمجتمعات ففي بلاد الغرب مثلا
يعتبر الزوج كل شيء بالنسبه لزوجته. فالتواصل بين أفراد العائلة
الكبيره والأصدقاء تكون قليله جدا وفي المناسبات.
ومع ذلك تجد بعض الازواج يهربون من البيت بالعمل الكثير أو
بممارسه الرياضه.


.........
راجي

Rajee 29-03-24 11:04 PM

رد: مقالات ومآلات....
 

حُسن الجواب في منطق الخطاب
(الجزء الأول)


مشهد

▪️ كنت أتحدث مع بعض الأخوات عن فن التعامل أو بالأحرى فن الكلام
وأسلوب الرد على المواقف الطارئة التي تحتاج إلى نباهة وحُسن الجواب.
فإذا بإحداهن تذكر حوارا دار بين بعض الأخوات النرويجيات اللائي اسلمن :
كن قد احتفينا في جمعهن بإمراة كبيرة في السن كانت قد اسلمت حديثا
آنذاك. تسائلت إحداهن قائلة : كيف هذا ! أنها تسلم في هذا السن
المتأخر وتدخل الجنة مزاحمة من أسلمن في سن الشباب وتعبن في تأدية
فروض ومتطلبات الإسلام لفترة طويلة، هل في هذا عدل؟!

فردت عليها أخرى قائله: لا تنسى يا أختا أن حياتها قبل الإسلام كانت
معيشة دنكا وليست متنعمة كما تقولين وهذا استدلالا بواقعنا الذي كنا
نعيشه قبل اسلامنا مما جعلنا نبحث عن الحق الذي يمنحنا الطمأنينة.
وهذا تصديقا لقوله تعالى ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة دنكا)) .

ثم اضافت قائلة: نحن نعتبر أكثر حظا منها لأننا نعيش في نعمة الإيمان
ولذته ونرجوا أن نفوز معا في الآخرة بنعمة الجنة أيضا أو كما قالت.

وامثلة أخرى

إن فن الخطابة موهبة قد تعزز بالعلم والمعرفة والتجارب الحية.
وان حسن التعامل فن قل من يجيده وحسن الجواب يكمن في
منطقية الخطاب.
ومن الشخصيات المعروفة التي كانت تتقن هذا الاسلوب الشيخ
حسن البنا. فقد قال عنه أحد الغربيبن المهتمين بهذا الشأن :
ما رأيت شخصا يتكلم كثيرا إلى الناس دون أن
يخطئ في حقهم إلا هذا الرجل!

▫️ سيدنا موسى عليه السلام لما سأله الله عز وجل: ((لما عجلت يا
موسى)) احسن الجواب لما قال((عجلت إليك ربي لترضى)).

ولما سُئِل صحابي احسبه حمزة عن من هو الأكبر سنا الرسول أم أنت
اجابهم قائلا: الرسول أكبر وانا ولدت قبله!

▫️ والشيخ عباسي مدني لما سأله صحفي فرنسي : هل أنتم منفتحون
اجابه قائلا : إن شاء الله فاتحون !
(قد يكون الجواب مستفزا وجالبا للمشاكل، لكن فرنسا لا تحتاج إلى
استفزاز لتكيد وتتآمر...)

▪️ أما جواب أحد الرجال ممن هم خير أمة اخرجت للناس فقد أسعد
الرسول صلى الله عليه وسلم حتى دعا له بالخير لحسن منطقه.
فالصحابي الجليل المقداد قال للرسول عليه الصلاة والسلام :
امض لما امرك الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قالت بنوا
إسرائيل لموسى، فاذهب أنت وربك فقاتلا هاهنا قاعدون، بل
نقول اذهب أنت وربك فقاتلا نحن معكما مقاتلون. فوالذي
بعثك بالحق لو سرت بنا برك الغماد لجالدنا معك، من
دونه حتى تبلغه.

▪️وهناك أمثلة كثيرة لا سيما جواب الغلام الذي جاء
إلى عمر ابن عبد العزيز على رأس وفد :

..........
راجي

Rajee 31-03-24 01:18 AM

رد: مقالات ومآلات....
 

اضحكتهم ثم...



بل ((هو الذي أضحك وأبكى)) آية

أن الذي يهوى الكتابة بأسلوب معين لا تخلو من تسجيل وقائع وأحداث
يعتبر مؤرخا لواقعه وربما لواقع آبائه. وإذا لم ينقل ما يشاهده ويسمعه
من أحداث بصدق وتجرد فقد لا يعكس الحقيقة.
أما إن كان يكتب ليُرضِي هواه وهوى الناس بإنتقاء ما يحبه وما يحبونه فقط
دون طرح المشكلة أو معالجتها، فهذا يشبه البرامج الترفيهية القديمة، مثل
برنامج ما يطلبه المستمعون أو المشاهدون، ولا بد عند ذلك أن يعيد النظر
في أسلوبه.

فكثير من الناس تميل نفوسهم إلى المهرج الذي يضحكهم حتى في أوقات
الخطر ولا يستسيغون الإستماع إلى صوت المُنذر الذي قد يتهمونه بالجنون
والسوداوية والتعب النفسي كما فعلوا بأخ فارسي جاء يسعى من بلاد
فارس محذرا الناس (أهل السنة) من الثورة الخمينية قبل ثلاثون عاما ونيف.(1)

اليوم بعد أن أُحتُلَت عدد من العواصم العربية عبر ميليشيات قاسم سليماني
وشردت وقتلت أهاليهم في العراق وسوريا ولبنان واليمن "السعيد" جاءوا
يقولون له: كنا نحسبك مجنوناً فإذا بنا نكتشف اليوم أننا نحن من كنا
كذلك. فرد عليهم : لقد تأخرتم كثيراً.... لأكثر من ثلاثين عاماً وانا
أتكلم واكتب واترجم خططهم... وأنتم كنتم تضحكون علي
وتتهمونني بالجنون !

عادة؟

▪ وكأن الأمر صار عادة عند كثير من الناس أن يتهموا المُنذر والمبشِر أيضا
بالمبالغة وعدم الواقعية. فهناك من يعشقون التباكي قبل انكشاح الحليب
بل حتى والدماء أيضا كبعض الشيعة وهناك من يعشقون التباكي بعد
انسكابهما كبعض أهل السنة أو كثير منهم.

الا ان الشيعة يتباكون ويعملون بينما أهل السنة أو الكثير منهم
يضحكون ويرقصون حتى يأتي من يُجهز عليهم، وهذا أمر قديم
قدم عهد التتار عندما كان يقول التتاري انتظر أيها المسلم حتى
آتي بسيفي لأُجهز عليك ! فكان ينتظره بدلا من أن يقاوم أو يهرب.
فكأن قول الشاعر يصدق في مثله حين قال : لم ارى عجزا كعجز
القادرين على التمام.

▫ وهكذا تفعل أيضا اليوم بعض العواصم العربية الراقصة على إيقاع
بل قرع طبول المغنين والغانيات، حسن شاكوش وهيفاء ونانسي
عجرم والقائمة تطال...وتطول.

▫ قد يقول البعض كيف عرفت أسماء كل هؤلاء؟ والجواب يكمن في
كلمات الشيخ كشك رحمه الله فيما يتعلق بمعرفته انواع الخمور لما قال :
ما لازم نعرف. صدق الشيخ إذ لا بد من المعرفة.
فالمعرفة قوة حتى علم السحر كان قد جاز تعليمه من قبل
الملكين ببابل هاروت وماروت لكن باشتراط اي أن لا يمارسه من
يتعلمه لأنه كفر.

((وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ َۚ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ
يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ))

وكذلك الأمر مع علم السموم فالجامعات تعلم الناس رغم خطورة ذلك ولكن
تنصحهم في نفس الوقت بان لا يستخدموا معرفتهم به في الاذية والإضرار
لأن ذلك يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون.

علاج بالتضاد

▪ علاج الكثير من المعضلات في حياتنا لا يكون دوما الإكتفاء بسدها
ولكن بردها وبضدها أيضا كما يقول الشاعر الذي لم يكن يعرف علم
النفس الحديث حين شخص العلة وإن كانت إجتماعية قائلا :
وداوني بالتي كانت هي الداء.

قصة من الواقع

▫ وفي هذا السياق لا بد أن أذكر قصة طبيب كان قد ألَم به ما قد يلم بمكروب.
لما زرته في بيته وجدته مكتئبا محمر العينين فقلت له بعد أن عرفت منه
سبب حزنه: لا بأس عليك فالله يبتلي من يحب وقد ابتلي بأشد مما ابتليت
به من هم خير منا. فذكرت له معاناة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منذ
أن كان صغيرا.
فأضاف قولي مقاطعا وبعد تنهض عميق : ومعاناة سيدنا يعقوب عليه السلام
حين حُرم من أعز أبنائه وذهب بصره من الحزن ....حتى تمادى هذا الأخ في
سرده ومضى مسترسلا .....

جعلت أنصت إليه دون مقاطعته، فكنت ألحظ فيه تحسنا حتى بدأ
يقوم ويتحرك ويعد الشاي وقد كان حاله يُرثى له قبل هذا.

الأمل

▫ لكل حالة علاج إذا ما استخدمنا معها الأسلوب الأنسب. وكثير من
المعالجين يعرفون أن بعض المرضى يتهربون دون وعي منهم من ما
يفيدهم ومما يبرئ مرضهم. وليس ضرورياً أن يكون المعالج لا يشكوا
من أي علة بل أن أنجح المعالجين قد يكون من اتعبته العلل كحال ابن
النفيس على ما اذكر والذي أعجز مرضه الأطباء فعزم هو وعمل
على أن يتعلم الطب وممارسته حتى أصبح مرجعا فيه.

الإرادة المعاكسة

▪ وليس غريباً ان يعادوا الناس كل من يطرح أو يتطرق إلى ما لا يحبذونه أو
ما لم يألفوه حتى لو كان ذلك لصالحهم، فالرسل جاءوا بأشياء كانت في
صالح الناس وان لم يحبها الكثير منهم من الذين لم يكتفوا بمعارضتهم
ومعارضة ما جاءوا به من رسالات، بل اعلنوا الحرب على تلك الرسالات
وعلى من جاء بها. وكانوا أكثرهم لايؤمنون بل وزادوا عليه الفسق مثل
أبا لهب وامراته حمالة الحطب ومن سلك طريقهم من قبل ومن بعد.

إرضاء الناس

▪ فبعض الناس لا يرضيهم شيئ حتى المن والسلوى : إن بشرتهم الرسل
بنعيم قالوا أضغاث احلام وغرورا كما ورد في قوله تعالى ((وَإِذْ يَقُولُ
الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا))

وإن توعدتهم بالعذاب سخروا وقالوا
((فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ))

وبعضهم تشائموا وتطيروا منهم بل وهددوهم :
((قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ
وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ))

تجربة جحا الحكيمة

, ▪ لقد صدق جحا إن كان قد قال ما قال بالفعل أو كما أثبت بتجربته
المعروفة عن الغاية التي لا تدرك وهي إرضاء الناس : فهو إن ركب دابته
اتهموه بقساوة القلب وإن سار خلفها اتهموه بعدم حسن استخدامها،
فلم يبقى إلا أن يحاول حملها إن استطاع ذلك ليشبعوا منه الساخرون
سخرية واستهزاءً.

القوة والمال

▪ المصلح إن لم يكن ذا قوة ومال بل وبطش أحيانا، غالبا ما تستهين به
الفئة المستهدفة بالإصلاح أو التوعية وهذا يتجلى في بعض الحكام وبعض
القنوات التلفزيونية أيضا كما هو الحال مع قناة الجزيرة : فبالرغم من أنها
تبث وتكرر طوال فترة الليل والنهار أخبار القتل والذبح والحرق والتشريد
إلا أن مشاهديها كان يزداد بدلا من أن ينقص ولم يتجرأ الكثير من الناس
بإتهامها بالسوداوية والتشائم بل هناك من يمتدح ذلك الجانب الذي
أتعب الكثير من المتابعين نفسيا.

استدلال

▫ وهنا يحضرني الحديث الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم وسلم:
إذا سرق فيهم الشريف تركوه، واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد.

▫ فلو كان من يفعل ذلك (مثل تلك القنوات)، شخص لا يملك المال والنفوذ
لاتهموه دون تردد بالتشائم والسوداوية لكن المال يفعل الأفاعيل كما
صور ذلك الشاعر قائلا : أن الدراهم تزيد الرجال مهابة فهي اللسان
لمن أراد فصاحة وهي السيف لمن أراد قتالا.

إقرار بالحقيقة

▪️لا ننكر ان تلك القناة وأمثالها تنقل الواقع، وكذلك يفعل أيضا الكاتب
المؤرخ إلا أن النظرة إلى كل منهما من قبل أكثر المتابعين، تختلف على
حسب ما في جعبة كل منهما من مال ونفوذ وأتباع.

وكأن شاكيهم يقول فيهم:

اضحكتهم فقالوا قليل الإحساس
بأمة مكلومة تباد بالرصاص
ولما أبكيتهم قالوا يعشق اليأس
وتكبيل الأمل في الاقفاص
فقلت افيدهم بالفوائد فقالوا
أكثر علينا النصح بالإخلاص!

وقال شاعر آخر في هذا الصدد:

ضَـحِـكْـتُ فَـقَـالُوا : أَلَا تَـحْـتَـشِمْ
بَـكَــيْـتُ فَـقَـالُـوا : أَلَا تَـبْـتَـسِــمْ
تَـبَـسَّـــمْـتُ قَـالُـوا : يُـرَائِــي بِـهَا
عَـبَـسْـتُ فَـقَـالُـوا : بَـدَا مَـا كَـتَـمْ
صَـمَـتُّ فَـقَـالُـوا : كَلِـيلُ اللِّـسَـانِ
نَـطَـقْـتُ فَـقَـالُـوا : كَـثِـيرُ الكَـلِـمْ
حَلمْـتُ فَـقَـالُوا : صَـنِـيعُ الـجَـبَانِ
وَلَـوْ كَـانَ مُـقْـتَـــدِرًا لَانْـتَـــقَــمْ
بَـسَـلْـتُ فَـقَــالُوا : لِــطَـيْـشٍ بِــهِ
وَ مَـا كَـانَ مُـجْـــتَرِئًا لَـوْ حَـكَــمْ
يَـقُـولُــون : شَـــذَّ إِذَا قُـلْــتُ : لَا
وَ إِمَّــــعَـةٌ حِــينَ وَافَـقْــتُــهُــمْ
فَـأَيْــقَـنْــتُ أَنِّــيَ مَـهْـــــمَـا أُرِدْ
رِضَـا النَّــاسِ لَا بُـــدَّ مِـنْ أَنْ أُذَمْ

إذن :

لا تتركَنْ حقًّا لخِيفةِ قائلٍ*فإنَّ الَّذي تخشَى وتحذرُ حاصِلُ.
(لله در قائل هذا البيت).

الخلاصة:

▪ إن التعامي عن الواقع القاسي قد يمنحنا وقتا إضافيا لخداع أنفسنا للعيش
في لحظات نتخيلها سعيدة بعيدا عن علقم العلاج الناجع المتمثل في
مواجهته بشجاعة، وليس الإدمان على الهروب الى الأمام عكس اتجاه
القاعدة الدفاعية المتمثلة في :
ان تُحضِر نفسك للأسوأ وتأمل لأفضل ما يكون.

وهذا دون المزايدة والعزف على أوتار التهم باليأس والسوداوية التي أثبت
الواقع انها تُلقى غالبا على من نظن انه ليس له ظهر أو سند من المال أو
المصفقين باللايكات والمايكات.

▫ وبما أن الإمعة سوقها رائج دائماً فقد أُجري استقصاء يتعلق ببعض
الأمور المشابهة من قبل بحاثة في إحدى الجامعات الغربية. سُئلت
فئة عن رأيها في كلمات شعرية فأبدت عدم إعجابها بها ، بل
استثارت استهجانها لها. وتكرر الأمر مع عدة فئات أخرى
من الشباب الجامعي فكانت النتيجة واحدة.

▫ لكن عندما أعيد إجراء نفس الاستقصاء أو الاستفتاء للرأي لنفس
الشيء لكن بصيغة أخرى مضافة عليها كأن قيل لهم أن هذه الكلمات
غنتها فرقة موسيقية شهيرة. عندها تغيرت النتيجه، فقد استحسن
الجميع تلك الكلمات وأعجِبوا بها، وقال بعضهم لو لم تكن تلك
الكلمات جميلة لما غنتها تلك الفرقة!

▫ وهكذا يساق أيضا الكثير من الناس كالنعاج في سياسات أو انتخابات
أغلب الدول المتقدمة والمتأخرة نحو سباق التنافس والتماهي مع
المفهوم العولمي "والعجرمي".

معذرة لجمهور ترامب ونانسي عجرم و....(3)

النجاح والسعادة

▪️ ان طول الصفوف أو قرع الدفوف تلفتان أنظار أكثر الناس
(( وأكثرهم)) لكن ليس كل ما يحقق الإنتشار "والنجاح"
يحقق السعاده أو الفلاح.

فقط بذكره تطمئن النفوس

((ألا بذكر الله تطمئن القلوب))

ـ___________
هامش :

(1) ولا يزال يخشى على دول الخليج من هؤلاء المغول الجدد .

(2) (3) تم كتابه هذا المقال قبل عده سنوات (في عهد الرئيس
الأسبق ترامب) ولا أدري ان كان سبق لي أن نشرته هنا، فقد
بحثت عنه مليا ولم أجده.

........ راجي .........
📚 مقالات ومآلات

Rajee 02-04-24 02:52 AM

رد: مقالات ومآلات....
 

اللغة الأجمل
➖ (الجزء الثاني) ➖



عبر الأثير

▪️أنا البحر في أحشائه الدر كامن، فهل سآلوا الغواص
عن صدفاته.

هكذا وبهذه الاقتباسة الخاصة للشاعر حافظ إبراهيم كان
يبدأ البرنامج الإذاعي الشهير "لغتنا الجميلة" من إذاعة
البرنامج العام القاهرة (1) .

لقد سبق أن ذكرنا من قبل في الجزء الاول رسالة امرأة
اسبانية لا تتحدث اللغة العربية إلا أنها كانت تحرص على
الإستماع لهذا البرنامج الجميل والذي كان يقدمه الشاعر
فاروق شوشة بصوته الهادئ وكأنه يخاطب هدوء الليل
وليس الساهرين على الإستماع إليه فحسب.

من الواقع

▪️ كثير من الأعاجم يشعرون بجمال اللغة العربية حتى
وإن كانوا لا يُحسنون التحدث بها .

وأذكر استاذي النرويجي انه كيف كان مغرما بالخطوط
العربية. ولما أحضر مرة لوحة تزينها خطوط عربية من
دولة عربية زارها، سألته بدهشة : هذه خطوط عربية؟!
قال : نعم أدري ، ولذلك جلبتها معي !

▫️انه لمن المبشر حقاً أن نرى أعداد من يحرصون على
تعلم اللغه العربيه يزداد يوماً بعد يوم ومن مختلف
الأعمار والجنسيات. الدوافع قد تكون عديدة لكن هناك
شيئ واحد يربط بينهم وهو انهم يزدادون ظمئا إليها
كلما نهلوا من معينها خاصة إذا ما وجدوا معلما يحببهم
إليها وأيضا إذا عرفوا فوائدها الصحية (للدماغ) والفوائد
الاقتصادية والعلمية والسياحية ، فضلا عن التواصل
الإجتماعي مع ثقافات عديدة .

مايا

▪️ وبما انه بالمثال يتضح المقال، فإن "مايا" مثل
يُحْتذَي به في هذا الدرب.

إنها فتاة تعود أصولها إلى شمال أوربا وأيضا إلى إحدى
دول شرق أوروبا. تبلغ من العمر 18 ربيعا.
منذ نعومة اظافرها نشأت وهي تحب اللغة العربية.
وقد ترجمت ذلك التَعَلُق بهذه اللغه الجميلة بأن بدأت
تتعلمها وتفانت في إذلال العقبات والصعوبات التي
كانت تواجهها ولا زالت، وهذا من أجل أن تستمر في
هذا الطريق المليئ بالتحديات لفتاة أوربية مثلها
وفي مثل سنها.

▫️ أصبحت "مايا" اليوم تكتب وتقرأ وتتكلم العربية
بل وتُعلٕم أيضا شيئا من مبادئها بعض المبتدئين.
والفضل بعد الله يعود لتعاون وتشجيع معلمها حفيد
سيباوي(2) القادم من بلاد المشرق مؤسس هذه
المدرسة منذ أكثر من عشرون عاماً وفي أقصى
شمال الكرة الأرضية حيث كثير من الناس يتوجسون
من مجرد سماع شيئا يتعلق بالعرب والإسلام .

بيئة التعليم

▫️ولا زالت عاشقة هذه اللغة "مايا" مستمرة في موازبة
دروسها في تلك المدرسة العريقة.

وإذا ما استمرت بنفس الوتيرة من الإجتهاد في التحصيل
الدراسي والانضباط والبحث نتوقع لها مستقبلا باهرا بإذن
الله وقد يكون لها أيضا اسما لامعا في هذا المجال الذي
سوف يفيدها كثيراً وتفيده أيضا.

إصرار

▪️ "مايا" عازمة على أن تواصل في هذا الدرب وتريد أن
تعزز ذلك بدراسة الأديان في تعليمها الجامعي الذي تتأهب
له في المستقبل القريب بإذن الله.

▫️كان بودي أن أتمكن من نصحها بأن تبحث أو تتقدم لمنحة
دراسية في إحدى الدول العربية ليسهل عليها التحصيل
اللغوي والتعمق في دراسة الدين عن قرب.

نرجوا لها كل التوفيق والسداد لما فيه الخير.


ــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش :

(1) https://youtu.be/2jWWBmnOQMk?si=9hKjESBNlUtosvQF

(2) القصد من حفيد "سيباوي" لكون كليهما من
أصول فارسية وليس لوجود صلة قرابه بينهما.


ــ........ راجي ..........ــ
📚 مقالات ومآلات 📚

Rajee 08-04-24 02:23 PM

رد: مقالات ومآلات....
 

رابط خاص بموضوع في قسم الطب العام ⬇️ :


الإضاءة وعلاقتها بالصحة

the-moon 08-04-24 09:03 PM

رد: مقالات ومآلات....
 
اذا كان للثقافة والفكر عنوان فعنوانهما راجي .

ممتن لك استاذي راجي ع المتصفح العظيم والمليء بالثقافه والعلم والمعرفة والادب

Rajee 14-04-24 12:33 AM

رد: مقالات ومآلات....
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة the-moon (المشاركة 12615276)
اذا كان للثقافة والفكر عنوان فعنوانهما راجي .

ممتن لك استاذي راجي ع المتصفح العظيم والمليء بالثقافه والعلم والمعرفة والادب

بل الشكر والامتنان لك أخي الكريم

the moon

دمت بخير


Rajee 14-04-24 01:05 AM

رد: مقالات ومآلات....
 

Rajee 15-04-24 07:58 AM

رد: مقالات ومآلات....
 

▫️ النساء والرحمة الإلهية ▫️



تسائل معتاد سماعه؟

▪️قد يسأل سائل في حيرة :
لماذا لم يبعث الله رسولاً من النساء؟

من البديهيات المعلومه بالتجربة أن أغلب الناس يحبون الفرد
الصالح لكنهم للأسف ليسوا كذلك مع المصلح إن كان فرداً أو
جماعة. فإنهم يختارون على الأغلب الإصطدام به/ بهم بدلاً من
الحوار الهادئ معه هذا عندما يرون ما يدعوا إليه من إصلاح
الحال يتعارض مع قناعاتهم وموروثاتهم التي رانت على قلوبهم
وإن كانت ضلالا ومعصية ومضرة صحية أيضا كشرب الخمر
وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وغيره.

لذلك لم تكن مهمة الرسل والأنبياء سهلة بل وفي كثير من الأحيان
لا يحتمل أو يطيق تبعاتها ومسؤولياتها إلا ذوي العزم والصبر من
الرجال وليس كل الرجال أيضا بل من يختارهم الله بعناية وتربو
على عينيه، ففي هذه المهمة كر وفر وعيش في البراري والصحاري
بل وتهديد ومحاولة رجم بالحجارة وحرق وضرب بالفؤوس ونشر
بالمنشار كما حدث لسيدنا زكريا ويحيى وإبراهيم وغيرهم عليهم
وعلى نبينا الصلاة والسلام.. والأمثلة كثيرة يضيق بها الحصر.

إعفاء باطنه الرحمة

إن الإعفاء من الخدمة في الجيش لمن ملك العذر فيه رحمة ويسعد
بمثل تلك المراعاة كل من تم إعفاءه والاستثناء لا يخل بالقاعدة.
وان عدم تحميل الأمانة لمن لا يطيق حملها فيه شفقة ورحمة :
((إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن
يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا))
سورة الأحزاب

هذا رغم بعد المقارنة لوجود شيئ من الاختلاف بين العرض والتكليف.

وقد كان إعفاء المرأة من هذه المهمه من عند خالقها لأنها لا
تناسبها حتى لو كانت قوية في البدن وفي العقل لكن الطبيعية
الفسيولوجية وانعكاسات بعض الجوانب منها تناسب في أمور
أخرى مهمة أيضا يعجز الرجل عن القيام بها.

فالله الذي لا يكلف نفسا إلا وسعها كان أرحم من أن يحمل النساء
فوق طاقتهن وقدرتهن. حتى عندما حمل الله أم موسى عليه
السلام بعض المسؤوليات، كادت لا تنجح فيها : ((وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ
مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ *إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا* لِتَكُونَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)) القصص (10)

أما سيدنا ابراهيم عليه السلام عندما امتحنه الله وطلب منه أن
يذبح فلذة كبده الذي أتاه عند الكبر، امتثل لأمر ربه دون تردد رغم
أنه عُرف عنه بأنه أواه حليم. فليس في كل اختبار ينجح من يثير
عنفوانه الغبار. ورب حليم كان أكثر إتقانا لصولة وجولة
من زعيم عظيم.

إن البلاء ومعاناة الإمتحان الذي يمر به الأنبياء والرسل كبير ويحتاج
إلى رباطة جأش ومهابة وعدم وجود عوائق طبيعية أو عرفية. فضلاً
عن أن المرأة أكثر تعرضا للمصاعب والمخاطر عندما تختلط بالناس
أو تسافر دون مرافق.

وقد استصعبت مريم الصديقة المهمة التي حملها الله لها حتى تمنت
دونها الموت : ((فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ *يَا لَيْتَنِي
مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا)*) (23) مريم

هذا رغم أن الملَك المرسل إليها كان قد شرح لها طبيعة المهمة
والدور الذي سوف تقوم به :
((قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّىٰ
يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَٰلِكِ
قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ
أَمْرًا مَّقْضِيًّا)) مريم

لم يقل لها أن دعاء والدتك الذي استجابه الله لها سيجعل من
إبنك رسولا ونبيا بدلا منك وقد أكتفي بأن جعلك صديقة وفي
مرتبة العليين رحمة بك. فانت لم تتحملي هذا فكيف بالتهديد
بالتعليق علي أخشاب الصليب بعد تشرد وعيش في البراري
كما سوف يتحمله إبنك عيسى.

وبدلا من ذلك وبعد ما عذر ربها ضعفها أرسل إليها من يواسيها
ويدلها على أنسب طعام لها : ((فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ
جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ
عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا)) سورة مريم

حزم ولين

▪️ رغم أن الله الذي وسعت رحمته كل شيئ، كان حازماً في
تعامله مع أغلب الرسل (ومن الرحمة أن تقسوا أحيانا) وكذلك
مع الصحابة من الرجال : (( إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ
الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا)) الإسراء (75)

وقد كان أكثر لطفا بالنساء مثل الصديقات والصحابيات بل
وحتى زليخة زوجة عزيز مصر لم يذكرها الله إلا بما فعلت
وكان رحيماً بها.

وقد اهتم وأولي عنايته بشكوى امرأة صحابية :
((قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى
اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)) (1) المجادثه

عظم التفضيل والبلاء

▪️ فكلما كان هناك نعمة في التفضيل،
كان هناك أيضا عظم في البلاء.

((يا ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ ...)) المائدة

وان قوة الإيمان من أعظم النعم على العبد، والناس يُبتلون
على قدر إيمانهم كما ورد في الحديث وعلى قدر تحملهم
للعسرات : ((قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا )) الكهف

﴿ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ *وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا*﴾
الكهف

وفي حديث شريف:
(أشدُّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ ، ثم الذين يلونَهم ، ثم الذين يلونَهم)
صحيح الجامع

رحمته بالنساء

▪️ وقد كان الله رحيما بالنساء إلى درجة أنه لم يذكر منهن
بلوم أو توبيخ إلا حمالة الحطب. ورغم أن بعض القوم ألقوا
باللائمة على حواء في خروج آدم من الجنة إذ قالوا أن حواء
هي التي ضغطت على آدم حتى يطيع غواية الشيطان وياكل
من الشجرة المحرمة.
لكن ، وحتى لو كان هذا يحتمل قدرا من الصحة بعدم إنكارها
للمنكر، فإن الله ألقي اللوم على القائد صاحب القوامة الذي
حمله الأمانة ولم يلقي اللوم كله على حواء التي عوقبت أيضا
بما عوقب به آدم (النفي من الجنة إلى الأرض) ربما لعدم تبرؤها
من أمر المعصية بل والمشاركة فيه بدلاً من امتناعها عنه ونهيها
ونأيها عنه معذرة الى ربها، إذ وهبها الله العقل أيضا.

وكذالك لم يذكر الله زوجة يعقوب عليه السلام بشيئ حتى لو
كانت هي التي تحرض ابنائها على يوسف الصديق عليه السلام
كما يحلو للبعض تداول ما ورد في الإسرائيليات.
ولم يشنع زوجة لوط أو نوح بل ذكرهما ذكرا عاديا يقتضيه
وصف الحال والاستثناء ؛
((إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ)) الصافات.

لكن بالنسبة لابن نوح فقد كان القرار الصادر من الله
لسيدنا نوح قاطعاً :

((وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ
وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ *قَالَ يَنُوحُ إِنَّهُ لَيْس مِنْ أَهْلِك إِنَّهُ عَمَلٌ
غَيرُ صلِح فَلا تَسئَلْنِ مَا لَيْس لَك بِهِ عِلْمٌ إِنى أَعِظك أَن تَكُونَ
مِنَ الْجَهِلِينَ*)) هود

لذلك

بدلا من أن يُكثرن بعض النساء الجدال حول هذا الموضوع
الأفضل أن يتوجهن إلى الله بالشكر لهذا الإعفاء الرباني من
حمل ثقل الرسالة التي قد تأبي الجبال والسموات
والأرض عن حملها..

فكلما كان فينا ضعفا خفف الله عنا ليرفع الحرج عنا.

((ٱلۡـَٔـٰنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمۡ وَعَلِمَ أَنَّ فِیكُمۡ ضَعۡفࣰاۚ فَإِن یَكُن مِّنكُم
مِّا۟ئَةࣱ صَابِرَةࣱ یَغۡلِبُوا۟ مِا۟ئَتَیۡنِۚ وَإِن یَكُن مِّنكُمۡ أَلۡفࣱ یَغۡلِبُوۤا۟ أَلۡفَیۡنِ
بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ﴾ [الأنفال

ـ.........
راجي

Rajee 19-04-24 08:00 AM

رد: مقالات ومآلات....
 

إيران إلى أين ؟



من أجل التقوى

وبما أن شنآن الشيعة وجورهم وتقيتهم لن يجرمن على ألا نعدل معهم،
لا خشية منهم لكن خشية الإبتعاد عن التقوى (¹) فإنه ومن الناحية
العسكرية ليس هناك مآخذ كثيرة على العملية الإيرانية الأخيرة ضد
إسرائيل ، وإن كانت قد افتقدت أهم عنصر وهو عنصر المفاجأة
. فليس من المنطق أن تقول لعدوك استعد اني قادم لاهاجمك
وتخفى مني حتى لا تصاب بخسائر !

▫️ أما فيما يخص الموجات المتوالية من زخات المسيرات
والصواريخ الفارغة (بدون رأس متفجر) مبدأ سليم إذا كان
يراد منها تضليل الدفاعات الجوية للطرف المناوئ واستنزاف
مخزون خزانات أسلحته الدفاعية تلك لتقوم الصواريخ الحاملة
للرؤوس المتفجرة بمهمتها وهي دك مواقع سبق اخلائها
في إطار هذه اللعبة.

▫️ قد يقول قائل أن الشيعة لا يلعبون وما كانوا سيقدمون على
مثل هذه الخطوة لولا إكتمال برنامجهم النووي للأغراض العسكرية
(قنابل نووية صغيرة أو "قذرة" تحملها المسيرات). وهذا كلام
صحيح أي أنهم لا يلعبون ولكن السؤال مع من؟
والجواب معروف وليس لهم عدو غير أهل السنة فمن شاء
فاليسأل أطفالهم الذين ارضعوهم كراهية أهل السنة والتحريض على
اجتثاثهم من ديارهم كما فعلوا في أكثر من بلد عربي. وقد حاولوا في
أفغانستان ولا زالوا لكنهم فشلوا.

مهرجان بالصواريخ

▪️ لكن عندما يتمادى المهرجون في اللعب بالنار على خشبة
المسرح أو على المسرح الخشبي، فليس من المستبعد أن
يشب الحريق في تلك الخشبة ويحرق أيضا الأيدي التي
تسببت باشعال النيران . هذا اذا ما خرجت الأمور عن نطاق
سيطرة هؤلاء المهرجون في منطقة تعتبر محطة بنزين العالم.

فالتهريج في المسرح الروماني كان يعتمد في الأساس على
افتعال صراع متفق عليه يتم تنظيمه وترتيبه مسبقاً ليتحول
بعد ذلك إلى مشهد دموي ينتشي جمهور الطبقة المخملية
بمشاهدته كما يحدث اليوم في منطقة أو مسرح الشرق
الأوسط ولكن مع اختلاف نوعية الجمهور ورد فعله والوسائل
المعاصرة لهذا المسرح الحديث الذي يعتمد في أدواته على
الصواريخ والمسيرات وحرب الإعلام والأعصاب ليخدم
مصلحة الأطراف الرئيسية المتصارعة ولو شكليا وهذا من
أجل خداع الضحية التي يتم استباحة أرضها وعرضها
وسماءها وبحارها دون مراعاة لأي قوانين دولية أو
أعراف إنسانية.

فمرة يتخذون من أراضي تلك الضحية درعاً لأراضيهم
وقواعدهم ومرة أخرى يجعلونها ضرعا يحلبون حليبها
بل وكل ثرواتها وخيراتها حتى لو كانت عقول نازفة أو
قبور وآثار الأجداد التالفة .

الذهب الأسود

▪️ فأدعياء الحفاظ على البيئة مهما ادعو اقتراب استغنائهم
عن الوقود الأحفوري فإننا نرى عالمهم يصبح أكثر شرها وعطشا
إليه بل ويزداد مقاومة للفطام منه كما يفعل الطفل الرضيع مع
الفرق بين البراءة والدناءة، بالطبع. لذلك لابد من المعذرة لأتباع
الفطرة من الرضع والمفطومين .

وليس غريبا أن نرى تلك الفئة الشرهة مستعدة لخوض حروب
لا تنتهي ودون أن تستحيي من شيئ.

إلى أين؟

▪️ ايران تهوي لهاوية سحيقة بسبب اعمالها الشريرة ومكرها ،
لكنها تريد أيضا ان تأخذ معها كل المنطقة إلى تلك الهاوية.
فالمجوس الجدد عشاق اللطم وكبيرهم الذي علمهم السحر
والنحر تربي في الدهاليز المظلمة للمخابرات الفرنسية التي لا
تتمتع بنفس ذكاء الانجليز الذين يفضلون امساك العصا من
الوسط. وأنهم اي الشيعة لا يحقدون على العرب أو المسلمين
فحسب بل يفعلون ذلك أيضا حتى على جمهورهم الفارسي في
الداخل إذ يبيتون له الإبادة بعد أن ارهقوه بالحروب وبالخُمس
وبالمخدرات وبالتجويع والترويع والتهجير. فالحقد او النفس التي
تعودت على ذلك لا تعترف بانفصام الشخصية (الشيزوفرينيا)
والدليل على ذلك اللطم وتعذيب النفس والرضع إلى حد السادية.
لكن ما نستغرب له هو عدم تدخل المنظمات المعنيه بحقوق الطفل
التي ما فتئت تصدعنا عندما تكتشف زواج "قاصرة" سنية تبلغ من
العمر 17 عاما، أما لو كانت شيعية أو أمريكية مورمونية أو من
الحريدم فلا بأس!

حرب المضائق

▪️منطقة المضايق : هرمز ، باب المندب ، جبل طارق ,
البسفور يتواجد فيها المسلمون ويستطيعون اغلاقها
بحجر المنجنيق ليتوقف العالم عن التنفس! لذلك يُراد
لهم ان لا يكون عندهم سلطان عليها بل وعلى كل البلاد
التي حولها.

وملالي إيران يعتبرون الاداه المنفذة لهذا المشروع الكبير
. وهم وحلفائهم في عجله من امرهم لتنفيذ ذلك لكن وكما
عودتنا الاقدار قد تجري الرياح بما لا تشتهي سفنهم
وبوارجهم وغواصتهم بإذن الله.
ويمكرون يمكر الله والله خير الماكرين.


ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(¹) ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ
بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ
اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ
خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) المائدة

........
راجي


الساعة الآن 02:27 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir