منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   قسم القصص والروايات (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=71)
-   -   همسات ليلة قمرية( قصص معبّره ) (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=555346)

Rajee 29-09-13 01:56 PM

همسات ليلة قمرية( قصص معبّره )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قد لا تحوي هذه القصص متطلبات القصة من تحديد
لزمان ومكان وقوع الاحداث وهذا امعانا في الصدق
دون الحاجة الى المواربة او تورية بعض الجوانب.
فالتركيزا ينصب على العبرة ففي القصص عبر , واذا
اختلط فيها الواقع بالخيال فإن في الواقع لاغرب
من الخيال.

فخذوا ما صفا وضعوا الذي فيه كدر كما درجنا ان نردد.

همسات ليلة قمرية


كالعادة لم يبخل الصيف بدفئه المعتاد, ولا القمر بنوره الساحر الوضاح
مبددا ظلمات الليالي القصيرة ومخفيا وراء نوره الكثير من النجوم
والكواكب التي كانت تزين السماء مترورقة فيها ومرسلة خيوط ضوئها
بحرية أشبه بحرية الأطفال قبل أن يحل الليل ويدفعهم للاختفاء وراء
جدران منازلهم بعد أن شبعوا لعبا وتعبا تحت نور شمس الأصيل
وبدايات خيوط ضياء القمر. لكن الكثير من البالغين أغرتهم
روعة المناظر تحت ضوء القمر, كما شجعهم دفئ الطقس للخروج إلى
الشوارع والحدائق. كأنهم يريدون أن يحلو محل الصغار ليشبعوا
بدورهم لعبا وتعبا ولكن بطريقتهم.

وكل إناء بما فيه ينضح

قد اخترت حديقة تكثر فيها التجمعات في شكل دوائر ينطلق من بعض
أفرادها همس القصص والحكايات والنقاش الهادئ وكأن نور القمر
يقف رقيبا علي صوتهم. فكان لحسن الإصغاء مكانا أيضا.

إن كان فضولي قد قادني إلى تلك الحديقة راضيا إلا أن حيرتي في
اختيار من اجلس معهم لم ترحمني, فقد استبد بي الطمع والتلهف للمعرفة.
يكفي أنني ضيعت في التفكير وقتا زادني حيرة وندما.

فأسرعت نحو إحدى التجمعات مستأذنا بالجلوس معهم فلم
يمانعوا كعادتهم كما يبدوا.
ولم اعد غريبا بينهم بعد أن اكتشفت أنهم لا يتذكرون أسماء
بعضهم جيدا وهذا ما زادني شجاعة للسؤال والكلام.
كما أن وقارهم كان يحثني على حسن الإصغاء.
وجوه تبدوا عليها الحكمة التي خلفتها خبرة السنين الصاقلة,
فكان كل إناء بما فيه ينضح.

شقاء عمال المناجم

بعد انتهاء القصة أو الكلام الذي لم أوفق بحضور بدايته بدأ بالتكلم رجل اشتعل
رأسه شيبا ونور القمر زاده اشتعالا, فبدأ قائلا: إن لم يكن وجهي يصدق مخبرا
بشقاوة عمال المناجم في بلادي, فإن خشونة يدي المنفرة والتواء ظهري
لأصدق مخبر, وما دفعني للعمل في ذلك المنجم إلا عسرة العيش ومهانة السؤال.

قبل ذلك كنا نعيش في أمان وسعة, هذا قبل أن تحرق بيوتنا ومزارعنا من قبل من
اعتبرناهم ضيوفا في ديارنا, فأصبحوا ملاكاها رغما عنا, وجعلونا ضيوفا فيها بل
وقطعانا لهم نعمل من أجلهم مقابل ما تجود به موائدهم من فتات وجيوبهم التي
ملأناها لهم بخيرات بلادنا.

كم كان قلبي يحترق حنقا عندما كنت أرى في المنجم الماس والذهب وغيرها من
المعادن التي نستخرجها بشقاء ثم يأخذها منا الرجل الأبيض ليستعبدنا بها.

تناقضات الإنسان

إن الناس في بلادي أحياء يعيشون لكن ما ذلك بعيش, مساكنهم أكواخ أشبه بعش
العصافير, وان عملوا فإنه للشقاء وليس للكسب. ليس للكثير منهم الخيار في أن
لا يستخرجو خيرات أرضهم المنهوبة من الذهب والفضة والماس وغيرها,
وأجسادهم تتسبب منها عرقا ودما, ليحيى بها ما يسمون بالأسياد, في جنات
أرضية أشبه ما تكون بالخيالية.

لا نعلم لماذا يكرهوننا؟ رغم كل ما فعلناه ونفعله من أجلهم. ليس لنا يد في وضع
ألواننا وان كنا نفخر بما وهبنا الخالق, ولا اعتقد أن السبب هذا أو ذاك. إذ أنني
مررت بتجربة لا أقول إنها حدثت صدفة بل كانت حدثا أتى معلما لي ولغيري لما
يبدوا في الظاهر وغير ما يكنه الصدر وما يتبعه من فعل.

ففي احد الشوارع المزدحمة كانت تمر سيدة بيضاء وكان برفقتها كلب اسود اللون,
ولكون الحيوان لا يعرف العنصرية اتجه نحوي مقتربا مني فجعلت ألاطفه لكن
السيدة أسرعت مهرولة نحونا وهي تطلق السموم من لسانها: كان يجب عليك ألا
تلمسه, أنسيت انك اسود؟ فرددت عليها قائلا: ألا ترين أن كلبك اسود اللون أيضا؟
فبهتت للحظة إلا أن ما رضعته من عنصرية لسنين طويلة تغلب على فطرتها التي
كادت أن تظهر في ذلك الموقف. وهكذا تغلب الطبع على الفطرة عند تلك السيدة.
فإنها وبلا شك تحب ذلك الكلب مهما كان لونه وشكله وقد تكون اختارت ذلك اللون
الأسود بعينه عامدة تقليدا أو إرضاءً لنفس راغبة. كما يحدث أن تجد ذلك اللون مغطيا
سطح بعض ملابسها ولا يقتصر ذلك على كلبها الذي قد يضرها أكثر مما ينفعها.

ومع ذلك تراها تكره نفس ذلك اللون عندما يكون على جسم إنسان ما فتئ يخدم
مجتمعها بعرقه ودمه! وهكذا الجمال والقبح ليست أسبابا ترتكز على الحقائق لتضليل
هذا وإشقاء ذاك إنما هي مجرد ذرائع غير منطقية تبيح اغتصاب شرف وأملاك الغير
من الضعفاء وفي عقر دارهم.
لا احد من الشرفاء في هذه الدنيا يرضى أيا كانت الذرائع أن تحتل داره ويطرد منها
أو يعيش فيها خادما وعبدا للسارق والمغتصب.

لقد كان الكثير منا هنا يظن من قبل, أن اختلاف العقيدة هو سبب أيضا لما يعاملوننا به,
لكن اعتناق البعض منا لعقيدة المحتل لم يشفع لهم, وبالتالي لم يحسن من وضعهم.

الحق لا يعطى ولكن...

لقد تعلمت حقا بمرور تلك السنين العجاف الكثير, وما استخلصته من ذلك هو أن الحق
لا يعطى لكن يجب أن ينتزع, ولا يمكنه أن يأتي بالرقص أو الانتظار أو بالإضراب في
السجون مهما طال أمده أو بمثلها من الوسائل التي لا يعيرها الاهتمام من خلا قلبه من
الإنسانية, وما أكثرهم, لذلك لا يمكنك دائما أن ترش بالماء من يرشك بالنار,
النار تواجه بالنار, والبادئ اظلم. لا بد من القصاص لاستمرار الحياة الكريمة..
وإلا كان مصيرنا كمصير الهنود الحمر, إبادة شامله بالأسلحة التقليدية أو
البيالوجية أو غيرها.

من يعطي الأحمق خنجرا يصبح قاتلا هذا ما يقوله المثل الإنجليزي الذي ما فتئ أصحابه
يمدون الحمقى في بلادنا بالخناجر وغيرها من الأسلحة المتطورة.. ما أكثر من يقفون
اليوم وراء المغتصب من دعاة الحرية المزيفة.لكن لا بد للحرية الحقيقية من ميلاد,
لتقام الأفراح على أنقاض ومآتم الحرية المزيفة التي أشقت دعاتها, وضحاياها الذين
لم يعرفوا لها طعما سنين طويلا.

لقد زادت عينا الرجل توهجا وهو يقص قصته تلك, يعقب ويعلق عليها, إلا أن قلبي
أيضا كان متعلقا بما يحكى في التجمعات الأخرى لكن الأصوات بدأت تخفت بعد أن بدا
القمر يبتلعه ونوره معه ذلك الجبل الشاهق. ثم بقيت الهمسات, فقد اختفت الوجوه تحت
ستار الظلام, وسماع المتكلم دون رؤيته يقلل التركيز ويجلب النعاس, ولا يحلوا لقصاص
الكلام دون وجود من يحسن الإصغاء, فهيا بنا نختفي بدورنا, لكن ليس وراء الجبل بل
وراء الجدران مع الصغار النائمون, فقد اختفى ما شجعنا للخروج,


فما أحلى السمر تحت ضياء القمر.

......
راجي




Rajee 29-09-13 02:05 PM

أين زوجي؟!
 


أين زوجي؟!

أثناء قيادتها للسيارة في احد الطرقات في مدينة
أوربية لمحت رجلا ضخما يمشي على رصيف المشاة.
أبطئت السرعة وتتبعته بنظراتها السريعة انعطف
الرجل إلى اليمين داخلا طريقا جانبيا ضيقا,

لم تضيع وقتا اتبعته بسيارتها التي بدت وكأنها تمشي الهوينة.
دخلت شارعا يشبه الزقاق ينتهي إلى ساحة محاطة بالمباني
لاحظ الرجل دخول سيارة غريبة إلى الساحة.

فجأة توقفت السيارة خرجت منها امرأة أنيقة تهم بالتحدث
إلى الرجل لكنه بادرها قائلا: هذا المكان خاص وليس
مسموحا للغرباء ان يوقفوا فيه سيارتهم.
قالت له دون أن ترد على كلامه: أين سبق لي ان رايتك من قبل؟
قل لي هل سبق ان ذهبت الى العراق؟
لم يخفي الرجل دهشته فرد عليها بسؤال:
لما تسالين؟ نعم سبق ان مكثت هناك فترة

فقالت السيدة: الست انت ورفاقك الذين داهمتم بيتي ليلا
وروعتم اطقالي النيام واوسعتم زوجي المريض ضربا
امامنا ثم اقندتموه الى حيث لا اعلم عنه شيئا حتى الان؟
قل لي اين زوجي؟ الي أي مصير سقتموه؟

ازدادت دهشة الرجل لكنه اراد ان يخفي ذلك بقوله: لقد سبق ان قلت ان
هذا المكان خاص وعلى السيارة وصاحبتها ان يبتعدا من هذا المكان.
استشاطت السيدة غضبا وقالت للرجل: اتتكلم عن الخصوصية؟
انت واسيادك آخر من يتكلم عن احترام الخصوصية.

انتم تجاوزتم كل الحدود وعبرتم البحار والقارات وكسرتم باب
منزلي بدلا من طرقة بادب!
هجمتم علينا كالوحوش ولم تستاذنوا اصحاب الدار للدخول اليها كما يجب,
ثم تاتي وتقول لي في وضح النهار انني انا المخطئة بتواجدي في مكان
مفتوح ليس فيه باب يطرق ولا بواب يستاذن!

لماذا يجب ان نقدس ونحترم خصوصياتكم, وخصوصياتنا لا تحترم بل تنتهك؟!
من الذي عبر البحار والقارات ليقتل طفلا بريئا مغشوشا بالمستقبل الباهر,
ويستحيي امرأة مخدوعة ببريق الحرية والمساواة,
ويعذب رجلا انتظر واهما عدالة لا ينالها الا فئة قليلة منكم؟

مالكم كيف تحكمون؟
لا يمكنني ان اقبل قانون الاستعباد هذا.




-----------------------------------------------

(النص الاصلي كتبته بلغة اوربية فمعذرة
اذا كان هناك ركاكة في الترجمة)

.....
راجي

Rajee 29-09-13 03:18 PM

الاســـد غلب الاســــــــد
 


الاســـد قتل الاســــــــد


يبدوا ان لمبدأ الفيلسوف الجريئ والطفل البريئ
اثتثناء يتوارى فيه لصالح تقتضيه الحكمة, اي لا
يمكن تطبيقه دوما وفي كل الحالات,فلا بد ان
نغض الطرف عنه في مثل الحالات التالية:

يحكى ان زوجا قتل فأرا في بيته ولما عادت زوجته
التي كان ينتظر عودتها من زيارتها لترى بطولته
اجبرها المشهد لان تسأل قائلة: من قتل الفأر؟
فكان الجواب منه: انت طالق, عودي الى بيت اهلك!
فلما عادت الى امها باكية سالتها امها عن سبب
عودتها المفاجئ فقصت لها ما حدث.

ذهبت الام على عجل الى زوج ابنتها قبل ان
ينتفي المشهد فلما راته كما هو ممسك العصا والفار
معروض امامه ليظهره لمن يشاء قالت له بعد السلام:
من قتل الاسد؟
اجاب مسارعا والبشر والفخر يعلوا محياه:
الاسد قتل الاسد, فالتعد ابتك الى بيتها.
.
.
.
وهكذا رممت الام الحكيمة بيت ابنتها
بحنكة تدل على فهم لطبع بعض الرجال
الذين يصطنعون البطولات فيصدقونها
على وهم منهم وكانهم خاضوا ام المعارك
وانتصروا فيها.

هذه القصة ليست من نسج خيال وانما من
التراث المليئ بمثل هذه الكنوز وقد كانت من
قصص الوالدة حفظها الله والتي احرص
على تدوينها.

الواقع مليئ بامثال ذلك الرجل
الذي يتوهم البطولات.

:
:
:
:

الرسول علية افضل الصلاة والسلام كان خبيرا
بنفسيات ومعادن الرجال فقد مدح قدر الصحابي الجليل
ابا سفيان داهية العرب عن جدارة لما قال: من دخل بيت
ابا سفيان فهو آمن. فالرسول كان يعلم ان ابا سفيان
يحب الرئاسة.

وقد نصحنا بمثل هذا اخ كريم لما شكونا من
رجل كنا قد اتخذناه مسؤولا عن مشروع انساني
فاتعبنا ولما طبقنا النصيحة وجدناه يتفانى في العمل.

اما قصة الطفل البريئ والفيلسوف الجريئ
لنا معها وقفة اخرى في موعد آخر ان شاء الله.

,,,,,,,,
راجي

موجه هادئه 30-09-13 09:39 PM


قصص ممتعه ومعبره أخوي راجي ،،

استمتعت بقراءتها كثيراً كما لم أستمتع منذ زمن ،،

بانتظار قصة الطفل والفيلسوف

كل الشكر لك ،، وأهلاً وسهلاً بك معنا :)



Rajee 06-10-13 05:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موجه هادئه (المشاركة 10444060)

قصص ممتعه ومعبره أخوي راجي ،،

استمتعت بقراءتها كثيراً كما لم أستمتع منذ زمن ،،

بانتظار قصة الطفل والفيلسوف

كل الشكر لك ،، وأهلاً وسهلاً بك معنا :)



يا هلا باختي الكريمة

موجة

يشرفني حضورك القيم

فشكرا لك ولكلماتك الجميلة

قصة الفيلسوف الجريئ ................

ستكون هنا وبين يديك حالما اعثر عليها

بين اوراقي المبعثرة في هذه الفترة.

وهناك قصص اخرى احاول ترتيبها.

اهلا بك مرة اخرى اخيتي

Rajee 06-10-13 11:13 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في القصص عبر والكتابة خير وسيلة لتدوينها وحفظها من الضياع
وان الكتاب المحترفين يجيدون صياغة القصص الى درجة تبدوا
القصة الخيالية واقعية فهم يجيدون وضع الخلفيات وضبط الصور
والمواقيت التاريخية. اما جداتنا فيروين القصة على السجية
وببراءة حتى ان اضافاتهن "للتوابل" المبالغ فيها احيانا لاتنطلي
الا على الطفل البريئ الذي يصدق بل ويحب طريقتهن.

لكن مهما كانت صياغتهن ضعيفة الا انه غالبا ما تفرض الحقيقة
والواقعية نفسها بين السطور, هذا مهما استهجن بعض الكبار
اسلوبهن واعتبروا حكمتهن تسلية وخبرتهن لا تمت بصلة للواقعية,
بل ان ضعف صياغتهن قد يكون هو ما يميز اسلوبهن الادبي
المختلف عن غيرهن وهذا يعطي انطباع او نكهة قصص
الاجداد او الجدات التي لا تفارق ذاكرتنا.

عند قراءة مثل تلك القصص يجب ان لا ننسى ان في الواقع
ما هو اغرب من الخيال ولسنا ملزمين بتصديق كل شيئ لكن
علينا باخذ ما صفا ونضع الذي كدر.
.
.
.
الفيلسوف الجريئ والطفل البريئ


يحكى انه كان هناك إمبراطور شديد الولع بالملابس الجديدة
فكان ينفق الاموال على ترفه وملابسه ليبدو أنيقا دائما.
وفي يوم من الأيام أعلن الإمبراطور عن جائزة مالية ضخمة
لكل من يستطيع تصميم ثوب جديد له، فيأتي خياط من عامة
الشعب ويصمم له ثوبا وهميا ادعى انه ثوب فريد لا يراه الا
الاذكياء ويقنعه بجمال الثوب فيخلع الإمبراطور ملابسه
ويلبس الثوب الوهمي ويخرج إلى الشارع في مهرجان عام
عاريا ليحتفل بالثوب أمام شعبه، جامله الناس واحتفلوا معه
بالثوب الجديد وكل منهم خائف من الملك وحتى لا يقال عنه
انه غير ذكي ان قال حقيقة ما ترى عيناه, إلى أن مر موكب
الإمبراطور من أمام طفل بريئ فضحك الطفل وصاح:
" الإمبراطور عريان"

عندها عرف الإمبراطور الحقيقة، والشعب أيضا تشجع على
معرفة الحقيقة لما انقشعت غشاوة التعامي والمجاملة والخوف.
فالطفل البريئ لا يرى ما يراد له ان يرى لكنه يرى حقيقة
ما تراه عيناه في الواقع وكذلك العالم الجريئ او الفيلسوف
الجريئ يتفردان بقول الحقيقة وبشجاعة.

وقد ذكر الدكتور مصطفى محمود في مقالته تلك ان في امريكا
يضعون في متاحفهم "صفيحة زبالة" فقط لكون عمرها تجاوز
مئتا عاما وهذا لانهم لا يملكون تاريخ فيحاولون صنع تاريخ.
عند قرائتي لتلك المقالة تذكرت انه لو مر طفل بريئ على مثل
هذا المعرض لقال عن صندوق النفايات القديم المتربع في
المتحف: اف, هذا صندوق قديم جدا للنفايات لما يضعونه هنا
في هذا المكان الجميل؟ لما لا يتخلصون منه؟ هذا ليس مكانه.
وهكذا...


راجي

Rajee 07-01-14 04:24 PM

فتاة تتبختر كما لو انها...
 
السلام عليكم



حكمة الشيخ علي


وكما لو أنها لا......
هذا ما قاله الشيخ الحكيم
عن فتاة في كامل زينتها خطفت
أنظار وانتباه تلامذته.
حدث هذا على ربوة بالقرب من بيت القرآن
(الكتاب او الخلوة كما يسمى في بعض البلدان)
في مدينة هادئة تحوطها جبال شامخة
خالية من المصانع لكنها غنية بالمزارع.

الأصوات القرآنية الصادرة من بيوت القرآن كأنها تصعد
لتعانق تلكالجبال ثم لا تلبث أن تتنزل مرة أخرى بفعل
الصدى لتنشر السكينة على أهل تلك
المدينة فتبدد وحشية الصمت.

في فصل الخريف عندما تهطل الأمطار ليلا وتسطع الشمس نهارا
ينعكس شعاعها في الرمال الفضية التي تمتص بدورها ما فاض
من الماء فتبدوا كالأسنان الناصعة يحلوا لأهلها أن يتغنون به كما
يتغنون بمحاسن فتياتها الشاربات لمائها العذب, هكذا يتغنى البعض
منهم بكلمات عفيفة لا تجرح أذن السامع الحيي.

انتم في جنة الدنيا!
قالها مسؤول زائر من ارض الحجاز لسكان تلك المدينة التي
تحفها بساتين مزينة بألوان من الثمار تشتهيها الأنفس,
ويتوسطها وادي يزوره الماء العذب في كل حين.

أما الخضرة المبهجة فاليتحدث عنها من يعرفها ومن لا
يعرفها أيضا وبلا حرج! فالخيال أوسع من الواقع وان كان
الواقع أحيانا اغرب منه.

إلا أن الدوام لله,
فشتان بين الأمس واليوم في ما يتعلق بمناظرها وحالها
الذي قد يكذب وصف من عرف تلك المدينة الصغيرة.

رجل نحيل الجسد لكنه مهاب صلب كالحديد حازم إلى درجة
القسوة ومع ذلك كانت الحكمة تأبى إلا تظهر منه في بعض
المواقف التي تتطلب ذلك.

هذا المقرئ او الشيخ كما اعتادوا تسميته بذلك هناك,
كان يشرف على عدة صفوف منظمة المراحل والدرجات
من تلامذة حفظ القرآن. وكان يوكل لكل صف مراقب ونائب
لا يسمحون أن تزيغ أعين التلامذة عن ما كتب في اللوح,
المحفوظ غالبا.

ومع ذلك ....
أغرت تلك الفتاة الأعناق أن تشرئب لها عندما ظهرت تتبختر بملابسها
القصيرة, وتتمايل فتمشي الهوينة, في الشارع المجاور, المكشوف
لدار القرآن. وكأن كل هذا لم يكفها فكانت تضرب بكعبيها الأرض وكأنها
تقول لمن فاته الانتباه: نحن هنا!
كل أنظار التلامذة تحولت تجاهها ترمقها, وتركوا ما كانوا يقرأون!

الشيخ الحازم في موقف لا يحسد عليه إلا انه أدرك أن
الحزم لا ينفع في هذا الموقف, فلا بد من حكمة تخرجه منه,
فقال بصوت مرتفع: كما لو أنها لا تحمل في بطنها العذرة!

ضج المكان بضحك التلامذة وظهرت علامات التأفف في وجوههم
وألسنتهم, فتوارت الفتاة عن الأنظار مسرعة والخجل يطاردها ولم
تتجرأ بعد ذلك أن تظهر في شوارع تلك المدينة عيانا فضلا عن أن تكرر
فعلتها تلك مرة أخرى.
فجنت على نفسها براقش, كما يقال.

..............
سردت القصة بعد أن حكى لي أخ ثقة كان تلميذا للشيخ علي.
رحم الله الشيخ فقد عرف عنه انه كان حكيما بقدر ما كان حازما.
............

وربما تذكرنا هذه القصة بقول إمام التابعين "مطرف بن الشخير"
للأمير يزيد بن المهلب الذي كان من الأمراء المشهورين وكان ذي
عجب وكبر, فرآه الإمام رحمه الله يسحب حلته فقال له :
إن هذه المشية يبغضها الله , فقال يزيد: أو ما عرفتني؟
قال بلى أعرفك: أولك نطفة مذرة , وآخرك جيفة قذرة,
وأنت بين ذلك تحمل العذرة.

.........
راجي



Rajee 07-01-14 04:29 PM



هكذا هو الإنسان إذن!!

مَن كان يَحْسَبُ نفْسه بعيدا عن الممات

فاليَزُر المقابر ويُحْصِي كم لَبِثُوا ساكنيها في الحياة

الموت وإن تعجل أحيانا, يبقى من أعدل المخلوقات

فإنه لا يُمَيز بين الإماء والمَلِكات

ولا يُفَرِق بين الغنى والفقير عند السكرات

ولا بين الصغير والكبير في كل الحالات

ومن في القبور يبدون كأنهم اخوان وأخوات

ذهبَت الألوان وانطفأت حتى عيون الجميلات

فأضحَت الأجساد نَتَنُ, يَهُون معها عَفَن الفَضلات

هكذا هو الإنسان إذن, فلماذا التباغض والخصومات؟

=====
راجي

موجه هادئه 27-02-14 05:16 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قرأت قصة حكمة الشيخ علي ،،

وفعلاً هكذا أمور لايمكن حلها الا بالحكمه ،،

كان وصف مميز لتلك المدينه

و سبحان الله ،، من تواضع لله رفعه

قال بعض الفضلاء : الكبر والإعجاب يسلبان الفضائل ويكسبان الرذائل .

سأعود ان شاء الله لقراءة قصة هكذا هو الإنسان :)

كل الشكر لك راجي

موجه هادئه 27-02-14 05:23 PM

أخي راجي تم دمج موضوع همسات قمريه لهذا الموضوع

لك كل الشكر على جهودك

Rajee 19-03-14 01:13 AM

يا هلا باختنا الغالية

موجة


لا زلت انهل من معين

اسلوبك الراقي في الرد

واتعلم. شكرا لك دوما

لا سيما لدمجك ما تناثر

من مواضيع.

اهلا بك مرة اخرى

ولا حرمنا من حضور



ك

Rajee 02-06-14 01:39 AM

فتاة من الشمال...حب "جن الينا"
 
فتاة من الشمال...حب "جن الينا"


هنا حيث اﻻريج تغشانا نسائمه عندما تشرق الشمس فجرا
وتوزع الشعاع والدفئ فيتسرب الى العروق بلا استئذان قسرا.

هنا كان مصيفا يصطافه الملك وعائلته فتحول الى نزل!

فجأة التفت الى هناك بدافع يجهله فإذا بعينين زرقاوتين
ترمقانه, ترقبانه وهو يقرأ كتيبا على ضفاف ذلك البحر
المعشوق, نعم على الشاطئ الذي يعج بالناس ريثما تاتي
السفينة لتقله ومن معه الى شاطئ آخر حيث اﻻحباب
في انتظار وقد طال انتظارهم شوقا خاصة تلك الفتاة
الجميلة السمرة الذكية المرامي بميزان العقل والتي
اقصتها عنه هي الاخرى طريقة تربيته وعفته فهو
يتمنع ​بحياء العذاري وهو راغب.

شعرت بنفسها والتفتت الى جهة اخرى على استحياء
او قل على غير استحياء فهي ثاقبة عندما تنظر اليك
وتخالها لا تعرف تودد الانثى الولهانة فلكل له طريقته
في التعبيرعما يعتصر قلبه كما يبدوا.

كانت تقف فوق السطح العلوي المكشوف مقابل شاطئ
البحر الجميل. ظنها ترقب البحر فإذا بها تراقب من
جلسوا امامه يستمتعون باجواء الصيف لاهين عنها
وعن نارها المتاججة حبا(q72) !

ليست المرة اﻻولى التي تبدي اهتمامها به فقد كانت تتجمد
واقفة كلما قابلته مصادفة تاركة عملها الذي تحبه وهي عملية
لكن ليس اكثر ممن الهاها عنه. هو لم يكن يفهم كليا دوافع
تصرفها الذي توشحه بكبرياء انثى.

طلبت من شقيقه معلومات عن الدين الذي يدينون به ويجعلهم
مختلفين عن غيرهم فجلب لها من المسجد البعيد كتيبات في
اﻻحكام ما كان يجب ان تحوز بها فقد اقصتها الواجبات وهي
شابة غربية تهرب من ما تعتبره قيود وهو ليس بقيد بل القيد
في الذي يسلبها اﻻطمئنان وهي الباحثة عنه عند من يجعلهم
يختلفون عن غيرهم.

حاولت معه وهي تحتفظ بمسافة انثوية نطلق عليها نحن
كرامة بل قد يكون "خجل" او قل انه نوع من التردد ليس
في محله.
دفنت حبها بين ضلوعها وتاهت تنقمص في حياتها التي
تفتقد الى اﻻطمئنان الذي ظلت تبحث عنه بفطرتها السليمة.
وكأن لسان حالها يردد قول الشاعر: (unlove)

بين الضلوع كتمت سرا موجعا كاد من سقمي به الاظهار
ولسان حاله يردد بعد فوات الاوان قائلا:

لولا الحياء وخشية الاثار لبحت ب..... والذكريات الغزار.

لمحته مرة على قارعة الطريق من مسافة كانت تقلها سيارة
وبعد زمن من رحيل الفراق عن المكان الذي كان يجمعهما
​فقد كان هو بدوره يتربع حينها فوق دراجة غيرنارية الا ان
النيران اشتعلت في صدرها ونسيت نفسها امام من كانوا معها
فاشرئبت عنقها حتى كادت تنقصف.

لانها لمحته كما لم تفعل من قبل فقد كان يتعارك مع رجولته
الظاهرة فﻻ يسطع اخفائها بعد ان تعمد اظهارها لعله يعجب
الحسناوات وما اكثرهن هنا حيث اﻻلوان زاهية واﻻشكال
غاوية.

فرقتهم اﻻيام مرة اخرى قبل ان يجتمعا ويهمسا في الحلال
فقد كان ما يدين به يمنعه من ان يغرق في ما دون ذلك.
فا لغرق في الحالال خير من الانغماس في الحرام ,
هكذا تعلم منذ نشاته.

بعد فراق طويل الامد بحث عنها غير ملي لعلها تهتدي
بحجة كانت مفقودة تحت جهل صباه الا انه لم يعثرعليها
واكتفى محتفظا بذكريات مبعثرة ذهبت الى سبيلها وهو كذلك.

وهذا هو حال حب بعد فوات الاوان ان لم يذبل (wilted_ro يكبر (qq19) .

لكن هناك اشياء تابى ان تذهب من الذاكرة لعل ذاكرتها تفعل
ايضا ذلك لتستمرالحياة تغالب النسيان الذي كاد ان يتجمد هو
بدوره في بلاد كأن الجليد الناصع البياض يعشقها شتاءا.

تتجدد المواقف وتتوقف احيانا اخرى في بعض المحطات
اﻻجبارية او قل الالزامية الضرورية وغيرها من التعابير
الواقعية التي تستفيق عندها كل ما تشبه الاحلام.


فما اجمل الاحلام ان لم تتلوث بالاثام.

..........
راجي

موجه هادئه 03-06-14 07:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rajee (المشاركة 10654751)
يا هلا باختنا الغالية

موجة


لا زلت انهل من معين

اسلوبك الراقي في الرد

واتعلم. شكرا لك دوما

لا سيما لدمجك ما تناثر

من مواضيع.

اهلا بك مرة اخرى

ولا حرمنا من حضور



ك

أهلاً بك أكثر راجي

الرقي أحد عناوينك أخوي

العفو لا شكر على واجب :)

دمت بود

موجه هادئه 03-06-14 07:00 AM

فعلاً ما أجمل الأحلام ان لم تتلوث بالآثام

قصه رائعه راجي

ووصف جميل للزمان والمكان والأشخاص

بانتظار المزيد

Rajee 03-06-14 11:01 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موجه هادئه (المشاركة 10751954)
فعلاً ما أجمل الأحلام ان لم تتلوث بالآثام

قصه رائعه راجي

ووصف جميل للزمان والمكان والأشخاص

بانتظار المزيد

اختي الكريمة

اهلا بموجك الذي يحمل كرما انت اهله

واستحقاقي له اقل منه

سلم ذوقك

شكرا لك دوما

Rajee 05-06-14 09:05 PM

في ربوع قرية "جاما" سهام ترتد من البطن!
 
سهام ترتد من البطن!


أشجار سامقة فوق التلال تطغى عليها خضرة, نضرة و....
الألوان الأخرى المبهجة, متناثرة هنا وهناك, حمرة وصفرة و...
إنها تسر الناظرين, أصوات الطيور الهادئة تطرب السامعين.
أما الروابي تتمايل عليها سنابل القمح الذهبية كلما هبت
عليها نسائم عليلة تهمس في أذنك كأنها قائلة:
أنت في ربوع جاما شمال الكرة الأرضية.

لا يعكر صفو هذا المكان إلا ضجيج ودخان ذالك
المصنع المقام على صفوح تلك التلال.

سكان القرية لا يحبونه لكنهم لا يستطيعون الاستغناء
عنه فبعض مصالحهم الحيوية مرتبطة به.
فهو بالنسبة لهم شر لا بد منه.

لا تفعل ما شئت, لا تفعل ما شئت,
هكذا يظل يردد السيد "روبرت" الجالس هناك ثم
يردف قائلا: لكن افعل ما يملي عليك ضميرك
الإنساني الحي.

إنه يكثر الصمت لكن لسان حاله كأنه
لا يفتأ تكرار تلك الكلمات.

كان رجل أعمال بمعنى الكلمة ناجح في عمله.
كونه من أسرة مرموقة قد ساعده في أن يقفز أمام
العصاميين من أقرانه ويصل إلى ما هو عليه اليوم.

عائلته خططت له مستقبله, حكومته هيئت له الوسائل,
قارته أوربا كانت له سندا حضاريا.

هيئته, لونه ولغته كان يذلل له الصعاب التي تتعب
وتعرقل مسير رجال أعمال ممن لا يتمتع بتلك
الصفات في عالم يقدس المظاهر.

أما بقية أنحاء العالم خاصة "المتخلف" منه كان يعني
بالنسبة له مكبا لنفايات مصنعه ومصانع قارته.

لكن القدر كان ينسج حوله خيوطا حريرية متينة.
فماذا كسبت يداه؟
يقال إن الجزاء من جنس العمل. فما هو الذنب أو
العمل هنا وما هو الجزاء؟

لا يفوت صاحب المصنع السيد روبرت فرصة
ليطمئن أهالي القرية قائلا:
أن مخلفات المصنع السامة...

جدا جدا جدا...(هتافات تعود سماعها في مثل هذه
الحالات من بعض شباب القرية)

لكنه يواصل حديثه قائلا: أن مخلفات المصنع السامة
(جدا.. على حد قولكم) ننقلها بوسائل آمنة إلى أماكن
بعيدة جدا من هنا وآمنة.
فلا تقلقوا أنها أي النفايات السامة سوف تسكن قارة
أخرى وإن كان سيكلفنا نقلها وتأمينها الكثير من الأموال.

لم يكن شيئا مستغربا أن تكثر أسفاره
كرجل أعمال فعمله يتطلب ذلك؟!
وفي إحدى سفراته العملية قابل امرأة
أعجبته فعرض عليها الزواج فورا.

ترددت ثم قبلت على استحياء بعد أن قال لها إن
وقته لا يسمح له بالانتظار طويلا.
فتمت الصفقة الرابحة أو هكذا بدت. أجرى اتصالاته
لإتمام إجراءات السفر اللازمة ثم اصطحبها معه إلى بلده.

مرت سنة والسعادة ترفرف فوق هذا البيت الجميل الذي
يبعد أميالا من المصنع.
حملت الزوجة التي كانت تبدوا بصحة جيدة وسعد
الجميع وأولهم من طال انتظاره لسماع كلمة "أبي".

وطال الانتظار أيضا لساعة الصفر حتى شق على
الأنفس لكن لم يتعدى حدوده في الواقع.

ساعة الصفر!

أنها جميله وزوجها ليس اقل جمالا, لا بد أن يرث
الطفل المنتظر شيئا منهما تقول إحدى النسوة.
الجمال أم المال؟ تتساءل أخرى ضاحكة
فتجيب ثالثة: كليهما!
فيدج المكان من ضحك النسوة مرة أخرى.

هكذا بدأن نساء القرية في التحدث
عن الضيف القادم إلى هذه الدنيا.

في المقابل هناك مشهد آخر

الأعصاب متوترة في ردهات المستشفى
فالزوجة تعاني المخاض وتعصف بها الآلام
ثم حانت ساعة الصفر لكن لم يسمع بكاء طفل بعد
الأب يجرى هنا وهناك ليطمئن على الأم ويتلهف ليرى
المولود الجميل.

ثم انطلق البكاء !
لكنه ليس كالبكاء الجميل المنتظر ولم يكن من المولود
بل من الوالد الذي طالما انتظر ليبكي من الفرح.
إلا انه يبكي اليوم من الاسى على مولوده!
هل ولد الجنين ميتا يتساءل بعض الحضور؟ كلا بل
ليته مات! يجيب صوت آخر.

ما هي القضية إذا؟!

صمت ووجوم يلف المكان.

أما الأم فهي في حالة يرثى لها من صدمة ما رأت.

انشغل الأطباء بمعرفة سبب هذا التشوه الذي أصاب المولود.
وبعد فحوصات متعمقة للأم تبيين إن جسم الأم يحتوى على
معادن ثقيلة ومواد كيماوية تتسبب في تشوه الأجنة!
من أين لها هذا؟.
أين تعرضت الأم لهذه المواد الخطيرة؟
هكذا بدت الأسئلة تطفوا على الألسنة.

لكن زوجها عرف ذلك وأعاد سريعا
في ذاكرته ما كان يقوله للناس:

إن مخلفات المصنع السامة...

جدا جدا جدا...(هتافات تعود سماعها في مثل هذه
الحالات من بعض شباب القرية)
لكنه يواصل قائلا: أن مخلفات المصنع السامة جدا ننقلها
بوسائل آمنة إلى أماكن بعيدة من هنا وآمنة.

نعم بعيدة جدا في عالم جعلته مواصلات العصر الحديث قرية.
إن المسافة بين المصنع في شمال الكرة الأرضية وبين
مكب نفاياته السامة في أقصي جنوب آسيا حيث كانت
زوجته فيليبا تسكن تلك المنطقة تعد بالآلاف من الأميال.

بالرغم من بعد المسافة ارتد السهم عابرا القارات والمحيطات
ليصيب من أطلقه وفي ماذا؟ في أعز شيء كان ينتظره.

أنفق السيد روبرت المال بلا حساب ليعالج ابنه المصاب
أهمل مصنعه فأغلقته السلطات خشية تسرب المواد السامة منه.

كسد اقتصاد قرية جاما فهجرها سكانها.
لم تمر عدة سنوات إلا وأعلن رجل الأعمال المرموق إفلاسه
فحجر على ممتلكاته وأصبح يقلب كفيه على ما انفق.

لم يتعود على هذا النمط من المعيشة الضنك, انفرط عقد أعصابه,
جن جنونه كما يقولون عنه الناس لكنه أصبح يردد كلام اعقل الحكماء:
لا تفعل ما شئت, لا تفعل ما شئت, بل افعل ما يملي عليك ضميرك
الإنساني الحي.


.......
راجي
________________________________

حقا فكما تدين تدان!


من المتوقع عندما تباع الأسلحة لمناطق الصراع
أن يأتيها منها المخدرات التي تحصد شبابها.
وعندما تصدر الدول الصناعية الغنية النفايات
السامة لدول فقيرة يتوقع أن تعود إليهم بعضا
من بضاعتهم مع الخضروات والفواكه والمنتجات
الزراعية الأخرى التي تستوردها من هناك,
أما أن يرتد السهم من بطن أم ليصيب صاحبه
في مقتل فإن هذا أبعد مما كان يتوقعه خيال
الراوي نفسه.

Rajee 05-06-14 10:36 PM

جوانب سعيدة في الحياة... نعمة في نعمة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جوانب سعيدة في الحياة
نعمة في نعمة

طرق الباب ففتحوا له مهللين ومرحبين
فدخل ملقيا بالتحية وردوا عليه باحسن منها
ثم قال مردفا: يبدوا انكم في خير حال ما شاء الله
فرد عليه زوج اخته وهو يحثه بالجلوس:
الحمد لله نحن في نعمة اما اختك نعمة فهي على الدوام
في نعمة فلكل له من اسمه نصيب كما هو معروف
احسنتم التسمية اهلا بك.

فقالت وهي غاضبة: بل في نقمة, الا ترى
عمل البيت هذا لا ينتهى ابدا, ربما العمل في الخارج اسهل!
فقال الزوج هكذا انتن دوما تكفرن العشير, الم اقم بمساعدتك
في اشياء كثيرة يا نمعو؟ (يحاول مناكفتها بهذه التسمية التي
تطلقها بعض الشعوب لاسم نعمة).

فقال الضيف انا اترككم في نعمتكم اذن. وتهيأ للخروج
لكن تحت اصرار والحاح العائلة الكريمة رضخ لعرضهما
وان يتقاسم معهما تلك النعمة فشرب الشاي ثم اكل وشرب
وختم بالتحلية. كل هذا تم بهمة من كانت تشكوا من عمل البيت!

ثم اراد الزوج مناكفة زوجته قائلا: لو كان الضيف من اصحابي او
احد افراد عائلتي لما راينا كل هذا النشاط والنعم يا نعمة, ثم توجه
للضيف قائلا: ليتك تزورنا كل يوم لنسعد بكل هذه الاطايب.
هنا انفجرت الزوجة غاضبة:
هل نحن من نكفر النعمة الان ام انتم
مهلا لن تجدوا بعد اليوم شيئا تنعمون به من يد نعمة.
فقط الشاي والقهوة لضيوفك بعد اليوم!
فقال الزوج مهدئا من ثورتها:
انظروا ما اطيبها زوجبي هذه, قالت انها لن تحرمنا
القهوة والشاي!
فقال الضيف مناكفا بدوره صاحب البيت: انك تفعل
ذلك ربما خائفا على جيبك, لا باس انا سوف اتكفل
بكل ما نحتاجه حتى لا نفقد هذه النعمة التي نحن فيها.

هنا جاء دور غضب الزوج لكن نعمة سرها الكلام
وهللت تقول ونظرات اغاظة موجهة الى زوجها:
وانا اتكفل باعداد كل شيئ دون شكوى.

لكن صوت الابن الذي كان منشغلا بالتلفاز واكل كعكته
لم يكمل تشفي نعمة من نتائج مناكفة زوجها الذي لا
تحلوا له جلسة الاحبة الا بمثل هذه المناكفات,
حيث قال الابن: ماما منذ زمن لم ناكل مثل هذه
الكعكة اللذيذه هل يمكنني اخذ كعكة اخرى؟!
عندها ضحك الجميع حتى الطفل الذي لم يعرف
لماذا يضحكون لكن ضحك معهم فالسعادة
معدية كما يبدوا.


........
راجي

Rajee 05-06-14 10:48 PM

ان الهدف من الاشارة الى مثل هذه المناكفات
داخل الاسرة واظهار بروز اعصاب شقائق الرجال
هو الحض على تآلف القلوب والحفاظ على المحبة
في الاسر السعيدة التي لا تخلوا من مناكفات
تعتبر بمثابة الملح في الطعام. والاحسان
خير من العدل لان الاول فضل والاخر
حق. والفضل من خصال ذوي العزم
وهذا رد على من يقول متسائلا: هل الزوجة
تساعدني في عملي الشاق حتى اعاونها في
امور البيت؟ فالحياة لا تحسب هكذا
1 + 1 += 2 لان الاحسان رصيد لا يضيع
اجره في الدنيا ولا في الاخرة.

ثم ان بدا بهذا مملوكا فهو مالك اليس الاحسان
يستعبد قلوب البشر؟
فمثلا الرجل الذي تعود ان يعاون زوجته واولاده في
عمل البيت لن يصعب عليه ذلك عند غيابها عن البيت
لظرف ما.

وهناك امور ونقاط اخرى لا داعي الاستفاضة فيها
الا انني اختم همساتي بوصية خالدة من امراة لامراة
امامة بنت الحارث:

أي بنية، إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك،
ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل ولو أن امرأة استغنت
عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها، كنت أغنى
الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال،
أي بنية، انك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش
الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح
بملكه عليك رقيبا ومليكا، فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكا،
يا بنية، احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرا وذكرا,
الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة،
والتعهد لموقع عينيه، والتفقد لموضع انفه، فلا تقع عينه
منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح، والكحل
أحسن الحسن، والماء أطيب الطيب المفقود، والتعهد
لوقت طعامه، والهدوء عند منامه، فان حرارة الجوع
ملهبة وتنغيص النوم مغضبة، والاحتفاظ ببيته وماله،
والارعاء على نفسه وحشمه وعياله، فان الاحتفاظ
بالمال حسن التدبير، والارعاء على الحشم والعيال
جميل التقدير، ولا تفشي له سرا، ولا تعصي له أمرا
فانك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وان عصيت أمره
أوغرت صدره، ثم ألقي مع ذلك الفرح إن كان ترحا،
والاكتئاب عنده إن كان فرحا، فان الخصلة الأولى من
التقصير، والثانية من التكدير، وكوني أشد ما تكونين له
إعظاما، يكن أشد ما يكون لك إكراما، وأشد ما تكونين له
موافقة، يكن أطول ما تكونين له مرافقة، واعلمي انك لا
تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك،
وهواه على هواك، فيما أحببت وكرهت، والله متخير لك …"

......
راجي

Rajee 06-06-14 12:46 AM

حليمة...ارادوا تكحيلها فـعموها...!
 



حليمة ...

لم يكن يتجاوز عمرها العاشرة عندما هاجرت
إلى أوربا مع أمها, بعد فترة من الزمن التحق بهما
الأب تاركا وراءه مشاهد ليست شواذا في تلك المنطقة,
فالحرب بالوكالة في القرن الإفريقي أكلت الأخضر واليابس,
لا سيما الإنسان والحيوان, وهجرت أيضا من هجرت.

في البلد الجديد دخلت حليمة المدرسة وبعد فترة وجيزة
أجادت اللغة المتداولة هناك, كونت صداقات,
وشاركت في النشاطات المدرسية المختلفة, كان يعجبها
التجول في الغابات الكثيفة أثناء الرحلات المدرسية.
ولما قررت حليمة أن تتحجب كانت الحرب
عليها وعلى اسرتها لا تحتمل.

حرب في المدرسة في الشارع في الأسواق في المكاتب,
لكنها شمخت كشموخ الجبال, ثم ما لبثت أن هدأت العاصفة,
ولم تنجلي, فالارهاب الاعلامي على كل شيئ يمت بصلة
بالاسلام اصبح من اساسيات الصحافة في كثير من البلاد.

...

تركت عائلة حليمة خلفها مشاهد يصعب على الزمن محوها.
لكن الحياة وتسارع الأحداث أقوى من الجمود والتوقف.

بالرغم من مشاهد الموطن الأصلي التي ترسبت في
ذاكرة حليمة والتي كانت تعاودها أحيانا في شكل كابوس
يوقظها من النوم إلا أن السعادة كانت ترفرف فوق بيتها.

الأب كان يعمل في مصنع للأسلحة وكان يتقاضى راتبا لا باس به.
وفي يوم من أيام العمل تبادر إلى سمعه أن المصنع يصدر أسلحة
إلى من يتسببون في خراب موطنه الأصلي وأراد أن يتيقن.
قابل المدير الذي أكد له الخبر فقرر حينها أن يترك المصنع
أو أن يوقف المصنع عن تصدير تلك الأسلحة
التي تقتل أهله وتخرب بلده.

سمع المدير معارضة أبو حليمة إلا انه قال سيبحث الامر مع
الجهات العليا فمثل هذه القرارات ليس هو الذي يتخذها.
خرج أبو حليمة شاكرا المدير على إتاحته
الفرصة له للتعبير عن موقفه.

مرت الأيام ولم يتراجع المصنع عن قراره وكان رد
الإدارة أن المسالة بالنسبة للمصنع اقتصادية بحته
وإذا لم نصدر نحن فسيفعل غيرنا ذلك ثم أن العمال
بما فيهم أبو حليمة لن يستمروا في العمل دون
الأرباح المجزية من مثل تلك الصفقات.

عزم أبو حليمة على ترك المصنع قائلا:
لن ألوث خبزي بدماء أهلي! وأتمنى أن لا يشتكي
احد هنا من كثرة عدد اللاجئين الذين تتسبب
الحروب في دفعهم للخروج من تلك المناطق
الساخنة بعد الآن.

اصطادت بعض المنظمات المدنية ومعها بعض أجهزة
الإعلام الفتاة اليافعة حليمة وأظهرتها كضحية للختان
الذي تمارسه "المجتمعات الإسلامية المتوحشة"
دون غيرها كما يصور ذلك الإعلام.
لكن هناك وفي مقابلة تلفزيونية من أنصف المجتمع
المسلم وإن كانوا قلة. منهم الطبيب لينس..
من سكان تلك البلاد الأصليين وقد قال في هذا الشأن:
في الجنوب يمارس ختان البنات حتى في بعض
المجتمعات المسيحية, وليست كل المجتمعات الإسلامية
تمارس ذلك فهو من العادات والتقاليد عند بعض
الفئات المسلمة أكثر منه عبادة.

أفاقت حليمة من غفوتها وأيقنت أن تلك الجهات
تستخدمها ضد دينها ومجتمعها فقررت مع عائلتها
هجر موطنها الجديد إلى بلد عربي تتعلم فيه شيئا ينفعها.
ولما علمت أن بلدها الأصلي يتمتع بشيء من الاستقرار
عادت إليه.

لكن بعد عدة أشهر من الاستقرار فيه بدأت تهب
عليهم عاصفة تسمى بالحرب على الإرهاب.

انهالت على قراهم زخات من الصواريخ العابرة
فدكت ربوعهم وأتلفت محاصيلهم ومتاجرهم
ومساكنهم واستمر هذا الحال عدة أيام.

نجت عائلة حليمة من هذا الهول المميت
بأعجوبة بل بفضل الله لكن ما أصاب حليمة
جعلها تستهين عليه الموت.

عادت العائلة أدراجها إلى
موطنها الثاني في بلاد الغرب, فإنها
أضحت لا تملك سوى جنسيته التي قد تمنحها
الأمن المفقود أو لعلها تصيب شيئا من العلاج
والرعاية, فالدنيا هناك لا زالت بخير والإنسانية
وحقوقها يمكن التكلم عنها بحرية. لكن لسان
حال جسدها المشوه بلهيب الصواريخ العابرة كأنه
يقول لمن عرفتهم يدافعون عنها ضد ختانها:
كنتم تستوحشون على الختان وتدافعون عني كضحية له,
فهل تملكون الشجاعة والجرأة لتفعلوا نفس الشيء مع
وحشية ألاسلحة التي شوهت جسدي بالكامل؟!
كنت أتمنى الحياة مع الختان لكني اليوم أصبحت
أتمنى الموت بسبب هذا التشوه الذي
أصابتني به أسلحتكم الذكية.

....
راجي

Rajee 06-06-14 12:59 AM

زازا وكفاح مع الحياة
 


زازا وكفاح مع الحياة



رجل نحيل الجسد لكنه قوي البنية جاحظ العينين سريع الخطوة
يلتفت كثيرا عند المسير اذا لم يكن فوق ظهره ما يمنعه من ذلك.

كثيرا ما يناكفونه الصغار والكبار خاصة عندما يكون حاملا الاثقال,
لكن ليس دائما يامنون ثورته, فالاثقال لا تمنعه دوما من ان يصول
او يثور عليهم. فعندما يشتد غضبه يضع الحمل جانبا وينطلق
بسرعته المعروفة وراء الضحية المتباكية هلعا.

اسمه ادريس لكنه مشهور بلقب "زازا" الذي
عرف به وهو كارها له حتى تعود عليه.
انه مكافح يعمل حمالا في مدينة جبلية ماهولة.
وقد اعتبره البعض مجنونا لا سيما السلطات الحالية هناك
والتي اتخذت ضده اجراءات توقيفية فوضعته على اثرها
في مكان مخصص "للمجانين" لكن السيد ادريس اثبت لهم
انه رجل مكافح ياكل بعرق جبينه كما يقال
وانه اعقل من كل من اتهمه بالجنون.

ربما كان البعض يعتبره مجنونا لهيئته فقد كان لا يهتم
بمظهره فضلا عن انه كان يشمر احدى
ساقيه ويطلق الاخرى.

قل من لا يعرفة من اهل مدينته.
لم يتوقف عن العمل حتى بعد ان بلغ من العمر عتيا
واشتعل راسه شيبا ووهن عظمه الذي كان يحمل
مائة كيلو ليوصلها لاي مكان في مدينته تلك.
اما اليوم فقد استعان بعربة يدفعها دفعا لتسير امامه
الهوينة لينجذ عملا كان ينجذه قديما في وقت قياسي.
فقد كان يركض وهو يحمل فوق ظهره احمالا ثقيلة ينوء
من حملها الرجال. اما من حكاياته وطرائفه التي تحكى:

زازا والنوم داخل كيس

خططت عصبة من الصبية "الاشقياء"امرا ما ضد
السيد ادريس فتحينت الفرصة حتى نام الرجل في
مضجعه القابع في احدى زوايا الشارع المحاذي
للمسجد الكبير في المدينة.

وكان مضجعه هذا على شكل أكياس كبيرة تسع الواحدة
لـ100 كيلوجرام من القمح, يدخل فيها ليتقي برد الليل فينام.

تم تنفيذ الخطة في الثلث الاخير من الليل حيث تم خياطة
الاكياس بمن فيها من قبل الصبية وجعلوا الرجل المسكين
يتدحرج في منحدر الشارع وهم يتضاحكون!

استيقظ الرجل وبدأ يصرخ ويحاول عبثا فك ما الم به.
ولحسن حظه ان كان هناك في الاكياس
فتحات صغيرة ساعدته على التنفس.

سمعوا بعض الرجال الذين خرجوا من المسجد
بعد صلاة الصبح استصراخ زازا فعملوا على فك الاكياس
عنه ولما خرج اراد ان يتعارك معهم من الغضب!
افهموه انهم هم الذين ساعدوه .

مع بزوغ الشمس وانتشار الناس انتشر ايضا خبر هذا الحادث
في المدينة الصغيرة حيث تقتصر الاخبارفيها على مثل هذه الامور
فليس هناك جرائد او مجلات عدا التي تاتي احيانا من ارض الكنانة
البعيدة جدا. فالبلد يرزح تحت ويلات الاحتلال والتجهيل.

والناس خاصة الشباب يصنعون المسرحيات بالشكل الذي نسجوه
مع المسكين زازا يتسلون بامور يجهلون فيها خطوط الفيصل بين
ما يجوز وما لا يجوز.

اما عن مصير زازا بعد هذا الحادث المؤسف
كان خيرا فقد سمحت اسرة من الاسر الملاصق
منزلها للمسجد الكبير ان ينام السيد ادريس داخل
فنائهم وفي بيت خشبي.


اما تصرفاته في الشارع مع اهل المدينة فقد اصبح
اكثر عنفا وحدة لبعض الايام بعد ذلك الحادث.

*****
لا زال السيد زازا يعمل حمالا وبعض الناس لم يقصروا معه.
خاصة السيد الملقب بـ ابو المساكين محمد صاحب الفرن في
تلك المدينة حيث كان كل صباح يوزع بنفسه الخبز
للمساكين الذين كانوا يتحلقون حوله فيضحك معهم
ويسلم عليهم, الى ان توفاه الله قبل عدة سنوات.

ونحن نرحم بضعفائنا

.........


من حكايات اهل زماني

..........
راجي

موجه هادئه 06-06-14 01:43 AM

ماشاءالله اليوم نشيط راجي :)

ان شاءالله سأعود وأقرأ مااتحفتنا به في هذه الليله

شكراً لك

Rajee 06-06-14 01:45 AM

دجل البسطاء
 

دجل البسطاء


دجالة بسيطة تفترش جانب الشارع في احد الاسواق المزدحمة

في احدي المدن المشرقة عليها الشمس طوال العام.

اراد شابا من شباب تلك المدينة ان يمازح تلك السيدة

ويكشف زيف توقعاتها امام اصحابه الذين

كانوا يمرون معه من خلال ذلك الطريق وهم في طريقهم الى

سوق المدينة.

قال الشاب لاصحابه: تعالوا اريكم شيئا فحشر في فمهة

ليمونة صغيرة واقترب من السيدة الدجالة قائلا لها:

عندي مشكلة في وجهي كما ترين فاريد منك مساعدتي

في معرفة طبيعة هذا الورم.

بدات السيدة تفسر وتطلق لسانها لاكاذيب لا نهاية لها حتى

اوقفها الشاب قائلا: مهلا مهلا يا سيدتي انما هذا مجرد ليمونة

وليس ورما فاخرج الثمرة من فيه مضحكا بذلك اصحابه وبعض

من تجمعوا حولهم من الناس البسطاء الذين قد يصدق بعضهم

ما تفتي به مثل هذه الدجالة.

اما ما حدث للسيدة الدجالة بعد ذلك فانها ابت الا ان تطلق لسانها

لكن هذه المرة عن غضب فجعلت تنهر وتشتم وتدعوا على...

حتى انفضت كل الجموع من حولها .

ربما الحياء يجعلها لا تظهر في ذلك الشارع مرة اخرى.

.

.

راجي



* هذه القصة قصها لى اخ يقيم
الان في مملكة السويد وله قصص
واقعية شيقة. وبحكم عمله فانه
ياتي كل فترة بقصص طريفة.

وهناك قصة المتسول الذي
ادهش الشارع (المارة).



........................................
من حكايات اهل زماني

..........
راجي

Rajee 06-06-14 01:48 AM

ودجل بسيط آخر
 
ودجل بسيط آخر

دجال اخر من بلد اخر لا يجمع بينه
وبين الدجالة السابقة الا البساطة.

القصة طويلة والعهدة على الراوي الذي سبق ان ذكرته
في قصة دجل البسطاء, لكني ساختصر قدر الامكان.


في احدى عواصم الدول النائمة حيث يكثر التسول
والتفنن في استجداء عطف الناس اليهم كان هناك
رجل متسول يمشي على يديه!

اراد عبور طريق للسيارات واسع
العرض كما يفعلون من حوله من الناس.

فلما انتصف عبوره للطريق راى سيارة
مسرعة تفاجئه وهو في منتصف الطريق.

بداوا الناس يصرخون في رعب ومن اجله.
فلما جد الجد ما كان من المتسول الا ان جري
مسرعا على رجليه وليس على يديه كما تعودوا
الناس ان يروه يتحرك بهما, وهذا لينقذ حياته ومن
دهس محقق تحت عجلات السيارة.

فبداوا الناس يصرخون مرة اخرى لكن
هذه المرة من الدهشة.
فقد عهدوه يمشي على يديه أي على انه مقعد.

ولى الرجل هاربا بجلده من مملكة التسول تلك
اقصد منطقة التسول التي ربما لن يعود اليها مرة
اخرى. فالحياء كله خير.



........................................
من حكايات اهل زماني

..........
راجي

Rajee 06-06-14 02:20 AM

قال قائل في صفحة...في غير هذه الصفحة:

اقتباس:

اضيف في الأساس بواسطة
خالد الفردي عرض الإضافة

الفاضل راجي


تحية طيبة وبعد
.......
هي ليس من حكايات زمانك وحدك
بل هي تمثل حكايات وحكايات من زماننا وزمان من
قبلنا وبالتأكيد من سوف يخلفونا
ظاهرة التسول ليس بالظاهرة الحديثة ولا بالظاهرة
الجديدة بل أنها من قديم الازل وهي متجدده
والتفنن فيها لا يختلف عن السرقة
بل هو تعليم لمهنة السرقة
.......
المشهد الأخر
رجل متأنق يدخل عليك المحل ويقول لك عذراً أخي
لقد ضاعت مني محفظتي وأريد أجرة السيارة لأذهب
إلى بلدتي تعطيه أجرته كاملة
يدخل للمحل الذي يجاورك ويقص عليه نفس القصة
وهكذا وهكذا موضوع جميل يناقش قضية مهمة
.........
تقديري

خالد الفردي
.
.
.
وكان ردي عليه:

اخي الفاضل

خالد

شكرا على حضورك القيم ها هنا

وكلماتك المعبرة

من حكايات اهل زماني

اعني بهذا العنوان تحديد فترة التاريخ, الزمن.
فالزمن قد يكون مهما لمن ياتي بعدنا ويقرأ
ما نكتبه عن فترتنا هذه والزمن كما هو
معلوم ليس ملكا لاحد من الناس.

اما عدم استخدامي عنوان على النحو الاتي:

من حكايات اهل زماننا

فلان هذا التعبير مبهم يصعب تحديد
الزمن من خلاله فقد يشمل اجيال.
وهذا بعكس العنوان الاول الذي يشير
الى الفترة التي عايشتها (جيل واحد).

وقد سبق ان كتبت عن دجل الدول والجهابزة
كما تراني الان اكتب عن دجل البسطاء
ومعانات المساكين من مثل هذا الدجل.

شكرا لك اخي مرة اخرى

ودمت بخير

اخوك

Rajee 06-06-14 02:35 AM

في رحاب قوم وارفة ظلالهم
 


لا اله الا الله
لااله الا الله
محمدارسول الله
.
.
.
تخترق الجبال الراسخة عبرصفوحها بحنين
ينساب على تلك الوديان كماء فرات يذكرك
بعذوبة وادي مياه "عن سبأ" انت لست بعيدا عنه
وعن بساتينه الوارفة فما يفصلك عنه بضعة تلال
وسهول وجبال شواهق, لكن وجهتك تختلف فلا
تسمح لك بالانصياع لجاذبيته, وقلبك يهفوا الى
حيث الكرم يستقبل ضيفه بلبن خالص
سائغا للشاربين.

سمعك يعطره ذاك الصوت الشجي الذي تحن
اليه وانت القادم من غربة طحنت جل عمرك
في روتينها وضجيج اغاني الروك كادت
تصم سمعك.

عيناك لا تخطئ تلك الاضواء المنطلقة من القبس
المتناثر من النيران او هكذا يبدوا وكلما اقتربت
منه سمعت تهاليل رجال يتحلقون حول تلك النيران
ويستانسون بها. ومن يجهلهم يحسب انهم يتغنون
لكن هم لا يفتئون يرددون كلماتهم الازلية المفضلة:ا
.
.
.
لا اله الا الله
لا اله الا الله
محمدا رسول الله
.
.
فتحسبها كانها تنزل من السماء فتبث السكينة
والطمأنينة في نفس كل من يقطن او يقطع تلك
الفيافي. اذا, انت في طريقك الى بركة, نعم بركة
اسم على مسمى وكيف لا تعم البركات ويكثر ام
الادام الحليب الذي لا يجد له شاربا لوفرته. اقول
كيف لا تعم البركات واهلنا الطيبون هذا حالهم:
طهارة في القلب واللسان وايامهم ولياليهم لا
تخلوا من تهاليل تثقل الميزان.ا
قليلا هم ما يزرعون رغم ان ارضهم
خصبة النعم تكفيهم وضيوفهم وزيادة.ا
.
.
.
لااله الا الله
لا اله الا الله
محمدا رسول الله


وكلما توغلت في ربوعهم لا تعدم ما
تاكله من نعم ثمار الاشجارالبرية
ثمار السدر و"الكمل" وانعم اخرى لا
تجد لها اسما بغير لهجة تلك البلاد)

تذكرك ان تحمد الله
على نعمه.
.
.
.
لا اله الا الله
لا اله الا الله
محمدا رسول الله


((ولوان اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا
عليهم بركات من السماء......))


صدق رب العباد
.
.
.
.
.
.
وللرحلة حكاية وللحكاية

ذكريات


.
.
.
لااله الا الله
لا اله الا الله
محمدا رسول الله

…...
راجي

Rajee 06-06-14 03:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موجه هادئه (المشاركة 10755282)
ماشاءالله اليوم نشيط راجي :)

ان شاءالله سأعود وأقرأ مااتحفتنا به في هذه الليله

شكراً لك

مرحبا بك اختي الكريمة

موجة

قلت اغتنم الفرصة قبل ان انشغل

وانعم بحبوركم وكرم ضيافتكم

لعل ما اثقلت عليكم

(qq115)

دوما مرحب بك اختي

اتشرف بك وبقرائتك

شكرا لك



Rajee 11-06-14 11:13 PM

الله اعلم لو فيه رمضان هذه السنة!


هذا ما قاله نائب شيخ قرية نائية عندما سئل عن متى سيحل شهر
الصيام, والعهدة على الراوي الذي يكمل قصته او قل طرفته هذه
بعد السطور التي تذكرنا بنعمة ما نحن فيه.
(وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها).

كثيرا منا والحمد لله في نعمة فالساعات الاليكترونية وغيرها
من الاجهزة والوسائل تقوم بالواجب واكثر في تحديد المواقيت
والمناسيات عندما يتعذر علينا استخدام الطرق العادية مثل رؤية
الهلال لكن القرية التي المعزولة التي بصدد الحديث عنها لم يكن
قد وصلها ذلك التطور بعد.

كانوا اهل القرية يعتمدون على شيخهم في تحديد المناسبات المهمة
مثل الرمضان والعيدين. لكن هذا الشيخ عزم على السفر, فاوصى
نائبه بما يجب فعله لتحديد الرمضان الذي اقترب قدومه في فصل
عادة ما تلبد فيه الغيوم سماء القرية وما حولها كما يبدوا.

اعطى الشيخ نائبه كمية من التمر وقال له: دع هذا في جيبك وكل
منه كل يوم واحدة فإذا ما نفذ منك اعلم ان الرمضان قد بدأ ووجب
عليكم صومه هذا اذا ما غم عليكم ثم سافر الشيخ.

والنائب كما يفعل عادة يرتدى سترته كل صباح وياكل منها تمرة
واحدة كما امره به شيخه لكن في احدى الليابي هجموا اللصوص
على منزله ولم يعثروا على شيئ غير التمر الذي في جيب سترته
فقالوا هذا رجل مسكين لا يملك الا هذا فزادوه تمرا من عندهم
فوق التمر الذي عنده احسانا منهم ثم غادروا المنزل.

مضت الايام والناس بدأوا يتساءلون عندما شعروا بتاخر الرمضان.
فقال لهم نائب الشيخ الذي لاحظ كثرة التمر الذي في جيبه:
الله اعلم لو فيه رمضان هذه السنة!

.........
راجي

Rajee 13-06-14 03:27 AM

شيخ الواعظين!
 
شيخ الواعظين!


كان عدد من الشباب من الذين جمعتهم الأقدار من بلدان إسلامية
مختلفة, يعيش في مدينة أروبية كبيرة في امن وسلام, لكن مشاغل
الدنيا كانت تعصف بهم كما تفعل بغيرهم فكانوا يواجهونها بتنظيم
بعض النشاطات الترفيهية كالرحلات إلى خارج المدينة أو حتى إلى
ساحاتها الخضراء الجميلة.

وفي يوم من الأيام أراد احدهم أن ينظم رحلة مختلفة
وخطرت له فكرة تخرجهم من الروتين العادي. فجعل يتصل
بهم ليدعوهم إلى زيارة الشيخ الفاضل شيخ الواعظين الذي يقطن
في إحدى ضواحي تلك المدينة فوافقوا فورا فضرب لهم موعدا.
وتأهبت الأنفس ليتعرفوا على شيخهم.

لم تخلوا المكالمات التمهيدية للرحلة عن الأسئلة
الاعتيادية عن الشيخ الفاضل:
أين يسكن, ولماذا لم نسمع عنه من قبل ونحن
في حاجة إلى الالتقاء بمثله وأسئلة أخرى.

حان اليوم الموعود وكان يوما مشمسا من
أيام فصل الصيف الجميل. فشدت الرحال وانطلق الفوج.
سيارة في الأمام ترشد الأخرى التي خلفها. تعرجت بهم الطرق
التي تحاذي الشواطئ الجميلة للأنهر والبحار وغابات من
الأشجار الكثيفة تتخللها بعض المزارع التي اكتست باللون الذهبي.

بعض التعليقات وبعض الأسئلة تنطلق داخل السيارة الكبيرة :
سبحان الله ما أحلى ها المنظر يقول احدهم بلهجة شامية!
فيرد عليه آخر إي خوش وايد!
وهناك تسمع سؤالا ينطق بلغة عربية فصحى لكن
بلكنة فارسية:
الم نقترب بعد؟ فيرد عليه من بجانبه: ما نعرفوش!
وعندما اقتربت السيارة الأمامية من ساحة شيخ
الواعظين أبطأت السرعة وأعطت إشارة الانعطاف
على اليمين ثم دخلت الساحة المقصودة.

المكان يعج بمئات من الناس لكنه أيضا يتميز
بالهدوء الذي تخرقه أحيانا أصوات بعض الطيور.

أما العيون الشاخصة تأبى إلا أن تكحلها مناظر
الورود الحمراء الجميلة التي تزين المكان, وان كان
ذلك الكوخ المقفر كما يبدوا يشوه جمال المنظر.
هناك أيضا مبنى كبير لا تخطئه الأعين يقف شامخا.

كم كانت دهشة بعض الشباب في تلك اللحظة التي راو
فيها شيخ الواعظين فعرفوه وقد كانوا له منكرون.
وتعابير وجوهم اكبر من أن تترجمها الكلمات.
أما الشيخ كأنه يلومهم وحال لسانه يعبر:
لما هذه الجفوة ونحن في بلد واحد؟
أكنتم تنتظرون أن يأتي بكم احد
لزيارتي أو الإقامة معي هنا؟

لا بأس فانتم اليوم ضيوفي لذلك لن أكثر عليكم اللوم.
واعتبروا لومي لوم الأحبة نعم أحببت فقط أن تتعرفوا بي
ربما احتجتم إلي يوما فأحسن إليكم.

أصاب الضيوف الوجوم وتلعثمت الألسن التي أرادت التحدث.
تجولوا في المكان وسلموا على الناس صغيرهم وكبيرهم فقيرهم
وغنيهم طبيبهم ومهندسهم كاتبهم وغفيرهم رئيسهم ومرؤوسهم.
لم يميزو بينهم.
فالوقار الذي يفرضه الموقف لا يجعلك تفعل ذلك, فشيخ
الواعظين عيونه تشخصك. والناس عنده يستوون.
وان أكرمهم هنا اتقاهم.
لم يضيع مرشد الرحلة وقتا فبدأ بتحضير أوراقه
واقبل إليهم يلقي خطابه قائلا:

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه وحده نستعين
الحمد لله وحده
والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري
واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي)الآية
(فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) سورة ق

(هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)
سورة الملك.

هكذا استهل حديثه معطرا أسماع الحضور بالقرآن ثم أردف يقول:
هذا هو شيخ الواعظين ولا أظن أحدا ينكره فقد لاحظت عندما اقتربنا
من هذا المكان أنكم تعرفون بعضكم جيدا أي أنتم وشيخ الواعظين.
وهذا قد لا يغنينا عن التعرف به أكثر.

ربما كنتم تنتظرون شيخا بعمة وعباءة تضفي عليه هيبة
وليس مقبرة مقفرة.
لم اكذب عليكم عندما قلت لكم أننا سنزور اليوم شيخ الواعظين!
فقد قيل: من أراد واعظا فالموت يكفيه. نعم فهو ابلغ واعظ.

وان أبي هريرة رضي الله عنه وهو أفضل مني واصدق
لم يكن مازحا لما صاح يوما على الناس وهم في
الأسواق مشغولون بالدنيا:
أنتم هنا وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم يُقسم في المسجد؟!
فهرعوا مسرعين إلى المسجد، لينالوا نصيبهم مما حسبوه متاعا من
أمتعة الدنيا التي لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يملك منها شيء.
فلما وصلوا إلى المسجد لم يجدُ غير بعض الناس الذين يقرءون القرآن
ويتذاكرون الحديث. فاستغربوا الأمر، لكن أبو هريرة بادرهم
قائلا هذا هو ميراث الرسول صلى الله عليه وسلم.

نعم، الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لم يخلف درهما
ولا دينارا لورثته، إنما ترك لأُمته هذا الدين الذي
يهدى إلى الصراط المستقيم، ومن اتبع هذا
الصراط لا يضل ولا يشقى.

ثم أردف قائلا: أقوم بهذه الخطوة
(تنظيم رحلة إلى هنا إلى شيخ الوعاظ إن جاز لي تسميته بذلك)
لا يعني أنني أتفضل عليكم بهذا ، بل قد أكون أحوج إليه منكم.
وإذا وقفت هنا متكلما أو دامع العينين فلا يعنى هذا أنني أفصحكم لسانا
أو اتقاكم قلبا لكنى أتشبه بمن قال: أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن
أنال بهم شفاعة. والتشبه بالكرام فلاح كما يقال.

شيخ الوعاظ كما ترونه لا يتكلم، لكن صمته أفصح من ا لمتكلم وابلغ،
خاصة عندما يتأمله المتأمل بقلب خاشع وسليم. ولسان حال سكانه يقول:
فكما انتم كنا، نرتع ونلعب، وكما نحن ستكونون في هذه الديار المقفرة،
حيث لا يتبعكم إليها مال ولا بنون. وقد أفلح من أتى الله بقلب سليم.

فلا تموتن إلا وانتم مسلمون

إن من تركونا وماتوا قبلنا ماتوا ليس لأنهم أسوا منا،
ونحن بقينا أحياء ليس لأننا بأحسن منهم،
لكنها أقدار مقدرة ولكل اجل كتاب.
(وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا).
آل عمران.
(كل نفس ذائقة الموت). آل عمران
وصدق الرسول صلي الله عليه وسلم حينما قال:
<كلما ذهب يومنا ذهب بعضنا>.
لا نعلم من الذاهب السابق منا غدا ومن اللاحق.
(وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا
وما تدرى نفس في أي ارض تموت). لقمان.
(فلا تموتن إلا وانتم مسلمون). البقرة.
صدق الله العظيم

هكذا هو الانسان إذا؟!

...................


هل هناك موت رخيص؟

وهذه قصة اخرى نقصها
في حينها بإذن الله


..........
راجي

Rajee 13-06-14 03:31 AM

قبل فترة
فارق عالمنا هذا احد الشباب من الذين شاركوا
في هذه الرحلة وهو طبيب دمث الاخلاق من الشام
وقد كان ضمن اعضاء المكتبة الاسلامية التي قد اورد
سردها هنا.

والشيئ الملفت ان كل الاخوة الذين ذكروا في تلك
القصة كانوا حضورا رغم الشتات الذي الم بهم

سبحان الله هكذا حال الدنيا
فبالامس كان زائرا لشيخ الواعظين
واليوم اضحى ساكنا عنده

تغمده الله بواسع رحمته

Rajee 13-06-14 03:45 AM

هل هناك موت رخيص حقا؟!
 


هل هناك موت رخيص حقا؟!

رجل من اليمن سقط في بئر وجعل يصرخ
وينادي, عل احدا من المارة يسمع نداءه
واستصراخه.

وبعد فترة من هذا الحال سمع الرجل أصوات
تقترب من البئر فتفائل بقرب الفرج,
بالفعل سمعوا صراخه بعض السيارة
والتقطوه من غيابة الجب.

شكرهم وجلس على حافة البئر
وهو ينظر الى مائها ثم قال:
أفِ لهذا البئر, كدت اموت فيه موتا رخيصا.

لقد كان سقوطه في البئر خارج ارادته وهو
مسترخص ان يموت الانسان بهذه الطريقة

وبهذا كأنه يردد قول المتنبئ:

إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير
كطعم الموت في أمر عظيم

فهل هناك موت رخيص حقا؟


..........
راجي

Rajee 13-06-14 03:48 AM




همسات

ان الذي يدخن السيجار او غيره, يدمن على الكحول
او المخدرات, يفحط بالسيارة في الشوارع معرضا
حياته او حياة غيره للخطر كأنه يستهين بالموت
ويسترخص الحياة.

لو يتذكر هؤلاء ان رعايتهم وتربيتهم لم تكن بتلك
السهولة التي يريدون انهاء حياتهم بها.

فكم من ليالي سهرت الام على رضيعها , كدت
وتعبت وعانت ليكبر هذا المخلوق الضعيف.

والاب تحمل المشاق وربما الذل والمهانة ليوفر
لابنائه ما بخل به على نفسه. فهل من البر او
العقلانية ان ينهي الشاب او الشابة حياتهما
بهذه السهولة؟

ان قلب الانسان العاقل ليعتسر الما ان يرى انسانا
مكرما من الله, مكلف ومتعب في تنشئته وهو يتمزق
تحت غول من الحديد السيارة او طلقة نارية تنهي
ببساطة حياته عبثا وبدون وجه حق.

بل اذا غرس احدنا غرسة وقام برعايتها وسقايتها
حتى كبرت واورفت بظلها او كادت تثمر ثم جاء
مستهترفقطعها او مزقها بدون سبب وجيه فإن ذلك
يغضب ويحزن بل ويسبب مشكلة قد تكبر.

فما الحال عندما يكون المعني انسان حملته امه
وهن على وهن, وفصاله وارضاعه و....الخ؟

وكيف يكون شعور الامهات او الآباء عندما
يرون ازهارهم اليانعة, فلذات اكبادهم ممزق
مكوم في كفن او هامد على سرير في المستشفى؟

فهل آن أن يقول هؤلاء ما قاله الرجل اليمني
عند البئر؟

اعتبروا يا اولوا الالباب

..........
راجي

حسن خليل 04-07-14 02:03 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

قصص هادفة وجميلة فيها الكثير من العبر أخي راجي.

كل الشكر والتقدير على امتاعنا بها وجهودك المميزة في هذا القسم.

لي عودة لها إن شاء الله إذا كان لدي متسع من الوقت.

Rajee 11-12-14 12:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن خليل (المشاركة 10784259)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

قصص هادفة وجميلة فيها الكثير من العبر أخي راجي.

كل الشكر والتقدير على امتاعنا بها وجهودك المميزة في هذا القسم.

لي عودة لها إن شاء الله إذا كان لدي متسع من الوقت.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اخي الغالي

حسن

بل لك كل الشكر والتقدير والاحترام
على حضورك وحروفك النببيلة

مرحبا بك دوما

وبارك الله فيك وفي وقتك

تحياتي

موجه هادئه 02-04-15 05:52 PM

رد: همسات ليلة قمرية( قصص معبّره )
 
شكراً راجي

:)

Rajee 16-09-15 08:19 AM

رد: همسات ليلة قمرية( قصص معبّره )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موجه هادئه (المشاركة 11041511)
شكراً راجي

:)

بل لك من الشكر اجزله

ومن التحية اطيبها

اختي الغالية

موجة هادرة

موجه هادئه 21-09-15 03:52 PM

رد: همسات ليلة قمرية( قصص معبّره )
 
أهلاً بك أخي راجي

سررنا بعودتك

Rajee 05-11-15 12:50 AM

رد: همسات ليلة قمرية( قصص معبّره )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موجه هادئه (المشاركة 11226790)
أهلاً بك أخي راجي

سررنا بعودتك

والسرور قد أهل علينا باطلالتك
البهية اختي الفاضله موجة.

شكرا لك دوما

مركزحلم 27-03-16 11:54 AM

رد: همسات ليلة قمرية( قصص معبّره )
 
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري

Rajee 27-05-16 09:15 PM

رد: همسات ليلة قمرية( قصص معبّره )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مركزحلم (المشاركة 11411403)
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري

بل شرف لي

أخي الكريم

شكرا

Rajee 27-05-16 09:19 PM

رد: همسات ليلة قمرية( قصص معبّره )
 
قصة عمار النورمندي


عمار شاب في مقتبل العمر، طموح، ابن لاب مهاجر من شمال أفريقيا، ولد وترعرع في
إحدى المدن الأوربية الجميلة ومن هذا اكتسب لقبه. كان يدرس ويعمل وقد أدى الخدمة العسكرية.

يحب عمار الناس ويحبونه ويساعدهم كل ما استطاع إلى ذلك سبيلا. حتى السكارى الذين يسقطون على قارعة الطريق ويتجاوزهم الناس كان يقف ويكلمهم ويسألهم كيف يمكنه مساعدتهم.

وقد كان كان يعشق السفر إلى بلاد الله الواسعة، فيرتحل كثيرا مع أقرانه هذا كلما سنحت له الفرصة. وبما أن إسمه وشكله الذي ورثه من أبيه يجعلانه يبدوا مختلفا عن أقرانه من السكان الأصليين وشبه اصليين كان صيدا سهلا للشرطة اللتي تتربص بامثاله في كل ميناء جوي أو بحري او بري. وأبى عمار أن يتعود على هذا "الإذلال" منهم.

عمار كان مسلما بالوراثة لكنه لم يكن ملتزما بتعاليمه الا بحرمة أكل لحم الخنزير.

وهو صغير السن كان لا ينتبه كثيرا بأن البلد الذي يحبه ويعيش فيه معتقدا أنه وطنه لن يكون كذلك بتوثيق تعامل الشارع والعمل بل والممثل لأعلى سلطات الحكم في البلد وهي الشرطة!

إنه تعود أن يسمع دوما السؤال المعهود :من أي بلد أنت؟ فيجيبهم من هنا؟ فيردفون: نقصد أصلك الذي تنتمي إليه؟ عندها يذكر لهم بلد أبيه. ولا يقول إن أمه من السكان الأصليين لهذا البلد.

كان يذهب إلى موطن أبيه لعله ينتقل إليه يوما ما للعمل والمعيشة هناك كما كان يؤمله ابوه بذلك منذ الصغر، لكنه كان يجد صعوبة في التكيف مع الناس هناك فهو أوربي من الداخل كما عبر أحد الآباء عن ذلك قائلاً: أبنائنا "السوفتوير" فيهم أوربي في حين ان الهاردوير من بلادنا الأصلية وهذا يجعلهم يقفون على مفترق الطرق لعلهم يكونون سبيل التواصل بين تلك المجتمعات!

كان عمار يحب الحياة، والسفر كان من هواياته المفضلة كما اسلفنا ذكره ذلك. لكن إجراءات الأمن الإنتقائية في الموانئ جعلته يكره السفر ويتحجج بإنشغاله على طلب أقرانه بالانضمام إليهم.

فالموقف الأخير الذي حدث في إحدى سفراته الربيعية كان محرجا جدا له أمام أقرانه لدرجة أنه تمني أن تبتلعه الأرض. حيث أتى إليه أحد رجال الأمن الألماني تاركا كل أقرانه ليساله بطريقة مستفزة عن جواز سفره فلما استغرب ذلك وهو يقدم له جوازه لم يمهله الشرطي وجعل يساله أمام الملأ عن عدة اسئلة أخرى: لماذا تسافر؟ وكم من الأيام ستمكث هناك؟ وأين تذكرة السفر؟ الطريقة كانت مستفزة وبصوت غير منخفض وبتعصب فكاد الموقف أن يتطور لولا تدخل أقرانه أنهم ذاهبون جميعا لحضور المباراة النهائية لكرة القدم وهو صديقهم.

لكن بعد ذلك جعلوا اقرانه يضحكون عليه مازحين معه ويقولون: ألم
نقل أنه سيعطلنا عن مشاهدة كرة القدم كنا نتوقع ذلك فهو إرهابي كبير يجب أن يوضع في سجن جوانتانامو!

ضحك معهم قائلا وأنتم سوف تنالكم الشبهة لوجودي معكم فتلحقون بي لأنني سوف أقول لهم كنا معا في كوباني فرد عليهم بعضهم لا نريد جوانتانامو أفضل لنا مع "انيشن" المدلل في سجنه، فابائنا لن يسمحوا بغير ذلك(انيشن هو الإرهابي النرويجي الذي قتل أكثر من 70 من الأبرياء في اسلوا).

نعم فإن عمار ضحك وقتها مع أصدقاءه لكن تراكم مثل هذه المواقف كان يترك في قلبه غصة حتى كبر ذلك وتحول إلى التوجس من رجال الأمن.
وأنهم لا يختلفون عن رجال الأمن في كل البلاد بما فيها الدول الدكتاتورية.
شيئا فشيئا بدأ يتحول توجسه إلى كره دفين لهم.
وعجرفة بعض رجال الأمن الذين يمعنون في اذلال المسلم موقف يصعب عليه نسيانه كما يقول هو.

فبدأ يشتكي لأبيه الذل الذي يشعر به لكن أباه كان يقول له: ان هذا أمر طبيعي وأنهم أي رجال الأمن يفعلون مثل ذلك وأكثر معه أيضا وهذا لحفظ الأمن. فيقول الإبن: لكن أنت يا أبي لا تشعر بالاحراج لأنك لا تسافر إلا مع من يشبهونك. أما أنا فاصدقائي أصبحوا يسخرون مني.
فقال الأب: أنا اتفهمك يا بني لذلك اعمل ليلا ونهارا حتى اهيئ لكم أنت واختك معيشة جيدة في بلادنا وقد إقترب اليوم الذي ننتقل فيه إلى هناك، فقط امهلني عدة سنوات قليلة وأكمل بناء المنزل هناك.

لم يكن الأب البسيط يملك غير هذا الأمل ليواسي به إبنه. لكن عمار يقول له حتى تلك البلاد ليس فيها العدل، والشرطة هناك أشرس من هنا.
فيقول له أبوه ليس كما تعتقد انت يا بني فالدنيا مليئة باناس طيبون والشرطة هم إخواننا ومن بيئتنا لا بد التعاون معهم. فيرد عمار: يا ابتي انا لا احب الذل. انت تعودت على هذه الأمور لكني انا لا اقبل منهم ما تتقبله انت بصبر. انت يا ابي دائما تقارن حالك بحال بلادك الأصلية اما انا اقارن نفسي باقراني هنا وما يحصلون عليه من فرص بسهولة ولا احصل مثلهم رغم أنني اجتهد أكثر منهم هذا لمجرد أنني مختلف عنهم في الشكل والاسم والدين. هم يقضون معظم وقتهم في امور يستمتعون بها اما أنا اعمل وادرس واساعد في البيت.
الا ترى اختي أيضا تعاني فتغير لون جلدها وشعرها بل حتى انها غيرت اسمها ليسهل عليها الحصول على عمل؟
قال الأب: اختك لم تشتكي فهي تحاول الاندماج مع مجتمعها. فقال عمار: أنها تشتكي إلي يا أبي ولا تريد أن تزيد همكم، وكل الذي تفعله أكبر من شكوى اذ انها تشعر هنا غير مقبولة كما هي. يقول الأب: انتم تبالغون كثيرا يا بني، انا عشت في هذه البلاد سنين طويلة أكثر من الذي عشته في بلادي الاصلية ولم احتاج او أضطر لتغيير شيء.
قال عمار يا ابتي أنت قدمت إلى هذه البلاد بخلفية حضارية وثقة بالنفس وقناعة بانك مختلف عنهم ولا تريد أن تكون مثلهم اما نحن فكل شيئ يجبرنا على التغير وإلا لا أحد يقبلنا لا في الأعمال ولا في دراسة بعض التخصصات.
ذهل الأب لكلام ابنه الذي اعتقد انه لا زال صغيرا. لكنه تمالك نفسه حتى لا يبدي اندهاشه بل انهزام حججه. فقال: لا بد أن تكون شخصيتك قوية يا بني ولا احد يحب شخصا ممسوخا يتغير بشكل كلي ولغير ضرورة.

لكن الاب تناسى انه يعيش في عصر السرعة وتغيير العولمة الذي لا ينتظر أحدا بل ويحاول جرف كل من يقف امامه.
فقال الاب مضيفا: الحمد لله يا بني فحالنا أفضل من الذين ينامون في العراء ويخاطرون بأنفسهم في البحر والصحراء. لكن الإبن اردف مبديا انزعاجة من هذه الاسطوانة التي يرددها اباه دوما قائلا: المشكلة يا أبي انت تقارن نفسك بمن هم دونك أما انا احاول النظر إلى ألاعلى وإلى من هو افضل مني لالحق بهم بل واتجاوزهم إن إستطعت رغم ان كل الظروف أراها تقف بالمرصاد لي وضدي، لكني لن استسلم.

فقال الأب يا بني أن الرئيس أوباما وامثاله من الذين تقلدوا أعلى المناصب في البلاد التي عاشوا فيها ربما مروا بظروف اسوا من ظروفك ومع ذلك حققوا ما يريدون وانت اجتهد مثله فستنال ما تريد.قال عمار في نفسه متمتما: انا لا اريد أن أكون قاتل مثل اوباما وخنوعا والعوبة أيضا في يد غيره كحال اغلب الرؤساء الخانعين لغيرهم، انا اريد أن أكون سيد نفسي لا يذلني احد.

التفت عمار يمنة ويسرى في البيت فلم يسمع همسا بحث عن أمه لعلها تفيده بشيء
وجدها في غرفتها متعبة وقد عادت لتوها من العمل مرهقة فبدلا من ان يشكوا اليها بدأت تشكوا اليه ارهاق العمل. فقال عمار في حنان: انا يمكنني ترك الدراسة والبحث عن عمل بدوام كامل حتى تتركي انت عملك وتجلسي في بيتك فلا يمكن ان تقومي بعمل البيت والخارج معا. رفضت الأم اقتراحة وقالت لا بد ان تنهي دراستك حتى لا يكون مصيرك مثلنا، اذ نعمل كثيرا ونكسب قليلا. فقال عمار متذمرا إلى متى سيستمر هذا الوضع هكذا؟ فاحتضن امه وذهب الي غرفة أخته التي تركها لها لينام في الصالون متخذا له غرفته، وجد أخته تتزين أمام المرآة. قال لها بدون مقدمات: لماذا لا نعاون امنا في عمل البيت؟ ردت عليه دون النظر اليه: الا ترى أن هذا عمل ايضا؟ انا اقضي أكثر من ساعة لاجهز ملابسي وبشرتي وشعري قبل الخروج للعمل.

استمر في تزمره قائلا كلنا اصبحنا عبيد للعمل دون فائدة لا بيت جيد ولا سيارة جيدة، اصدقائي لا يكادون يعملون ولا اباؤهم يغرقون أنفسهم في العمل هكذا مثلنا ومع ذلك يمتلكون منازل مرفهة وسيارات آخر موديل. قالت له اخته معلقة: لأن مثلنا يقوم بأعمالهم التي لا يقومون بتاديتها باخلاص وتفاني وزيادة او كما يجب وإن لم نفعل ذلك قاموا بالتخلص منا واستبدلونا بعمال من شرق أوربا او غيرها فيعملون لهم بجد في البداية ثم يبداون يأخذون منهم بأيديهم ما يعتقدون أنه حقهم.
غضب عليها وقال أنت تجيدين الثرثرة انا أحدثك عن كيفية معاونة امنا وانت تحدثينني عن الشرقيين والغربيين. فتركها وشانها وعاد الي ابيه.

وجد الأب معدا لطعام الغداء وتنادو فجلسوا يأكلون. ما اطيب طعامك يا ابي تقول الفتاة لينا، فتلحظ تغيرا في وجه امها ويستدرك الأب قائلا لا يمكن ان يعلوا صنعي ما تعده سيدة البيت! ابتسمت الام راضية. فقال عمار انا اقترحت على اختي ان نعاونكم في عمل المنزل فقالت اخته انا لن آكل في البيت إذا ما كان معده انت بالذات. فقال لها ولماذا انت لا تعدينه بعد ان تقلمي اظافرك الطويلة المقززة هذه طبعا؟ غضبت وقامت تهرول إلى عملها فقال لها عمار انتظري سوف اوصلك على طريقي فانا ذاهب ايضا الى مهمة. عادت فقالت: ما دام هناك سيارة توصلني فلدي وقت أكمل فيه طعامي الطيب هذا. سلمت يداك يا أبي اردفت قائلة
ثم عاودت تاكل بهدوء واباها يزرف الدمع من سعادته بحنو ابنه عليهم جميعا. وقال لهم قبل ان يتسائلو انا سعيد بكم يا أبنائي فقليل مثلكم اليوم في هذه البلاد فاغلب الناس اضحت مشغولة بهواتفها المحمولة ولا تعير لبعضها اهتماما وهي جالسة في مكان واحد.

انتفض مجلس الطعام المائدبة بسلام ودون اتفاق على شيء وختم بالوداع.

ركب عمار واخته أماني او لينا بعد تغيير اسمها. وبدئا يتجاذبات أطراف الحديث عن مستقبلهما لكن اخته لاحظت انه يوصيها بابويها خيرا كأنه يودعها بلا رجعة. بدأ القلق يساورها ففاجئته بسؤال: اتريد السفر الى الجنوب في إجازة طويلة؟ وماذا ستقول للعمل والمعهد؟ لن اتركك تفعل ذلك إن ذهبت فساذهب معك ولن أترك اخي يواجه مصيره المجهول وحده. سافعل مثله لعلي ارتاح انا الأخرى أيضا.
اعتقد عمار أنها تقول ذلك لتثنيه عن عزمه فهدأها قائلا انه يمازحها وتعجب لامتلاك بعض الفتيات ما يشبه بالحاسة السادسة لاسشفاف خوافي الامور والقرارات الخطيرة.

اوصلها إلى عملها وطلب منها ان تتصل به لياتي بها عائدة الى المنزل فالوقت سيكون متاخرا. فقالت له: إذا انت ذهبت عنا من سيفعل لي مثل هذا ومن سيهتم بي وبدات تجهش بالبكاء. هدأ عمار من روعها لكنها لم تتمالك نفسها فاستمرت تبكي حتى اجتمعوا بعض المارة واتصلوا بالشرطة لعل هذا الرجل ٱذاها فبدات تتعامل معه كمتهم حتى تثبت براءته ما دام يبدوا انه مختلف. لكن عندما افاقت أخته من نوبة بكائها برأته.

استاذن عمار من عملها قائلا بأن حالتها لن تسمح لها بالحضور والعمل اليوم. اخذ اخته إلى مكان جميل كانا يقضيان فيه بعض الوقت الجميل في الصغر مع ابويهما.

اعاد عمار لاخته ابتسامتها ومرحها المعروفة بهما وقضيا وقتا ممتعا. وقبل أن يعودا إلى المنزل اقترح عليها أن يشتريا أربعة هدايا فوافقت ظنا منها انه سيشتري لنفسه هدية أيضا وقالت انها لن تتركه يدفع. ذهبا للتسوق وتفاجئت انه يريد شراء هدية لانثى ثالثة. فسألته اتريد خطبة فتاة؟ لذلك كنت توصيني على ابوي؟ قل لي من تكون هذه الإرهابية التي تريد ان تخطفك منا؟ انا سعيد هذه المرة ولن ابكي إلا فرحة. واردفت قائلة لكن لابد أن تقيما بجانبنا.
تمتم عمار قائلا: واتت الرياح بما اشتهت السفن لأول مرة. فبدأ يحكي لها عن السيدة التي وجدت محفظة نقوده التي كانت مفقودة وبطاقاته البنكية فيها وكيف اعادت إليه بامانة دون ان ينقص منها شيئ ففكر في اهدائها شيئا ما ليس كمكافئة على امانتها لكن تعبيرا لامتنانه وحبه لمثل هؤلاء الناس وهذه البلاد التي اوجدت امثالهم. لكن أخته أماني/ لينا اعتقدت أنه متعلق بها وهذا مجرد طريقة لمداراة حياءه. فلم تستقصي في الأمر كثيرا. ذهبا إلى منزل السيدة وقدم لها الهدية شاكرا لها حسن صنيعها. لكن أخته وبغريزة فضول الأنثى لمحت من نافذة السيارة أن السيدة تبدوا عجوز! فلما عاد إلى اخته سالته: لماذا لم تعرفني بها؟ فالفضول كاد يشلني! قال لها ان الوقت متأخر ولم نأتي اليها بموعد مسبق وانت تدرين العرف هنا.
بدأ القلق يساورها من جديد لكنها حفظت العنوان.
ثم عادا إلى المنزل ليجدا ابواهما في انتظارهما. دخل المنزل والشاي والكيك والقهوة جاهز أمام التلفاز الذي كان يعمل.

جلسوا جميعا واخذوا يتجاذبون أطراف الحديث وهم يلتهمون الكعك ويرتشفون الشاي المعطر برائحة الهيل والقرفة والقرنفل.

وفجأة ألقت لينا بقنبلتها المرحة: ماذا لو كان بيننا هنا شخص خامس يجلس ويمرح ويسمر معن؟ أعتقدا الأب والام أنها تقصد أن تتزوج. فقالا بلسان واحد يا ترى من يكون؟
فقالت بل قولا من تكون؟ ستكون طبعا صديقة عزيزة لي. وسوف اعتني بها بشرط أن لا يكون اهتمام اخي بها على حسابي فهو اخي لي وحدي ولن اسمح لأحد أن يحل مكاني في قلبه.
فهمت الأم تلميحاتها لكن الأب بدا يسترسل في الأسئلة لعله يفهم ويتأكد. فاختصرت عليه الأم الطريق قائلة: يبدوا ان ابنك ينوي الزواج. فعم البيت الفرح. حتى فرقهم موعد النوم.

مرت عدة شهور بعد هذه الحوارات والمواقف داخل البيت وخارجه.

بدأ سلوك عمار يتغير شيئا فشيئا حتى استبدل كل أصدقائه ومال إلى التطرف ثم اختفى فجاة ليظهر في مكان ما، لم يكن يتوقع هو نفسه ان يصل إليه. أصبح قاسيا على اغلب المبادئ التي نشأ عليها
في مجتمعه. ثم بدأ ينتقم من جميع من كان يذله أو هكذا فهم. فدوافعه كما يقول كانت نتاج السياسات المصلحية الخاطئة لبعض الساسة وواقع عالمه الذي يتملكه الهوس الأمني والتمييز العنصري.

علمت أخته من رسائله التي كتبها لها قبل ان يسافر بمكان وجوده لم تخبر أحدا كما طلب منها فذهبت تبحث عن اخيها ولم تعد وذهب الأب أيضا يبحث عنهما فلم يعد! منعت الام من ان تذهب لتبحث عنهم لكنها قالت في نفسها ليس للحياة معنى أن ابقى وحيدة هنا فعزمت هي الأخرى على الرحيل لكن لا أحد يعرف إلى أين.

أما ما يتناقله الناس من اخبار فهي بأن الأب التقا بهما ويعيشان هناك في مدينة ما وأنه لا يريد العودة إلى زوجته دونهما.
ليست الأخبار مؤكدة و الحقيقة لا يعلم بها الا صاحبها، وإلى ان تنجلي في المستقبل نقول ما قالته العرب:
وياتيك بالاخبار من لم تزود.


..................
راجي


الساعة الآن 01:47 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir