منتديات قصيمي نت

منتديات قصيمي نت (http://www.qassimy.com/vb/index.php)
-   قسم القصص والروايات (http://www.qassimy.com/vb/forumdisplay.php?f=71)
-   -   && نماذج قصصية في أدب الأطفال && (http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=65742)

حسن خليل 24-04-06 11:57 AM

&& نماذج قصصية في أدب الأطفال &&
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

يسرني أن أقدم بعض النماذج القصصية في أدب الأطفال راجياً أن نستفيد منها نحن وأطفالنا.

ويطيب لي أن أضع لكم فهرساً مبسطاً لترتيب هذه القصص وأسمائها ومكان تواجدها حسب الصفحات:

القصة الأولى: ميلاد لولو (الصفحة الأولى)

القصة الثانية: لا تبردي يا قطتي (الصفحة الأولى)

القصة الثالثة: ألحان النسمة الباردة (الصفحة الأولى)

القصة الرابعة: غضب الطبيعة (الصفحة الأولى)

القصة الخامسة: بين الحيوانين (الصفحة الثانية)

القصة السادسة: حلم في حديقة الحيوانات (الصفحة الثانية)

القصة السابعة: حارس البستان (الصفحة الثانية)

القصة الثامنة: مغامرات تاله (الصفحة الثانية)

القصة التاسعة: كعكات جدتي (الصفحة الثانية)

القصة العاشرة: حكمة الهدهد (الصفحة الثالثة)

القصة الحادية عشرة: أحلام صبي (الصفحة الثالثة)

القصة الثانية عشرة: مملكة الكراسي الخشبية (الصفحة الثالثة)

القصة الثالثة عشر: متفرقات - قصص قصير جداً - (الصفحة الثالثة)

القصة الرابعة عشر: من أجل قطرة ماء (الصفحة الرابعة)

القصة الخامسة عشر: الأرنوب (الصفحة الرابعة)

القصة السادسة عشر: صورة الزعيم (الصفحة الرابعة)

القصة السابعة عشر: القويقة (الصفحة الرابعة)

القصة الثامنة عشر: القلم الساحر (الصفحة الرابعة)

القصة التاسعة عشر: معنى القوة (الصفحة الرابعة)

القصة العشرون: الحمامة الذهبية (الصفحة الخامسة)

القصة الواحدة والعشرون: أرنوب والتفاح (الصفحة الخامسة)

القصة الثانية والعشرون: لولو تكتشف الطبيعة (الصفحة الخامسة)

القصة الثالثة والعشرون: لماذا سكت النهر (الصفحة الخامسة)

القصة الرابعة والعشرون: رندا تلعب (الصفحة الخامسة)

القصة الخامسة والعشرون: القط الذي لا يحب المطر (الصفحة الخامسة)

القصة السادسة والعشرون: الريح (الصفحة الخامسة)

القصة السابعة والعشرون: الجني (الصفحة السادسة)

القصة الثامنة والعشرون: البطة (الصحفة السادسة)

القصة التاسعة والعشرون: الغيمة والريح والفلاح (الصفحة السابعة)

القصة الثلاثون: اليد أولاً (الصفحة السابعة)

القصة الواحدة والثلاثون: مساكن للعصافير (الصفحة السابعة)

القصة الثانية والثلاثون: دجاجتي العقيم‏ (الصفحة السابعة)

القصة الثالثة والثلاثون: العصفور والطائرة (الصفحة السابعة)

القصة الرابعة والثلاثون: الأعمى والأصم (الصفحة السابعة)

القصة الخامسة والثلاثون: العقل الكبير (الصحفة السابعة)

القصة السادسة والثلاثون: ريبورت مشاغب (الصفحة السابعة)

القصة السابعة والثلاثون: تحدي سكان القمر (الصفحة السابعة)

القصة الثامنة والثلاثون: الليل والأطفال (الصفحة السابعة)

القصة التاسعة والثلاثون: لو كنت حصاناً (الصفحة الثامنة)

القصة الأربعون: نشوان وألعابه (الصفحة الثامنة)

القصة الواحدة والأربعون: ذات ليلة (الصفحة الثامنة)

القصة الثانية والأربعون: الأقوى (الصحفة الثامنة)

القصة الثالثة والأربعون: حكاية المهر "دحنون (الصفحة الثامنة)

القصة الرابعة والأربعون: حديقة الالحان (الصفحة الثامنة)

القصة الخامسة والأربعون: متعة الحياة (الصفحة الثامنة)

القصة السادسة والأربعون: الخيمة المستكشفة (الصفحة التاسعة)

القصة السابعة والأربعون: صراع الحواس (الصفحة التاسعة)

القصة الثامنة والأربعون: أسرار حرب الكائنات الحية (الصفحة التاسعة)

القصة التاسعة والأربعون: النزهة المؤجلة (الصفحة العاشرة)

القصة الخمسون: الزرزور الرمادي (الصفحة العاشرة)

القصة الواحدة والخمسون: تحولات طفلة (الصفحة العاشرة)

القصة الثانية والخمسون: ليلى والذئب (الصفحة الحادية عشرة)

القصة الثالثة والخمسون: الحصان المسحور (الصفحة الحادية عشرة)

القصة الرابعة والخمسون: المهرجان (الصفحة الحادية عشرة)

القصة الخامسة والخمسون: أعواد القصب (الصفحة الحادية عشرة)

القصة السادسة والخمسون: الحاكم العادل (الصحفة الحادية عشرة)

القصة السابعة والخمسون: لعبة مسلية (الصحفة الحادية عشرة)

القصة الثامنة والخمسون: الدجاجة الشجاعة (الصحفة الحادية عشرة)

القصة التاسعة والخمسون: أضمومة ورد (الصحفة الحادية عشرة)

القصة الستون: رندة تصبح كاتبة (الصحفة الثانية عشرة)

القصة الواحدة والستون: بحيرة الأزهار (الصفحة الثانية عشرة)

القصة الثانية والستون: الفأر يحل المشكلة (الصفحة الثانية عشرة)

القصة الثالثة والستون: وفاء كلب (الصفحة الثانية عشرة)

القصة الرابعة والستون: لمسة حنان (الصفحة الثانية عشرة)

القصة الخامسة والستون: سالم وبلاد العباقرة (الصفحة الثالثة عشر)

القصة السادسة والستون: البذور العجيبة (الصفحة الثالثة عشر)

القصة السابعة والستون: المنقذون (الصفحة الثالثة عشر)

القصة الثامنة والستون: ألحان وألوان (الصفحة الثالثة عشر)

القصة التاسعة والستون: شجرة الأحلام (الصفحة الثالثة عشر)

القصة السبعون: الطائر الأبلق (الصفحة الرابعة عشر)

القصة الواحدة والسبعون: دهاء النعامة (الصفحة الرابعة عشر)

القصة الثانية والسبعون: السلحفاة والضب (الصفحة الرابعة عشر)

القصة الثالثة والسبعون: الرسام والعصفور (الصفحة الرابعة عشر)

القصة الرابعة والسبعون: بائع الأحلام (الصفحة الخامسة عشر)

القصة الخامسة والسبعون: أرض الأحلام (الصفحة الخامسة عشر)

القصة السادسة والسبعون: عنقود اللؤلؤ (الصفحة الخامسة عشر)

القصة السابعة والسبعون: عندما تغضب الكتب (الصفحة الخامسة عشر)

القصة الثامنة والسبعون: القط الغدار (الصفحة الخامسة عشر)

القصة التاسعة والسبعون: قشرة الموز (الصفحة الخامسة عشر)

القصة الثمانون: فراش الذئب (الصفحة السادسة عشر)

القصة الواحة والثمانون: أغنية الحقول (الصفحة السادسة عشر)

القصة الثانية والثمانون: ثوب من حجر (الصفحة السادسة عشر)

القصة الثالثة والثمانون: الكسولان (الصفحة السادسة عشر)

القصة الرابعة والثمانون: حكاية حبة القمح (الصفحة السادسة عشر)

القصة الخامسة والثمانون: التلميذ الطماع (الصفحة السادسة عشر)

القصة السادسة والثمانون: لميس والليمونة (الصفحة السابعة عشر)

القصة السابعة والثمانون: الفراشة والكتاب (الصفحة السابعة عشر)

القصة الثامنة والثمانون: نورا (الصفحة السابعة عشر)

القصة التاسعة والثمانون: الطائر الطيب العجيب (الصفحة السابعة عشر)

القصة التسعون: ثوب الدمية سلمى (الصفحة السابعة عشر)

القصة الواحدة والتسعون: لا تبردي يا قطتي (الصحفة السابعة عشر)

القصة الثانية والتسعون: الليمونة الحزينة (الصفحة الثامنة عشر)

القصة الثالثة والتسعون: الغوّاصون السبعة (الصفحة الثامنة عشر)

القصة الرابعة والتسعون: تجاعيد الزمن (الصفحة الثامنة عشر)

القصة الخامسة والتسعون: مفتاح العودة (الصفحة الثامنة عشر)

القصة السادسة والتسعون: أذن الأرنب (الصفحة الثامنة عشر)

القصة السابعة والتسعون: سامح أنت الرابح (الصفحة الثامنة عشر)

القصة الثامنة والتسعون: الأسد ملك الغابة والفأر الصغير (الصفحة الثامنة عشر)

القصة التاسعة والتسعون: الوطن (الصفحة التاسعة عشر)

القصة المائة: الكنز والكلب الوفي (الصفحة التاسعة عشر)

القصة الأولى بعد المئة: فتاة الفقمة الجميلة - جلد الفقمة (الصفحة التاسعة عشر)

القصة الثانية بعد المئة: الجميلة النائمة (الصفحة التاسعة عشر)

القصة الثالثة بعد المئة: حكمة الأم (الصفحة التاسعة عشر)


ماء الورد 25-04-06 02:25 PM


كل شيء ينتمي لعالم الصغار يفرحنا

حتى قصصهم

وهذه أروع قصة في المنتدى

يكفي أن فيها كلمة ( ماما ) وأن ( بابا ) هو من يقرأها

سعدنا بلولو وهي تغفو وتتمتم ( هكذا إذا )

شكرا لك

ما أجمل ما طرحت وما أروع ما خترت

ننتظر غيرها

بارك الله فيك






حسن خليل 25-04-06 06:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماء الورد
كل شيء ينتمي لعالم الصغار يفرحنا

حتى قصصهم

وهذه أروع قصة في المنتدى

يكفي أن فيها كلمة ( ماما ) وأن ( بابا ) هو من يقرأها

سعدنا بلولو وهي تغفو وتتمتم ( هكذا إذا )

شكرا لك

ما أجمل ما طرحت وما أروع ما خترت

ننتظر غيرها

بارك الله فيك





شرّفني قراءتكِ للقصة واعجابكِ بها.

كما سرّني تعليقكِ الجميل عليها.

والمزيد من هذه القصص قادم إن شاء الله.

لا حرمنا الله تواجدكِ معنا ومشاركتك في هذا القسم.

دمتِ بحفظ الله ورعايته
.

حسن خليل 25-04-06 06:11 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

القصة الثانية بعنوان: لا تبردي يا قطتي

بقلم الكاتبة: لينا كيلاني

(سمر) بنت صغيرة... حلوة ومؤدبة... أمها تحبها كثيراً... وأبوها يدللها... وأخوها (سامي) لا يزعجها أبداً. (سمر) لم تذهب إلى المدرسة بعد... بل إلى حديقة الأطفال القريبة من عمارتهم... توصلها أمها أوأبوها وأحياناً بواب العمارة.

وفي يوم عثرت هي والبواب على قطيطات صغيرات مع أمهن خلف دكان البقال. أسرعت نحوها... وحاولت أن تمسك بالقطيطة البيضاء... لكن القطة الأم نفخت في وجهها، وأخرجت أظافرها لتخمشها.

قال العم البواب:

- هل أحببت هذه القطيطة يا سمر؟

قالت سمر:

- جداً.... جداً.... ليتني آخذها إلى البيت.

قال العم البواب:

- حسناً.... سآتي لك بها بعد أيام عندما تكون أمها قد فطمتها. وتكونين أنت قد طلبت الإذن من أمك برعاية هذه القطيطة الجميلة. ولكن اسمعي ما سأقوله لك يا سمر.

واستمعت (سمر) بكل انتباه إلى العم البواب وهو يقول:

- فالقطيطة يجب أن تتناول أولاً اللبن لأنها صغيرة.... وبعد ذلك تطعمينها ما تشائين. ويجب أن تنام في مكان آمن ودافئ. وأهم من كل ذلك ألا يؤذيها أحد.

قالت (سمر):

- سأفعل كل ذلك يا عم... سأفعل.

وبعد أيام ومن وجود القطيطة التي أسمتها (ماسة)، أصبحت (سمر) لا تفارقها.... تحملها... وتطعمها... وتضعها مساءً في سلة من القش مفروشة بالقطن.

وفي ليلة... وقد نسيت (سمر) قطتها المحبوسة في غرفتها دون أن تقدم لها طعاماً، أخذت (ماسة) تموء وتموء، ولم يسمعها أحد. وما إن فتحت (سمر) باب غرفتها حتى هربت (ماسة) بسرعة كبيرة إلى المطبخ.. ووثبت فوق الطاولة الصغيرة بحثاً عن الطعام فأوقعت الصحون فحطمتها.

أسرعت الأم إلى المطبخ لتعرف ما الخبر... فقالت (سمر):

- ماسة هي التي أوقعت الصحون... ولست أنا.

غضبت الأم وقالت:

- يجب أن نعاقب (ماسة) فلا تنام في سلتها في غرفتك بل في الخارج.

أطرقت (سمر) حزينة.... ولم تعارض أمها التي أخرجت (ماسة) إلى الحديقة، وأغلقت الباب.

ولما كان الفصل شتاء.. وهطلت الأمطار... لم تستطع (سمر) النوم.. وأخذت تبكي لأنها هي السبب فيما جرى مع (ماسة) وهي لم تخبر أمها بالحقيقة.

تسللت (سمر) من فراشها بهدوء وخرجت إلى الحديقة، والتقطت (ماسة) التي كانت ترتجف برداً أمام الباب، وقالت لها:

- لا تبردي يا قطتي... سامحيني أنا السبب.. أنا السبب، فقد نسيتك في الغرفة وما قصدت حبسك.

وكانت أم (سمر) قد سمعت ضجة وحركة، ورأت ابنتها وهي تحتضن القطة وتعتذر منها، فابتسمت... واعترفت لها (سمر) بكل شيء.

قالت الأم:

- عودي إلى فراشك يا سمر.. الطقس بارد.

قالت سمر:

- وهل تعود (ماسة) أيضاً إلى فراشها؟

قالت الأم:

- طبعاً كي لا تبرد هي أيضاً... هيا يا قطتي أسرعي كي لا تبردي
.


آمل أن تنال اعجابكم

أخوكم

حسن خليل

حسن خليل 28-04-06 11:28 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

القصة الثالثة بعنوان "ألحان النسمة الصغيرة الباردة !!"

بقلم الكاتب: جبير المليحان

في الحارات الصغيرة ، تمتد الشوارع الكثيرة مسافة ، ثم تنتهي .

الهواء الذي يملأ تلك الشوارع القصيرة..

يحرك الهواء الغبار وبقايا الأوراق .. والروائح الطائرة من الأكوام المتروكة ..

هذا الهواء يخرج من شارع صغير ، إلى شارع ، إلى شارع ..

يدور في الشارع ، ماشيا على مهل ، ملتفا ، و ملتويا .. حتى يصرفه جدار ما ، فيتكوم قليلا .. وتسقط الأوراق منه ، وتتكوم مخشخة ..

كانت النسمة الصغيرة الباردة من ضمن الحزم الطائرة مع هذا الهواء .

دارت النسمة الصغيرة الباردة معه .. حملت أوراقا .. مبتعدة عن الروائح ..

أسرعت .. الروائح تلحقها ..

وعندما تكوم الهواء وسط الحارة مرة أخرى ، أمام جدار ، تحت تلك الشجرة ..

لم تستطع النسمة الصغيرة الباردة أن تستقر .. دارت ودارت، ثم طارت بسرعة ، وهي تقول :

- لأخرج من هذا الجو الخانق !!

فرت ، لكن الجدار الكبير الواقف صدمها ، تلوت متألمة ، وانحدرت حتى استقرت في الظل ..

كانت أوراق الشجرة الكبيرة تحدق بها وهي واقفة منتظرة ..

هبت النسمة الصغيرة الباردة إلى الأغصان ، و هفهفت بين ثنايا الأوراق الخضراء فرحة ..

فرحت الأوراق و تحركت بطرب ، وأصدرت ألحانا صغيرة وجميلة كالغناء ..

توافدت العصافير : من الجدران القصيرة ، من الشقوق ، من فوق سعف النخيل اليابسة ، من السطوح حيث تخبئ أعشاشها ، من كل مكان ..

جاءت العصافير ، و حطت على الأغصان ..

توقف رجل محني الظهر ، و رفع عينيه الصغيرتين إلى أوراق الشجرة التي تعزف ألحانها .. شاهد العصافير الفرحة

ومن نافذة قريبة أطلت فتاة صغيرة بضفيرتين طويلتين ، وعينين ذكيتين ، كانت تبتسم ، وهي تشرع النافذة للهواء ..
نور الشمس الناعم أخذ يتماوج من بين الأغصان مطاردا قطع الظل المرحة ..

ازداد فرح النسمة الصغيرة الباردة ، وتمدد جسمها و اتسع ..

تراقصت الأشجار الأخرى القريبة واهتزت ..

طربت النسمة ، ولوحت بمناديلها البراقة ، وانطلقت من فوق الجدران ..

ماجت في الشوارع ..

وانطلقت إلى الحقول ..

كانت أسراب العصافير تتبع النسمة الباردة وهي تكسو الأشياء ..

وهاهم الأطفال اللاعبون يجرون خلفها ..

وأوراق الأشجار تلتفت ..

حتى المياه .. مياه البرك النائمة اختضت و تماوجت فرحة ..
الرجل العجوز يهمس باسما : يا لهذه النسمة الصغيرة الباردة !!

البحرين 23/6/2001

ماء الورد 28-04-06 11:11 PM

يا لهذه النسمة الصغيرة الباردة !!

هنا في منزلي شعرت بها وأنا أقرأ

أسعدتني

ومن قبلها سعدت بسمر وقطتها ماسة

شكر الله لك يأخي أخرجتنا من أحزاننا وهمومنا

وأعدت إلينا بسمة فقدناها وطفولة نسيناها

كانت لي قطة وكنت أحبها ، وكانت امي مثل أم سمر لا تريدها

تقول : لا تتركيها تدخل الى الغرفة ، أبقيها في الخارج .

وكانت قطة شقية ، سحبت خيطا من غطاء السرير فتبعته الخيوط ، لعبت

بها ، وجنت على نفسها ، وضعوها في خيشة رز فارغة وأخذوها الى حيث

لا أدري .

أما نسمة الهواء الباردة ،

فتذكرني بأيام لنا قضيناها في البر

بتنا يومها في بيت الشّعر

لا زلت أتذكر

ذلك الفجر

وتلك النسمة

أسعد الله أيامك

وبارك فيك

ننتظر أخرى

من قصصك الطيب المحبب الى قلوبنا

دمت بحفظ الله ورعايته

حسن خليل 28-04-06 11:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماء الورد
يا لهذه النسمة الصغيرة الباردة !!

هنا في منزلي شعرت بها وأنا أقرأ

أسعدتني

ومن قبلها سعدت بسمر وقطتها ماسة

شكر الله لك يأخي أخرجتنا من أحزاننا وهمومنا

وأعدت إلينا بسمة فقدناها وطفولة نسيناها

كانت لي قطة وكنت أحبها ، وكانت امي مثل أم سمر لا تريدها

تقول : لا تتركيها تدخل الى الغرفة ، أبقيها في الخارج .

وكانت قطة شقية ، سحبت خيطا من غطاء السرير فتبعته الخيوط ، لعبت

بها ، وجنت على نفسها ، وضعوها في خيشة رز فارغة وأخذوها الى حيث

لا أدري .

أما نسمة الهواء الباردة ،

فتذكرني بأيام لنا قضيناها في البر

بتنا يومها في بيت الشّعر

لا زلت أتذكر

ذلك الفجر

وتلك النسمة

أسعد الله أيامك

وبارك فيك

ننتظر أخرى

من قصصك الطيب المحبب الى قلوبنا

دمت بحفظ الله ورعايته


أشكر الأخت ماء الورد على كريم مرورها للقصتين واعجابها بهما.

وهذه شهادة أعتز بها من شاعرة وأديبة لها مكانتها في المنتدى الغالي.

كما أشكرها على نشاطها المميز في هذا القسم.

وقريباً إن شاء الله سأطرح قصة بعنوان: غضب الطبيعة بقلم الكاتبة سمر المزغن.

فإلى ذلك الحين استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

وأترككم في حمى المولى والرحمن
.

حسن خليل 29-04-06 08:11 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

القصة الرابعة بعنوان: غضب الطبيعة

بقلم الكاتبة: سمر المزغن

ارسل البحر اذاه المجرجرة الذي يصل الى الاذان كأنه الزئير المنبعث من حلوق الوحوش الضارية ، والعالي كأنه الجبال الشاهقة ، معلنا عن قدومه لحضور اجتماع هام ، تقدم البحر تصحبه امواجه الصاخبة ، مزمجرا غاضبا ثم صرخ – دون القاء السلام - بصوة قوي غريب ، لو سمعته الهضاب لارتجت من مكانها فزعة : " انا مغتاض جدا، ولا يمكنني ان اتحمل اكثر ضرر الانسان ، لوثني بنفطه الذي قتل اسماكي ، لم يترك لي حتى بعض الاصداف تزينني وتلون شاطئي ، ذلك الشاطىء الذي غدا سلة مهملات كبيرة يلقي فيها فضلاته واوساخه …

لقد طفح الكيل والانسان يحرمني من التسلي مع اصدقائي الاسماك … الم ادعه يسبح في هناء ونعيم في مياهي الباردة خلال فصل الصيف ؟ ألم استقبل الشمس وادعوها لالقاء أشعتها الدافئة وهو يلهو ويمرح ؟ ألم أسخر له شاطئي ليلعب برماله ويرتاده متى شاء مع اصدقائه ؟ ألم اتركه يصنع من الرمل قصورا يزينها بأصداف متناثرة ؟ لما كل هذا الجشع والطمع الذي يحركه حتى أنه لم يترك لي أصدافي تمسح لي دمعي حين ابكي ، وتلعب معي أوقات فراغي ؟

ألم أمسك نفسي عن البكاء وأنا أسمح له مضطرا باصطياد أسماكي وهي تنظر لي معاتبة ، لائمة ؟ ثم بعد ذلك اراها تشوى أمامي لتصبح سوداء فاحمة ، وصوتها يرن في أذني يلومني على عدم عدالتي وانصافي ، يحرص ان يصطاد أكبر قدر من أسماكي ، وأشباحها الحمراء المتشحة بالسواد تحاصرني في منامي ويقظتي ، مناظرها مخيفة وهي الملطخة بالدم والسواد ، تعكر صحوتي ومنامي ، وأمام ذلك ألست مذنبا وأنا أسمح له بكل ذلك السلب والنهب ، ساكتا، صامتا ، صابرا ، ومتحملا أذى وخطر أفعاله ؟ " .

طأطأ البحر رأسه وأسنده على أمواجه المتأثرة بكلامه الى حد البكاء . خفت صوته شيئا فشيئا وأخذ يصدر زفرات طويلة بين الفينة والفينة ، لما رفع رأسه انحدرت من عينه دمعة حارة كبيرة لتسقط على الموج المرتطم بالصخور وتختلط بالزبد. كان منظره محزنا للغاية، وغادر المكان قبل أن تضعف ارادته تماما فيختنق بالعبرات … جاء البحر غاضبا قويا ، لو اعترضه الانسان لأغرقه بموجه ثم انصرف ذليلا حزينا منكسر الخاطر لو شاهده الانسان على حالته تلك لسخر منه واستهزأ به .

نفخ الريح بقوة وقال : " كلام البحر صحيح ، الانسان يضر نفسه ويضرنا بافعاله ، انا أيضا لوثني بدخان سياراته السريعة، في حين ان دراجاته أقل سرعة ولا تؤذيه ولا تؤذيني ، طائراته وصواريخه وبواخره وقطاراته مصادر لراحته ومصدر لايذائي … التبغ الكريه الذي يستهلكه في البيت وفي الحي والمقهى ، ألم يعرف لحد الان انه يلوثني ويسبب له افات مميتة، ويشكل اذى لمن حوله ويسبب لهم الامراض … ثم أيضا تلك المصانع التي تدمرني وتجعل مني سوادا في سواد ، ثم … "

قاطعه الحيوان مزمجرا : " على مهلك أيها الهواء ، لست اكثر مني هما ولا أظن أن صدرك يسع غمي ، الانسان جعل مني عبدا ذليلا ، أكل بيضي والتهم لحمي وشرب لبني ، لم يكفه أنه ركبنا وحملنا ما لا طاقة لنا به حتى في الصحراء الجافة ، لم يكفه أنه حثنا على السير بعصاه الغليظة الخشنة، حتى زج بنا في السجون يزين بها بيوته وحدائقه ، ليتمتع بمشاهدتنا في حين لا نطلب سوى الحرية …

يعيش صغارنا محرومين من الحرية ويموتون حزينين لأنهم لم يذوقوا طعم الحرية ولم ينعموا بالغابات الخضراء والجبال العالية … نحرس بيته ليلا نهارا لينام هادئا ونبقى نحن سهارى ، يقظين لحمايته ، وجزائنا في الاخير عظام بليت ولحوم فسدت وضربات توجعنا ، ثم نصاحبه في كل مكان ليتفاخر أمام أصدقائه بالسلسلة الحديدية التي تشد عنقنا كأنها تنوي خنقنا …"

صرخ صرخة مدوية ثم نظر شزرا والشرر يتطاير من عينيه وكشر عن أنيابه متهيئا للهجوم ، لكنه رجع الى الوراء كأن مسا من الجنون أصابه، وانزوى يهذي في ركن بعيد .

تدخلت الشجرة وقالت : " يقطع الانسان خشبي ليصنع منه مهودا لصغاره ، يرتاحون في مهودهم ونبكي بكاء متواصلا، صنع منا قواربا، سفنا ، مراكبا ، وبيوتا تحميه من قر الصيف وبرد الشتاء . وهبته كل شيء حتى الهواء أنقيه له ولكنه ظالم ، فلما نكران الجميل . اكل الانسان ثماري اليانعة ، اقتلع اخوتي ليصنع منهم كراسي يستلقي عليها وطاولات لأكله … رفس جيراني النبتات الصغيرة بأحذيته الضخمة ".

سكتت الشجرة برهة ثم أضافت : " اني أدعو الجميع لمحاسبة الانسان " وبقيت في مكانها صامدة مظهرة شجاعة وصبرا … كل من تكلم قبلها أبدى هيجانا وحزنا ، ولكنها الوحيدة التي تمالكت نفسها ومكثت في مكانها تنتظر رأي الجميع.

سألت الأرض الشمس : " وانت أيتها الشمس ما رأيك "

- أنتظر رأي القمر .

همس القمر : " رأيي معاكس للجميع ، الانسان يحبني في الليالي التي أنيرها، وعلى كل أنا متأكد أن الانسان لم يقصد ايذاء البحر وتلويث الهواء وتخريب الطبيعة وقتل الحيوان، الانسان صنع محميات حتى لا تنقرض الانواع النادرة الفريدة من الحيوانات، الشجرة رفيقة الانسان ولا حياة لها بدونه، أنا أدعو لمسامحته وسأتولى بنفسي تنبيهه لهفواته، سأطلب منه حماية الطبيعة لأنه لا حياة له من غيرنا ولا حياة لنا من غيره، سأبعث للبحر لأحدثه وأرضيه وأهدئه.

انفض المجلس وأسارير الحاضرين مختلفة : بعض الملامح تدل على اليأس ، منها ما تدل على الغيض والندم في نفس الوقت، منها ما تدل على الشك ، ومنها ما تدل على الامل .


نوفمبر 1999

ماء الورد 30-04-06 03:33 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف لم ندعى الى اجتماع نحن فيه متهمين ؟
يجتمع البحر والهواء والحيوان والشجر، وتحضر الشمس يتبعها القمر ، يشكوننا الى امنا الأرض ، وينفض الاجتماع دون أن يقول أحد كلمة حق ، الا القمر قالها على استحياء وما فعل ذلك تفضلا بل خوفا من الهجر.

سنمحص هنا أقوالهم ، ليعرف الجميع من الظالم ؟ أنحن أم هم !

لننظر الى ما قاله البحر، جاء مزمجرا يملأ الكون ضجيجا يدّعي علينا ، يقول : لوثنا مياهه بنفطنا ، وسطونا على أصدافه ، تركنا شواطئه تملؤها النفايات ، أعطانا تفضلا شيئا من أسماكه ، فما قنعنا واخذ فوق حاجتنا ،

مهلا أيها البحر : من لوث شواطئك بالنفط ؟ أنحن ؟ أما رأيت غضبنا على من فعل ذلك !، أما رأيتنا هناك ننظف الشواطىء ، نجمع الأصداف نغسلها ، طلبنا اصدار قوانين تمنع من يفعل ، ولا زلنا نعمل بجد من أجل ذاك ،

ذكرت الأصداف ! أنحن من يلفظها ام أنت ؟! تتركها على الرمال حتى تموت أو يأتي طائر فيجهز عليها ، نحن نجمعها ، نمنحها حياة أنت استكثرتها عليها وإذا أخذنا ما فيها وأكلناه فإنا أيضا نهبه حياة في أجسادنا .

بكيت الأسماك أيها البحر، وأظهرتنا قتلة نسفك الدماء ، فبأي حق قلت ذاك ؟! أو ما رأيتها فيك وهي تتقاتل ، والكبير منها يأكل الصغير ، نحن أخذنا منها ما أحله ربنا وربك ايها البحر، ولو لم نفعل لانقضى عمرها وماتت وهي فيك ، وحينها تصبح جيفة أنت ترميها

ذكرت حزنك وانت تراها على الجمر مشوية، أو كنت تريدنا ان نأكلها نيئة ؟1

تحدثت عن الشواطىء ، وأننا نملؤها بالنفايات والقاذورات ، مهلا أيها البحر !! قلة هي الشواطىء التي وصفت وأغلب شواطئنا نظيفة ، نزورها نلعب على رمالها ، نجمع اصدافها ، نسبح في مياهها ، نرقب الشمس عندها وهي تغيب ، ونناجي القمر اذا ظهر ، وقبل أن نغادر نجمع كل ما احضرنا ولا نترك شيئا ، نتأكد من ذلك ، فكيف تدعي علينا بذلك ؟ ربما قلة هي من تفعل ، لكن يا بحر لا تزر وازرة وزر أخرى فتمهل .

عدت بعدما زمجرت وما كانت عودتك انكسارا بل هي استعدادا لجولة غدر تأتينا من قبلك ، سفينة لنا تغرقها ،وأرواحا تزهقها ، كم اخذت منا يابحر؟! كم من بيوت لنا بيناها قرب الشاطىء ، فجئت عليها أنت بأمواجك وتركتها حطاما ، فلم لم نشكوك !

عد يا بحر فليس لك عندنا شيء .

أما انت أيها الهواء ، تقول لوثناك بالأدخنة ! المصانع نحن نحتاجها ،وكذلك السيارات ، أما ما ذكرت من تبغ وغيره فنحن أيضا مثلك نعاني منه ، لكننا أيها الهواء عندما أقمنا المصانع أحطناها بالحدائق زرعناها ورودا وزهورا وكذلك أشجارا فما عتبك بعد ذلك علينا !.

وأنت أيتها الشجرة ، غاضبة لأننا قطعنا منك أخشابا ، صنعنا منها بيوتا وأثاثا أليست هذه حياة اخرى لك تعيشينها أو ليس قد أكرمناك عندما أدخلناك الى بيوتنا بدلا من بقاءك في العراء ،

وكلما قطعنا منك شيئا زرعنا بدلا منه آخر ، فاصمتي ولا تنطقي .

أما أنت أيها الحيوان ما أشد نكرانك للجميل ! لما لا تذكر أننا نرعاك ، نطعمك ونسقيك ، واذا مرضت أحضرنا من يداويك ، لم نصنع لك سجونا بل هي بيوت تأوي اليها ، حتى لا يعدوا عليك من بني جنسك من يقضي عليك ، نعم أخذنا منك بيضا ولبنا ولحما لكننا ما تعدينا ، ذلك ما أحله الله لنا منك ، فأقصر أيها الحيوان .

هذا ردنا على التهم التي رمينا بها

*************************


الأخ حسن خليل

هذا ما ورد في خاطري عندما قرأ ت القصة ( غضب الطبيعة ) فأحببت أن تقرأه

شكرا لك على اختيارك الرائع

في انتظار المزيد من قصص الصغار

دمت بحفظ الله

حسن خليل 30-04-06 07:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماء الورد
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف لم ندعى الى اجتماع نحن فيه متهمين ؟
يجتمع البحر والهواء والحيوان والشجر، وتحضر الشمس يتبعها القمر ، يشكوننا الى امنا الأرض ، وينفض الاجتماع دون أن يقول أحد كلمة حق ، الا القمر قالها على استحياء وما فعل ذلك تفضلا بل خوفا من الهجر.

سنمحص هنا أقوالهم ، ليعرف الجميع من الظالم ؟ أنحن أم هم !

لننظر الى ما قاله البحر، جاء مزمجرا يملأ الكون ضجيجا يدّعي علينا ، يقول : لوثنا مياهه بنفطنا ، وسطونا على أصدافه ، تركنا شواطئه تملؤها النفايات ، أعطانا تفضلا شيئا من أسماكه ، فما قنعنا واخذ فوق حاجتنا ،

مهلا أيها البحر : من لوث شواطئك بالنفط ؟ أنحن ؟ أما رأيت غضبنا على من فعل ذلك !، أما رأيتنا هناك ننظف الشواطىء ، نجمع الأصداف نغسلها ، طلبنا اصدار قوانين تمنع من يفعل ، ولا زلنا نعمل بجد من أجل ذاك ،

ذكرت الأصداف ! أنحن من يلفظها ام أنت ؟! تتركها على الرمال حتى تموت أو يأتي طائر فيجهز عليها ، نحن نجمعها ، نمحنها حياة أنت استكثرتها عليها وإذا أخذنا ما فيها وأكلناه فإنا أيضا نهبه حياة في أجسادنا .

بكيت الأسماك أيها البحر، وأظهرتنا قتلة نسفك الدماء ، فبأي حق قلت ذاك ؟! أو ما رأيتها فيك وهي تتقاتل ، والكبير منها يأكل الصغير ، نحن أخذنا منها ما أحله ربنا وربك ايها البحر، ولو لم نفعل لانقضى عمرها وماتت وهي فيك ، وحينها تصبح جيفة أنت ترميها

ذكرت حزنك وانت تراها على الجمر مشوية، أو كنت تريدنا ان نأكلها نيئة ؟1

تحدثت عن الشواطىء ، وأننا نملؤها بالنفايات والقاذورات ، مهلا أيها البحر !! قلة هي الشواطىء التي وصفت وأغلب شواطئنا نظيفة ، نزورها نلعب على رمالها ، نجمع اصدافها ، نسبح في مياهها ، نرقب الشمس عندها وهي تغيب ، ونناجي القمر اذا ظهر ، وقبل أن نغادر نجمع كل ما احضرنا ولا نترك شيئا ، نتأكد من ذلك ، فكيف تدعي علينا بذلك ؟ ربما قلة هي من تفعل ، لكن يا بحر لا تزر وازرة وزر أخرى فتمهل .

عدت بعدما زمجرت وما كانت عودتك انكسارا بل هي استعدادا لجولة غدر تأتينا من قبلك ، سفينة لنا تغرقها ،وأرواحا تزهقها ، كم اخذت منا يابحر؟! كم من بيوت لنا بيناها قرب الشاطىء ، فجئت عليها أنت بأمواجك وتركتها حطاما ، فلم لم نشكوك !

عد يا بحر فليس لك عندنا شيء .

أما انت أيها الهواء ، تقول لوثناك بالأدخنة ! المصانع نحن نحتاجها ،وكذلك السيارات ، أما ما ذكرت من تبغ وغيره فنحن أيضا مثلك نعاني منه ، لكننا أيها الهواء عندما أقمنا المصانع أحطانها بالحدائق زرعناها ورودا وزهورا وكذلك أشجارا فما عتبك بعد ذلك علينا !.

وأنت أيتها الشجرة ، غاضبة لأننا قطعنا منك أخشابا ، صنعنا منها بيوتا وأثاثا أليست هذه حياة اخرى لك تعيشينها أو ليس قد أكرمناك عندما أدخلناك الى بيوتنا بدلا من بقاءك في العراء ،

وكلما قطعنا منك شيئا زرعنا بدلا منه آخر ، فاصمتي ولا تنطقي .

أما أنت أيها الحيوان ما أشد نكرانك للجميل ! لما لا تذكر أننا نرعاك ، نطعمك ونسقيك ، واذا مرضت أحضرنا من يداويك ، لم نصنع لك سجونا بل هي بيوت تأوي اليها ، حتى لا يعدوا عليك من بني جنسك من يقضي عليك ، نعم أخذنا منك بيضا ولبنا ولحما لكننا ما تعدينا ، ذلك ما أحله الله لنا منك ، فأقصر أيها الحيوان .

هذا ردنا على التهم التي رمينا بها

*************************


الأخ حسن خليل

هذا ما ورد في خاطري عندما قرأ ت القصة ( غضب الطبيعة ) فأحببت أن تقرأه

شكرا لك على اختيارك الرائع

في انتظار المزيد من قصص الصغار

دمت بحفظ الله

الأخت ماء الورد

ما شاء الله تبارك الله

رد وافٍ ورائع من جميع جوانبه.

وقد كنت متوقعاً ذلك منكِ

وأنا معكِ في كل كلمة ذكرتيها.

ألف شكر لكِ على هذا التفاعل في قسم القصص والروايات.

ألف شكر لكِ على هذا التعليق الرائع.

ألف شكر لكِ على متابعتك لهذه القصص.

ألف شكر لكِ على تشجيعك لي بطرح المزيد منها.

دمتِ بحفظ الله ورعايته
.

حسن خليل 30-04-06 07:41 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

القصة الخامسة بعنوان: بين الحيوانين

أسرعت للغداء ، كان طعامي المفضل فاصوليا باللحم وحساء بالسمك ، لما كنا نلعق شفاهنا قبل الاكل سمعت ضوضاء بعيدة، اقترب كلبي ريكس وقطة اخي ايزبلا من المائدة ، كل منهما اخذ يتوسل ، ذاك يتمنى شريحة لحم وتلك تحب سمكة صغيرة : لم يكن اخي الصغير يعرف الامر لذلك اعطى كلبي " سمكة " وقطته " لحما " ، وعندها نشبت المعركة …

كانت ساحة الوغى هي المطبخ والجيشان هما القطة والكلب ، غرست القطة اظافرها في لحم العدو فنبح نباحا عاليا وعض ذيل خصمه ، حينها اصدرت القطة مواء عاليا وقفزت فوق كلبي ، لكن هذا الاخير تفاداها وسقطت فوق صحن ابي لتهشمه، غضب ابي غضبا شديدا ، عندئذ حاولنا ان ننهي المعركة ولكن ذهبت محاولاتنا ادراج الرياح، فالعراك على اشده والويل كل الويل لمن يقترب …

كانت امي قد افطرت ولبست ثوبها الحريري الناعم لزيارة صديقتها ، ولكن حين دخلت نظرت القطة للثوب وظنته سمكة مشوية اذ كان اسود اللون وعلى شكل سمكة، انقضت القطة على الثوب تنهشه ، ففزعت امي وهرولت خارجة ، لكنها تعثرت بثوبها الذي غدا خرقا بالية ، فسقطت على القمامة وانفجرت غيضا واتجهت الى الحمام … المعركة لم تنته بعد ، لقد كان كلبي ناعم الشعر ، اما الان فقد اصبح شعره أشعث كمسلات القنفذ او الاشواك ، كانت القطة ناعمة الملمس لكن نصف شعرها قد اختفى ، تناثر في ارجاء المطبخ الذي انقلب راسا على عقب … و ها انت ترى القطة مسرورة في عيد الفطر والكلب سعيدا في عيد الاضحى لكن امي ما زالت في العيدين ناقمة عليهما
.

حسن خليل 01-05-06 07:14 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القصة السادسة بعنوان: حلم في حديقة الحيوانات


مفيدة ، فتاة طيبة القلب وفية ، جميلة وذكية ، جميع الناس يحبونها لانها تساعد الكل قدر استطاعتها ... غدا اول ايام العطلة الصيفية ، ارادت مفيدة ان يكون اول يوم عطلة لها في حديقة الحيوانات ، طلبت من امها اسية اصطحابها الى الحديقة فوافقت .

من الغد ، ارتدت بطلتنا اجمل ثيابها وحلت شعرها بضفيرة طويلة متناسقة ، ثم تعطرت وخرجت تصحبها امها ، لم تنس طبعا احضار بعض الطعام لها ولوالدتها .

فتشت عن قطع الخبز القديمة التي لم تعد صالحة للاكل لتقديمها للحيوانات ، كانت مفيدة تقف عند كل قفص لتتفرج على ما بداخله ولتقرأ ما هو مكتوب من معلومات عن كل حيوان اسير القفص ، في الغد روت لنا مفيدة تفاصيل زيارتها للحديقة قائلة : اعترضتنا القرود المرحة وقد كانت تمتع الناظرين بحركاتها البهلوانية وهي على عجلة من امرها كانها تقدم عرضا تدربت عليه في السيرك ، دون ان تهمل التقاط ما يرمي به الزائرون في مهارة وسرعة وفي لمح البصر ، كانت تقلدنا في كل ما نفعله ونحن نضحك ، لم اتمالك نفسي امام حركاتها المضحكة فانفجرت ضحكا ، انتقلنا الى قفص الدب فارعبني صوته وكدت اهرب مستغيثة لكن امي اخبرتني انه لا يستطيع تكسير القفص ، اخذت اصيح قائلة : " لا اريد البقاء في هذا المكان فالننتقل الى قفص اخر " ... مررنا على الزرافة ادهشني طولها الخارق ، ومررنا بقفص النمر الذي اعجبت بفروه الرائع وفرو أخيه الفهد ، لكن في نفس الوقت افزعتني انيابهما ومخالبهما .

لن انس طبعا انني مررت حذو الفيل الرمادي مع امي ، لكن ما اذهلني هو دهاء وذكاء ابن اوى و الذئب وصديقه الثعلب الماكر .

من المواقف الطريفة : اني مررت على النعامة فوجدتها مدخلة رأسها في باطن الارض كعادتها ، انها كالطامع "اشعب" لا ينفك عن التطفل على الموائد .

حيرني ظهر الجمل والناقة فاجابتني ماما اسية بقولها : " ان ظهره هكذا يا حبيبتي ليمكن الجلوس عليه بسهولة وهو يدعى "سفينة الصحراء" كما انه اكثر الحيوانات صبرا على الماء ، وعلى ذكر الماء فقد زرت فرس النهر الكبير والضخم الجثة ، واستغربت من ضخامة جثته الأعظم من جثة الثور وزوجته البقرة وصديقتها وجارتها الجاموسة اللاتي يبعدن عنها ببضع امتار … لن انس طبعا زيارة الفقمة صديقة الدلفين وكذلك القرش المخيف الذي يذكرني " بدراكولا " وقصته الخرافية المخيفة حتى ان اعوان الحديقة تركوه منعزلا لخطورته ، كما لن انس اني شاهدت عدة حيوانات مائية اخرى ، كالسمك والحوت الكبير ، وهلما جرا …

بعد هذا التجوال قررت الاستراحة انا وامي ، جلسنا على مقعد امام المراجيح وشرعنا في اكل بعض الطعام الذي احضرناه ، وكنت استعجل الاكل حتى اكملت لمجتي وانطلقت جريا نحو الارجوحة ، اما امي فقد نصحتني بعدم الركض ، والتحول لمشاهدة الخراف والماعز والفئران والقنافد … واذكر ان علاقة صداقة متينة توثقت بيني وبين بطة فقد كنت اطعمها وصديقاتها البطات وجاراتها الوزات والبجعات ينظرن اليها في حسد شزرا ، فانقذتها من غيرتهن وسلمتهن بعض الطعام ، لذلك نظرت إلي بامتنان وشكر .

عند المرور على مأوى الخنازير فضلت الجري والابتعاد عن المكان مع حرصي على سد انفي لاشمئزازي من الروائح الكريهة … عند زيارة الكنغر ظننت انه يلبس سروالا به جيوب لحماية ابنه ، لكن عندما قرات المعلومات عنه فهمت كل شيء .

اطربتني زقزقة العصافير وهديل الحمام وقد سافرت في بحر الموسيقى عند الاستماع لتغريد البلابل ، وتمنيت ان اكون مثل تلك الفراشات ذات الالوان المبهجة الزاهية ، وقد ازدادت ضحكاتي حتى انقلبت على ظهري عند سماع الببغاء وهو يردد اقوالي مباهيا بالوانه الزاهية كمباهاة الطاووس الموجود قربه بريشه الملون .

بقينا وقتا نتـامل الخيول وهي تملأ المكان بصهيلها وكذلك الحمير بنهيقها ، وقد الححت على امي ان تشتري لي دجاجة ، فرخا ، كلبا او ارنبا لكنها اخبرتني ان الحيوانات الموجودة في حديقة الحيوانات ليست للبيع ووعدتني بان تشتري لي حيوانا لطيفا من السوق عند العودة.

كنت طوال الطريق التهم قطع شوكولاطة لذيذة واتسلى ببالونة وقناع مضحك وبعض اللعب اشترتها لي امي من الحديقة ، وكنا نستغرق في الضحك طوال الوقت عندما المح احد الحيوانات واشبهها بشيء مضحك ، دون ان انسى اننا استمتعنا بمنظر نافورة رقراقة جارية .

قبل ان ننتقل الى قفص الاسد وعائلته ذهبنا الى قفص الثعابين وقمنا بلعبة : من يخرج لسانه اكثر ويحدث فحيحا قويا لكن ماما غلبتني في اللعبة …. راجعت كراسي وكل ما كتبته من معلومات على الحيوانات كما اضفت نكتة على التيس ولحيته الطويلة .

حذو قفص الاسد انتابني بعض الخوف وشعرت بانه سيحصل شيء ما ، واذ بالاسد ينفجر غيضا ويحمر وجهه غضبا ويزأر زئيرا عاليا عندما شاهد ضفيرتي بالذات ولا أدري لماذا ... هرب الجميع عند تحطيم الاسد للقفص ، لم اعرف كيف تسمرت في مكاني من الدهشة ... بغتة نما للاسد جناحان ابيضان طارا بهما وحلق بواسطتهما عاليا ماسكا بي من ثيابي تارة ومن ضفيرتي طورا . نظرت تحتي فاخذت ارتجف كالقصبة في مهب الريح واحسست باعضاء جسمي ترتجف وباسناني تصطك ، دارت الدنيا بي وكاد قلبي يخرج من صدري ، جف ريقي ، لكنني بالكاد تمالكت نفسي ، وتمنيت الا اسقط ، وبالطبع لم اصرخ رغم مسكه القوي لشعري حتى لا يفزع الاسد العجيب ويسقطني ، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، فقد قادت الاقدار حمامة ازعجت الاسد الطائر ، وعندما اراد الفتك بها سقطت من مخالبه من ارتفاع عال، حمدت الله وشكرته لانني سقطت على كومة قش فوق جبل كبير ، ولم اصب الا بخدوش بسيطة لم تألمني كثيرا ، احسست ان احدا يدفعني الى الامام ، وعلى حين غرة وفي غفلة مني سقطت من قمة الجبل ، عند الوصول اصطدم رأسي بصخرة كبيرة فانفلقت جمجمتي وصرخت صرخة مدوية ، كرر الصدى ندائي كانه يسخر مني ، واذ بي انهض فاجد نفسي في غرفتي مرتمية على الارض واقعة من السرير وقد اصطدم راسي بالمنبه فاخذ يرن رنينا عاليا متواصلا حتى ايقظ جميع افراد العائلة ، صببت عليه جام غضبي وقمت بتانيبه تأنيبا شديدا ، عند ذلك سمعت وقع اقدام ثابتة فارتميت فوق فراشي مخفية المنبه بين طيات ملابسي متظاهرة بالنوم متجنبة وخائفة من غيض امي
.


اكتوبر 1998

حسن خليل 03-05-06 08:24 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

القصة السابعة بعنوان

حارس البسـتان

بقلم الكاتب: محمود البدوى

كان نعمان حارسا لبستان الشيخ سليمان ، وهو بستان كبير غنى بالثمر ومن أشهر البساتين فى الصعيد ، ومنذ ثلاثين سنة ونعمان يحرس هذا البستان .. ولم تحدث فى خلال هذه السنين الطوال حادثة سرقة واحدة ..

كانت المنطقة كلها تعيش آمنة .. كان مرهوبا قوى البطش .. وكان الفلاحون ينسجون حول بندقيته المقصوصة الأساطير .. يقولون أنها تفرش .. وتغرد .. وتنطلق منها النيران فى كل اتجاه .. مع أنه لم تطلق من هذه البندقية رصاصة واحدة ..

وكان الغلامان سعيد وعمار يصطادان البط فى البركة القريبة من البستان عندما انطلقت خرطوشة طائشة من بندقية سعيد فأصابت عمار فسقط والدم ينـزف منه ..

وأصاب الذعر سعيدا فجرى إلى نعمان خفير البستان وقص عليه ما حدث وهو يبكى ويرتعش ..

فهدأ نعمان من روعه وذهب معه إلى المصاب فحمله إلى داخل العريشة .. وأسعفه وربط الجرح وتركه هو وسعيد لزوجته لتعنى بالجريح ولا تدع سعيدا يخرج من البستان حتى لا يتعرض لأى سوء ..

وكانت فلاحة قد بصرت بالمصاب وهو ملقى بجوار البـركة وسعيد يجرى مذعورا .. فطارت إلى أهله وأخبرتهم أن سعيدا قتل عمارا ..

وانتشر الخبر فى القرية بسرعة النار فى الهشيم .. وخرجت عائلة عمار وهى مسلحة بالبنادق ، والشوم ، والهراوات .. لتضرب أى إنسان تجده من عائلة سعيد ..

وكانت عائلة سعيد قليلة العدد وضعيفة بالنسبة لعائلة عمار .. فخشيت أن تفنى جميعا .. وهرب أفرادها فى المزارع ..

وأخذ رجال عمار يزحفون إلى مكان الحادث وفى عيونهم الشر والغضب والجهالة .. ورآهم نعمان خفير البستان وهم يتقدمون .. وأدرك أنهم يريدون قتل الغلام المسكين فتناول بندقيته وتحرك من مكانه حتى أصبح قريبا من الطريق الذى يأتى منه الرجال ..

وجلس هادئا وبندقيته ملقاة بجانبه وكانوا يتقدمون فى سواد يسد عين الشمس ، وعجب للجهالة وللغضب الذى يقلب الإنسان إلى شيطان مجنون .. وتساءل هل جاء كل هؤلاء ليقتلوا غلاما مسكينا لاعصبية له فى القرية ولا عائلة قوية تحميه.

ظل يراقبهم وهم مهرولون ويلوحون بالنبابيت .. ومنهم من كان يجرى فى قلب المزارع ويدوس على بساط البرسيم ..
وعندما لمحوه وهو جالس على رأس الطريق حبسوا من خطوهم إذ ندر أن يترك نعمان البستان فى ليل أو نهار ..

وكانوا كلما اقتربوا منه تمهلوا فى سيرهم حتى سمعوه يقول بصوت خافت وهو ينقر الأرض بعصا صغيرة من البوص ..

ـ لا أحد منكم يعبر الطريق ..

فتوقف الرجال واضطربوا ..

ـ إننا بعيدون عن البستان ونبحث عن سعيد .. لقد قتل عمار ..

ـ أعرف هذا .. ولا أحد منكم يتقدم خطوة ..

فسمر الرجال فى أماكنهم كأنما غشيتهم غاشية .. وقال أحدهم ليخفف من حدة الموقف ..

ـ إننا لانريد به شرا .. وسنسلمه للمركز ..

ـ ليضربه العساكر .. وليصنعوا منه مجرما فى يوم وليلة .. لا ..

ـ ولكنه قاتل ..

ـ انه لم يقتل .. والخرطوشة طائشة .. وهذا يحدث لكل إنسان ..

ـ وأين عمار ؟ .. نريد جثته ..

ـ سأحملها إليكم فى المساء .. والآن اذهبوا .. ومن بقى منكم بعد أن أعد العشرة فسأصرعه ..

وعجب الرجال لتخاذلهم وللضعف الذى طرأ عليهم فجأة وقد كانوا أشد ما يكونون حماسة للانتقام .. ماذا جرى لهم أيخذلهم رجل واحد .. ومنهم من هو أشد بطشا منه وقوة .. وسلاحهم أشد فتكا من سلاحه .. وليس معه سوى بندقية عتيقة مقصوصة .. ربطها بالسلك والدوبارة .. فما سر قوته وجبروته طوال هذه السنين ؟..

وقبل أن تغرب الشمس بصر الفلاحون بنعمان قادما على الجسر وهو يمشى ثابت الخطى بجوار حماره .. وقد وضع على كتفه بندقيته العتيقة .. وكان يركب على الحمار سعيد وعمار وكانا ما زالا صديقين متحابين .. وقد احتضن سعيد عمارا ليمنعه من السقوط .. إذ كان الأخير بادي الاعياء ..

وقال أحد الفلاحين .. بعد أن مر عليهم نعمان :

" أرأيت أننا كنا معتدين وحمقى ؟ .. ولقد انتصر علينا هذا الرجل وحده .. لأنه كان مؤمنا .. يدافع عن غلام مسكين وقد ظل طول حياته .. يحمى الضعفاء .. ويسحق الشر .. أينما كان فأعطاه الله هذه القوة الرهيبة
"

دمعــه قــمـر 04-05-06 12:30 PM

الف شكر لك اخوي حسن خليل

حسن خليل 04-05-06 02:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت القصيمي
الف شكر لك اخوي حسن خليل

العفو أختي بنت القصيمي

شرّفني مرورك لصفحتنا المتواضعة.

كما شرّفنا مروركِ لقسم القصص والروايات.

وألف شكر لكِ على مشاركاتك في الردود على المواضيع في هذا القسم.

تقبلي خالص احترامي وتقديري.

أخوكِ

حسن خليل

حسن خليل 06-05-06 06:32 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

القصة الثامنة بعنوان: مغامرات تالة

بقلم الكاتبة: ماجدولين الرفاعي

تالة في المطبخ

تالة طفلة لم تتجاوز الخمس سنوات من عمرها جميلة ورقيقة لكنها شقية جدا، وتقوم بأعمال شغب مختلفة، هي لا تعلم بأنها مشاغبة وتظن إنها تقدم المساعدة لامها.

دخلت تالة المطبخ أمس بينما والدتها تجلس مع جارتهم في غرفة الضيوف.

نظرت حولها وقالت :

أصبحت كبيرة وعلي مساعدة ماما في أعمال البيت

حسنا سأجلي لها الصحون

لم يكن في المطبخ صحون متسخة

ماذا تفعل إذا؟؟

قالت في نفسها

سأغسل علبة سائل الجلي لتصبح نظيفة

سكبت كل محتوياتها في حوض الجلي وغلسته جيدا بالماء وعادت لتجلس فخورة بإنجازاتها.


تالة فنانة ماهرة

اليوم تالة تشعر بالملل فهي وحدها واخوتها في الخارج قررت أن ترسم.

فهي تحب الرسم كثيراً.

أحضرت علبة الألوان وبحثت عن ورقة بيضاء كبيرة لكنها لم تجد.

لابد أن ترسم فكرت كثيرا ماذا تفعل

آه

وفجأة صرخت وجدتها سأرسم على الجدار ليصبح كسور الحديقة

كادت والدتها تبكي حين رأت الرسومات تغطي كل جدران الغرفة

لكن والدتها هذه المرة لم تسامحها

أعطتها اسفنجة مليئة بالصابون وتركتها تنظف كل الألوان على الجدار

ساصبح خياطة في المستقبل

شاهدت تالة ووالدتها وهي تخيط ثوبا وجلست تراقبها

وتتأمل المقص وهو في يد أمها

جميلة حركاته وسهلة جدا

ستصبح خياطة ماهرة عندما تكبر لأنها ستتعلم الخياطة في وقت مبكر

صرخت

ماما اعطني المقص أريد أن أتعلم الخياطة

لا يا صغيرتي المقص خطر على فتاة صغيرة مثلك

أف ماما ودعيني أتعلم

لم تجب والدتها وضعت المقص مكانه ونادت على تالة لكي تساعدها في تحضير العشاء

اقتربت تالة من الدرج الذي خبئت به أمها علبة الخياطة وأخرجت المقص

لكنها ماذا تخيط؟

لا يوجد قماش

نظرت حولها

الستائر مناسبة جدا لتعلم الخياطة

كانت العقوبة شديدة

حسن خليل 07-05-06 11:20 PM

القصة التاسعة

كعكات جدّتي

بقلم: الكاتب: نزار نجار

العيدُ يدقّ الأبوابَ، ويهمس:

- هيّا، يا أطفال، أنا قادم، يومان فقط، وأحلّ ضيفاً عليكم..

نتهيّأ لقدومه، تتهيأ جدّتي أم الطّاهر، يتهّيأ جيراننا، تتهيّأ حارتنا لاستقباله كما يليق الاستقبال..

البيوت في الحارة، كلّ البيوت تستيقظ باكراً، والأطفال ينهضون مع خيوط الفجر الأولى، وأهل الحارة يهرعون إلى فرن النحّاسين، يصلّون الفجر في جامع الأشقر، ثم يقصدون الفرن، يأخذون دوراً عند" أبي صبحي".. والرجل يبلّ قلم ( الكوبيا ) بريقه، ويسجل الأسماء بخطٍّ مرتعش وحروف متشابكة؛ لايفكُّ ارتباطها ولا يعرف تناثر نقاطها غيرُ أبي صبحي نفسه..

ورقة مدعوكة، مقطوعة من دفتر مدرسيّ مسطّر لكنّها- بالنسبة إلينا- ليست ورقة عادية، فهي مطرّزةٌ بالألقاب والأسماء والتوصيات:

- ابو أحمد.. فطائر بالجوز

أم عادل: هريسة بالفستق الحلبي..

أبو علي كرشة .. أقراص مرشوشة بالسمسم أم محمود الطبلة.. صينية صغيرة واحدة..

سعيد الفهمان.. صينية كبيرة..

أمّا جدّتي أم الطّاهر فاسمها لا بدّ أن يكون في رأس الورقة!.

قبقابي يوقظُ النائمين في الحارة، أقفز من الدار إلى الفرن، أقطع الدرجات الحجرية، أجتاز البوابة المعتمة، والزّقاق الصّغير، تتفرّق القطط، تركض بعيدة وقد أزعجها قرع القبقاب، أصير أمام الفرن ، رائحة الخبز الأسمر الطّازج تستقبلني، أرغفةٌ منفوخة كالأقمار المعلّقة على السطوح ، تذوب في الأفواه كما تذوب" غزّولة البنات"..

صوان نحاسية ذات أطرافٍ مدروزة تدخل الفرن أو تخرج منه، وأمام الباب، هناك، يزدحم رجال بحطّاتٍ وقنابيز يحجزون دوراً، نساء قادمات من أطراف الحارة، يجئن مبكّراتٍ ، على رؤوسهنّ أطباق القش الملوّنة، وقد عقدْن المناديل المزركشة وفي عيونهنّ الواسعة لهفة وانتظار.. ترى هل يسبْقن غيرهنّ، ويأخذْنَ أقراص العيد قُبَيل أذان الظّهر

جدّتي تمسح رأسي بكفّها الحانية، وتهمس لي:

- لا يُفرحُ قلبي غيرك.. هيّا.. قمْ.. وخذْ دَوْراً عند أبي صبحي.. كعك العيد- في الصّواني- جاهز..

هذا أنا، أوّل من وصل..

ما أسعدني.. سبقت أولاد الحارة كلّهم، اسم جدّتي أم الطاهر في رأس الصفحة، وكعك جدّتي بحبّة البركة واليانسون يدخل الفرن،...

يتقاطر الأولاد ورائي، حسن وسالم وفادي وعبّودة، ومحمد وأيمن وبشير.. تتألّق عيونهم النّاعسة أمام نور الفرن، يتحلّب ريقهم وهم يَرَوْن الفطائر والهريسة الغارقة في السمن البلدي، والكعك المسمسم، والأقراص المنقوشة..

سهرت جدّتي الليل بطوله مع أمّي وعمّتي من أجل كعك العيد، وجدّي لايحبّ إلاّ كعكات جدّتي.

لا يأكل حلوى إلا من صُنْع يديها.. وأبي كذلك، وأمي وعمّتي وأنا وإخوتي.. والأقارب، والجيران وأهل الحارة..

ما إن يقترب العيد حتى نتحلّق حول الجدّة ما أجمل السهر والسّمر والحكايات التي نسمعها..

ونمدّ أكفّاً صغيرةً منمنمة.. ولا ندري كيف تُرْبَطُ- بعدئذ- في أكياس قماشية، تشدّ جدّتي

وتقول:

- ضمّوا أصابعكم هكذا..

وتحذّر أمّي:

- ارفعوا أيديكم، بعيداً عن الأغطية والملاءات البيض!..

أرفع صوتي محتّجاً:

- ولكنْ.. أكبر كعكة من نصيبي!

تبتسم جدّتي وتهمس في أذني:

- أكبر كعكة يتقاسمها الجميع.. أنت ولد عاقل!

أهزّ رأسي مقتنعاً:

- نعم .. ياجدّتي.. الكعكة الكبيرة لي ولأخوتي..

حكايات جدّتي تحملنا إلى عالم مسحور.. نسافر إلى بلاد مجهولة، نقطع غابة، نتسلّق جبلاً، نعبر نهراً أو بحراً، أو نهبط وادياً أو منحدراً..

الصّواني صارت جاهزة، والكعك الطّازج يخرج من الفرن،جدّتي تفرك كفّيها بلهفة:

- أنت.. منْ يفرحُ قلبي.. كم أحبّك!..

أقفز أمامها..

- أكبر كعكة من نصيبي!

تمسك جدّتي بكفيّ وتقول:

- انتظر.. ليس قبلَ أنْ..

وتساعدها أمي:

- هاتوا أكّفكم يا أولاد!..

وننام تلك الليلة، أكفَّنا مضمومةٌ، وأصابعُنا مأسورة في أكياس جدّتي القماشية، ننام بهدوء بعد أن يئسنا من إظهار مهاراتنا فوق الوسائد والمساند، لا قفز ولا شقلبةَ ولا دحرجة..

وفي الصباح، صباح العيد، نفتح أعيننا مبكّرين، وتحلّ جدّتي عقدة الأكياس، تحرّرُ أصابعنا، فإذا أكفّنا مخضّبةٌ بالحنّاء، تلك نقوش جدّتي النّاعمة السّحرية!..

نفرد أصابعنا أمام وجوهنا، تضيء شموس، وتركضُ نجوم، لقد تلطّخت راحاتنا الوردية برسوم مدهشة، وها نحن نتذوّق مع جدّتي كعكها الّلذيذ.. وأكبر كعكة نتقاسمها جميعاً..

تلك دارنا، فإذا اجتزتم الدرجاتِ الحجرية في أول حارة النحّاسين، وعبرتم البوابة_ هناك ذات القوس القديم، ستجدونني أمام الباب الخشبي، كفّاي ملطّختان بحنّاء جدّتي، وأنا أنتظركم، لتذوقوا كعك الجدّة، ولن تنسوا طعمه أبدأً
..

حنين المتيم 08-05-06 01:06 AM

حسن الخليل

التألق يتحدث بأبلغ صوره

.
.
.

صوت الطفولة يبلغ مداه

ليدخل قلوبنا دون

استئذان

.
.

كم نتمنى أن نرجع لهذا العالم

الوردي

بضفائر تعانق شرائط

ثغور تتلطخ بالحلوى

وحكايات تعبق بعبير الجدات

صور تختزلها الذاكرة

بكل التفاصيل

قصص أعادتنا للبراءة
.
.
حسن الخليل

أيها رائع

جهودك في الصالون بجمال لا يجاريه شكر

ثنائنا قاصر

شكر أخر (الطفولة) بداخلي استمتعت

حسن خليل 08-05-06 07:40 AM

الأخت الفاضلة حنين المتيم

أرحب بك في قسم القصص والروايات

وأقف عاجزاً عن الرد على كلماتك التي عبرت عن أحداث الطفولة ومجرياتها بشتى صورها.

شكراً يُعجزُ الكتبُ والنطقُ

سعدنا بتواجدك في صفحتنا

تقبلي خالص احترامي وتقديري

أخوكِ

حسن خليل

ماجد الملاذي 08-05-06 11:14 AM

الأخ حسن خليل

ما أجمل الصور التي تتراءى لنا في قصصك المختارة..
تبدو كما الأحلام الهانئة ،
وتحملنا إلى أجمل الأيام التي عاشها الإنسان... أيام الطفولة .
تارة نحياها في إلفة العائلة الحميمية ..
وتارة في الوهج الذي يغمر قلوبنا ( أطفالاً ) بالسعادة إنتظاراً ليوم العيد ..
وطوراً يحملنا مع النسائم على جناح قوس قزح فوق البحار والأنهار والجبال والحقول ...
ولكن ... دائماً نعيش فيها الأجمل والأسعد والأبهى من الأيام : فترة الطفولة ..
أنت يا أخي مبدع في تذوقك لمناحي الجمال ...وبارع في اختيار العطور العبقة بالود والأصالة
رائع في كل ماتخطه يداك ... وما تنقله .

حسن خليل 08-05-06 03:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد الملاذي
الأخ حسن خليل
ما أجمل الصور التي تتراءى لنا في قصصك المختارة..
تبدو كما الأحلام الهانئة ،
وتحملنا إلى أجمل الأيام التي عاشها الإنسان... أيام الطفولة .
تارة نحياها في إلفة العائلة الحميمية ..
وتارة في الوهج الذي يغمر قلوبنا ( أطفالاً ) بالسعادة إنتظاراً ليوم العيد ..
وطوراً يحملنا مع النسائم على جناح قوس قزح فوق البحار والأنهار والجبال والحقول ...
ولكن ... دائماً نعيش فيها الأجمل والأسعد والأبهى من الأيام : فترة الطفولة ..
أنت يا أخي مبدع في تذوقك لمناحي الجمال ...وبارع في اختيار العطور العبقة بالود والأصالة
رائع في كل ماتخطه يداك ... وما تنقله .

أخي الفاضل الشاعر/ماجد الملاذي

لقد سرّني كثيراً تواجدك في صفحاتنا المتواضعة.

فعلاً أخي ماجد ما أجمل لحظات السعادة والمرح واللعب في مرحلة الطفولة.

ولقد غمرتني بهذه الحفاوة وهذا الإطراء في اختيار هذا القصص الرائع.

وما هذا وذاك إلا بتوفيق الله عز وجل ثم بفضل دعمكم لنا وتشجيعكم الدؤوب الذي نأمل أن يستمر دون انقطاع.

وختاماً ألف شكر لكم على تشريفكم قسمنا وموضوعنا.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير لشخصكم الكريم.

أخوكم

حسن خليل

حسن خليل 08-05-06 08:01 PM

القصة العاشرة

حكمة الهدهد

بقلم الكاتبة: حنان درويش

دعا الهدهد طيور الغابة منذ الصباح الباكر إلى اجتماع طارئ، وبدا وكأنّ أمراً خطيراً قد وقع، أو هو على وشك الوقوع... فمثل هذه الدعوات لا تحدث إلاّ في حالات نادره.‏

سارعت الطيور تمسح عن عيونها آثار النوم، ومضت في طريقها نحو الساحة الكبيرة، محاولة أن تخمّن سبب هذه الدعوة المفاجئة، وعندما اكتمل الحضور، انبرى الهدهد يتكلّم:‏

- أنتم تعلمون أيّها الأعزّاء أنّ هذه الغابة هي موطننا وموطن آبائنا وأجدادنا، وستكون لأولادنا وأحفادنا من بعدنا.. لكنّ الأمور بدأت تسوء منذ أن استطاعت بندقيّة الصياد الوصول إلى هنا، فأصبحت تشكّل خطراً على وجودنا.‏

- كيف؟.. قل لنا..‏

تساءل العصفور الصغير.‏

- في كلّ يوم يتجوّل الصيادون في الغابة متربصين، ولعلّكم لاحظتم مثلي كيف أخذ عددنا يتناقص، خصوصاً تلك الأنواع الهامّة لهم.‏

مثل ماذا؟‏

تساءل الببغاء‏

- مثل الكنار والهزار والكروان ذات الأصوات الرائعة..‏

ومثل الحمام والدجاج والبط والإوز والشحرور والسمّان ذات اللحم المفيد، والبيض المغذي، ومثلك أيّها الببغاء... فأنت أفضل تسلية لهم في البيوت، نظراً لحركاتك الجميلة وتقليدك لأصواتهم.‏

وقف الطاووس مختالاً، فارداً ريشه الملوّن.. الأحمر، والأصفر، والأخضر، والأسود..‏

قال:‏

- لا بد وأنّك نسيتني أيّها الهدهد، فلم يَردْ اسمي على لسانك، مع أنني أجمل الطيور التي يحبّ الإنسان الحصول عليها، ليزيّن بها حدائقه.‏

- لا لم أنسك، وكنتُ على وشك أن أذكرك... فشكلك من أجمل الأشكال.. ولكنْ حذار من الغرور.‏

قال الحجل بدهاء:‏

- معك حق فيما قلته أيّها الهدهد.. حذار من الغرور. نظر الطاووس نحو الحجل بغضب شديد، اتجّه إليه وهو يؤنّبه:‏

- إنّك لا تقلّ خبثاً عن الثعلب الماكر، ولذا لن أعيرك أيّ اهتمام.‏

حاول الحجل أنْ يردَّ له الإهانة، لكنّ الهدهد هدّأ من حاله قائلاً له:‏

- دعونا الآن من خلافاتكم... فأنتم إخوة ويجب أن لا تنشغلوا عن المشكلة الكبيرة التي تواجهنا جميعاً.‏

قال الشحرور:‏

- أيها الصديق معك حق.. لقد لامست كبد الحقيقة.. قل لنا ماذا نفعل؟‏

رفع الهدهد وجهه، فاهتزّت ريشاته المغروسة في رأسه... قال:‏

- لقد دعوتكم لنتبادل الرأي في هذا الموضوع.. فليذهب كلّ منكم إلى عشّه الآن، ويأتني غداً في مثل هذا الوقت بالتحديد، وقد حمل إليّ حلاً نستطيع به حماية أنفسنا من بنادق الصيادين

ماء الورد 09-05-06 09:29 PM

الأخ حسن خليل

اعود اليوم الى واحتك الصغيرة هنا حيث ترتاح النفس وتهدأ وتجد بردا

وسلاما

أحسنت يا أخي بتقديمك قصصا من أدب الصغار، إن قلت انها أجمل

القصص في هذا المنتدى فلن أتجاوز الحقيقة

تأخذنا معك فيها إلى عالم البراءة والمحبة بعيدا عن الهموم والآحزان

تقدم لنا معارف وحكم نستفيد منها نحن الكبار في تربية أبنائنا

كل قصصك رائعة ، أنا أحببت قصة حارس البستان ، وكذلك قصة مفيدة في

حديقة الحيوان نسيت وانا اقرأها أنك ذكرت في البداية انه حلم ومضيت

معها أتجول .

وكذلك قصة تالا التي وجدت فيها شيئا مني ، لم اكن شقية لكنها

طبيعة الأطفال ، كم من تجارب خضتها وكم من أغراض أتلفتها ، أنا اعتقد

ان التجارب الشخصية التي يقوم بها الصغار ( رغم ان بعضها يمثل خطورة

على حياتهم ) هي التي يتعلمون منها أكثر .

ذكرتني بليلة العيد وجدتي رحمها الله وكفي الذي كان يبيت في لفافة الحناء

وأجمل لون وأزكى رائحة تشمها في صبيحة العيد .

قصتك الأخيرة لا تظهرفقط حكمة الهدهد بل أيضا غرورالطاووس ودهاء

الحجل

سؤال يا أخي كثيرا ما أفكر فيه كلما رأيت طاووسا أو جاء ذكره

لماذا الذكر أجمل من الأنثى ؟ سبحان من خلق كل شيء

لكني أرى في بقية الأجناس أن الغالب ان تكون الأنثى أجمل

هل تعرف الحكمة من ذلك ؟

لك كل الشكر على هذه الواحة الغناء بين القصص والروايات

تقبل تحيتي

دمت بحفظ الله

حسن خليل 10-05-06 10:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماء الورد
الأخ حسن خليل

اعود اليوم الى واحتك الصغيرة هنا حيث ترتاح النفس وتهدأ وتجد بردا

وسلاما

أحسنت يا أخي بتقديمك قصصا من أدب الصغار، إن قلت انها أجمل

القصص في هذا المنتدى فلن أتجاوز الحقيقة

تأخذنا معك فيها إلى عالم البراءة والمحبة بعيدا عن الهموم والآحزان

تقدم لنا معارف وحكم نستفيد منها نحن الكبار في تربية أبنائنا

كل قصصك رائعة ، أنا أحببت قصة حارس البستان ، وكذلك قصة مفيدة في

حديقة الحيوان نسيت وانا اقرأها أنك ذكرت في البداية انه حلم ومضيت

معها أتجول .

وكذلك قصة تالا التي وجدت فيها شيئا مني ، لم اكن شقية لكنها

طبيعة الأطفال ، كم من تجارب خضتها وكم من أغراض أتلفتها ، أنا اعتقد

ان التجارب الشخصية التي يقوم بها الصغار ( رغم ان بعضها يمثل خطورة

على حياتهم ) هي التي يتعلمون منها أكثر .

ذكرتني بليلة العيد وجدتي رحمها الله وكفي الذي كان يبيت في لفافة الحناء

وأجمل لون وأزكى رائحة تشمها في صبيحة العيد .

قصتك الأخيرة لا تظهرفقط حكمة الهدهد بل أيضا غرورالطاووس ودهاء

الحجل

سؤال يا أخي كثيرا ما أفكر فيه كلما رأيت طاووسا أو جاء ذكره

لماذا الذكر أجمل من الأنثى ؟ سبحان من خلق كل شيء

لكني أرى في بقية الأجناس أن الغالب ان تكون الأنثى أجمل

هل تعرف الحكمة من ذلك ؟

لك كل الشكر على هذه الواحة الغناء بين القصص والروايات

تقبل تحيتي

دمت بحفظ الله

الأخت ماء الورد:

أحاول قدر المستطاع طرح ما هو مسلي ومفيد ومتنوع في نفس الوقت. وهذه القصص تكاد لا تكون موجودة في المنتديات بشكل عام. ولقد قمت بانتقائها وتنزيلها تدريجياً في المنتدى لأني وجدت بأنها ستكون مفيدة جداً للآباء والأمهات والأطفال.

والقصص التي ذكرتِ بأنها أعجبتك، فأنا كذلك أعجبت بها أشد الاعجاب.

وأما بخصوص سؤالك عن ذكر الطاؤوس لماذا هو أجمل من الأنثى، فلم أقف على السبب في حكمة الله عز وجل في خلقه هذا. وعندما يحضرني ذلك سوف أبلغك بذلك إن شاء الله.

شاكراً لكِ كريم مروركِ لهذه القصص والتعليق الجميل عليها ومواصلتك المستمرة في جهودك ونشاطك المميز في هذا القسم.

وتفضلي بقبول فائق الاحترام والتقدير،،،

دمتِ بحفظ الله ورعايته.

حسن خليل 10-05-06 02:29 PM

القصة الحادية عشر

بعنوان: أحلام صبي

بقلم الكاتبة: جمانة طه


أحس فارس بالضجر من القراءة، ومن حلّ المسائل الحسابية.

فتح التلفاز، وراح يشاهد بعض أفلام الكرتون التي أدخلت الدهشة إلى قلبه، والخيال إلى عقله. فاندمج مع بطل الفيلم الذي كان فارساً من فرسان أيام زمان، يرتدي الدرع ويضع الخوذة على رأسه والقناع على وجهه ويحمل بيده سيفاً طويلاً.

تخيل فارس أنه بطل يدافع عن أخوته وأصدقائه في فلسطين المحتلة.

نادى أمه، وقال: أنا فارس من الفرسان، أريد أن أذهب وأنقذ المظلومين.

قالت لـه أمه: لا تزال صغيراً يا فارس، افعل هذا عندما تكبر.

- أنا ضجر جداً وأريد أن أفعل هذا الآن.

ضحكت أمه، وقالت: إنك لست فارساً، بل صبي صغير.

- ولكني ضجر ومتضايق، وسأذهب الآن بعيداً.

مسحت أمه على رأسه بحنان، وقالت: إذا ذهبت يا صغيري، فسألحق بك إلى أي مكان تذهب إليه.

- إذا لحقتِ بي، فسأصبح سمكة في جدول غزير المياه، وأسبح بعيداً.

- إذا أصبحتَ سمكة في جدول غزير المياه، فسأصير صياداً، وأصطادك.

- إذا صرتِ صياد سمك، فسأصبح أنا صخرة على جبل عال، ولن تتمكني من الوصول إلي.

- إذا أصبحتَ صخرة على جبل عالٍ، فسأتعلم كيف أتسلق الجبل، وأتبعك أينما كنت.

- إذا تسلقتِ الجبل، فسأختبئ في حديقة بعيدة عن الأنظار.

- إذا اختبأتَ في حديقة بعيدة عن الأنظار، فسأصبح بستانياً وأجدك.

- لن تستطيعي، لأني سأتحول إلى طائر وأحلق بعيداً في السماء.

- إذا تحولتَ إلى طائر، فسأصبح شجرة تأتي إليها، وترتاح على أغصانها.

- إذا أصبحتِ شجرة، فسأصير قارباً صغيراً وأبحر بعيداً.

- إذا صرتَ قارباً صغيراً، فسأصير ريحاً وأحرك قاربك إلى حيثما أشاء.

- عندها سألتحق بسيرك، ألعب على الأرجوحة وأطير من طرف إلى طرف.

- إذا التحقتَ بسيرك، فسأصير لاعبة سيرك، أمشي في الهواء على حبل مشدود، وأصل إليك.

- إذاً سأصبح أرنباً، وأقفز في الغابة من مكان إلى مكان آخر.

- إذا أصبحتَ أرنباً، فسأصير حقلاً من الجزر لتأكل منه ما تشاء.

سكت الصبي برهة، ثم قال: في هذه الأحوال من الأفضل لي، أن أبقى في البيت كما أنا.

ردت عليه أمه: وستجدني دائماً بقربك يا صغيري، أرعى شؤونك، وأسهر على راحتك، وأبعد عن نفسك الضجر.

قبَّل الصبي أمه، فقبلته وضمته إلى صدرها في عناق حنون
.

مــوجــه دعوات 11-05-06 04:12 PM

نمــــــــــــاذج احتوت على الكثير من الدروس المفيده

سلمت يداك

حسن خليل 11-05-06 06:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *عابرة سبيل
نمــــــــــــاذج احتوت على الكثير من الدروس المفيده

سلمت يداك

الله يسلمك

وأرحبُ بكِ معنا في قسم القصص والروايات.

وأشكركِ على المرور لهذه النماذج القصصية.

بارك الله فيكِ جزاكِ الله خيراً

حسن خليل 12-05-06 01:23 PM

القصة الثانية عشرة

مملكة الكراسي الخشبيّة

بقلم الكاتب: محيي الدين مينو

إلى صديقي عبد اللّطيف الباير:

-"بُصرى مملكتك، ولا أرضى لك أن تكون ملكاً".

يُحكى أن في قديمِ الزمانِ جندياً، غافلَ يوماً الملكَ، وجلسَ على عرشه، وراحَ يصرخُ صراخاً مُدويّاً:

-"أنا الآن ملكُ البلادِ".

تردّدتْ صرختُه في أرجاءِ القصرِ، ووصلتْ أسماعَ الملكِ وحاشيتِه الّذين فاجؤوا الجنديَّ، وهو ما زالَ جالساً على العرشِ، يرتجفُ من هَوْلِ المفاجأةِ، والجنودُ يُشهرون سيوفَهم الّلامعةَ في وجهِه، ولكنّ الملكَ أمرهم أن ينصرفوا عنه، ويتركوه وهذا الجنديَّ.

نهضَ عندئذٍ الجنديُّ من مكانِه، فأشار إليه الملكُ أن يجلسَ، فجلس، والسّيافُ يتراءى أمام عينيه المذعورتين شاهراً سيفه، يهُمّ بضربِ عُنقِه، فيرتعدُ هَلَعاً وخوفاً. حاول الجنديّ أن يفتحَ عينيه، ويرفعَ رأسَه قليلاً، فلم يستطعْ، وحاولَ أن ينهضَ من مكانِه ثانيةً، فلم تحملْه قدماه، والقصرُ يدورُ به، فلا يهدأُ، ولا يستقرُّ.

سأله الملكُ مستغرباً:

-أتظنُّ أنّ هذا الكرسيَّ الخشبيَّ يجعلُكَ ملكاً؟!".

أجابَ الجنديُّ، وهو يتلعثمُ:

-"هو مجرّدُ حُلُمٍ، يا صاحبَ الجلالةِ، ظلَّ يراودني منذ صغري".

ثمُ أردفَ الملكُ ضاحكاً:

-"أنتَ الآن ملكٌ، وأنا أحدُ رعاياكَ. بمَ ستحكمُ عليّ لو انقلبتُ عليكَ".

هبَّ الجنديُّ واقفاً، وقالَ معتذراً:

-"أستغفرُ اللهَ، يا صاحبَ الجلالةِ، ما أنا إلاّ عبدٌ من عبيدِكَ".

قالَ الملكُ:

-"اجلسْ، اجلسْ، أيّها الجنديُّ، وقلْ لي: كيف ستحكمُ بين هؤلاء النّاسِ الذين لا همَّ لهم إلاّ التآمرُ عليّ وعلى مملكتي".

قالَ الجنديُّ، وهو مطرقُ الرّأسِ:

-"إنّهم-يا صاحبَ الجلالةِ- لا يستحقّون إلاّ الموتَ، فلا رأفةَ بهم، ولا عطفَ عليهم".

قالَ الملكُ:

-"لا شكّ في أنّكَ جنديٌّ مخلصٌ لي وللوطنِ. أيّها الجنديُّ، أنتَ منذ اليومِ وليُّ عهدي الأمينُ".

يُحكى بعدئذٍ أنّ وليَّ العهدِ انقلبَ يوماً على الملكِ، وزجّه في السِّجنِ، حتّى ماتَ، وجلسَ على عرشِه منتشياً، لا يفارقُه لحظةً، ولكنّ جنديّاً غافله يوماً، وجلسَ عليه، وهو يقولُ:

-"أنا الآن ملكُ الزّمانِ".

ويحكى أنّ الملكَ تلمّسَ عندئذٍ رأسَه، وهو يرى أحدَ جنودِه يجلسُ مكانَه، وأمرَ من فوره السّيافَ أن يضرِبَ عنقَه، حتّى يكونَ عِبرةً لغيره من الجنودِ الذين لا يروقُ لهم من كراسي القصرِ جميعِها إلاّ كرسيُّ الملكِ.

دبيّ في 10/3/1999

حسن خليل 13-05-06 05:52 PM

القصة الثالثة عشر

بعنوان: الأجمل

بقلم الكاتب: محمد قرانيا

قصص قصير جداً


في الربيعِ، والشمسُ مشرقة

حطّ عصفورٌ دوريٌّ على سور المدرسة

سمعَ المعلمةَ

تسألُ الأطفالَ

عن أجملِ امرأةٍ في الوجودِ

لكنَّ العصفورَ طار.

وتنقَّلَ من مكانٍ لمكان.

يسألُ عن أجملِ امرأة

وحين عادَ

والشمسُ لا تزالُ دافئةً.

حكى للفراخِ الصغارِ.

عمّا رأى في النهار.

قال:

ذهبتُ إلى الرسّام.

قلتُ: يا فنَّانَ اللونِ الأجمل

أريدُ لوحةً

لأجملِ امرأةٍ في الوجود.

قال: اذهبْ إلى البستانيّ

***


قلت: يا فنّانَ الروضِ الأخضرِ.

أريدُ وردةً ناضرةً

لامرأةٍ رائعةٍ

قال: اذهبْ إلى بائعِ الوردِ.

***


يا بائعَ الورد:

أريدُ وردةً صافيةً مثل عينيها

قال: اذهب إلى بائع الزنابقِ.

***


يا بائع الزنبقِ:

هل مَسَحَتْ على رأسِكَ أصابعُ الحنان؟

وهل ربتتْ على كتفك يدٌ حانية؟

أريدُ زنبقاً كأصابعها.

قال: اذهبُ إلى بائع الحرير..

***


يا بائعَ الحريرِ:

هل شاهدَتْ أزهارَ الياسَمين؟

أريدُ ثوباً لأجملِ امرأةٍ.

قال: اذهبْ إلى ذلك البيتِ القريبِ.

***


في البيت القريبِ المجاور.

وجدتُ اللوحةَ الجميلة.

رأيتُ امرأةً تعمل بمهارةِ.

تمسحُ زجاج النافذة.

تسقي أصيصَ الزهرِ.

تقتربُ من طفلٍ صغير.

تُسرّحُ شعرَه.

تعطيه قطعةَ حلوى..


***

الطفلُ الصغيرُ يحملُ حقيبتَهُ المدرسية.

وعلى ثغرهِ ابتسامة

يُقَبّلُ يدَ المرأةِ.

وقبلَ أن ينطلقَ

يقولُ: "شكراً يا ماما"

حسن خليل 14-05-06 09:27 PM

تابع قصص قصير جداً


كأس ماء


غسلتْ ليلى الكأسَ جيَّداً، ثم ملأتْها ماءً، وسارتْ نحو أبيها.

كانَ أبوها يقرأُ الجريدةَ في ظلِّ شُجيرةِ الياسَمين.

عندما صارتْ ليلى قربَ أبيها. طارتْ زهرةُ ياسَمينٍ، وسقطتْ في الكأسِ.

توقَّفتْ ليلى، وفكَّرتْ لحظةً...

سألها أبوها:

ـ ما بكِ يا ليلى؟ أعطني الكأسَ.

ابتسمتْ ليلى وهي ترى أوراقَ الياسَمينةِ يُحَرِّكُها الهواءُ، فتصلُ إليها رائحتُها المنعشةُ، وظلَّتْ واقفةً.

أعاد الأبُ سؤالَهُ:

ـ ما بكِ يا ليلى؟!

ابتسمتْ ليلى من جديدٍ، وقالتْ:

ـ الياسَمينةُ تشيرُ إليَّ... إنها عطشى!

سقتْ ليلى الياسَمينَة، ثم ملأتِ الكأسَ من جديدٍ، وانحنتْ قليلاً، ثم قالتْ مبتسمةً:

ـ تفضَّلْ يا بابا...




الوردة


شمَّتْ (عبير) الوردةَ الحمراءَ، وقالتْ:

ـ هذه الوردةُ جميلةٌ. سأقدّمها إلى معلَّمتي.

لكنَّ أخاها (خالداً) اعترضَ، وقالَ:

ـ سآخذها ـ أنا ـ وأقدِّمُها إلى معلِّمي.

أمسكتْ (عبير) الوردةَ وأبعدتها.

لكنَّ (خالداً) شدَّها...

فحزنتِ الوردةُ، وتناثرتْ أوراقُها على الأرضِ.




انظروا

راقبوا جيِّداً

صديقيَ الصغيرَ

إنه يأخذُ من أبيهِ قطعةَ النقودِ

ويركضُ مسرعاً إلى الحانوتِ.

انظروا إليه

انظروا جيِّداً

إنه كعادتهِ كلَّ يومٍ

يشتري (بالوناً).

انظروا كيف ينفخ (البالون).

ينفخُ....

والبالونُ يكبرُ.. يكبرُ...

ثم ينفجرُ!!!...




بالون سامر

كنتُ مع أهليّ على ضفِّةِ النهرِ، نتمتَّعُ بالمنظرِ الجميلِ...

قلتُ لأخي سامر:

ـ تعالَ نشاهدِ الصيَّادين.

وقفنا دقائقَ ننظرُ إلى الصيادين، وهم يصطادون السمكَ... تمنَّيتُ لو كان معنا (سنارة) نصطادُ بها، ونجرِّبَ حظَّنا...

قلتُ لسامر:

ـ سأشتري شيئاً أتسلَّى به، من الدكان.

ذهبنا إلى الدكانِ القريبِ. كان يحتوي على كلِّ شيءٍ... اشتريتُ قصَّةً ملوَّنةً، لكنَّ سامراً قرَّرَ شراء (بالون).

سألتهُ:

ـ لماذا اخترتَ (البالون)؟

فأجابَ:

ـ لأنَّه يسلِّيني طوالَ الوقتِ.

ضحكتُ في سرِّي، وجلستُ على مَرجٍ أخضرَ بجانب أُمِّي وأبي، أمامَ النهر، وأخذتُ أقرأُ القصَّة، بينما نفخَ سامرٌ (البالون) فصارَ كبيراً.. كبيراً، حتى ظننتُ أنَّهُ سينفجرُ!...

بدأ سامرُ يلعبُ بالبالون. يضربه بيده، فيعلو قليلاً في الجوِّ، ثم يلحقُ به، والسعادةُ تغمرُ نفسَه. لكنَّه ضربَه ضربةً قويةً بيدهِ، فاندفع (البالونُ) بعيداً...

لاحقناه جميعاً بأنظارنا، حتى رأيناه يحطُّ مثلَ بطَّة فوق الماءِ! ... وذهبَ مع النهرِ... مسكينٌ سامر!!.. ظلَّ ينظرُ إليه حتى غابَ عن الأنظارِ، وقد بدتِ الخيبةُ على وجهه... وحين التفتَ إليَّ حزيناً. شاهدَني أطالعُ قصَّتي الملوَّنةَ، ولكني كنت ـ في الحقيقةِ ـ أضحكُ من أعماقِ قلبي، ضحكةً طويلةً...



سهرة

ذاتَ ليلٍ ربيعيٍّ دافئٍ، أحبَّتْ ليلى السهرَ في ضوءِ القمر، حتى ساعةٍ متأخِّرةٍ.

قالتْ لها أُمُّها:

ـ هيَّا يا ليلى. اذهبي إلى النوم.

قالتْ ليلى:

ـ لكنِّي أحبُّ القمرَ.

ـ القمرُ (سيزعلُ) منكِ. إذا لم تنامي الآنَ.

قالت ليلى للقمرِ:

ـ هل صحيحٌ (ستزعلُ) منِّي لأني أُحبُّ السهرَ معك؟

ابتسمَ القمر، وغمرها بأشعَّتهِ الفضيَّة.

عندَ الصباحِ استيقظْت ليلى متأخَّرةً، ونظرتْ إلى أمّها تعاتُبها:

ـ لماذا لم توقظيني باكراً؟

ردَّتِ الأمُّ:

ـ لأنَّ القمرَ قد (زعلَ) منكِ.

عندئذٍ أدركتْ ليلى خطأها، واعتذرتْ من أُمِّها قائلةً:

ـ لن يزعلَ القمرُ مني بعدَ اليوم، لأني سأنامُ باكراً.

حسن خليل 15-05-06 11:26 AM

القصة الرابعة عشر

بعنوان: من أجل قطرة ماء

بقلم الكاتبة: لبنى ياسين


طق... طق... طق ... يكاد رأسه ينفجر وتدوي الضربات فوق دماغه بطريقة مرعبة ... وضع الوسادة فوق رأسه عله يهرب من هذا الصوت المزعج إلا انه لم يفلح ...طق ...طق... طق ... اللعنة على هذا الصنبور, منذ شهور وهو ينقط بالطريقة نفسها إلا أنها المرة الأولى التي يزعجه فيها ذلك فعلا ... ربما كان السبب في ذلك طفلاه اللذان فاجآه وهو يغسل سيارته, فأخذا يرميان في وجهه بحماس وأدب كل ما قالته لجنة ترشيد المياه والتي كانت لحظه العاثر في زيارة للمدرسة في أسبوع التوعية لتعليم الأطفال فوائد الترشيد كي تطلعهم على مضار هدر المياه بطريقة مستهترة, طق... طق ...طق ... يا لهذه القيلولة المزعجة, يكاد رأسه ينفجر والصنبور يرفض أن يغلق فمه مبتلعا صرخة الاستغاثة المشؤومة التي كانت تنطلق من فمه دون استجابة, بينما تتردد الآية الكريمة التي زرعها ابنه في رأسه ناصحاً "إن المبذرين كانوا أخوان الشياطين ", وأخيرا وبعد حرب ضروس بين رأسه وأذنيه وصنبور الماء استكان مستسلما لإغفاءة هو في أمس الحاجة إليها.

الصنبور مرة أخرى وهو ينقط في وعاء كبير هاجمه في الحلم, امتلأ الوعاء حتى بدأ الماء بالسيلان عن حوافه, ثم تضخم و تضخم وعاء الماء حتى وجد نفسه فجأة في لجة أمواج عاتية قزما يحاول النجاة بحياته, لم يستطع أن يقاوم لأمواج التي تتقاذفه يمنة ويسرى وترفعه تارة فوقها ثم ترميه تارة أخرى في عمق جسدها الغاضب وهو عاجز عن فعل أي شئ ... حتى الصراخ, فجأة رمت به موجة ضخمة على الشاطئ الرملي, تلفت حوله فإذا بالرمال تحيط به من كل صوب وقد كشفت الشمس عن نواجذها بينما اختفى الماء تماما كأنه لم يكد يغرق فيه منذ لحظة, بدأ يتصبب عرقا من شدة اللظى القادم من قرص الشمس, تلفت يمنة ويسرى عـله يرى ولو جدول ماء صغيراً إلا أن المكان كان صحراء قاحلة ...على امتداد النظر لم يكن ثمة كائن غيره برفقة الشمس والسماء والرمال المشتعلة بلهيب الشمس... لا شئ مطلقا سواهم.

شد قدميه شداً ليُخرج نفسه من هذا المكان, إلا انه لم يكن هناك أية إشارة لوجود كائن حي واحد ولا حتى شجرة صغيرة يحتمي بها من أشعة الشمس الحارقة, بينما بلغ العطش مبلغه وجف حلقه وتيبست شفتاه, قال في نفسه: قد ادفع نصف عمري الآن من أجل كأس واحد من الماء لكن أحداً لن يرغب بهذا الثمن أو غيره إذ لا أحد مطلقا سواه في هذا المكان .

اشتد عطشه اكثر ... لم يعد يستطيع التنفس ... أحس انه يوشك على الاختناق ودارت في خلده ذكريات كان فيها الماء متوفرا بشكل مريح ... لم يكن يعلم أن الماء ثمين إلى هذا الحد ... تذكر سيارته التي كان يرويها بمئات الليترات من الماء لتبدو لامعة ... لو أن كأسا واحدا من هذه الليترات يأتيه الآن وسيدفع مقابله كل ثروته ... إلا أن شيئا من هذا لم ولن يحصل ...هربت من عينه دمعة رسمت طريقا لها على خده ... فكر في نفسه ملهوفاً إنها قطرة ماء ومد لسانه صوبها في محاولة لاصطيادها علها تخفف من لوعة الكبد لقطرة ماء ... هل كان الماء غاليا حتى هذا الحد ؟؟؟

نزلت من عينه دمعة أخرى كان يحاول اصطيادها عندما رنت الساعة معلنة انتهاء قيلولته, فتح عينيه فإذا هو في المنزل وإذا بالصحراء كابوسا دمرته رنة الساعة, لكن صنبور الماء ما زال ينقط ... طق... طق... طق... ودون أدنى تفكير هرول نحو الهاتف يطلب السمكري ليقوم بإصلاح الصنبور وفحص بقية أنابيب المياه
.

حسن خليل 17-05-06 09:15 PM

القصة الخامسة عشر:

بعنوان: الأرنوب

بقلم الكاتب: د. أسد محمد

مرّ فيل ضخم وسط بيوت الأرانب فهدم بيت الأرنب الكبير ، انزعج الجميع من أجله، و قرروا مساعدته في بناء بيت جديد له ، رفض قائلا:

- إن الطقس بارد و لا احتمل الانتظار حتى تبنوا لي بيتا جديداً .

حاولوا أن يفهموا منه ماذا يريد، و اقترحوا عليه أن يجهزوا له البيت المهجور مؤقتاً، فقال لهم:

- أنا الأرنب الكبير وتريدونني أن أنام في بيت مهجور وغير نظيف.

قدموا له عدة اقتراحات أخرى، تظاهر بالغضب وابتعد عنهم، تفقد البيوت مساءً فأعجبه بيت الأرنوب النشيط،ودون أن يسأله، دخل البيت وقال:

- هذا بيتي الجديد، هيا اخرج منه.

تدخلت الأرانب وقالت:

- البيت للأرنوب ولا يحق لك أخذه.

هزّ رأسه ساخراً، وقال،

- لن أسمح له بالدخول إليه أبدا.

تجنبت الأرانب الدخول معه في خلاف لأنهم يعرفون جيداً قوته و المشاكل التي يمكن أن يسببها في حال غضبه، تدخل الأرنوب، وقال:

- قد يغضب ويؤ ذيننا جميعاً، سأبني بيتا جديداً.

اختار المكان وبدأ يحفر وكراً، فجآت الأرانب وساعدته، وتمكن من بناء بيت بسرعة كبيرة، شكرهم على مساعدته، عاشت الأرانب بعد ذلك بسلام، لكن الأرنب الكبير انزعج وظن أنهم تحدوه بسبب مساعدتهم للأرنوب، واعتقد أنهم لا يزورونه بسبب انزعاجهم منه.

فيما بعد أوضحت له الأرانب أنهم كانوا منشغلين بجمع الطعام لذا لم يتمكنوا من زيارته، لم يقتنع بكلامهم، وقال في نفسه:

- لا يزالون غاضبين مني، وسأعاقبهم.

اندفع مساء اليوم التالي واحتل بيت الأرنوب النشيط وطرده منه، ثم نام فيه، توقع في الصباح أن مشكلة ستحدث وسيخرب على الأرانب حياتهم الآمنة، لكن الأرنوب ترك الأمر سراً كي لا يزعج أحداً، تصرف بذكاء ونام في بيته القديم الذي أخذه منه الأرنب، وهكذا راح الأرنوب ينتظر حتى ينام الأرنب في أحد البيتين، ثم ينام في الآخر، وقال:

- لقد أصبح لي بيتان: بيت قديم و بيتي الجديد.

بعد فترة سأل الأرنب الكبير نفسه:

- لماذا لم تحدث أية مشكلة؟ و أين ينام الأرنوب؟

راقب الأرنوب واكتشف السر، فقرر أن يمنعه، ووقف في منتصف المسافة بين البيتين، وقال:

- سأحرسهما جيدا، وأنام هنا، أو الأفضل أن أبني بيتا بينهما، وأمنعه من النوم في بيتي.

فكر في الأمر قليلا وتابع:

- لن أتمكن من بنائه وحدي، و لن يساعدوني.

وقف مساءً بين البيتين، أحس الأرنوب بما يخطط له الأرنب وبأنه سيمنعه من النوم، فراقبه حتى تعب ونام، ثم تسلل ونام في بيته، وعندما علم الأرنب بذلك، اعترف أن الأرنوب النشيط أذكى منه ، وبأن خطته فشلت، فكر في الأمر طويلاً، وأخيرا قال:

- يكفيني بيت واحد، ولا يمكنني النوم في بيتين في الوقت نفسه
.

حسن خليل 18-05-06 11:25 AM

القصة السادسة عشر:

بعنوان: صورة الزعيم

للكاتب الدكتور/ أسد محمد

للتو تباهت أمام والده بأسئلته البريئة ، طبع الأب قبلة على جبينه وخرج لعمله ، تقافز في بهو البيت كهر صغير ، اغتنمت أمه فرصة لعبه وانشغلت عنه في ترتيب أشيائها ، لحق بها ، وطرح عليها سؤالا ، كان الخامس أو ربما السادس كما خمنت لهذا اليوم ، سحبت سبابتها على وجنته حتى انتهت عند هلال جبينه ، وأجابت بهدوء : نمتُ مساءً متأخرةً ، وضعتُ تحت وسادتي حبةَ سكر نبات ، وعندما استيقظتُ صباحا تحولتْ قطعة السكرِ ، وأصبحتْ أنت .

فأجاب مبتسما :

- الآن فهمت كيف أصبحتُ ابنك .

مسحت شعره الناعم كشعر أرنب صغير بيديها الطريتين، ونام في حضنها متأثراً بالحكاية الجميلة التي أكملتها له حول الطيور التي استقبلته ودخلت إلى غرفته من النافذة ، وكيف راح يلعب معها ، وعن الشمس التي تشبه قنديل جدته التي أنارت وجهه الجميل وجعلتها تراه مثل وردة ، والمرآة الكبيرة التي أرسلها له خاله كهدية كي يمشط شعره ويتأمل صورته .

في اليوم التالي سألها ، كيف جاءتْ أخته الصغيرة ، فحكت له حكاية مماثلة عن قطعة سكر النبات ، ففرح ، وحكى الحكاية لأخته الصغيرة التي لم تفهم منها شيئا ، لكنها ابتسمت وراحت تلعب وتشد طرف شرشف سريرها بشغب .

***

كان يقلب وريقات كتاب حضانته ، عندما اقتربت منه أمه ، جثت على ركبتيها بجانبه، وراحت تهجّي له الحروف بدافع إثارة انتباهه وتعليمه ، شرد وهو ينظر إلى لوحة غلاف الكتاب الداخلية ، ثم عبثت يداه بالدفتر الوحيد الذي سحبه من حقيبته ، طلبت منه أن يردد وراءها ، فتثاءب ، ثم كرر بعض الحروف بصوت خافت غير آبه لجهد أمه ، وفجأة سألها :

- ماما ، ماما ، لماذا هذه الصورة هنا ، ومكررة هنا بالقرب من الشمس ؟

أشار إلى صورة الغلاف ، وقارنها بالصورة التي ترافق الحروف التوضيحية في الصفحة التي تحاول شرح حروفها له .

لم تجبه ، وطلبت منه أن يردد ما تلفظه بدقة ، فكرر السؤال نفسه ، عندئذ اضطرت للجواب بصوت خافت " هذه صورة الزعيم " ، فسألها :

- لماذا وضعوها بالقرب من الشمس الحارة مثل النار ؟

تلعثمت الأم ، همهمت ، ثم أرغمته على تكرار كلمة "ضابط" كمثال على حرف الضاد في الصفحة التالية التي قلبت إليها هاربة من الصفحة السابقة محاولة إخفاء الصورة ، وجد صعوبة في نطق كلمة " ضابط" ، وقال بأن المعلمة لم تعطه هذا الدرس ، حاولت الضغط عليه، وكررت الكلمة عدة مرات طالبة منه أن يقلدها ، انتبهت أنها تفعل ذلك لأول مرة معه، وتضغط عليه ، أحست ببعض الضيق، رمشت صغيرها الذي راح يلعب بقلم الرصاص غير مكترث لما تردد من حروف لم يستسغها ، سحبت القلم من يده ، وتوعدته بألا تعطيه مصروفه ليوم غدٍ ، فصاح قائلا، والدهشة تعلو وجهه :

- أريده ، أريده .

- لن أعطيك المصروف إذا لم تلفظ الحروف جيدا .

- أنا بحاجته ، يا ماما ، كي أشتري به قطعة سكر نبات .

- سكر نبات ؟!

- نعم ، اشتريت البارحة ، قطعة سكر نبات ، ووضعتها تحت وسادتي ، ولم يأتِني ولد جميل ، وغداً سأشتري قطعة ثانية وأضعها تحت مخدة أختي ، يمكن أن تأتيها بنت حلوة .

نظرت الأم إلى صورة الزعيم بالقرب من صورة الشمس ، ثم رمقت وجه ابنها البريء مرتبكة، ولديها خشية من سؤال أكيد قد يطرحه أمام المعلمة حول الصورة ، ومِنْ
..

شيهانة 18-05-06 11:58 AM

اخي حسن خليل
قصص رائعة ومفيدة ..تلك الذي اتحفتنا بها
مجهود متميز ... أحييك عليه
لك مني وافر التقدير والإحترام

حسن خليل 18-05-06 03:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيهانة
اخي حسن خليل
قصص رائعة ومفيدة ..تلك الذي اتحفتنا بها
مجهود متميز ... أحييك عليه
لك مني وافر التقدير والإحترام



أختي شيهانة:

لقد سرّني وشرّفني مروركِ لهذه القصص الرائعة والمفيدة.

لكِ مني فائق التقدير والاحترام
.

حسن خليل 20-05-06 07:50 AM

القصة السابعة عشر

بعنوان: القويقة

حكايات عمتي حكاية شعبية للأطفال

بقلم الكاتب: نزار ب. الزين

كانت جمانة إحدى جواري ملك مملكة سهرورد ، وكانت أثيرته ، يحيطها بعنايته وحبه ؛ وذات يوم أسرَّت له أنها حامل . فرح الملك و وعدها إن أنجبت ذكرا أن يعتقها ويضمها إلى زوجاته ؛ ومن ثم أمر قهرمانته* ألا تسند إليها بعد اليوم أي عمل ، وحتى إشعار آخر . وهكذا قضت شهور حملها محاطة بالرعاية و التدليل إلى أن حان وقت ولادتها .

كانت المفاجأة صاعقة ، عندما إكتشفت الداية أن المولود طائر أنثى من فصيلة الغربان يطلق عليه العامة إسم (القاق) . ما أن رأت النور ، حتى رفرفت بجناحيها ثم طارت إلى أعلى نافذة من نوافذ الغرفة العلوية .

استغرب الحضور هذه الظاهرة العجيبة ثم أطلقوا على جمانة لقب ( أم القويقة ) ، وعندما تنامى خبر ( القويقة ) وأمها إلى مسامع الملك ، غضب غضبا شديدا ، وأمر بإعادة جمانة إلى المطبخ ، لتقوم فيه بوظيفة تقشير البصل و الثوم .

ثم أخذت جواري القصر و سيداته وعبيده وأطفالهم ، يرشقون القويقة بأي شيء يقع في متناول أيديهم في كل مرة يصادفونها، دون يتمكنَّ من إصابتها أحد ، فقد كانت تتنقل بين النوافذ العلوية من إفريز لأخر بمهارة فائقة ، وهي تصيح محتجة : " قاق .. قاق .. "

ولكن في الليل ، كانت تنحول (القويقة) إلى طفلة حلوة تندس في فراش أمها ، فتضمها هذه إلى صدرها حانية وترضعها من لبنها ، وقد آلت على نفسها أن تكتم سرها وأن تحتمل إضطهاد الجميع لها ، خشية أن يظن الآخرون أنها من الجن أو العفاريت ، فيلحقون بهما الأذى .

واستمرت (القويقة) في سلوكها هذا ، تتحول إلى طائر في النهار وإلى طفلة رائعة الجمال في فراش أمها في الليل .

وذات يوم ربيعي ، سمعت ( القويقة ) أن بنات القصر سيقمن بنزهة يجمعن خلالها الزهور البرية ونباتات الخبيزة والفطر من بساتين القصر الفسيحة وروابيه ، فقررت (القويقة) أن ترافقهن ، فحملت سلة في منقارها وطارت بها فوق رؤوسهن، ثم إختفت ، و كم كانت مفاجأتهن كبيرة عندما شاهدنها وقد ملأت سلتها بالخبيزة والفطر قبلهن ، ثم وهي تسبقهن نحو القصر ، فدخلت إلى حيث أمها تقشر الثوم والبصل ، فهبطت بسلتها فوضعتها بين يديها ، ثم إنطلقت طائرة إلى اقرب نافذة علوية .

وعندما قدم الصيف ، قررت فتيات القصر أن يذهبن إلى بحيرة قريبة ضمن أسوار القصر ليقضين يومهن هناك .

وبينما كن يلعبن و يتراشقن بالماء وتسبح منهن من تجيد السباحة ، لحقتهن (القويقة) ثم وقفت في أعلى شجرة جوز وأخذت تشاهدهن وتراقب لعبهن ، وتبحث في الوقت ذاته عن ركن يمكنها أن تسبح فيه وهي متوارية عن أنظارهن .

وما لبثت أن عثرت على المكان المناسب في طرف البحيرة، تظلله أشجار الصفصاف وقد أمتدت أغصانها فوق سطح البحيرة .

طارت إليه في الحال ، وابتدأت تخلع ثوب الطائر الأسود الذي كانته ، لتخرج منه ( صبية لبية تقول للقمر غيب لأجلس مكانك قاضي ومفتي ونقيب )* ثم إبتدأت تغطس في الماء البارد المنعش و تعبث به وهي في غاية النشوة والحبور.

تصادف أن مر صفي الدين إبن وزير الملك الأول قرب البحيرة أثناء عودته من رحلة صيد و قنص ، فشاهدها وهو في غاية الذهول وهي تنض عنها ثوبها لتتحول من طائر إلى فتاة رائعة الجمال ، فاختطف الثوب وخبأه ، فغطست (القويقة) في الماء فلم يعد يظهر منها غير رأسها ، وأخذت ترجوه أن يستر عليها ويعيد إليها الثوب .

أجابها جادا : " لن أعيده إليك ، قبل أن تخبريني ، هل أنت أنسية أم جنية " فأقسمت له أنها إنسية بنت أنسي وأنسية ، و أن ما شاهده منها إن هو إلا قدرة إلهية لا يعلم سرها إلا الله وحده .

رمى إليها بعبائته قائلا : " اما ثوب الطائر الأسود فلن ترتديه بعد اليوم ، لأنك سوف تصبحين زوجتي على سنة الله ورسوله ، ثم أردفها خلفه فوق حصانه و مضى بها إلى حيث سلمها لوالدتها .

حدَّث صفي الدين والدته بشأنها و أنه قد وقع في حبها و غرامها ، التي نقلت خبرها لزوجها وزير المملكة الأول ، الذي أخبر الملك – بدوره – في شأنها ، ثم شاع الخبر في القصر والكل في غاية الدهشة و التعجب بين مصدق ومكذب .

وفي اليوم التالي استدعى الملك جمانة التي أقسمت له أغلظ الأيمان بأنها لم تعاشر من الرجال غيره ، لا من الإنس ولما من الجن ، وأن ( القويقة ) هي إبنته ، وأن ما جرى لا تستطيع تفسيره إلا بأنه من قدرة الله .

تعرف الملك – من ثم - على ( القويقة ) فضمها إلى صدره وهو يناديها بأعذب عبارات الحب والحنان ، فبكت من شدة الفرح وأبكت كل من حولهما ؛ ثم أعلن للجميع أن اسم إبنته أصبح منذ الساعة شمس الشموس ، وحذر من يناديها بالقويقة بعد اليوم بأوخم العواقب، ثم أعلن للملأ إعتاق جاريته جمانة ، وطلب من مفتي الديار عقد قرانه عليها ، لتصبح واحدة من زوجاته ، حرة كريمة ، وأقربهن إلى قلبه . ثم تقدم الوزيرالأول لخطبة شمس الشموس من أبيها الملك لإبنه صفي الدين ، فوافق في الحال .

وعمت الأفراح و الليالي الملاح ، وارتفعت الأعلام وإنتصبت الزينات ، وقُرعت الطبول وصدحت المزامير ، وأقيمت حلقات الدبكة والزار ، في كل أرجاء المملكة ، وأعلن المنادي لسكان العاصمة ألا يأكل أحد أو يشرب إلا في قصر الملك ، سبعة أيام بلياليها ؛ زُفت في نهايتها شمس الشموس لعريسها صفي الدين .

(وتوتة توتة خلصت الحدوته )*
----------------------------

*قهرمانة : رئيسة الجواري

*صبية لبية تقول للقمر غيب لأجلس مكانك قاضي و مفتي و نقيب : تعبير عامي شائع يستخدم لوصف الفتيات رائعات الجمال

*(و توتة توتة خلصت الحدوته) : تعبير شعبي يقال عند إنتهاء الحكاية
.

ماء الورد 20-05-06 06:26 PM

*(و توتة توتة خلصت الحدوته) *

أستاذنا المبجل حسن خليل

كلما شعرت بضيق أو قرأت شيئا أحزنني جئت إلى هنا
لا أكتب ردا لكن أمتع نفسي وأسليها بما تسطره أنت من قصص تبعث الراحة في النفس وتعيدها إلى صباها ، أقرأها أكثر من مرة
أسجل اعجابا بما اخترته
أردت ان أختار بعضها فأبت إلا أن تأتي كلها
أحلا م صبي وحب أم كلما فكر في الابتعاد وجد أنه لا مفر من حضن أمه
قصص قصيرة جدا ( وأجمل امرأة في الوجود ، كأس ماء ، بالون سامر )
من أجل قطرة ماء
الأرنوب
صورة الزعيم ( سنعمم وصفتك على من يرغبون في الانجاب حبة سكر نبات توضع تحت الوسادة تصبح يوما صبيا ويوما صبية )
القويقة (و صبية لبية تقول للقمر غيب لأجلس مكانك قاضي و مفتي ونقيب)
شكر الله لك وأسعدك كما أسعدتنا

ننتظر المزيد من هذا القصص الرائع
ومثلك أستاذي وكما عودتنا لن تتوانى في إجابة سؤلنا

بارك الله فيك

تقبل تحيتي

دمت بحفظ الله

حسن خليل 20-05-06 07:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماء الورد
*(و توتة توتة خلصت الحدوته) *

أستاذنا المبجل حسن خليل

كلما شعرت بضيق أو قرأت شيئا أحزنني جئت إلى هنا
لا أكتب ردا لكن أمتع نفسي وأسليها بما تسطره أنت من قصص تبعث الراحة في النفس وتعيدها إلى صباها ، أقرأها أكثر من مرة
أسجل اعجابا بما اخترته
أردت ان أختار بعضها فأبت إلا أن تأتي كلها
أحلا م صبي وحب أم كلما فكر في الابتعاد وجد أنه لا مفر من حضن أمه
قصص قصيرة جدا ( وأجمل امرأة في الوجود ، كأس ماء ، بالون سامر )
من أجل قطرة ماء
الأرنوب
صورة الزعيم ( سنعمم وصفتك على من يرغبون في الانجاب حبة سكر نبات توضع تحت الوسادة تصبح يوما صبيا ويوما صبية )
القويقة (و صبية لبية تقول للقمر غيب لأجلس مكانك قاضي و مفتي ونقيب)
شكر الله لك وأسعدك كما أسعدتنا

ننتظر المزيد من هذا القصص الرائع
ومثلك أستاذي وكما عودتنا لن تتوانى في إجابة سؤلنا

بارك الله فيك

تقبل تحيتي

دمت بحفظ الله

الأخت الفاضلة ماء الورد:

يطيب لي ويسرّني تواجدكِ في صفحاتنا بين هذه القصص المختارة في أدب الأطفال.

وكما سبق وذكرت بأن هذه القصص تبعث الراحة في النفس والطمأنينة والسعادة.

وما هذا الاختيار إلا بتوفيق الله عز وجل في البحث عما هو مفيد ومسلي وممتع في نفس الوقت ثم بفضل تشجيعكم المتواصل لنا في بذل المزيد من الجهود.

وأبشري بالمزيد من القصص في هذا الجانب فما زال في جعبتنا الكثير منها. (قريباً جداً إن شاء الله).

تقبلي خالص شكري وتقديري واحترامي.

ودمتِ بحفظ الله ورعايته
.

حسن خليل 20-05-06 09:36 PM

القصة الثامنة عشر:

بعنوان: القلم الساحر

بقلم الكاتب: السيد نجم

ما أن تستضاء الأرض في مطلع كل نهار, حتى ينهض "توما" من النوم, ويمسح بجبهته التراب, تحية لله, ثم يجمع أدوات الكتابة .. القلم المصنوع من أعواد الغاب, وأحبار سوداء صنعها من نبات النيلة, وملف كبير من أوراق البردي.

بعدها يذهب إلى مدخل سوق القرية, فيكتب للفلاحين الشكاوى والمظالم, وما جعل الجميع يحبونه كثيرا, كما أحبهم.

في صباح كل يوم جديد , يتربع "توما" في جلسته فوق المقعد الحجري. فهو صاحب لقب "حامل القلم", بعد أن درس الحكمة وفنون الكتابة في "بيت الحياة" وهو الملحق بمعبد مدينة "طيبة" عاصمة الدولة. في هذا الصباح بالذات, شاف "توما" علامات الفزع على وجوه الناس, علم أن اللصوص هاجموا كل حظائر القرية في ليلة الأمس, وسرقوا البهائم وأيضا القمح والشعير من المخازن.

حزت "توما" حزنا شديدا, وبينما جلس يفكر ويبحث عن حل مناسب, دخل عليه ثلاثة رجال يعرفهم .. شيخ البلد, شيخ الخفر, أحد أشراف القرية. رحب بهم, وبدأوا جميعا في حديث طويل.

قال شيخ البلد:

"يا "توما"..إن المسافر يجئ إلينا بالحمير المحمّلة بالتوابل والملح والأخشاب.

أما أنت فقد سافرت وعدت إلينا بالعلم والمعرفة والحكمة .. وميزك الله بالقلم"

تابع شيخ الخفر:

"أعترف أني عاجز عن مواجهة هؤلاء الأشرار, لم تعد قوة رجالي تكفى, أنا وكل الخفر في حاجة للاستماع إلى حكمة قلمك"

شارك الشريف قائلا:

"أهل قريتنا طيبون, ليس فينا من يسئ إلى آخر, ونحن معا نطعم الجائع, ونكسو العاري, ونحترم المسن, ونساعد الأرامل واليتامى"

بانفعال قال شيخ الخفر معلقا:

"ليس عندي غير الرمح والسهم, نمزق بها أجسادهم .. ماذا يفعل "القلم" المصنوع من الغاب الضعيف؟ الناس في القرية خائفين من اللصوص!"

وقف "توما" وكأنه اكتشف الفكرة الساحرة, والحل العجيب المدهش, قال لهم:

" وجدت الحل.. لن نقضى على الأشرار قبل أن نقضى على الخوف الذي يملأ قلوب الناس"

فنظر ثلاثتهم إلى بعضهم البعض في دهشة!! .. من جديد تابع "توما" قائلا:

"من يحاول أن يخرس القلم, سوف يخرسه الله إلى الأبد"

ففهموا ما يعنيه حامل القلم "توما", وانتظروا تفاصيل الفكرة التي يريد تنفيذها.
...... ....... ...... ....

وفى اليوم الجديد, سمع أهل القرية غواق الغربان كلها (صوت الغراب), تساءلوا في حيرة وقلق:

"هذا الصوت نذير سوء, ماذا حدث ليلة الأمس؟؟"

وخرج شيخ الخفر ورجاله يبحثون عما حدث, فعلموا أن الفلاح الفقير الأخرس "نو" اختفى في ليلة الأمس !. فلما كانت زوجته ممن يتكلمون وليست خرساء, أخبرتهم بالتفاصيل كلها .. وقالت وهى حزينة حزنا شديدا:

"بعد منتصف ليلة الأمس, دخل علينا ثلاثة لصوص ملثمين, يضعون قطعا من الكتان فوق وجوههم .. هددوا زوجي المسكين الأخرس, ثم سرقوا كل ما نملك. سرقوا الصندوق الخشبي الأسود الذي نحتفظ بداخله بكل ما نملك"

وبعد أن فر اللصوص بالصندوق, خرج الفلاح الأخرس الفقير "نو" ولم يعد حتى الصباح.
..... ....... ....... ......

وبينما جلس الفلاح "نو" عند ضفة النهر يبكى, منذ شروق الشمس وحتى غروبه, ظل الرجل يبكي وهو يبتهل إلى الله.. أن يسمع شكواه, وأن يستجيب إلى دعواته في التخلص من اللصوص .. وعودة ثروته القليلة التي يملكها.

وفجأة لمح سطح مياه النهر يعلو .. نعم, يرتفع إلى أعلى, ثم تنشق المياه إلى نصفين. وإذا بحورية جميلة تخرج من الشق الذي رآه في النهر .. كانت جميلة ورشيقة, ولها شعر أسود طويل يصل إلى نصفها السفلي, نصفها الذي هو على هيئة زعنفة سمكة.

بكل ما يملك من قوة حاول "نو" أن يبدو قويا, وأشار لها بيده وهو يرجوها ألا تؤذيه. فضحكت الجميلة, وقالت له:

" لا تخف يا عم نو... جئت كي أراك وأطلب منك الاطمئنان لأن الله يحمى الضعفاء, وأنت قاومت اللصوص, لكنهم كانوا أقوى منك"

ثم اختفت بسرعة, وعادت مياه النهر إلى سابق حالها, وكأن شيئا لم يكن..!

من شدة الخوف, بدأ الفلاح المسكين الأخرس "نو" يدعو الله قائلا في نفسه:

"أنت الله, سيد السماء والأرض, ولا تشرق الشمس إلا بأمرك....

أدعوك أن تبدد شقائي, وخوفي, وتعيد لي الصندوق الخشبي"

بينما هو هكذا, إذا بسطح مياه النهر تنشق ثانية, وتخرج العروس الجميلة مبتسمة. اقتربت منه, وأعطته قطعة صغيرة من الغاب , صفراء اللون, ذهبية المظهر مع ضوء القمر الساطع في كبد السماء.

أمسك "نو" بقطعة الغاب دهشا, ومن جديد بدأ يبكى. وكلما سقطت دمعة فوق قطعة الغاب تشكلت بشكل القلم الذي يشبه قلم "حامل القلم توما"!!

أسرع عائدا إلى زوجته التي فرحت بعودته, أخبرها بطريقته بكل ما حدث, وفهمت كل الحكاية. معا خرج إلى بيت شيخ البلد فورا.

قصت الزوجة المخلصة كل تفاصيل الحكاية, حكاية القلم السحري هذا. ولم ينتظر شيخ البلد طويلا, استدعى شيخ الخفر وشريف القرية, وأسرعوا جميعا إلى دار توما".

قالوا جميعا لتوما:

"الآن حان الوقت ليبرز دورك يا حامل القلم.. أنها رسالة الله إليك في هذا القلم,

وعلى يد هذا الفقير "نو"."
...... ....... ....... ........

في الصباح الجديد, جلس "توما" عند رأس السوق, فوق المقعد الحجري كعادته .. يكتب على الورق البردي, ثم يدور بين لناس في السوق يوزعها عليهم.

كتب في اليوم لأول يقول: (أهلي قريتي الأحباء..كل صباح ومساء قولوا معي .. أيها اللصوص ستصيرون شعلة من النار, وستغرقون , بسبب شروركم) لفترة تجاهل الناس ما يقرأون, ويديرون وجوههم أمام نظرات "توما" المعاتبة لهم كلما التقى بهم داخل السوق أو خارجه.

في يوم آخر كتب "توما" يقول: (أنت يا من تقرأ تلك البردية .. لا تجعل وجهك يعبس مما حدث وحسب, يجب أن تدبر أمرك في هدوء وبسرعة) فبدأ الناس يتساءلون, ويتناقشون معا:

" ماذا نفعل واللصوص أقوياء وأشرار؟"

" كيف نواجههم ؟؟"

فرح "توما" بالأسئلة, وقال لهم جميعا:

"الخطوة الأولى, أن تقلعوا الخوف من قلوبكم, وأن تزرعوا الشجاعة مكانها).

رويدا بدأ الجميع يردد أقوال توما, وحفظها الأطفال الصغار, وحتى إن لم يفهموا معناها. وفى الأسواق وفى كل مكان بدأ الجميع يغنى, بقلع الخوف وزرع الشجاعة !!

وأصبحت كلمات "توما" تردد في الأفراح, وأيام تحنيط موتاهم.
....... ...... ....... ......

كانت السيدة العجوز "حور" تجمع البيض في السلة كل أسبوع, لتبيعها في السوق وتشترى ما تحتاجه من قمح وفاكهة وغيرها. وهى في طريقها إلى السوق, قابلها اللصوص واستولوا على السلة الممتلئة بالبيض!!

الحقيقة لم يكن الأمر هكذا ببساطة وسهولة, لأن السيدة العجوز لم تستسلم للصوص. فقد قال لها كبيرهم:

"أعطنا السلة أيتها العجوز "

فقالت لهم:

" أنا سيدة عجوز, وبهذا البيض سوف أحضر طعامي لأسبوع كامل...

أرجوكم , اتركوه لي ..."

فضحك اللصوص, وسخروا منها ومن دموعها, حتى قال أحدهم:

" لماذا العناد أيتها العجوز, سوف تنفذين أوامرنا فورا؟ "

فلما لمحت العجوز أحد شباب القرية, قادم من بعيد, تشجعت, وصرخت في اللصوص بصوت مرتفع, قالت:

" لن يحدث, لن أعطيكم طعامي لأسبوع كامل..."

فلما ضحك اللصوص ثانية, قالت:

" لن يرحمكم الله لو حاولتم استخدام القوة معي..."

أحد اللصوص صرخ فيها:

" دعك من الحكمة التي يصيح بها "توما" ليل نهار"

فهمس أحد اللصوص إلى كبيرهم:

" يبدو أننا سوف نعانى كثيرا بعد كلمات "توما" هذا"

وما أن بدأ أحدهم انتزاع السلة من يد العجوز بالقوة, بدأت العجوز في المقاومة, وضمت السلة إلى صدرها بقوة, وبدأت تصرخ بكل قوتها:

"لن أدعكم تسرقوني .... اقتلوني ولا تأخذوا طعامي"

ما بين الشد والجذب بين اللصوص والعجوز..سقطت السلة إلى الأرض, وتحطم البيض!

وكانت لحظة وصول شباب القرية, اندفعوا جميعا نحو اللصوص, للمرة الأولى يفاجأ اللصوص بمقاومة شباب القرية, فأسرعوا يجرون في كل اتجاه, وفى كل مكان بعيدا عن العجوز والشباب القوى !

للمرة الأولى يعدو اللصوص, ويرجون النجاة من أحد أفراد القرية!
..... ...... ..... ......

بسرعة وصل اللصوص إلى المغارة البعيدة القاطنة في قلب الجبل القريب من القرية, بدأ كبيرهم الكلام محذرا من المستقبل وهو يتساءل:

" ما حدث اليوم خطير يا رجالي .. يجب أن نبدأ خطة جديدة"

علق آخر:

" بل يجب أن ننزل بكل سكان القرية العقاب الشديد على ما بدر من شبابهم اليوم..."

وبعد مناقشات طالت, علق كبيرهم في حسم قائلا:

"اسمعوا.. يجب تنفيذ كل كلمة أنطق بها الآن.

إن سر ما حدث كان بسبب كلمات الكاتب "توما", ولا حل إلا أن نسكت هذا القلم."

فعلق الجميع في دهشة:

" وماذا نفعل مع الكلمات أو هذا القلم المصنوع من الغاب؟؟!"

جادا علق كبيرهم:

" نعم.. سوف نسرق هذا القلم, مهما كلفنا ذلك من جهد أو مشقة"

ردوا عليه بصوت متردد:

" موافقون!!!"
...... ....... ....... .......

بينما كان صاحب القلم الساحر "توما" خارج داره, يتأمل السماء الصافية والنجوم المتلألئة ليلا في منتصف الليل. إذا باللصوص يتسللون إلى داره , يبعثرون كل شئ, يبحثون عن القلم الساحر. ولم يشعر بهم "توما" لفترة طويلة, حتى نجحوا في مهمتهم الشريرة !

في الصباح انتشر الخبر, وعلم أهل القرية بما حدث مع "توما" وقلمه السحري. ومع ذلك ردد الجميع, وقالوا لتوما:
"كلماتك الآن في قلوبنا, لسنا في حاجة لي القلم المسروق"

فرح "توما " بما سمع, ولم يعلق.

وبينما شيخ القرية وشيخ الخفر وشريف القرية , كلهم معا يتحدثون مع "توما". سمع الجميع بعض الضوضاء في مؤخرة السوق هناك.

اندفعوا ...

كلموا اقتربوا أكثر من مصدر الهرج والمرج والضجيج, كلما اتضح الموقف أكثر..لقد حاول اللصوص سرقة الماشية كعادتهم في الأسواق..لكن ما حدث اليوم, أن قاومهم الجميع.. الصغير والكبير, الرجال والنساء.. كل أهل القرية الموجودون في السوق قاوموا اللصوص. أنزلوا بهم إصابات شديدة, وعجز كل اللصوص عن الفرار!!

وبدأت مهمة الخفر, ليعلن شيخ الخفر أنه تم القبض على كل اللصوص. وبعده أعلن شيخ القرية عن شكره إلى الجميع, وقبلهم كلهم "توما" الكاتب المخلص الأمين .. وابتسم وهو يقول:

"بل كل الشكر إلى قلمه الساحر العجيب"

هلل الجميع, وزغردت السيدات, ثم طلبوا أن يسمعوا كلمات "توما" إليهم, بعد انتصارهم على اللصوص, فقال:

"سوف يهلك كل من يحاول سرقة أهل قريتنا ....

ليس بسبب القلم الساحر كما تقولون.. لأنه سرق!!"

فعبر الجميع عن خوفهم, وانزعجوا, ليتابع "توما" قائلا:

" الآن القلم الساحر أصبح في قلوبكم.. وكل كلمة أنتم قادرون على تنفيذها قبل أن يكتبها, لأنكم أصحاب حق, ولا تقولون أو تفعلون إلا الحق".

ومن جديد هلل الجميع فرحا بعد خوف وقلق. وقضت القرية ليلة من أسعد الليالي, ما بين الغناء والرقص والأفراح في كل مكان
.

حسن خليل 24-05-06 02:54 PM

القصة التاسعة عشر

معنى القوة

قصة أطفال (المرحلة السنية من 9 حتى 11 سنة)

كنت في طفولتي أحب الأسد كثيرا, وكلما اشتقت لرؤيته, أطلب من أبى زيارة حديقة الحيوان, أو الذهاب إلى السينما التي تعرض فيلما فيه أسد.

ذات مرة انشغل أبى في عمله, ولفترة طويلة لم أر الأسد. وفى صباح جديد, وأنا أمشط شعري أمام المرآة, تهيأ لي فجأة وقد نبتت "شوارب" طويلة في وجهي, وكذا رأيت "لبدة" من الشعر الكثيف الأصفر حول رقبتي. كان لونها مثل لون الذهب, ففرحت لأنني أصبحت أسدا قويا !!

فخرجت من الحجرة أزأر, تماما مثل صوت الأسد الذي أعرفه وأحبه. وببساطة تقدمت نحو الأكواب الزجاجية أعلى المائدة في الصالة, كي أحطمها.

لما سألني أبى عن سبب فعلتي تلك, أجبت مبتسما:

"لأنني قوى مثل الأسد"

فورا قرر أبى قرارا همس به في أذن أمي. فطلبت منى ومن أخوتي الاستعداد كي نذهب إلى حديقة الحيوان.

بعد فترة قصيرة, قدم أبى لي كتابا عن عادات الأسد, وطلب منى الاطلاع عليه ونحن في الطريق, وحتى نرى الأسد في عرينه.

عرفت أنه الحيوان الوحيد الذي لقبه العرب بالكثير من الألقاب والأسماء, منها..الليث, أسامة, غضنفر, ضرغام, هزبر..وغيرها الكثير.

دهشت, عندما قرأت أن من عادات الأسد, أنه لا يأكل إلا عندما يشعر بالجوع, ولا يهاجم فريسته في الغابة إلا عندما يجوع, ولا يأكل من الفريسة إلا بقدر حاجته ويتركها لبقية الحيوانات تأكل منها.

قبل أن أنتهي من الكتاب, صرخت فرحا بتلك المعلومات, ولما أخبرت أبى عن شعوري, طلب منى الانتظار حتى نهاية الرحلة.

فلما وقفنا جميعا أمام عرين الأسد (أو بيته) في حديقة الحيوان, رأيته قلقا حائرا ويدور حول شبلين صغيرين, هما أولاده. كان دوما يحرص على إبعادهما عن سور القفص الحديدي الخارجي. فلما سألت الحارس عن سبب قلق الأسد على أولاده.. قال:

" لأنه يحبها ويخاف عليها من الزوار"

دهشت أكثر في نفسي, أسأل: "كيف يكون الأسد قويا هكذا, وعطوفا جدا, بل وكريما مع الحيوانات الأخرى؟!!"

يبدو أن صوتي كان مرتفعا, وسمعنى أبى, وإلا لماذا سألني أبى قائلا:

"والآن هل عرفت المعنى الحقيقي للقوة؟؟"


الساعة الآن 01:57 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir