|
في معية المحارب ومعلمه ....
تحية طيبة للجميع واسعد الله جميع اوقاتكم هذا الموضوع هو تكملة لما سبقه في الموضوع السابق ( افطار رمضاني على مائدة اعضاء قصيمي نت ) آثرت ( بعد اذنكم طبعاً ) ان تكون لاحاديث الحكيم الذي دعاه المحارب لمجلسنا ونقاشنا معه صفحة مستقلة وذلك لطول الصفحات في الجزء الاول.... فمرحباً بكم في مجلسنا ... ----------- ( 1 ) بعدما انتهينا من الافطار واداء الصلاة قام مولاي المحارب من مجلسه وانطلق يجوب ارجاء المكان متأملاً كعادته عندما يحب ان يخلو بنفسه ويشغله امر ما ... نهضت من مكاني ولحقت به واخذت انزلق معه من مكان الى آخر ونتدحرج من زاوية الى زاوية كان الصمت هو سيد الموقف فلا اسمع الا انفاساً حارة تخرج من جوفه الشريف وتتناثر في الفضاء فلتهبه علمت انه غارق في التفكير فاكتفيت بمرافقته ولم انبس ببنت شفه كان تارة يحني راسه للاسفل حتى يرتطم ناظريه بالارض وتارة اخرى يتوقف فيرفع رأسه نحو السماء يقلب نظره فيها حتى تسقط عباءته عن اكتافه فاتناولها واعيدها الى مكانها وهو لا يشعر وكأنه في عالم آخر ... احس بوجودي بجانبه فقال :- ماذا عندك ياوحي القلم قلت :- لدي سؤال يؤرقني ويلح على خاطري فاذن لي بطرحه فهز رأسه موافقاً ... قلت :- اتساءل عن كنه الحياة وكيفية البحث عن اسرارها فقال :- الحياة يابني بحث وليست سؤالا ! انها سر وليست مشكلة تحتاج الى حل كما يعتقد البعض . وهنالك فرق شاسع بين المعنيين فالمشكلة تتطلب حلاً يمكن ان نحلها به لكن السر لا حل له فالسر يجب ان يعاش ويختبر فقط وليس اكثر من ذلك السؤال دائماص يتطلب جواباً اليس كذلك وحين يجاب عليه عندها لايعود سؤالا اما السر قبيقى سراً انه ظاهرة مختلفة كلياً حتى عند الفلاسفة تختفي المشاكل والمعضلات لكنك انت من يبقى ! اما عند المتنورين فالاسرار هي التي تبقى وتتلاشى وتتبخر أنت ... - اها فهمت لكن برأيك مولاي ما هو المسبب الاول للاسئلة ؟ - انها الانا يابني ... فالانا معنية جداً بالاسئلة وتخاف الغموض والاسرار . الاسئلة وليدة الانا التي تحب طرح الاسئلة وتحاول ايجاد الاجوبة وكل سؤال يجرك الى سؤال آخر وهكذا دواليك الى ما لا نهاية ولهذا السبب لم تتوصل الفلسفة الى اية نتيجة لانها كلما اجابت على سؤال برز لها سؤال جديد .... للحديث بقية ... |
( 2 ) عندما فرغ مولاي المحارب من شرحه لمعنى الحياة نظري الى مطولاً حتى خشيت على نفسي واعترتني رهبة ولما راء مني ربكتي وذلك الشحوب الذي غمر وجهي تنهد ثم قال :- لاعليك يابني ولا تخشى شيئاً فوالله لن يمسك مني سوء قط فارفق بنفسك ولا تتركها مرتعاً للظنون . ثم رفع راسه الشريفة الى السماء يتاملها ويقلب ناظريه فيها فلما وعى قلبي كلامه واستقر في تلافيف عقلي عادت الي روح الحياة وثبت الى رشدي وتنبهت لما اقترفته من أثم بحق مولاي ومعلمي فقلت :- ناشدتك الله يا ابا اللجين ان تغفر لي زلتي فوالله ما عهدتك جباراً عنيدا ... ولكن الشيطان وسوس لي انني بسؤالك عن كنه الحياة قد ارتكبت اثما عظيما وقد هلكت بذلك ... فابتسم واشرق من محياه نور يشق الظلام وقال :- ياوحي اسمعني جيداً وعي ما اقول... من لا يسأل لا يتعلم وقد رضي بأن يعيش كالانعام متكلة على غيرها في حياتها تعيش وتموت وهي تساق من مكان الى مكان برغبة الآخرين هل ترى ما حولك من نعم نتفي ظلالها ؟ لقد خرجت من رحم السؤال والتساؤل عاين اسلافنا من البشر الطيور وهي تحلق في السماء فتسألوا ... هل يمكن ان يطير الانسان مثلها وما هي الا سنوات وخرجت لنا الطائرة وذات يوم تساءل اديسون هل يمكن ان نضيء العالم وضحك منه من حوله ممن اغلق باب السؤال واستغنى عنه وبعد ثلاث سنوات مضت من عمره في جهد وجد في طلب غايته والف مرة من التجارب الفاشلة أضاء العالم التساؤل نعمة لا يعادلها نعمة أخرى فلا تفرط في هذا الكنز الم ترى ان الله جل جلاله ذكر في القرآن الكريم في آيات عديدة افلا يعقلون ... افلا يتدبرون ... افلا ينظرون ... كلها آيات تحث على اعمال العقل ومحركه الاول هو السؤال وطفق يفيض علي من حكمه وعلمه وما اسكته الا اطلالة مستغرب مقبلاً علينا وهو يجر خطاه وقد شبك يديه خلف ظهره واحنى راسه وكانه يحصي تراب الارض يسبقه صفيره الذي كان ينبعث من حلقه فلما صار بيننا نظر الى مولانا المحارب ثم قال :- ابا اللجين اطال الله عمرك قلت لنا قبل الافطار ان لديك مفاجأة لنا فأين هي ؟ فابتسم المحارب وقال :- مفاجأتي لكم ايها السادة هي انني قد دعوت الى مجلسكم هذا معلمي وقدوتي ومن غمرني بعلمه وحكمته واني لا احسبه على وصول الآن فكونوا مستعدين لاستقباله والنهل من علمه وحكمته ... فلا تفوتوا الفرصة عليكم ... للحديث بقية .... |
( 3 ) انطلق مستغرب يحث الخطأ نحو بقية الصحبة ناوي ابعاد وسيف ابن العدالة والمتحد وسمايل وقدماه من فرط سرعته تقع احداها على الارض والاخرى على الفضاء يلتفون حول ابريق الشاي الذي اعده مضيفنا سمايل وعلامة شاهي ابو جبل تتدلى منه بكبرياء للناظرين وهو يصيح باعلى صوته ياقوم ابشروا ... ابشروا ... فنحن اليوم على موعد للقاء بالمعلم الذي تعلم على يده المحارب واخذ يفرك يديه وهو يقول :- سوف اطلب منه ان يعلمني كيف اسافر عبر الزمن ! وجلس بجانب ناوي ابعاد ثم اشار باصبعه نحو نجمة تتلألأ بالسماء وقال :- هل ترى هذا النجمة ايها اللعين ؟ ناوي :- نعم اراها قبحك الله . مستغرب :- سوف اسافر اليها ووالله وتالله وبالله لو شفتك توطوط حولها لاكسر رجولك تراك غاثني في الارض فلا تسول لك نفسك ان تلحقني بالسماء ... ناوي :- الله يعين اهل السماء عليك , اذا الارض ما تحملتك فكيف بالنجوم ؟ مستغرب :- اقول ما هو شغلك انا واهل السماء ندبر انفسنا ثم التفت نحو البقية وقال :- ياسلام وأخيراً تحقق الحلم ... سوف انزل هذه النجمة واكتري فيها داراً ثم سوف ابحث عن فتاة جميلة ورشيقة تتقاطر رقة وعذوبة وسوف اتزوجها وهذا وجهي ان شفوتني في الارض بعدها .... فاذا بصوت المحارب يعلو ويعلو مرحباً مما ادى الى ان يقطع على مستغرب مشاريعه واحلامه وما هي الا لحظات وقد اطل علينا شيخ طاعن بالسن يتناثر من وجهه نور لم نرى مثله قط والمحارب يسير بجانبه وهو يزيد من الترحيب فالقى الشيخ علينا السلام واقتعد في أول المجلس ... للحديث بقية .... |
( 4 ) آخذ المعلم مكانه من المجلس ولما استقر فيه طفق ينظر الينا ويتأمل وجوهنا والابتسامة تطل من شفتيه فلما اجال نظره فينا عاد ونظر الي وابتسم ثم قال :- احذر ان تخرج من هذا المجلس وانت لم تتفقد نفسك ؟! باغتني السؤال وحرت في فهمه ولما شاهدني على هذه الحال قال لي :- ماذا شربت اليوم على مائدة الافطار ؟ - شربت ماء وعصير فيمتو وشاهي وقهوة - هل كان الفيمتو لذيذاً ؟ - نعم ورب الكعبة كان مذاقه لامثيل له وقد احضره صديقنا المتحد - جزاء الله صديقكم المتحد كل خير ولكن تفقد نفسك فهمت ما يرمي اليه المعلم فنظرت الى المتحد وقلت :- - ياوحي اشرب فيمتو احمريكا هاه .. تالله لقد كدت توردني المهالك فصمت المتحد قليلاً ثم التفت نحو المعلم وقال :- ايها المعلم كيف يعالج الانسان الخمول الذي يصيبه ؟ - اسمع يابني لكل انسان يعي قيمته في هذه الحياة غاية ولتحقيق هذه الغاية يلزمه ان يلوذ بثلاثة اشياء اولاً الرغبة وثانياً العقل وثالثاً الارادة فاذا طغت الرغبة وجاوزت حدها عالجها بالعقل حتى تستقيم ولا تورده المهالك واذا خبت الارادة عالجها بالرغبة حتى تستمر ولا تتوقف والعقل وسط بين الرغبة والارادة كلاهما وقوده ومصدر قوته وبقاءه وعلى ذلك يبقى الانسان حياً يتلذذ بهذه الحياة ولا يغرنك اقوام سلموا امرهم وركنوا الى فتات الحياة فكم من شيخ نراه الآن وقد جاوز عمره الستين يتدحرج في هذه الحياة سليم الجسم معافى وهو في حقيقة امره قد توفي وعمره في الثلاثون لانه تخلى عن غايته ومطمحه في هذه الحياة فبقي جسداً ولكنه لافائدة منه .... للحديث بقية ... |
رائع
رائع جدًا يا وحي أعجبني قول المعلم في تحقيق الغايات ( رغبة ..عقل ..إرادة ) وكيفية التعامل معها .. أكمل يا وحي فوالله قد شوقتنا لبقية حديث معلم المحارب .. متابعة .. |
[SIZE=محاسب]تجنيحــــــــــــــه :
بكل تجرد كنت جاي بكتب لي رد رايق .. ولكن قبل ان اصل الى الكيبورد .. هبت على الريح من كل الجهات انها جنيتي المجيدة اعرفها .. اشعر معها بالصخب والضجيج .. كله من نقطة واحدة .. امد يدي امامي لاجد الثلج والنار ... وتلك النقطة تلتحف بالظلام والنار تبدده .. / تبا لكل الردود المنمقة .. مااجمل ان نكتب كصعاليك لايحكمنا قانون .. فقط هو التمرد .. لنشعر بالطاقة المجنونه تنطلق من ارواحنا لتجتاح كل ماحولنا .. كل ثابت يهتز .. وتهطل الافاق بصور الغرباء ..ومحطات من رحيل .. وتختفي الغرفه تدريجيا .. ____ واجلس بدلا منها بقصر .. شامخ .. عريق ..واسع تخرج من زواياه الراقصات معها الاقداح .. وتلتحف التماثيل به بالستر .. تماثيل تكوسها الثياب .. !! ومن النوافذ يبدو الجوار .. مليئا بالناس .. والخيول .. والجند .. اخرج اليهم .. اقف بالمنتصف .. غرباء الا أنا .. لا اعرف منهم الى بقية مني .. فلست كلي هنا ؟! يمر من جواري العديد منهم .. ياللغرابه انهم بنفس الملامح.. فلاحاجه للتمييز بين ملامحهم فجميعهم غرباء كل الجنود بملامح واحده .. والاطفال والرجال كذلك .. والنساء كلهن يشبهن اجملهن http://www.ahm1.com/vb/images/smilies/regular_smile.gif ومن بينهم .. لاح لي من اعرفه ..ناديته هي انت .. أأنت وحي قال اللهم نعم .. قلت اتعلم اين نحن .. فرد وقال نعم في مملكه الجنون حيث لاحدود للخيال .. اومأت ان نعم .. فاني اشعر بذلك فكل ماحولي يتجسد من خيال.. قال نعم وضحك وقال انظر اعلى منك .. فرفعت رأسي فوجدت ناوي ابعاد بملابس القديسين البيضاء اللامعه ... على السحابه ومعه القيثارة .. صحت في الجند ان ارموه بسهم .. فتحول كل من حولنا انا ووحي الى جنود لهم نفس الملامح الصارمه ورموه بالف سهم .. اصابته كلها .. وسقطت القيثارة ببطء ونعومه وقبل ان تصل الارض صدحت بالحان مقدسيه .. طربيه .. فتحول كل من حولنا من الجند والناس الى نساء .. وتحول المشهد الى مرقص كبير مرح .. وانتشيت كعادتي .. وغفلت لحظات ارقب الحفل .. والقيثارة المعلقه على ارتفاع امتار من الارض ... انتبهت فجأة .. فلم اجد وحي امامي .. اتوقع انه هناك ورفعت ناظري وكان توقعي صحيحا انه فوق السحابهhttp://www.ahm1.com/vb/images/nasser2/47_47.gif معه الربابه .. تبا لك ايها البدوي .. هل تتوقع ان أحداً سيطرب لربابتك .. / \ ابتسمت بمكر .. ولم أمر الجند ان يرموه بسهامهم ذلك ان لم يعد في مملكتي جند .. كلهم راقصات .. http://www.ahm1.com/vb/images/smilies/0141.gif تبا لك ياوحي ستبقى معلقا حيث انت .. .. http://www.ahm1.com/vb/images/nasser2/yes.gif كتبه ابولجين بن يعرب بن يشجب .. بعد العتبه السابعه من مرقص مدينه الجنون .. تحت السحابه مباشرة .... وبعد مااقدر اقول كل اللي يطري على بالي .. في جموح مجنون الليلة http://www.ahm1.com/vb/images/star/c010.gif http://www.ahm1.com/vb/images/nasser2/47_47.gifhttp://www.ahm1.com/vb/images/nasser2/47_47.gif[/SIZE] |
تم تكرار الرد هنا بناء على طلب الحكيم وحي :)
|
يا معشر المتصفحين ايها الجواله
اني احذركم من قلم وحي فهو يدس لكم العسل في حديثه ويريد ان تشرقون بحلاوته بعد الافطار وفي ذات الاسحار فما رائيكم بقلم يريد منكم ان تفكروا وتفتحوا عقولكم بعد وجبة دسمة من السنبوسه والشوربه فوالله ان حديثه يدعوا الى تحريك الفكر والتفكر ويستهلك منكم طاقة قد خزنتموها طويلا احذركم من حديثه ولكي تتاكدوا من كلامي عليكم بقراءة حديثه اوقفوا ضده بالملايين وازحفوا نحوه مثل الجراد سطرا سطرا حرفا حرفا إلى الامام لا رجوع |
( 5 ) أنهى المعلم حديثه عن طرق تحقيق الغايات والتفت الى صديقنا المتحد وقال :- هل وعيت جيداً ما اقوله ؟ المتحد : اللهم نعم فتكلم ناوي ابعاد وقال :- لكننا نحس بالسأم ايها المعلم فاحياناً نصل الى مرحلة نشعر فيها بأننا نكره كل شيء حولنا فأكد سيف العدالة على حديث ناوي وزاد عليه قائلاً :- تشعر احياناً ان ليس هنالك شيء يعني لك شيئاً فتصل الى مرحلة من التبلد وموت الاحساس حتى تنكر نفسك فقال المعلم :- هذا الامر ناتج عن اسباب كثيرة ولكن اهمها في نظري ما سوف احدثكم به فيما يروى انه ذات يوم سأل النبي الكريم دواد ربه قائلاً : ( يارب كيف اصل اليك ؟ ) فأجابه الله قائلاً :- ( ياداود ان كنت تريد ان تصل الي فاترك نفسك وتعال ) ماذا يعني ذلك لمن يسمعه ؟؟.. قد يعتقد البعض ان هذا الامر دعوة الى الزهد في الدنيا ولكن الامر كما اراه ليس كذلك فاكبر مشكلة يعاني منها الانسان انه حقيقة لم يعد هو نفسه فحصلت قطيعة بينه وبين ذاته الحقيقة وطمرت هذه الذات خلف مئات من الاقنعة والبرامج التي شارك المجتمع في صنعها وتركيبها في هذا الانسان فاصبح الانسان لايعرف نفسه فعندما تسأم وتمل فهذا يعني ان هنالك خطأ ما في حياتك فأنت تعيش بانسجام مع نماذج ميتة لاحيوية فيها وهي مفروضة عليك لذلك تسأم منها كان الفيلسوف سقراط يوصي من حوله قائلاً : ( اعرف نفسك ) فهذه الكلمتان فقط جمعتا حكمة الاولين والآخرين هذه الكلمتان أكبر كنز تلقاهما الانسان ولن يتلقى افضل منها على الاطلاق فمتى عرف الانسان وصل الى اسمى الغايات للحديث بقية .... |
اقتباس:
ليس هنالك شيء يضاهي روعة حديث المعلم الا ان يجد الموضوع اشادة استاذتنا الميسم .. يسعدني ويشرفني متابعتك وما ارى ما أحبره هنا الا غيض من فيض علمكم تحياتي .... |
| الساعة الآن 09:56 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By
Almuhajir