منتديات قصيمي نت - ظاهرة الطلاق : الأسباب ، النتائج ، و الحلول

في زماننا هذا كثرت ظاهرة الطلاق بشكل كبير ، بل و أصبح الطلاق يحدث لأسباب تافهة و في أول مشكلة يواجهها الزوجان ، فبدل أن يقوم الزوجان بإنهاء المشكلة فهم يقومون بإنهاء العلاقة الزوجية ، فما هي الأسباب التي جعلت ظاهرة الطلاق تنتشر و تتسبب في تشتت الأسر ؟

أسباب الطلاق

الإستماع لأعداء العلاقة الزوجية و العمل بكلامهم

الكثير من البيوت تشتت بسبب كلام الناس ، بحيث أن هناك الكثير من الناس يحسدون المتزوجين على تفاهمهم مع بعضهم البعض و على سعادتهم ، و هدفهم الوحيد هو التفريق بين إثنين ، بحيث يذهبون للزوج و يحرضونه ضد زوجته و يخبرونه عنها الأكاذيب و ينصحونه بالتصرف معها بطرق سيئة ، و نفس الشيء يفعلونه مع الزوجة و يحرضونها ضد زوجها ، و عندما يستمع الزوجان لهذه الأكاذيب و يصدقونها فهنا تبدأ المشاكل بينهم و التي قد تنتهي بالطلاق و تشتت الأسرة ، و الرابح الوحيد هم أعداء العلاقة الزوجية الناجحة

الزواج الإجباري الذي يفرضه الأهل

يعتبر إرغام الأهل لأبنائهم على الزواج من شخص معين من بين أسباب الطلاق ، لأنه من غير المعقول أن ترغم فتاة على الزواج من شخص ترفضه و لا ترتاح له ، و نفس الشيء مع الإبن فمن غير المعقول أن يجبر الأهل إبنهم على الزواج من فتاة لا يريدها ، لأنه حتى و لو تم هذا الزواج فهناك إحتمال على أن يكون هناك جدار بين الزوجين و يستمر طرف في الصد عن الطرف الآخر

الزواج بدافع حب المراهقة و الأحلام الوهمية

في عصرنا هذا كثرت العلاقات المحرمة و المليئة بالأحلام الوهمية ، حيث أصبح الكثير من الأشخاص يرتبطون خارج العلاقة الشرعية ، و يعيشون قصة حب وهمية و يغرقون في الأمنيات و الأحلام و العلاقات المحرمة ، و بعد ذلك يقررون الزواج بناءا على تلك الأحلام الوهمية و ما يعتقدون أنه حب دون تفكير منطقي و ناضج في ما ينتظرهم بعد الزواج ، و ما أن تمر أيام على الزواج حتى تبدأ المشاكل في الظهور ، و يبدأون بإكتشاف عيوب بعضهم البعض ، و يجدون أمامهم صعوبات و مشاكل عكس تلك الأحلام الوهمية التي كانت قبل الزواج ، و هكذا قد تنتهي العلاقة الزوجية و تنتهي معها كل تلك الأحلام

إقتصار العلاقة بين الزوجين على العلاقة الجنسية فقط

من بين الأخطاء التي يرتكبها الزوجين هي أن العلاقة الوحيدة التي تجمع بينهما هي العلاقة الجنسية فقط ، و المشكلة هي أن بعض الأزواج يمارسون العلاقة الجنسية بدون مقدمات و بدون مشاعر و بطريقة عشوائية ، حيث أن الرجل لا يعامل المرأة كما لو أنها زوجته بل يمارس معها الجنس كما لو أنها بائعة هوى ، كل ما يهمه هو أن يفرغ فيها شهوته بأي طريقة ثم يتركها و ينصرف ، بالإضافة إلى ذلك فبعض الأزواج العلاقة الوحيدة التي تجمع بينهم هي القيام بالواجبات ، حيث يكتفي الرجل بالقيام بواجبه المتمثل في العمل و المصاريف ، بينما الزوجة تكتفي بالقيام بالواجبات المنزلية كالطبخ و غسل الملابس و غيرها ...
العلاقة الجنسية و القيام بالواجبات هما شيئان ضروريان و من الصعب أن يستمر الزواج بدونهما ، لكن المشكلة هي أن بعض الأزواج لا يجمع بينهم سوى هاتين العلاقتين ، و ينسون أن يكون بينهم التواصل و الحوار ، بحيث تجد بعض الأزواج لا يوجد بينهم التواصل و الحوار و لا يتكلمون مع بعضهم إلا عند طلب تأدية المصاريف أو القيام بالواجبات المنزلية ، فانعدام الحوار و التواصل من بين المشاكل و الأسباب التي قد تؤدي إلى الطلاق

الخيانة الزوجية

تعتبر الخيانة الزوجية من بين أكبر أسباب الطلاق و بالخصوص إن كانت الخيانة من طرف الزوجة ، لست أقف بجانب أحد أو ضد أحد و لكن هذا هو الواقع ، بينما تكون نسبة حدوث الطلاق منخفضة إن كان الزوج هو الخائن ، و أعتقد أن السبب هو أن الزوجة تصبر و تصمت لأنها تعرف أنها من الصعب أن تتزوج مرة أخرى بعد الطلاق و ذلك بسبب نظرة المجتمع ، بينما الرجل فهو غالبا لن يتردد في تطليق زوجته إن اكتشف أنها تخونه ، ربما لأن الأمر هنا أكثر حساسية ، كما أن الرجل لن يجد أي صعوبة في الزواج مرة أخرى

الطلاق بسبب المشاكل الجنسية

نعم هناك مجموعة من حالات الطلاق التي تحدث بسبب وجود مشاكل في العلاقة الجنسية ، و تتمثل هذه المشاكل في القذف السريع و ضعف الإنتصاب ... ، هذا من جانب الرجل ، أما من جانب المرأة فقد يكون السبب هو انشغال المرأة بالواجبات المنزلية و إهمالها لنفسها و عدم اهتمامها بجمالها و أنوثتها ، و هناك سبب قد يكون من أحد الطرفين هو عدم القدرة على الإنجاب
كانت هذه مجموعة من بين أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق و وضع حد العلاقة الزوجية ، فما هي المشاكل التي يمكن أن تترتب عن الطلاق

نتائج و عواقب الطلاق

عند حدوث الطلاق فغالبا تكون الضحية هي المرأة و ذلك بسبب نظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة ، كما أن المرأة التي تتطلق في مجتمعاتنا العربية من الصعب أن تتزوج مرة أخرى ، بالإضافة إلى ذلك فبعض النساء تلجئن إلى الدعارة و الفساد من أجل تغطية مصاريف الحياة . إلى جانب المرأة ففي الغالب تكون الضحية أيضاً هم الأطفال الذين لا ذنب لهم ، حيث قد يتعرضون للضياع و التشرد بعد تشتت الأسرة ، أما الرجل فقد يدفع ثمن الطلاق بحرمانه من العيش مع أبناءه
بشكل عام فالطلاق يؤدي إلى هدم بيت الزوجية مما يؤدي إلى دخول الكثير من المطلقات إلى عالم الدعارة و تشرد العديد من الأطفال و إمكانية تحولهم إلى مجرمين مع مرور الوقت ، إذاً فما هي الحلول الممكنة للحد من هذه الظاهرة التي عرفت انتشارا ملحوظا في زماننا هذا ؟

بعض الحلول للحد من ظاهرة الطلاق

من أجل الحفاظ على العلاقة الزوجية و نجاحها و عيش حياة دافئة مليئة بالحب و المودة ، هناك العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها و من بينها :

هناك العديد من الأشخاص الذين يكرهون رؤية البسمة على وجوه زوجين و يحسدونهم على تفاهمهم ، و هدفهم الوحيد هو أن يفرقوا بينهم و يهدموا عش الزوجية ، مثل هؤلاء الناس لا يجب الإستماع لهم و تصديقهم و العمل بكلامهم و يجب الإبتعاد عنهم قدر الإمكان ، فمثلاً إن سمعت الزوجة شيئا عن زوجها فلا يجب أن تتسرع و تصدقهم ، و لكن فلتذهب إلى زوجها و تجلس معه و تتحدث معه و تتأكد ، و نفس الشيء بالنسبة للرجل ، إن سمع كلاما سيئا عن زوجته فليتحدث معها و يتأكد من صحة الكلام ، و حتى لو كان الكلام صحيحا فليس الحل دائما هو الطلاق ، بل يجب على الزوجين أن يبحثا عن حل و إنهاء المشكلة و ليس إنهاء العلاقة ، و مرة أخرى أقول لكم إبتعدوا عن كلام الناس فكم بيوت تهدمت و كم أطفال تشردوا بسبب كلام الناس

هذا فيما يخص كلام الناس ، أما فيما يتعلق بالزواج الإجباري الذي يفرضه أهل الزوج أو الزوجة ، فيجب على الأهل أن يفهموا بأن ابنتهم أو ابنهم هو من سيتزوج و هو من له الحق في أن يوافق أو يرفض ، و يجب أن يستوعبوا أنه من الصعب أن تفرض على شخص العيش مع شخص آخر تحت سقف واحد
و من جانب الإبن أو الإبنة ، فحاول أن تجلس مع أهلك و تتكلم معهم بهدوء و تشرح لهم الوضع ، و تقول لهم بأنك تعرف أنهم يريدون مصلحتك و لكن الشخص الذي اخترتموه ليس هو من تريد أن تكمل حياتك معه ، المهم حاول أن تفهمهم فقط بالحوار الهادئ

أما بخصوص الزواج الذي يكون بدافع الأحلام الوهمية و حب المراهقة أو بالأحرى ما يعتقدون أنه حب ، فأخي يجب عليك أن تفهم شيئا ، و هو أن الزواج ليس مجرد حب و أحلام ، فالزواج مسئولية أيضاً و يجب عليك أن تكون قادرا على تحملها ، كما أن هناك عيوبا قد تكون في الشخص الذي أنت معه و لكنك لا تراها ، لأن أحلامك و ما تعتقد أنه حب أعمى عينيك ، فلا ترى هذه العيوب إلاّ بعد الزواج و عندها تندم

أما فيما يتعلق بانحصار العلاقة بين الزوجين على العلاقة الجنسية و القيام بالواجبات المنزلية و واجبات دفع المصاريف ، فيجب على الرجل أن يفهم شيئا ، و هو أن المرأة ليست مجرد جسد يفرغ فيه شهوته الجنسية فقط ، و ليست مجرد امرأة تطبخ الأكل و تغسل الملابس و ترتب المنزل ، و إنما هي امرأة لديها قلب و مشاعر ، امرأة تحتاج إلى رجل يجلس معها و يتحدث معها و يستمع إليها ، رجل يسألها هل هي بخير و يطمئن عليها ، و يجلس معها في جلسة دافئة و يتكلم معها بعيداً عن الحوارات المتعلقة بالواجبات المنزلية و المصاريف .
و يجب على المرأة أن تفهم أن الرجل ليس مجرد آلة دورها هو العمل و تغطية مصاريف الأسرة ، بل هو رجل يحتاج إلى امرأة عندما يعود في المساء متعبا من العمل تقابله بابتسامة رقيقة و تسأله كيف مر يومه ، امرأة تكون كمخدة يضع عليها رأسه و ينسى همومه و تعب الدنيا

و أما فيما يتعلق بالخيانة الزوجية ، فأنا لن أقول ما هو القرار الذي يجب اتخاذه بعد حدوث الخيانة الزوجية ، لأن هذا قرار شخصي و راجع للشخص الذي تعرض للخيانة ، و هل هو مستعد ليسامح شريك حياته أم لا ، لكني سأتحدث عن بعض الحلول لتجنب الخيانة الزوجية .
أولا و قبل كل شيء يجب على الشخص أصلاً أن يكون وفيا و لديه ضمير و يتحلى بأخلاق تمنعه من القيام بالخيانة الزوجية ، و لهذا يجب على الشخص قبل أن يفكر في الزواج أن يبحث عن الشريك المناسب أولا .
و من أجل تجنب حدوث الخيانة الزوجية يجب أن نعرف أصلاً ما هي الأسباب التي تؤدي إليها ، و من بين هذه الأسباب هو أن المرأة أحياناً تنشغل بالواجبات المنزلية و تهمل نفسها و لا تعتني بجمالها و أنوثتها ، و لهذا قد يختار الرجل البحث عن المتعة في مكان آخر و مع امرأة أخرى . لذا أيتها المرأة اهتمي بجمالك و أنوثتك و وفِّري لزوجك ما يتمناه كي لا يبحث عنه مع امرأة أخرى ، فما الذي ينقصك أنت و يوجد فيها هي ، طبعا لا ينقصك شيء ، فالسر يكمن في اهتمامك بمظهرك و أنوثتك و حلاوة كلامك .
و أما بالنسبة للرجل فيجب أن لا يسمح للعمل و أشغال الحياة أن تلهيه على أن يهتم بزوجته عاطفياً و يتعامل معها برقة و يجعلها تشعر بأنها مهمة بالنسبة له ، و يعبر لها عن حبه لها بمختلف الطرق ، بالإضافة إلى ذلك لا يجب أن يتعامل معها في الفراش و كأنها بائعة هوى يمارس معها الجنس بدون مقدمات و بدون مشاعر و بطريقة عشوائية ، ثم ينصرف و يتركها

أما بالنسبة لحالات الطلاق التي تحدث بسبب المشاكل الجنسية مثل ضعف الإنتصاب ، القذق السريع ، البرود الجنسي ... ، فيجب اللجوء إلى مختص أو مختصة في هذا المجال ، أما بالنسبة لي فالنصيحة التي يمكن أن أقدمها هي عدم تصديق كل موضوع على الأنترنت يتحدث عن حلول لهذا النوع من المشاكل ، لأنها ليست كلها صحيحة ، نعم يمكن أن تكون هناك بعض المواضيع أو الكتب الصحية و لكن ليست كلها

و في النهاية أتمنى أن يكون هذا الموضوع نال إعجابكم ، و أن يساهم و لو قليلا في النقص من ظاهرة الطلاق و تشتت الأسر و تشرد الأطفال ، و مرة أخرى أقولها ، بدل أن تنهوا علاقة دامت سنوات بسبب مشكلة ، قوموا بإنهاء المشكلة و دعوا الزواج يستمر و حافظوا على بيوتكم و املئوها بالحب و المودة .

المزيد من المواضيع من هنا
تابعوا أيضاً صفحتنا على الفيسبوك " قهوة و موضوع "