30-04-06, 03:33 PM
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف لم ندعى الى اجتماع نحن فيه متهمين ؟ يجتمع البحر والهواء والحيوان والشجر، وتحضر الشمس يتبعها القمر ، يشكوننا الى امنا الأرض ، وينفض الاجتماع دون أن يقول أحد كلمة حق ، الا القمر قالها على استحياء وما فعل ذلك تفضلا بل خوفا من الهجر.
سنمحص هنا أقوالهم ، ليعرف الجميع من الظالم ؟ أنحن أم هم !
لننظر الى ما قاله البحر، جاء مزمجرا يملأ الكون ضجيجا يدّعي علينا ، يقول : لوثنا مياهه بنفطنا ، وسطونا على أصدافه ، تركنا شواطئه تملؤها النفايات ، أعطانا تفضلا شيئا من أسماكه ، فما قنعنا واخذ فوق حاجتنا ،
مهلا أيها البحر : من لوث شواطئك بالنفط ؟ أنحن ؟ أما رأيت غضبنا على من فعل ذلك !، أما رأيتنا هناك ننظف الشواطىء ، نجمع الأصداف نغسلها ، طلبنا اصدار قوانين تمنع من يفعل ، ولا زلنا نعمل بجد من أجل ذاك ،
ذكرت الأصداف ! أنحن من يلفظها ام أنت ؟! تتركها على الرمال حتى تموت أو يأتي طائر فيجهز عليها ، نحن نجمعها ، نمنحها حياة أنت استكثرتها عليها وإذا أخذنا ما فيها وأكلناه فإنا أيضا نهبه حياة في أجسادنا .
بكيت الأسماك أيها البحر، وأظهرتنا قتلة نسفك الدماء ، فبأي حق قلت ذاك ؟! أو ما رأيتها فيك وهي تتقاتل ، والكبير منها يأكل الصغير ، نحن أخذنا منها ما أحله ربنا وربك ايها البحر، ولو لم نفعل لانقضى عمرها وماتت وهي فيك ، وحينها تصبح جيفة أنت ترميها
ذكرت حزنك وانت تراها على الجمر مشوية، أو كنت تريدنا ان نأكلها نيئة ؟1
تحدثت عن الشواطىء ، وأننا نملؤها بالنفايات والقاذورات ، مهلا أيها البحر !! قلة هي الشواطىء التي وصفت وأغلب شواطئنا نظيفة ، نزورها نلعب على رمالها ، نجمع اصدافها ، نسبح في مياهها ، نرقب الشمس عندها وهي تغيب ، ونناجي القمر اذا ظهر ، وقبل أن نغادر نجمع كل ما احضرنا ولا نترك شيئا ، نتأكد من ذلك ، فكيف تدعي علينا بذلك ؟ ربما قلة هي من تفعل ، لكن يا بحر لا تزر وازرة وزر أخرى فتمهل .
عدت بعدما زمجرت وما كانت عودتك انكسارا بل هي استعدادا لجولة غدر تأتينا من قبلك ، سفينة لنا تغرقها ،وأرواحا تزهقها ، كم اخذت منا يابحر؟! كم من بيوت لنا بيناها قرب الشاطىء ، فجئت عليها أنت بأمواجك وتركتها حطاما ، فلم لم نشكوك !
عد يا بحر فليس لك عندنا شيء .
أما انت أيها الهواء ، تقول لوثناك بالأدخنة ! المصانع نحن نحتاجها ،وكذلك السيارات ، أما ما ذكرت من تبغ وغيره فنحن أيضا مثلك نعاني منه ، لكننا أيها الهواء عندما أقمنا المصانع أحطناها بالحدائق زرعناها ورودا وزهورا وكذلك أشجارا فما عتبك بعد ذلك علينا !.
وأنت أيتها الشجرة ، غاضبة لأننا قطعنا منك أخشابا ، صنعنا منها بيوتا وأثاثا أليست هذه حياة اخرى لك تعيشينها أو ليس قد أكرمناك عندما أدخلناك الى بيوتنا بدلا من بقاءك في العراء ،
وكلما قطعنا منك شيئا زرعنا بدلا منه آخر ، فاصمتي ولا تنطقي .
أما أنت أيها الحيوان ما أشد نكرانك للجميل ! لما لا تذكر أننا نرعاك ، نطعمك ونسقيك ، واذا مرضت أحضرنا من يداويك ، لم نصنع لك سجونا بل هي بيوت تأوي اليها ، حتى لا يعدوا عليك من بني جنسك من يقضي عليك ، نعم أخذنا منك بيضا ولبنا ولحما لكننا ما تعدينا ، ذلك ما أحله الله لنا منك ، فأقصر أيها الحيوان .
هذا ردنا على التهم التي رمينا بها
*************************
الأخ حسن خليل
هذا ما ورد في خاطري عندما قرأ ت القصة ( غضب الطبيعة ) فأحببت أن تقرأه
شكرا لك على اختيارك الرائع
في انتظار المزيد من قصص الصغار
دمت بحفظ الله
|