14-05-06, 09:27 PM
|
|
تابع قصص قصير جداً
كأس ماء
غسلتْ ليلى الكأسَ جيَّداً، ثم ملأتْها ماءً، وسارتْ نحو أبيها.
كانَ أبوها يقرأُ الجريدةَ في ظلِّ شُجيرةِ الياسَمين.
عندما صارتْ ليلى قربَ أبيها. طارتْ زهرةُ ياسَمينٍ، وسقطتْ في الكأسِ.
توقَّفتْ ليلى، وفكَّرتْ لحظةً...
سألها أبوها:
ـ ما بكِ يا ليلى؟ أعطني الكأسَ.
ابتسمتْ ليلى وهي ترى أوراقَ الياسَمينةِ يُحَرِّكُها الهواءُ، فتصلُ إليها رائحتُها المنعشةُ، وظلَّتْ واقفةً.
أعاد الأبُ سؤالَهُ:
ـ ما بكِ يا ليلى؟!
ابتسمتْ ليلى من جديدٍ، وقالتْ:
ـ الياسَمينةُ تشيرُ إليَّ... إنها عطشى!
سقتْ ليلى الياسَمينَة، ثم ملأتِ الكأسَ من جديدٍ، وانحنتْ قليلاً، ثم قالتْ مبتسمةً:
ـ تفضَّلْ يا بابا...
الوردة
شمَّتْ (عبير) الوردةَ الحمراءَ، وقالتْ:
ـ هذه الوردةُ جميلةٌ. سأقدّمها إلى معلَّمتي.
لكنَّ أخاها (خالداً) اعترضَ، وقالَ:
ـ سآخذها ـ أنا ـ وأقدِّمُها إلى معلِّمي.
أمسكتْ (عبير) الوردةَ وأبعدتها.
لكنَّ (خالداً) شدَّها...
فحزنتِ الوردةُ، وتناثرتْ أوراقُها على الأرضِ.
انظروا
راقبوا جيِّداً
صديقيَ الصغيرَ
إنه يأخذُ من أبيهِ قطعةَ النقودِ
ويركضُ مسرعاً إلى الحانوتِ.
انظروا إليه
انظروا جيِّداً
إنه كعادتهِ كلَّ يومٍ
يشتري (بالوناً).
انظروا كيف ينفخ (البالون).
ينفخُ....
والبالونُ يكبرُ.. يكبرُ...
ثم ينفجرُ!!!...
بالون سامر
كنتُ مع أهليّ على ضفِّةِ النهرِ، نتمتَّعُ بالمنظرِ الجميلِ...
قلتُ لأخي سامر:
ـ تعالَ نشاهدِ الصيَّادين.
وقفنا دقائقَ ننظرُ إلى الصيادين، وهم يصطادون السمكَ... تمنَّيتُ لو كان معنا (سنارة) نصطادُ بها، ونجرِّبَ حظَّنا...
قلتُ لسامر:
ـ سأشتري شيئاً أتسلَّى به، من الدكان.
ذهبنا إلى الدكانِ القريبِ. كان يحتوي على كلِّ شيءٍ... اشتريتُ قصَّةً ملوَّنةً، لكنَّ سامراً قرَّرَ شراء (بالون).
سألتهُ:
ـ لماذا اخترتَ (البالون)؟
فأجابَ:
ـ لأنَّه يسلِّيني طوالَ الوقتِ.
ضحكتُ في سرِّي، وجلستُ على مَرجٍ أخضرَ بجانب أُمِّي وأبي، أمامَ النهر، وأخذتُ أقرأُ القصَّة، بينما نفخَ سامرٌ (البالون) فصارَ كبيراً.. كبيراً، حتى ظننتُ أنَّهُ سينفجرُ!...
بدأ سامرُ يلعبُ بالبالون. يضربه بيده، فيعلو قليلاً في الجوِّ، ثم يلحقُ به، والسعادةُ تغمرُ نفسَه. لكنَّه ضربَه ضربةً قويةً بيدهِ، فاندفع (البالونُ) بعيداً...
لاحقناه جميعاً بأنظارنا، حتى رأيناه يحطُّ مثلَ بطَّة فوق الماءِ! ... وذهبَ مع النهرِ... مسكينٌ سامر!!.. ظلَّ ينظرُ إليه حتى غابَ عن الأنظارِ، وقد بدتِ الخيبةُ على وجهه... وحين التفتَ إليَّ حزيناً. شاهدَني أطالعُ قصَّتي الملوَّنةَ، ولكني كنت ـ في الحقيقةِ ـ أضحكُ من أعماقِ قلبي، ضحكةً طويلةً...
سهرة
ذاتَ ليلٍ ربيعيٍّ دافئٍ، أحبَّتْ ليلى السهرَ في ضوءِ القمر، حتى ساعةٍ متأخِّرةٍ.
قالتْ لها أُمُّها:
ـ هيَّا يا ليلى. اذهبي إلى النوم.
قالتْ ليلى:
ـ لكنِّي أحبُّ القمرَ.
ـ القمرُ (سيزعلُ) منكِ. إذا لم تنامي الآنَ.
قالت ليلى للقمرِ:
ـ هل صحيحٌ (ستزعلُ) منِّي لأني أُحبُّ السهرَ معك؟
ابتسمَ القمر، وغمرها بأشعَّتهِ الفضيَّة.
عندَ الصباحِ استيقظْت ليلى متأخَّرةً، ونظرتْ إلى أمّها تعاتُبها:
ـ لماذا لم توقظيني باكراً؟
ردَّتِ الأمُّ:
ـ لأنَّ القمرَ قد (زعلَ) منكِ.
عندئذٍ أدركتْ ليلى خطأها، واعتذرتْ من أُمِّها قائلةً:
ـ لن يزعلَ القمرُ مني بعدَ اليوم، لأني سأنامُ باكراً.
التوقيع
|
تتقدم إدارة المنتدى بالشكر الجزيل
للمراقب والأديب/ حسن خليل ، على
جهوده الكبيرة في الرقي بالأقسام الأدبية
من خلال النقد ووضع المسابقات والحوافز
لجعل أقسامة متميزة كما هو ، سيما في
نجاح مسابقة " المقالة الأدبية " .
8/1/2012م
الأدارة .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
|
|