06-10-13, 11:13 PM
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في القصص عبر والكتابة خير وسيلة لتدوينها وحفظها من الضياع
وان الكتاب المحترفين يجيدون صياغة القصص الى درجة تبدوا
القصة الخيالية واقعية فهم يجيدون وضع الخلفيات وضبط الصور
والمواقيت التاريخية. اما جداتنا فيروين القصة على السجية
وببراءة حتى ان اضافاتهن "للتوابل" المبالغ فيها احيانا لاتنطلي
الا على الطفل البريئ الذي يصدق بل ويحب طريقتهن.
لكن مهما كانت صياغتهن ضعيفة الا انه غالبا ما تفرض الحقيقة
والواقعية نفسها بين السطور, هذا مهما استهجن بعض الكبار
اسلوبهن واعتبروا حكمتهن تسلية وخبرتهن لا تمت بصلة للواقعية,
بل ان ضعف صياغتهن قد يكون هو ما يميز اسلوبهن الادبي
المختلف عن غيرهن وهذا يعطي انطباع او نكهة قصص
الاجداد او الجدات التي لا تفارق ذاكرتنا.
عند قراءة مثل تلك القصص يجب ان لا ننسى ان في الواقع
ما هو اغرب من الخيال ولسنا ملزمين بتصديق كل شيئ لكن
علينا باخذ ما صفا ونضع الذي كدر.
.
.
.
الفيلسوف الجريئ والطفل البريئ
يحكى انه كان هناك إمبراطور شديد الولع بالملابس الجديدة
فكان ينفق الاموال على ترفه وملابسه ليبدو أنيقا دائما.
وفي يوم من الأيام أعلن الإمبراطور عن جائزة مالية ضخمة
لكل من يستطيع تصميم ثوب جديد له، فيأتي خياط من عامة
الشعب ويصمم له ثوبا وهميا ادعى انه ثوب فريد لا يراه الا
الاذكياء ويقنعه بجمال الثوب فيخلع الإمبراطور ملابسه
ويلبس الثوب الوهمي ويخرج إلى الشارع في مهرجان عام
عاريا ليحتفل بالثوب أمام شعبه، جامله الناس واحتفلوا معه
بالثوب الجديد وكل منهم خائف من الملك وحتى لا يقال عنه
انه غير ذكي ان قال حقيقة ما ترى عيناه, إلى أن مر موكب
الإمبراطور من أمام طفل بريئ فضحك الطفل وصاح:
" الإمبراطور عريان"
عندها عرف الإمبراطور الحقيقة، والشعب أيضا تشجع على
معرفة الحقيقة لما انقشعت غشاوة التعامي والمجاملة والخوف.
فالطفل البريئ لا يرى ما يراد له ان يرى لكنه يرى حقيقة
ما تراه عيناه في الواقع وكذلك العالم الجريئ او الفيلسوف
الجريئ يتفردان بقول الحقيقة وبشجاعة.
وقد ذكر الدكتور مصطفى محمود في مقالته تلك ان في امريكا
يضعون في متاحفهم "صفيحة زبالة" فقط لكون عمرها تجاوز
مئتا عاما وهذا لانهم لا يملكون تاريخ فيحاولون صنع تاريخ.
عند قرائتي لتلك المقالة تذكرت انه لو مر طفل بريئ على مثل
هذا المعرض لقال عن صندوق النفايات القديم المتربع في
المتحف: اف, هذا صندوق قديم جدا للنفايات لما يضعونه هنا
في هذا المكان الجميل؟ لما لا يتخلصون منه؟ هذا ليس مكانه.
وهكذا...
راجي
التوقيع
|
تيه "غـ زي" متعاظم
وهجير بلا وعد بالعودة
لكن هذا إن سَد حدودا
فهناك رب يأذن
بالسماح
سلام على الدنيا
إن عاش الضعيف فيها مُهانا
بلا وطن كطير بلا عُش
تتقاذفه النسور ودمه
مباح
مشارق الأرض ومغاربها
جيل الصبر سوف يرثها
عندما تندمل قريبا كل
الجراح
مهما طال الليل بحلكته
وضاعف الظالم قسوته
فميلاد الشروق يبدأ مع
الصباح
|
|