30-03-14, 06:39 PM
|
|
ترانيم الوفاء
كتب في الصفحة (40 ) من دفتر مذكراته :
-1-
هل اعتبر ما سوف ابوح به هنا نوعا من الاعتذار ولو أتى بعد فوات أوانه؟
أم أنها مجرد ارهصات لتأنيب الضمير المتأخر الذي أرى سحبه تنشأ من خلف سماء أيامي البعيدة ؟.
أو ربما تشريح لقناعات كنت اطل منها على العالم أنذاك وما زلت التحف خيبتها وانكساراتها ؟
حقيقة لا ادري ما هو كنهها بالضبط
أو تنتمي لماذا تحديداً
لكنني اعلم يقيناً أن ما سوف ينثره القلم هاهنا
هو حقيقة عارية لم أتكلف اليوم
أن افرض عليها أن تتدثر بأثواب مزركشة تجملها
وتظهرها بمظهر غير مظهرها الحقيقي التي تكونت منه وعليه .
هي حقيقة صرفة تماماً
وليس أكثر من ذلك ....
-2-
أيتها الراحلة ....
أجدني اليوم بعدما غابت أشرعة مراكبك على شواطئ أيامي منذ زمن موغل في القدم اصرخ قائلاً :
لقد أحببتك بكل مشاعري
فأنت امرأة لم تخلق إلا لكي تعشق
أحببت فيك كل شيء
نزقك , تمردك , غرورك , تهورك
وحنانك الفياض الذي تروين منه كل حولك بعطاء وافر
وتلك الطفولة البريئة التي أجدها تطل علي من خلف هالة المرأة الجادة الصارمة في كثير من الأحيان دون أن تعلم عنها الأخرى شيئاً .
اعلم أن جسدك غاب عن عالمي منذ أمد طويل
كما اعلم ايضاً انه طوال هذا الزمن كنت مشرقة في ذاكرتي
ولم يبقى منك زاداً اقتات عليه سوى الذكرى .
-3-
أتذكر كلاما بحت لك به ذات مساء وأنا أتأملك قائلاً :
أتعلمين ؟
أخشى أن تغيبي عن عالمي يوماً
بعدما فطمتي قلبي عن رضاعة مشاعر غيرك من النساء.
فتقولين :
لا تهتم ستجدها ..... طبعاً مع ندرتهن .. ( وتنفجرين ضاحكة )
وتضيفين :
وستلقم قلبك ثديي مشاعرها الصادقة حتى ترتوي ....
وهاقد مضت بنا الحياة نحو دروب مختلفة
وما زلت أتسكع بين أزقة الأقدار
وازداد يقيناً كل يوم
فاردد قائلاً :
يالا غباءك....
ولكن ... هل من بين تلك النساء امرأة تشبهك ....
التوقيع
|
|
|
|
|
قديما قالوا :- لكل كلمة أذن , ولعل أذنك ليست لكلماتي
فلا تتهمني بالغموض ... |
|
|
|
|
|
|