[التحليل المنطقي]

الاخلاص والاحسان هما رأس الدين و قطب رحاه وعليهما يدور فلك الدين كله

والقران والسنه وكتب الفقه والحديث كلها تدور حول هذين المعنيين .. في تكميلها ومعرفتها وبياتها .. فهما اول واجب واخر واجب

والتوحيد كله يقوم على هذين الامرين ..



الاخلاص هو تجريد القصد وتجديده

تجريد القصد ان لا تريد بعملك الا وجه ربك وثوابه

وتجديده ان تجدد قصد ربك في كل احوالك واقوالك وافعالك


وشرط التجريد

الاول ان توقن ان الله هوالنافع الضار وحده

الثاني ان توقن ان المخلوق لا ينفع ولا يضر

الثالث ان توقن بكرم الله وشكره وأنه يعطي على القليل الكثير


وشرط التجديد

الاول ان تدوام على الذكر

الثاني ان لا تغفل عن ربك

الثالث ان تنزل كل حاجاتك بربك



والاحسان هو تمام الخضوع لله وأكمال النفع لعباد الله

وتمام الخضوع لله هو انكسار قلبك بين يدي ربك .. وتمام حبك للمنعم عليك

فقلبك منكسر بسبب رؤية تقصيرك في حقه سبحانه .. واستشعار حاجتك له في كل احوالك ..

ورؤيتك لتمام انعامه وفضله عليك ..

فأنت ترى التقصير وتشعر بالحاجه وتستحى من دوام نعمه عليك

وبهذه الثلاث يحسن قلبك لربك ويصلح لرؤيته وتنزل عليه خيراته وبركاته


وأكمال النفع لعباد الله هو الاجتهاد في ايصال النفع القولي والعقلي والبدني للناس

الاقرب فالاقرب والاتقى فالاتقى ..

فالاقربون اولى بالمعروف .. والاتقياء هم اولى الناس بطعامك واحسانك

ونفع الاقول كل كلمه تطيب وتؤلف القلوب

فتطييب القلوب انشرحها واتساعها

وتأليف القلوب حبها ومودتها

فتسعى لادخال السرور على النفوس .. ومحاولة كسبها وكسب مودتها


ونفع العقول كل كلمه تدل على هدي او ترد عن ردي

ونفع الاجساد كل ما يقويها من غذء ودواء ومأوي ..


والاخلاص والاحسان قيمتان ولا تحصلان في القلب الا بأمور اربعه



الاول التفكر الغيبي بحيث تربط امورك كلها بالله تعالي وتربط كل ما يحدث

في الكون بالله واسمائه وصفاته فتكون رباني ترى الاشياء بربك لا بنفسك ولا بأسببها

فبعض الناس يرى الاشياء بالاشياء

فاذا اصيب بمرض انشغل بالمرض واذا سلط عليه فاسق جني او انسى انشغل به

واذا سلط عليه مخلوق بظلم او دين او مطلبه انشغل به وغفل عن الرب المدبر


وبعض الناس ينشغل بنفسه فاذا اصيب بمرض انشغل بنفسه واذا تسلط عليه

احد رأي انه مظلوم ومجني عليه واذا اصيب بماله رأي انه منحوس


لكن الرباني يرى الاشياء كلها دقيقها وجليلها بربه سبحانه ..

فيتوجه اليه في كل شئونه ويكون قبله مثل قلب الطير لا يرى الا ربه ولا يعتمد الا عليه


الثاني تمام المراقبه والمحاسبه للنفس

حتى لا يقع في شباك الغفله وتأخذه مشاغل الحياة بعيدا عن ربه .. فيؤدي العبادات

بقلب غائب وهمة فاتره فلا حراره ولا حماس ولا شوق ولا شعور


الثالث تمام البصيره والتقوى

فيعرف الامر والنهي وتفصليهما ويتقى الله فيما يترك ويفعل


الرابع انزال الحاجات كلها بالله تعالي وحده

فلا يطلب الا من الله ولا تعطى ولا تذر الا بالله تعالي ..





خلاصة الامر

ان قوام الدين على قيمة الاحسان وقيمة الاخلاص

وأن قيمة الاخلاص له شروط ثلاثه اليقين بأن الله هو النفع الضار وربط الحاجات به وعدم الغفله عنه

وأن قيمة الاخلاص لها فرعان فرع تجريد القصد عن الطمع والفزع وفرع تجديد القصد عن الغفله

وأن قيمة الاحسان في عبادة الله مبنيه على انكسار القلب وتمام الحب واستشعار الحاجه للرب

وأن قيمة الاحسان لعباد الله مبنيه على تكميل النقص وسد الحاجه والعوز والاعانه والاغاثه

وأن اليات تحصيل الاخلاص والاحسان هي

رؤية الاشياء بالله .. تنزيل الحاجات به .. البصيره به وبأمره .. المحاسبه والمراقبه للنفس

فرؤية الاشياء بالله تجعلك رباني

وتنزيل الحاجات به تحقق له العبوديه

والبصيره به وبأمره تحقق لك معرفته

والمحاسبه والمراقبه تحقق لك اليقضه والسلامه من الغفله ..

مشاركة هذا الرد في Google Facebook Twitter Digg

أنت معجب بهذا.