04-07-06, 10:09 PM
|
|
تلاحقت بعد ذلك أحداث هامة .. وقال لنا "إنفادوس" بصراحة أن الملك "توالا" مستبد ظالم .. وأن الأرض تصرخ من قسوته وشهوته للقتل .. وأن حفلة الرقص التي سيقيمها الليلة ستشترك فيها الساحرات الصيّادات .. وستقوم الساحرات بِشَمِّ بعض الحاضرين لاختيارهم للقتل .. فإذا كان الملك يريد أن يستولي على القطيع المملوك لأحد الرجال .. أو يريد أن يستولي على زوجة أحد الرجال .. أو إذا كان يخشى من سلطة رجل معين، فإن الساحرات الصيّادات اللواتي درّبتهن "جاجول" سيقمن بشم هؤلاء الرجال .. وهذا معناه أن الساحرات قد اختارت هؤلاء الرجال للقتل فيقتلون في الحال .. إن الأرض كلها تعاني من ظلم "توالا" وأساليبه الدموية.
وعندما سألت "إنفادوس" لماذا لا تتخلصون من هذا الملك الظالم .. قال: إننا إذا قتلنا "توالا" فسوف يتولى العرش ابنه "سكراجا" وهو يحمل قلباً أكثر سواداً من قلب أبيه .. (ثم قال بعد فترة صمت قصيرة) .. لو لم يقتل الملك "إيموتو" .. أو لو كان ابنه "أجنوسي" ما زال حياً، لكان الأمر مختلفاً .. ولكن "إيموتو" و "أجنوسي" قد ماتا ولم يعد هناك أمل.
وهنا هب "أمبوبا" واقفاً وتقدم إلى "إنفادوس" وقال له وسط دهشتنا جميعاً: لا يا عمي "إنفادوس" .. إن "أجنوسي" لم يمت .. إنه ما زال حياً .. أنا "أجنوسي" يا عمي .. لقد هربت أمي بعد مقتل زوجها الملك "إيموتو" وحملت معها ابنها .. واستطاعت أن تعبر به الجبال والصحاري .. وعاشت في أرض تنبت فيها الأعشاب والأشجار .. ولقنت ابنها كل المعلومات عن وطنه الأصلي وعن مكانته في هذا الوطن .. لقد عشت يا عمي واستطعت أن أكسب عيشي بنفسي .. عملت خادماً .. وعملت جندياً واشتركت في معارك وحروب كثيرة .. وكنت أحلم دائماً بالعودة إلى وطني لأطالب بحقي حتى ولو لقيت حتفي .. وعندما تقابلت مع هؤلاء الرجال البيض الشجعان، وعلمت أنهم سيذهبون إلى وطني في تلك الأرض البعيدة، التحقت بخدمتهم وجئت معهم .. !
كان "إنفادوس" ينصت إلى هذا الكلام وهو مذهول لا يستطيع أن يصدق نفسه .. ولكنه تماسك وقال: إذا كنت أنت "أجنوسي" كما تقول .. فهيا اخلع ملابسك لأرى شيئاً ..
وقام "أمبوبا" وخلع جميع ملابسه وأصبح عارياً كما ولدته امه .. وأشار إلى وشم "الوحش الزاحف" الذي كان مرسوماً حول خصره .. وعندما تأكد "إنفادوس" من هذا الوشم، خر راكعاً على ركبتيه وصاح في فرح: أنت ابن أخي .. أنت "أجنوسي" .. أنت الملك!
وقال "أمبوبا": انهض يا عمي .. فأنا لم أصبح بعد ملكاً .. ولكن بمساعدتك، ومساعدة هؤلاء الرجال البيض الشجعان من أصدقائي .. سأصبح ملكاً على تلك البلاد وأستعيد عرشي الذي اغتصبه "توالا" .. فهل ستضع يدك في يدي، وتصبح رَجُلي الذي اعتمد عليه ..؟!
فتقدم "إنفادوس" إلى "أمبوبا" (أو بالأحرى إلى أجنوسي) وخر على ركبتيه مرة أخرى ووضع يده في يدي "أجنوسي" وقال: أعاهدك على أن أكون رجلك حتى آخر حياتي!
كنا نستمع إلى تلك الحكاية ونحن في غاية الدهشة .. لقد جاء "سير هنري" إلى هذه البلاد البعيدة ليبحث عن أخيه المفقود .. وجئنا معه لهذا الغرض وللبحث أيضاً عن كنوز الملك سليمان .. فإذا بنا الآن أمام عملية لم تكن في الحسبان، ولكنها مغامرة لا بأس من الاشتراك فيها.
وتداولنا الأمر مع "أمبوبا" (أجنوسي) ومع عمه "إنفادوس" في كيفية تنفيذ عملية التخلص من "توالا" وتولِّي "أجنوس" عرش "كوكوانا" .. فقال "إنفادوس": الليلة سيقام حفل الساحرات الصيّادات .. وستمتلئ قلوب الكثيرين بالغضب ضد الملك "توالا" .. وعندما ينتهي الحفل، سأتكلم مع بعض الرؤساء الكبار .. وسأحضرهم معي ليتأكدوا بأنفسهم أنك يا "أجنوسي" الملك الحقيقي .. وغداً سيكون لدينا عشرون ألف رمح تحت أمرنا.
وبعد أن غربت الشمس وحل الظلام، أشعلت آلاف المشاعل لتضيء المكان .. ثم ظهر القمر وكان بدلاً كاملاً .. وتجمع في الساحة الكبرى أكثر من عشرين ألفاً من الأهالي .. وكانوا مقسمين إلى مجموعات صغيرة تفصل بين كل مجموعة وأخرى طرقات ضيقة لكي تسمح بتجول الساحرات الصيّادات حين يبدأ العمل.
التوقيع
|
تتقدم إدارة المنتدى بالشكر الجزيل
للمراقب والأديب/ حسن خليل ، على
جهوده الكبيرة في الرقي بالأقسام الأدبية
من خلال النقد ووضع المسابقات والحوافز
لجعل أقسامة متميزة كما هو ، سيما في
نجاح مسابقة " المقالة الأدبية " .
8/1/2012م
الأدارة .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
|
|