23-09-17, 09:05 PM
|
|
رد: مَكَانًا قَصِيًّا .؛؛
-
كل يومٍ تخبرها سآحكي لك كل شيئ غداً
ويمرُ الغد تلو الغد
ولم يكن شيئاً يستجد سوى التسويف بالحديث ؟!
ذات مساءٍ إستوقفتها من خلف الحُجب وَ بهمسٍ خافت بادرتها :
بربكِ متى تتحدثي إلي !
سَأمتُ الإنتظار و أنصافُ الآحاديث كل مساء !
مابكِ آخبريني ؟!
نظرت إليها بعيّنٍ دامعه
صمتت لبُرهه وكآنها ، تستجلب الكلمات ، وتستجمع قواها ،
ثم إنفكت عقدة لسانها ك سيلٍ هادر
ماذا أخبركِ وأنتي السبب في كل هذا
نعم ، أنتي !
أصابها الفزع ، و كأنها أُصيبت بِسهمٍ نافذ
كيف لي أن اكون السبب!
وها آنا ذا أبحث عن السبب لديكِ
و أُوارودكِ عن نفسكِ كل مساء !
علكِ تعترفين لي بما يختلجُ صدركِ ؟!
إقتربت منها اكثر وقالت :
هانحنُ كعادتنا نتجاذب اطراف الحديث وحدنا وعلى يقينٍ تام أنه لاثالث لنا سوى الله
لنكن صادقيّن !
-آخبريني من منحهم بالثقة العمياء جواز العبور ؟!
-من آجاز لهم العبث بمحصولاتي وتكسير أثمن مقتنياتي ؟!
-من سمح لهم بالدخول بلا رادع ولا وازع ؟!
-من تشبث بهم رغم سُوء تربتهم ،
-ومن أعطاهم الآمان في كل تجاوزٍ مقصود ؟!
-من ومن ومن !
لا آحد سواكِ
بربكِ متى ينتهي عبثكِ معي ؟!
متى سَ تشفقين علي ؟
لا اعلمُ سُوءً فعلته لكِ حتى تنعمين علي بكذا جحيم
ورغم هذا لا أنفكُ من المحافظه عليك نقيّةً بلا خدوش
كفاك لؤماً !
فجاءة إرتفع صوت النحيب مُطالباً بِ بتر الحديث : بل كفاكِ انت لوماً
لو لم توافقيني على فعليّ ، لم آكُن لآفعل ماجرى
توقفت اللحظة !
أُسدل الستار شيئاً فشيئاً
حتى بدأ يحل الظلام و تستكنُ النفوس ، والعيّن تستسلم لِـ رحمة النوم ..
إنتهى مشهد اللقاء بصمتٍ مطبق دلالة على صدق ماقيّل
لكن هذا المساء توشح السواد و رافق صمته حمامُ دمعٍ مالح
أُعلنت به مراسم العزاء في : رثاء (حديثُ نفس) غادر بلا عوده
-غيّمة-
|