16-10-17, 01:39 AM
|
|
رد: همسات ليلة قمرية( قصص معبّره )
🚦 عابر السبيل 🚥
〰〰〰
🌴 ودع الضجيج خلفه يتخاطب مع نفسه،
ليسقبل صفاء الفيافي الذي يشبه فؤاده
الهاف للهدوء والسلام.
جعل ينثر قليلا من العرق 😅 من طرفي
جبهته يمنة ويسرى على جوانب الطريق
الذي تزين ببساط من الخضرة.
☘ بساط يتخلله لويحات تتناثر عليها
كوكبة من ألالوان🌺🌼🌸.
🌈قد تكون مألوفة عند البعض، لكن الحضري
يشتاق اليها وكأن روعتها مستجدة على
عينيه الناعستين بفعل فوح ذلك الاريج
الذي يطيب استنشاقه من قبل كل من
تنسم ولو عن بعد، لتلك الورود الفواحة💐.
شذاها يعرقل الخطى ريثما تتمهل
فتتهادى في تسارعها لتمشي الهوينة،
وبهكذا، لعله يتثنى لذلك الصدر الصافي
ان يتخم بنسيم الصباح المعطر بالكرم
أيضا فلا يرهق الجيب أو يستنزف غدد ا
لعرق بغزارة النزف.
🌴 لما رأي ذلك العابر للسبيل، حال قوم
يقطنون قرية بها ثلاثة آلاف من الانفس
أو يزيدون، أبى إلا أن يلقي عليهم بثقله
الطارئ عليه من الأسئلة: أليس بينكم
غيثا او سيفا؟ أليس بينكم سكينة
الاطمئنان أو مدفع يبلغ بكم العنان؟
🍁 أجاب بعضهم بصوت واحد سبقته
همهمة: نحن قوم مسالمون، ليس
لنا حاجة إلى سيف او مدفع او الى
غيرهما من أسلحة الإرهاب والارعاب.
🌱 لكن الهمهمة هذه المرة كانت من
نصيب عابر السبيل لما ردد في نفسه
قائلا: وكيف كان سيصبح رد فعلهم لو
تلفظت وذكرت لهم (مثقال ذرة)
او (الأحاديث النووية)؟!
إلى هذه الدرجة أصبح الرعب ساري
بين الناس حتى في الفيافي التي
تعيش على هامش الحياة الحضرية؟!
🌱 لكنه آثر الرد عليهم متسائلا: ومنذ
متى كان عدوكم مسالما لا يرهبكم
أو يرعبكم بالفعل؟
ثم تبسم ضاحكا وهو يردد: وداوني
بالتي هي كانت داء.
🍃 ومن ثم زادهم على ذلك قائلا:
أيها الإخوة الاكارم اني سألت قاصدا:
أليس بينكم من يأكل الحلال ويصل
الرحم ويقوم مستغفرا، مستنفرا،
والناس نيام؟
أليس بينكم من له شيخ راكع أو
بهيم راتع أو طفل راضع؟
لعمري أن اطابة المطعم وبر الوالدين
لمن اسلحة المؤمنين في مواجهة
الاعداء او البلاء كالذي تربص بكم
بل حل بكم حتى انهككم.
🍃 صمت الجميع إلا شاب جريئ قام
وقال والأدب يسابق كلماته:
منع كليم الله موسى عليه السلام
وثلة من الذين كانوا معه آنذاك قطر
السقيا، بسبب وجود عاصي واحد
بينهم، فكيف بنا نحن؟!
🍃 قال لهم: أعجز عصاتكم أن يتوبوا
ويستغفروا كما فعل صاحب موسى
عليه السلام الذي تاب فاغاثهم الله
جميعا؟!
فقال أحدهم من أصحاب القربة:
هلا زدتنا شيئا من هذا حتى نقتدي به؟
قال الرجل: لكم في المعصوم رسول
الله صلى الله عليه وسلم القدوة
الحسنة، أما للعبرة فازيدكم قائلا:
إن صاحب موسى لما تاب نزل عليهم
القطر الساقي، فسأل كليم الله
موسى ربه عن سبب رفع البلاء عنهم،
فأجابه ربه: أن العاصي قد تاب.
فطلب موسى من ربه أن يكشف له
ذاك الذي كان سبب كل ذلك. فأجابه
ربه الرحيم بعباده:
سترته وهو مذنب أأفضحه وهو تائب؟!
🌴 ثم استمر عابر السبيل في حثهم
على العودة إلى الله لما لاحظ انهم أكثر
حماسا من ذي قبل وهو يقول لهم:
احسنوا الظن بربكم، واستبشروا خيرا،
وتواصوا بالصالح منكم رجلا كان أم امرأة
بالخير، عسى ان يدعوا لكم فيستجاب.
فإن الداعي المستجاب ذخر للجيوش
وكوة للثغرة، ومانع للصواعق ومثبط
للبوائق ومدر للرحمات ويزيد في البركات.
ابشروا بالخير وبخير العبادة، أليس الدعاء
مخ العبادة؟
((قل ما يعبأ بكم ربي*لولا دعاؤكم*))
🌾 ثم ذهب إلى حال سبيله في تواضع
منحنيا لا يتمطى، هذا بعد أن أمرهم
بمعروف، داعيا لهم بأن يفرج عنهم ما
هم عليه من كرب.
🚥 وبعد هنية من خروجه من تلك القرية
قابل رعاة ثلاث حول القرية وهم يشوون
اللحم على الفحم.
يبدوا قد حان الآن وقت النهي والنئي....
بعد الأمر والنصح!
➖القى السلام عليهم وتأكد بسؤاله لهم
ان كانوا من اهل تلك القرية، فقالوا نعم،
أنهم رعاة لانعامهم 🐑.
🍃 جلس بعيدا عنهم يتوضأ ليصلي.
رفع النداء، ثم أقام للصلاة، لكن، لم يأت
أحدا اليه ليصلي معه!
🍃 أدى الفريضة واتبعها بعدة ركعات،
ثم جعل يدعوا بخشوع
حتى تناهى ذلك إلى اسماع من حوله.
🌱 وبعد قليل اتي إليه أحد الثلاثة من
الرعاة بطعام شهي 🍗 تسبق إلى الانوف
رائحته الطيبة.
وقدمه إليه بعد القاء السلام عليه.
رد عابر السبيل السلام بأحسن منها،
ورحب بذلك الشاب شاكرا له ثم قال:
يبدوا انه طعام طيب، أهو كذلك ام
أصابه الصيب؟
🌿 فهم الشاب النبيه ما قصده هذا الرجل
الذي اتسم سيماه بأثر الصلاح.
🍃 تردد الشاب في الاجابة.
لكن اتبع العابر فراسته بسؤال آخر
لعله ينفي او يؤكد ظنه:
امالك انت أم مؤتمن؟
قال الشاب: مؤتمن يا سيدي، لكن....
قاطعه العابر قائلا: خذ الطعام ولا تأكل
منه شيئ، وان كنت قد فعلت، فأخرج
الحرام من مدخله.
حتى النطيحة والمتردية تحمل لصاحبها
ابراءا لذمة المؤتمن.
وانت قد قلت انك مؤتمن والمؤتمن لا
يحسن به أن يكون خائنا أو خوانا اثيما.
🌱 شعر الشاب بحرج أكثر.
فزاده الرجل ناصحا: قل لاصحابك ما
قلته لك، ثم تطهر وقم لصلاة نهية عن
الفحشاء والمنكر، ولا تتركها ابدا،
وبذلك تنصح أصحابك.
💡وقد كانت حضرت إلى ذاكرته آية
كريمة إلا أنه أكتفى بترديدها في
نفسه:*
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ*أَضَاعُوا الصَّلاةَ*......)
🍃 بعد فترة وجيزة جاء أحدا من الرعاة
إلى ذلك الرجل العابد سائلا:
وماذا نفعل بهذا اللحم الشهي؟
اجابه العابر قائلا:
اعيدوه إلى أصحابه، واسالوهم الصفح،
ثم توبوا إلى بارئكم فإنه هو الغفور الرحيم
ولعله يكشف عن اهلكم السوء ولا تعودوا
لتفتوا على أنفسكم بأخذ ما ليس لكم دون
إذن مهما كانت الأسباب.
🚦🚥 وقفات على الطريق:
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
🌱 ثم ودعهم ليواصل طريقه الذي لا يخلوا
من خصلة ما أن تسود في بيئة إلا واصلحتها
وجلت الغمة عن اهلها، ألا وهي: أمر بمعروف
ونهي عن المنكر.
ولذكر الله أكبر أي أن يسبق كل ذلك دعاء
بالتوفيق قبل أن يهم العبد بالعمل كما كان
يفعل سيدنا وقدوتنا والمبعوث بالهدى ليكمل
مكارم الأخلاق محمد ابن عبد الله عليه افضل
الصلاة والسلام ومن قبل اخيه موسى عليه
السلام الذي دعا ربه قبل أن يتوجه لتأدية
مهمة الدعوة، وهي من خصال خيرية الامة:
(رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل
عقدة من لساني يفقهو قولي).
🕋 نعم أنها مهمة الدعوة إلى الله
(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ*دَعَا*إِلَى اللَّهِ*)
فيها أمر بمعروف ونهي عن المنكر.
*(كنتم خير أمة أخرجت للناس*تأمرون
بالمعروف وتنهون عن المنكر)
🍃 اذ ان الدعوة إلى الله بالحكمة وبلين تتخللها
موعظة حسنة كانت في الأساس من مهمة
الرسل والأنبياء أما في أمة محمد فجميع
أتباعه موكلون بها والكل داعي ولو بآية
(بلغو عني ولو آية)
🌱 (ادْعُ إِلَىٰ*سَبِيلِ رَبِّكَ*بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
💫 وهكذا كان صاحبنا "عابرا للسبيل" بخير،
داعيا الى الله بالحكمة، وهذا اقتداءا بسيد
الدعاة، النبي الكريم عليه
أفضل الصلاة والسلام.
🖌 راجي🖌
〰〰〰
🌴💫🌱💫🌱💫🌱💫🌴
التوقيع
|
تيه "غـ زي" متعاظم
وهجير بلا وعد بالعودة
لكن هذا إن سَد حدودا
فهناك رب يأذن
بالسماح
سلام على الدنيا
إن عاش الضعيف فيها مُهانا
بلا وطن كطير بلا عُش
تتقاذفه النسور ودمه
مباح
مشارق الأرض ومغاربها
جيل الصبر سوف يرثها
عندما تندمل قريبا كل
الجراح
مهما طال الليل بحلكته
وضاعف الظالم قسوته
فميلاد الشروق يبدأ مع
الصباح
|
|