الحلقة الخامسة
ياوطناه :
هاهن مندوبات الصليب الاحمر الدولي يهنئن بالسلامة ، انهن يبدين كأنهن من الملائكة ، فهن حسناوات وشقراوات ..
نعم انهن ملائكة ، بالمقارنة مع الصهاينة ، فقد كنت أشعر معهن بالأمان ، كانوا يرافقوننا من بداية الرحلة ، وكانوا
يبتسمون
لنا ، ويداعبون هذا وذاك ، كن يتكلمن بلغة عربية ركيكة ، وعندما تصعب عليهن أي كلمة عربية ، كن يتلفظهن بالانكليزية ، وكنت أفهم عليهن بعد أن تعلمت بعض الانكليزية خلال فترة الاسر .
عندما كان الاسرائيليين يقررون الافراج عن بعض الاسرى ، يأتي مندوبون ومندوبات الصليب الاحمر الدولي فيجتمعون مع كل اسير ، ويسألونه عن البلد الذي يود الذهاب اليه .
ياوطناه :
جائتني مندوبة الصليب الاحمر الدولي أكثر من عشر مرات لتسئلني عن البلد الذي أود أن أذهب اليه ، وأنا أقول لها : أريد الذهاب الى بلدي سورية ، فكانت تقول : ألا تخاف على نفسك من أن يذبحوك ، فأقول لها : ولماذا يذبحوني وأنا (صفحتي بيضاء ) في بلدي ، ولم أقم بأي عمل يخالف القانون ، فتجيب قائلة : إن الناس الذين ذبحوا ويذبحوا في بلدك ، هل قاموا بشيئ ضد القانون ..؟ وتضيف قائلة : كلا ، لم يفعلوا أي شيئ ، ولكن لانهم لا يحبون رئيسكم ، فرفضت هذا الكلام ، وأبلغتها قراري بأني أود الذهاب الى بلادي ، فبدأت تزين لي ، الحياة الكريمة ، التي يعيشها الناس ، في البلاد الاوربية ، وبأن حياتي ، كلاجئ سياسي لن ينقصها شيئ وانهم سوف يأمنون لي المسكن والمعيشة ، واخيرا ، الجنسية التي تخولني الذهاب الى أي بلد عربي .
ياوطناه :
بدأت أفكر في هذا الكلام ، ونفسي تراودني على ذلك ، فهل أسمع كلامها ..؟
إن الكثير من أبناء وطننا العربي يحلمون بالسفر أو الهجرة الى البلاد الاوربية لما فيها من مزايا حسنة ، وهاهي الفرصة تقدم لي وعلى ( صحن من ذهب ) بدون تعب أو شقاء ، فهل أستغلها وأوافقها وأعيش حياتي بعيدا عن وطني كلاجئ سياسي في بلاد الغربة ..؟
لقد قيل لي : أن هناك الكثيرين من الاسرى ، قد ذهبوا كلاجئين سياسيين الى "المانيا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا"
فهل أوافقها على ذلك ..؟
فانها تنتظر الجواب النهائي .
يتبع ..