لكني جئت ووصلت نصف النهر ولامجال للعودة
____
او الهروب .
وتذكرت بيت من شعر علي محمود طه وهو يصف فتح الاندلس
فالقائد الإسلامي طارق بن زياد ... عندما وصل بجنوده الي الاندلس
لجا الي حيلة عبقرية ,, لكي يجعل من الجنود ان يحاربوا
للانتصار وبناء مجتمع جديد ونشر الدين الإسلامي
وكانت خطته
عندما احرق السفن
وقال لجنوده
البحر خلفي والعدو ازائي ضاع الطريق الي السفينة ورائي
قلت قد اغازلها
ودعوتها للرقص ،
ووافقت .
لكن كلما حضنتها ,, يستغرب الناس من لفي يدى كاني الفها في ظهر امراة
كان يورا غاضبا ،
اتي الينا ومد يدي كانه يسحبها
وفعلا ابتعدت عنى ،
اشفقت علي لينا لانها جاءت واحتلت مكانها
سيوزا مع يورا ،
لكن يوار لا يلفت انتباه احد .
كنت اراقص لينا وانظر الي سيوزا التي كانت ترمقني كانها تغار منى
بينما كان الناس في ذروة السعادة ،
كنت انا مشتت الذهن ،
خائفا مرتعدا ،
بالكاد مسيطرا علي نفسى ،
كابحا انفعالاتي الداخلية ،
كانت لينا منسجمة جدا , كنت اري عضلات عينيها تتراخى
وشفتيها تتحركان بلهفة ،
ولقد لاحظت وانا في قمة تشتتي الذهني ذلك ،
قبلتني لينا وضغطت علي معصمى وقالت اين انت سارح ،،
اشعر معك بانوثتى ،
انا ارقص مع لينا ،
اليوم يومك ،
ان استطعت اسعادى وراقصتني مطولا
ستجدني رهن اشارتك ،
ما ان انهت لينا كلامها ،
حتي رمتني سيوزا بقارورة ماء في جبهتى
التف الناس حولى وسالت دماء غزيرة
لام الناس يورا ،
ووبخته الجدة ماريا
وقالت له يوركا هل جننت
كيف تفعل هذا بحفيدي ،
كان يورا حزينا ولكنه كالعادة لايتكلم
وقالت لينا يا جدي لقد أصبحت شريرا ،
ماذا فعلت ,,وجاءت الجدة بالضمادات والماء البارد
وقرات ايات من الانجيل ومسحت علي راسى
وجلست حزينة جدا بجانبى ،
كان الناس كلهم في صمت
كان علي رؤوسهم الطير ،
كانت سيوزا تجلس بعيدة وتضحك
كان صوتها يقطع قلبى ويصم اذنى
اما يورا كان صامتا ،
ويتلقي الإشارات كيف يتصرف
بنظرات حادة من سيوزا ،
....
قالت سيوزا حبيبي لماذ انت حزين
لاشي يستحق الحزن
كانت تخاطب يورا
وترمق الي بنظرة تتطاير منها الشرر أحيانا
وبحب أحيانا ،
اما انا كاد الخوف ان يقتلني ،
لولا كلامها انها لن تؤذيني ،
وقلت ان هذا الامر ما هي الا مداعبة منها
لو ارادت بي شرا
لفعلت بي ما ارادت ،
لم يكن اليوم كما اردنا
هانذا اجلس مصابا ،
وهاهم الضيوف غاضبون من المسكين يورا
كل شي هنا لايسير كما خطط له
.....
مضي الليلة كله بهذه الحالة
وعندما ذهب الجميع
وذهبت الي المراة وجدت نفسي معافي تماما
حيث لاجرح ولاهم يحزنون
انتابني خوف شديد
ولم استطع ان انوم
...
جاتني في الغرفة وجلست بجانبي
وهي تقول
ليه يا وليد
تحب الروسيات
اين بنات النيل وبنات المسالمة
اين البنات السمراوات ذات القوام الرشيق
اين بنات المسالمة ،
الا تعرفي ان الشقراوات لايعشن الا في المسالمة
وبدت تغني ،،،
لي في المسالمة غزال
نافر بغني عليهو
جاهل وقلبي قاسى
وقلبي طائع ليه
مصباح الجمال الربنا معليه
زايد في الجمال نور الجمال جاليهو
لو شافوا الغزال علي نفرتوبواليهو
وان شافوا القمر انوارو تخجل ليهو
ان جاءه النسيم زي الفرع بتنهيو
والثمر الرطيب كذب البقول بجنيهو
من شافو قال بالنفس افديهو
هو غصن الرياض الزاهي في واديعو
ازهار الربيع مازج زهور خديهو
كنت منسجما جدا وطاف في ناظرى صورة عبد الرحمن الريح شاعر القصيده
لكنها كان بصوت علي إبراهيم اللحو
نسيت تماما كل المعاناة في ليلة امس
وتراني منسجما غارقا في اثام سيوزا
او هكذا ارادت ان تنسينى
كان يورا واقفا يهز راسه وكنت انا ارقص وانا جالس
وكانت ماريا واقفة وانا لم انتبه لها
كانت تقف مستغربة
ماذا يفعل يورا هنا
قد تكون معتادة لهذا المنظر من يورا
لكنها كانت مستغربة اكتر
من رقصي وانا جالس وانغماسى فى اللاشى
يا للمصيبة ،،
أخاف ان تفتكر الجدة باننى مجنون ،
المسكينة لاتعرف ان المجنون هنا يورا فقط ،
اما انا فقد كان طبيعيا ان يطربنى صوت اللحو ،
ليس ذنبي انك لاتسمعين كما اسمع ولاترين كما اري
المهم انني ساتالقم مع الوضع الجديد ،
ليس مهما مادام انها لن تاذيني ،
قالت الجدة ارقد يا بني ..
وتمتت بكلمات قد يكون تفسيرها لابد من طبيب نفسى يراجع حالتك يا عزيزى ..
قلت في سرى جدتي العزيز انتي من تستحقين
فكي جامد ..
ولكن ارضكم ليس فيها فكى ..
كانت سيوزا تبتسم
لعلها ارادت ان تضحك باشغالنا
وفسخ فرحتنا
ووضع المزيد من التوابل علي دورها التدميري
وكيف لا فكامل البيت اليوم تحت سيطرتها
وما انا ويورا الا سجينين في عقل و
قلب امراة
عاشقة تريد الجمع بيننا
ذهبت ماريا مع يورا وتبعتهم سيوزا
وتنفست الصعداء ,, فالحرية حتي لوكانت للحظات تعيد دوما لك الروح السليبة
كنت واقفا اجر نفسا عميقا
وقت ان خرجو ,, لكني وجدت صوت الهاتف يرن
بقوة ,, تريثت قليلا
وممدت يدي لكي ارد ولكن يدا خفية اختطفت
الهاتف وردت بصوت ناعم الو الو
ودار الحوار التالى بينهما سيوزا
كيفك
حسن
من انت
سيوزا
اهلا ياحسن انا
حبيبة عبد المعين الجديدة
هاهو امامي ،
انه زوج رهيب
وممتع ،
حد الدهشة ،
بدات احبه ،
وقلبى يتسع لحبيبن
نعم نعم حبيبين ،
اسمعني جيد ا
ولاتخاف منى ،
انا لا اؤذي أحدا
ستتعرف علي جيدا ،
وستعرف من انا ،
قدرنا ان نلتقي ،
طال الحديث بينهما ،
وقلت اتاكد من صدقيه كلامها
واعرف ان كانت ستجيبي بصدق ام لا
حاولت ان اسالها مع من تتكلم
الا انها اجابت
سامنحك فرصة للكلام معه
لن ارجع لك ماشى لحبيبى يورا
باي ساريا
ما ان ذهبت الا
ان اتصلت لاتاكد واعرف من هي ساريا هذه
وكان في الجانب الاخر
اذن لم يكن حسن من تكلمت معها سيوزا
اللعنة اللعنة انه
صوت انثوى و انها ليست ناتاشا
اذن من هي
ورفعت صوتى لتسمعنى من بالجانب الاخر من الهاتف
انا ساريا حبيبة حسن الجديد ،
حسن نائم مع حبيبته ،
لكني بدات خطتي الفضائية في سبر اغوار
الذوات ،
لن يستغرق الامر وقت طويل ،
قبل ان اسيطر علي الامر برمته ،
سيكون لي ،
وسنغنى معا ،
نخب حبنا ،
نحب اللحظات الساكنه في جبين الهوى
نخب الجمال النيلى ،
نخب الجمال الدونى ،
هنا التماثل ،
والتكامل في سماء الهوى
اريد ان استمتع بانوثى ،
بمهرجان جسدى ،
وبنعومة اناملى ،
بندواة الانفاس ،
وتلاقح الهمسات ،
بالدف ،
وساغنى مع عصافير الخريف
ومراسى الشوق ،
القصيدة اللقيطة بصوت سيد خليفة
وبدات تغني بصوت ملائكى أحال خوفي
الي لحظات سكرى ،
كم انت طيب وبسيط يا يا عبد المعين
مثلك لايقوي علي الصمود ،
انت سيد سادات قرية نور وامام الترابلة المبجلين
كان عليك ان تكون مزارعا بسيطا
يعشق النيل وينام علي خرير الماء ،
يركب حماره ويربي شاته ،
ما كان عليك ان تغير عالمك ،
هذه الحياة الشرقية قد تحتاج
الي نوع خاص من الناس .
هكذا كانت الأفكار تصرعني ولكنني مازلت صامدا
هكذا كان حديث النفس للنفس ،
ورددت اغنية قديمة .
ولكن العجيب ان سارية كانت تردد معي وبصوت جميل
من وحي الهامي خلقتك رغم الام الحياة ،
ياصورة الحلم اللذي قد شع في قلبي سناه ،
يا ومضة الامل اللذي قد عشت عمري في رجاه ،
شفتاك من ورق الورود ,, واه من تلك الشفاه ،
خداك من شفق المغيب واه من خديك اه ،
عيناك يرقد فيهما ليل تسربل في دجاه ،
من انت يا حلم الصبا, من انت يا امل الشباب .
واكملت احزاني ،
وانا هنا يا ربيعة لا .
الشوق يعصف في المدي
وتغيب شمس القبلات .