20-10-21, 01:55 AM
|
|
رد: همسات ليلة قمرية( قصص معبّره )
فن ادارة الصراع
يُحكَى أن.....
رجل رأى قوما يتبركون بسيدهم الذي استمرأ
منهم تلك البدعة ففكر كيف ينهاهم عن ذلك لكن
النهي المباشر قد يأتي بنتيجة عكسية خاصة
في مثل هذه الحالات وعند بعض تلك افئات.
فاختار ان يكون من المريدين المقربين اليه
بالتفاني في خدمته.
ولما اطمئنوا اليه الناس وألفوه وعرفوه قال لهم
يوما انتم تحاولون التبرك بملابس الشيخ واطرافه
لكن البركة الحقيقية تكمن في شعره! فصدقوه,
وانتظروا شيخهم كالعادة وهو يمر في الطريق
واعتقد انهم سوف يتهافتون عليه ليتمسحوا تبركا
به وبمتعلقاته كما تعود منهم ذلك لكن هذه المرة
هجموا عليه لينتفوا شعر رأسه ولحيته فكان
ما كان.
بعدها لم يظهر عليهم سيدهم قط وبذلك يقال
استطاع ذلك الرجل المحنك قطع دابره واثار
شعوذاته.
هكذا استطاع ان يدير الصراع في هذه الحكاية
الطريفة او قل اسطورية كما يحلوا للبعض ذلك.
اقول استطاع ان يدير الصراع دون الحاجة الى
عراك او سفك دماء.
.............................................
تعليق
في القصص عبر ودروس والسياسة كما يقولون
هي فن الممكن. ولا بد ان يتبوأ ادارتها من هو
اهل لها.
حتى بعض المخلوقات ألهمت كيف تدير الصراع ,
فبعض انواع الفيروسات تتترس بالخلية اي تدخل
داخل الخلية وتسخرها لصالحها كانها تغيظ اجهزة
دفاع الجسم المخدوعة والعاجزة عن فعل شئ لان
الفيروس اصبح جزء من الخلية.
والصراع جزء من الحياة لان التدافع سنة من سنن
الحياة في المجتمع البشري او مخلوقات البحر او
الغابات او عالم الحشرات. حتى في الفضاء هناك
نجوم منكمشة كالثقوب السوداء تبتلع
نجوم حية متأججة.
طبائع واقوام
الانجليز لهم خبرة وحنكة طويلة في فن ادارة
الصراعات وان اتهمهم البعض بالخساسة والمكر
المرتكز على مبدأ الميكافيلية وسياسة فرق تسود.
وهذا ليس مجانبا للصواب تماما, فقد جمعوا بين
الدهاء وقوة الحيلة وليسوا كالالمان الذين يتميزون
بالعنجهية والقوة ولا الفرنسيين الذين يعشقون
المظاهر والغطرسة حتى النخاع.
وحتى لا نظلم احدا فإننا نسحب هنا خطاب التعميم
ونصر على رؤيتنا على الميول والسياسات العامة
التي شاهدناها عن كثب وليس فقط عن كتب.
وحكاية اخرى
وعلى ذكر تلك الاعراق فلا تفوتنا ذكر طرفة أخرى ذات
دلالة واقعية فقد كان هناك ثلاثة رجال فرنسي وانجليذي
والماني على ما اعتقد. فسألوا كيف يصطادون سمكة
في بركة فقال احدهم: اصطادها بالسنارة والثاني قال
اسبح وامسك بها اما الانجليذي فقال: اما انا فاغرف الماء
من البركة حتى لا يبقى شيئ غير السمكة وبذلك
اضمن الامساك بها!
وهذا إن دل فإنما يدل على ما يتميز به الانجليز من
صبر وتأني ودهاء.
اما الامريكان بجانب حبهم للسرعة والضحامة فتغلب
عليهم صفة الالمان في سياساتهم وتصرفاتهم ربما
بسبب العنصر الالماني الفاعل في المجتمع الامريكي
الهجين والمكون من عدة اعراق الا ان الاعراق الفعالة
والتي تصنع الاحداث هم العرق الالماني (اثبت اخلاصه
في الحرب العالمية الثانية) والانجليزي (البوق المحرض
والكابح في نفس الوقت) والفرنسي (مهندس التخطيط
وجمال المظهر).
لم اغفل العنصر اليهودي صاحب المال والتجارة والسطوة
لانه تواجد في امريكا ضمن تلك الجاليات الاوربية المهاجرة
وان تكتل فيما بعد كلوبي سياسي ضاغط.
قوة المال
وسياسات الدول في الغرب لا تخرج عن ارادة اصحاب الاموال
والشركات الضخمة التي لها التاثير البليغ خاصة اذا كانوا
اصحابها يديرون اموال العالم كما يريدون يطبعون تريليونات
الورق ويشترون من غيرهم الذهب والالماس والبترول وغيره.
الم يقل الشاعر: ان الدراهم تزيد الرجال مهابة فهي اللسان
لمن اراد فصاحة وهي السيف لمن اراد قتالا.
لقد تطرقنا من قبل الى صفات بعض تلك الشعوب في مجال
الصناعة والان جاء دور السياسة واذا لم نفهم اساليب من
يديرون عجلة اقتصاد العالم وسياساته لا نستطيع التعامل
معهم لننال خيرهم ونتقي شرهم.
القادرون على التمام
وليس هناك اسوأ من ان تكون امة كبيرة تحمل مقومات
القيادة والريادة في ذيل الامم مفعول بها عاجزة لا تصنع
الاحداث وهي قادرة على التمام (ولم ارى عجزا كعجز
القادرين على التمام حسب قول الشاعر) لانها تتوفر
عندها كل المقومات من عقيدة سليمة وثروات هائلة
وزخم بشري الى حد الغثاء والموقع الاستراتيجي
وثروة العقول التي تعلوا كل ثروة الا ان بعضها
مسخر ايضا لنهضة ذرة وثري الهند وثريا امريكا
(برنامج الفضاء الامريكي).
وشعوبنا اكثر من تحتاج الى كل تلك
الجهود لتجدلقمة تقيم الصلب ودواء
يعالج علاتها وما اكثرها.
...........
راجي
التوقيع
|
تيه "غـ زي" متعاظم
وهجير بلا وعد بالعودة
لكن هذا إن سَد حدودا
فهناك رب يأذن
بالسماح
سلام على الدنيا
إن عاش الضعيف فيها مُهانا
بلا وطن كطير بلا عُش
تتقاذفه النسور ودمه
مباح
مشارق الأرض ومغاربها
جيل الصبر سوف يرثها
عندما تندمل قريبا كل
الجراح
مهما طال الليل بحلكته
وضاعف الظالم قسوته
فميلاد الشروق يبدأ مع
الصباح
|
|