20-07-22, 06:03 PM
|
|
متكلّم في المهد / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي ق4
متكلّم في المهد
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الرابع والأخير
مزيد من الافتراءات..
ننتقل الآن إلى مزيد من تأكيد إيقاع الرقم 8 في هذه الآية من سورة التوبة:
{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30)}
موضع لقب { الْمَسِيح } من بداية الآية هو الكلمة رقم 8
موضع لقب { الْمَسِيح } من نهاية الآية هو الكلمة رقم 16، أي 8 + 8
تأمّل عدد حروف افتراء أهل الكتاب في هذا المقطع من الآية:
{ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ }.
عددها 25 حرفًا بعدد تكرار اسم { عِيْسَى } في القرآن الكريم!
الأرقام تدحض افتراءات اليهود..
{ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)} [النساء]
لاحظ افتراء اليهود في هذه الآية: { إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ }.
هذا الافتراء عدد حروفه 33 حرفًا!
اليهود يزعمون أنهم قتلوا المسيح وعمره 33 عامًا!
المسلمون يؤمنون بأن اللَّه عزّ وجلّ رفع المسيح إليه وعمره 33 عامًا!
بعد هذا الافتراء مباشرة، أي بعد { رَسُولَ اللَّهِ } حتى نهاية الآية هناك 25 كلمة تحديدًا.
رُسل اللَّه الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم 25 رسولًا!
ورد ذكر { عِيْسَى } في القرآن الكريم 25 مرّة!
تأمّل
{ الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ } عدد حروفها 25 حرفًا!
وتأمّل { مَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ } عدد حروفها 25 حرفًا!
وتأمّل { إِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ } عدد حروفها 25 حرفًا!
هل تعجَّبت من ذلك؟!
سوف تتعجَّب أكثر إذا علمت أن هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 650
وهذا العدد = 25 × 25 + 25
وهذا يعني أن هذه الآية تأتي قبل 5586 آية من نهاية المصحف، وهذا العدد = 114 × 7 × 7
تتضمنّ الآية تأكيد أن عيسى هو ابن مريم، ولذلك جاء عدد كلمات الآية 34 كلمة!
تأمّل رقم الآية جيّدًا..
بما أن عدد آيات سورة النساء 176 آية فهذا يعني أن هذه الآية تأتي قبل 19 آية من نهاية السورة.
19 هو ترتيب سورة مريم في المصحف، وهي السورة التي تبدأ بأكبر كلمة من الحروف المقطّعة { كهيعص }!
حرف الكاف تكرّر في الآية مرّتين.
حرف الهاء تكرّر في الآية 11 مرّة.
حرف الياء تكرّر في الآية 8 مرّات.
حرف العين تكرّر في الآية 3 مرّات.
حرف الصاد تكرّر في الآية مرّة واحدة.
هذه الأحرف الخمسة وهي أحرف { كهيعص } تكرّرت في الآية 25 مرّة!
{ ابْن مَرْيَم }..
العَلَمُ يأتي في اللغة على ثلاثة أنواع: اسم ولقب وكُنية.
وقد جاءت الأنواع الثلاثة في عيسى -عليه السلام- فـ { الْمَسِيح } هو لقبه، و { عِيْسَى } اسمه، و { ابْن مَرْيَم } كُنيته.
ورد باسم { عِيْسَى } 25 مرّة في القرآن.
وورد بلقب { الْمَسِيح } 11 مرّة في القرآن.
وورد بكنية { ابْن مَرْيَم } من دون { عِيْسَى } ولا { الْمَسِيح } مرّتين في القرآن.
وجاءت الإشارة إلى { عِيْسَى } بكنيته مجرّدة في هذه الآية:
{ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)} [المؤمنون]
ولذلك جاء عدد كلمات الآية 11 كلمة، بما يعادل تكرار { الْمَسِيح } في القرآن!
وجاء رقم الآية 50، أي 25 + 25، وهو بذلك يشير إلى تكرار { عِيْسَى } في القرآن!
وفي هذه الآية أيضًا:
{ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57)} [الزخرف]
عدد حروف هذه الآية 33 حرفًا!
مجموع ترتيب سورتي المؤمنون والزخرف = 66 أي 33 × 2
تأمّل..
عيسى هو ابن مريم، ولذلك تأمّل كيف تؤكد الأرقام ذلك بأكثر من لغة!
ورد { عِيْسَى } لآخر مرّة في سورة الصف، وجاء في آيتين مجموع كلماتهما 68 كلمة، وهذا العدد = 34 × 2
34 هو تكرار اسم { مَرْيَم } في القرآن الكريم!
تكرّر حرف الميم في آيتي سورة الصف 22 مرّة، وتكرّر حرف الراء 16 مرّة، وتكرّر حرف الياء 29 مرّة وهذه الأحرف الثلاثة هي أحرف { مَرْيَم } تكرّرت في آيتي سورة الصف 67 مرّة!
67 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 19، وهذا هو ترتيب سورة مريم في المصحف!
من السورة التي ترتيبها رقم 67 حتى نهاية المصحف لم يرد اسم { مَرْيَم }!
وهذا يعني أن اسم { مَرْيَم } ورد للمرّة الأخيرة في المصحف في السورة رقم 66، وهي سورة التحريم!
تأمّل العدد 66 فهو يساوي 33 × 2
33 هو عمر ابنها عيسى -عليهما السلام- عندما رفعه اللَّه عزّ وجلّ إليه!
اسم { مَرْيَم } هو الكلمة رقم 238 من بداية سورة التحريم، وهذا العدد = 34 × 7
الآن تأمّل أين ورد اسم { مَرْيَم } لأوّل مرة في المصحف:
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} [البقرة]
وتأمّل أين ورد اسم { مَرْيَم } لآخر مرّة في المصحف:
{ وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)} [التحريم]
تأمّل الآية الأولى فقد ورد اسم { مَرْيَم } في ترتيب الكلمة رقم 12، وهذا هو رقم الآية الثانية!
اسم { مَرْيَم } ورد في ترتيب الكلمة رقم 17 من نهاية الآية الأولى، وفي ترتيب الكلمة رقم 17 من نهاية الآية الثانية، ومجموع العددين يساوي 34، وهذا هو عدد تكرار اسم { مَرْيَم } في القرآن الكريم!
مجموع أرقام الآيتين 87 + 12 يساوي 99، وهذا العدد هو 33 × 3
الفرق بين أرقام الآيتين 87 - 12 يساوي 75، وهذا العدد هو 25 × 3
مرّة أخرى..
33 هو عمر ابنها { عِيْسَى } -عليهما السلام- عندما رفعه اللَّه عزّ وجلّ إليه!
25 هو تكرار اسم ابنها { عِيْسَى } -عليهما السلام- في القرآن الكريم!
ورد اسم { مَرْيَم } في المرّة الأولى في سورة البقرة، وهي السورة التي ترتيبها رقم 2 في المصحف!
ورد اسم { مَرْيَم } في المرّة الأخيرة في سورة التحريم، وهي السورة التي ترتيبها رقم 66 في المصحف!
مجموع ترتيب السورتين 68، وهذا العدد = 34 × 2
اسم { عِيْسَى } في أطول آية..
تأمّل أطول آية يرد فيها اسم { عِيْسَى }:
{ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (110)} [المائدة]
عدد كلمات هذه الآية = 64 كلمة، أي 8 × 8
عدد حروف الآية = 280 حرفًا، أي 8 × 35
انتقل إلى قول عيسى -عليه السلام- في سورة الزخرف وهو يقرّ بربوبية اللَّه عزّ وجلّ له ولبني إسرائيل:
{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (64)} [الزخرف]
الآن تأمّل..
الآية الأولى جاءت في سورة المائدة من 64 كلمة، وفيها يذكّر اللَّه ُعبده ونبيه عيسى -عليه السلام- بنعمه عليه!
الآية الثانية جاءت في سورة الزخرف متضمِّنة كلام عيسى عليه السلام فقط، وفيها إقرار بما تضمّنته الآية الأولى.
والعجيب أن رقم الآية 64، بما يماثل عدد كلمات الآية الأولى!
مزيد من التأكيد..
المعنى نفسه يتكرّر في أكثر من موضع!
تأمّل كلام { عِيْسَى } في هذه الآيات من سورة آل عمران:
{ وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِنْ رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرئُ الْأكْمَهَ والْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)}
كلمات عيسى في هذه الآيات 72 كلمة تحديدًا، وهي التي تحتها خط.
ويأتي عيسى -عليه السلام- ويقرّ بربوبية اللَّه عزّ وجلّ له ولبني إسرائيل في سورة المائدة:
{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72)}
انتبه جيِّدًا..
هذه الآية متضمِّنة كلام عيسى، وفيها تأكيد ما تضمَّنته الآيات السابقة!
الآية رقمها 72، وكلام عيسى في المجموعة الأولى من الآيات جاء من 72 كلمة، وفيها يذكر عيسى -عليه السلام- لبني إسرائيل أنه جاء بمعجزات من عند اللَّه، ولم يأتِ بها من عند نفسه، وأن اللَّه هو ربه وربّ بني إسرائيل.
نعود إلى الآية مرّة أخرى:
{ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (51)}
رقم الآية 51، وهذا العدد = 17 × 3
عدد حروف الآية 34 حرفًا، وهذا العدد = 17 × 2
وهذا العدد ينقلنا إلى الآية 17 من سورة المائدة:
{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)}
في هذه الآية يأمر اللَّه عزّ وجلّ مُحمَّدًا -صلى الله عليه وسلّم- بالرّد على افتراءات أهل الكتاب، ويقول له { قُلْ } هذه الكلمات:
{ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا } .
عدد كلمات هذا المقطع 17 كلمة تمامًا مثل رقم الآية!
الكلمات المتبقية من الآية 42 – 17 = 25 كلمة، بما يماثل عدد تكرار { عِيْسَى } في القرآن الكريم!
احتل اسم{ مَرْيَم } موقعين ضمن كلمات الآية، الأوّل رقم 10، والثاني رقم 23، ومجموعهما = 33
افتراءات أخرى..
للقرآن منهج متكامل في دحض افتراءات أهل الكتاب عبر العديد من سوره، فتأمّل الآية الرابعة من سورة الكهف:
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَهُ عِوَجَا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)}
تتضمّن الآية الرابعة من سورة الكهف إنذارًا للنصارى لما يفترونه من كذب وبهتان على اللَّه عزّ وجلّ.
جاءت كلمة { اتَّخَذَ } التي هي محور هذا الافتراء في ترتيب الكلمة رقم 33 من بداية السورة!
عيسى والكتاب..
تأمّل هذه الآية وهي تتضمن قول عيسى -عليه السلام-:
{ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)} [مريم]
تأمّل جيّدًا متى آتى اللَّه عزّ وجلّ عيسى الكتاب! ومتى أوحى إليه، وأمره بدعوة بني إسرائيل إلى التوحيد!
لقد أوحى اللَّه عزّ وجلّ إلى عيسى -عليه السلام- وأرسله إلى بني إسرائيل وعمره 30 عامًا!
تمامًا كما جاء رقم الآية نفسها!!
وظل عيسى -عليه السلام- يدعو بني إسرائيل لمدة 3 سنوات، وبعدها تآمروا على قتله وصلبه!
تأمّل كيف تعزز الأرقام معنى الآية!
رقم الآية يعادل عمر عيسى -عليه السلام- عندما أرسله اللَّه إلى بني إسرائيل!
أوّل 3 كلمات في الآية كل كلمة منها 3 أحرف في إشارة إلى العدد 33
كلمة { آتَانِيَ } بعد اسم اللَّه مباشرة في الآية ترتيبها رقم 297 من بداية السورة، وهذا العدد = 99 × 3
وفي ذلك إشارة إلى أسماء اللَّه الحسنى!
ترتيب كلمة { آتَانِيَ } من بداية السورة هو 297، وهذا العدد = 33 × 3 × 3
ترتيب كلمة { آتَانِيَ } من بداية السورة هو 297، وهذا العدد = 34 × 8 + 25
ترتيب كلمة { آتَانِيَ } من بداية السورة هو 297، وهذا العدد = 114 + 114 + 23 + 23 + 23
لاحظ كيف تُحَمِّل المنظومة القرآنية العدد 297 أكثر من مدلول في آن واحد!
تأمّل..
العدد 99 يشير إلى أسماء اللَّه الحسنى، والرقم 8 يشير إلى تكرار اسم اللَّه في سورة مريم، والعدد 33 يشير إلى عدد الأعوام التي عاشها عيسى -عليه السلام- في الأرض، والعدد 25 يشير إلى عدد تكرار اسمه في القرآن الكريم، والعدد 34 يشير إلى عدد تكرار اسم أمه في القرآن الكريم، والعدد 114 يشير إلى عدد سور القرآن الكريم، والعدد 23 يشير إلى عدد أعوام الوحي!
تأمّل هذه الآية من سورة الزخرف:
{ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57)}
عدد حروف هذه الآية 33 حرفًا!
وتأمّل هذه الآية من سورة آل عمران:
{ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)}
هذه الآية تتحدّث عن عيسى -عليه السلام- عدد حروفها 33 حرفًا!
سبحانك مبدع هذا النظام! سبحانك ربي لك في كل شيء آية تدلّ على عظمتك!
سبحانك.. حسبنا من عظمتك أن يكون هذا القرآن العظيم كلامك!
فهذه هي حقيقة المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام- بالأرقام..
فكيف إذًا جعلتم منه إلهًا تعبدونه من دون اللَّه؟! وكيف جعلتموه ابنًا وشريكًا للَّه؟
والأعجب من ذلك كيف تجرّأ اليهود على قتله وصلبه (كما تزعمون) وهو إله!
وكيف يتجرّأ أحد أن يتعدّى على الإله بهذه البشاعة؟! ولماذا لم يدافع عن نفسه؟!
إله لم يستطع أن ينقذ نفسه من القتل والصلب، فكيف ينقذ غيره!
إن المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام- ما هو إلا كما قال عن نفسه { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ }!
وإنما هو بشر كان يأكل الطعام ورسول كسائر الرسل، ولا يملك ضرًّا ولا نفعًا لنفسه أو لغيره.
ولم يدَّعِ أنه إله كما تقولون، ولم يقتلوه ولم يصلبوه كما تزعمون
{ بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ } !
{ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ } .
{ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا } ..
هكذا قال القرآن.. لقد قُضي الأمر.. حسمها القرآن.
-----------------------------------------------------------------
أهم المصادر:
أوّلًا: القرآن الكريم؛ مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم.
ثانيًا: الكتاب المقدّس:
الكتاب المقدّس- نسخة الملك جيمس؛ الطبعة الأولى، بيروت: دار المشرق، 2015
ثالثًا: المصادر العامة:
حجاج، جهاد (2010)؛ المتكلمون في المهد؛ القاهرة: العلم والإيمان للنشر والتوزيع
انتهى القسم الرابع والأخير
عن موقع طريق القرآن
|