11-09-22, 02:45 AM
|
|
رد: مقالات ومآلات....
الرادع الأخلاقي !
ـ➖〰️➖〰️➖ـ
المجتمع الفرعوني
▪️ كثير من المجتمعات قديما كانت لها أعراف
وعادات جميله (1) بما فيها الفراعنة أو بالأحرى
في بعض حقبهم رغم الجبروت والفسوق الذين
عرف به مجتمعهم خاصة في عهد سيدنا موسى
عليه السلام (( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ
كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ)) الزخرف 54
فإذا ما بدأنا بهم نجد أن القرآن الكريم سجل بعض
المواقف والقصص من هناك بأروع ما يكون وبحيادية
تُعجب اهل العلم وهذا دون أن يوجه الملامة النقدية
أو التأنيب إلى هذا أو ذاك إلا في حالة الضرورة
القصوى وعلى لسان المعترف بخطئه أو على
لسان المظلوم.
فسورة يوسف عليه السلام كما نعلم فيها
أحسن القصص.
المثال الأول
▪️ فلما راودت امرأة العزيز سيدنا يوسف عليه السلام
عن نفسه، قلن نسوة في المدينة كما ورد في
القران الكريم :
((وَقَالَ نِسْوَةٌ فِى ٱلْمَدِينَةِ ٱمْرَأَتُ ٱلْعَزِيزِ تُرَٰاوِدُ فَتَىٰهَا
عَن نَّفْسِهِۦ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ إِنَّا لَنَرَاىٰهَا فِى ضَلَٰلٍۢ مُّبِينٍۢ))
▪️ من الملاحظ أن هناك إنكار منهن لفعلها غير الأخلاقي
ولم نجد من يستمرئه في علن حتى هي نفسها امرأة
العزيز اعترفت فيما بعد بأنها كانت على خطأ .
وهذا يدل على وجود نوع من المجتمع المحافظ وعلى
بعض الأخلاقيات أو الرادع الأخلاقي بعكس بعض
المجتمعات اليوم التي لا تستقبح الزنا او حتى فرية
تبادل الزوجات .
وهي أي إمرأه العزيز حتى بعد أن فتنت بعض نساء
المدينة اللائي تكلمن عنها وأوقعتهن في مكرها الذي
اعدته لهن بكيد عظيم ، اعترفت بأنها كانت من
الخاطئين كما ذكرنا من قبل، لكن الله سبحانه وتعالى
لم يقل عنها شيء وسيدنا يوسف أيضا لم يرمها
بشيئ رغم اصرارها على تجاوز خطوط الأخلاق بنية
اقتراف الخطيئة وتوعدها له :
((قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ
فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا
مِّنَ الصَّاغرِينَ)) (32) ،
قال فقط مدافعا عن نفسه ((هي راودتني عن نفسي))
كما ذكر ذلك القرآن الكريم .
دروس وعبر
▪️ وفيما سبق درس لكل الفتيان أو الشباب بشكل عام
عندما يقعون في ظروف مشابهة أن يهربوا من ارتكاب
الخطيئة ويمسكوا بألسنتهم ليحفظوا البيوت من التصدع
والإنهيار والأهم أن يحافظوا على كل ما ينهى عن
الفحشاء والمنكر وعلى رأسها الصلاة الصحيحة التي
فيها برهان حافظ من الله .
دُجى وقبسات
▪️ولا نبالغ إن قلنا أننا نعرف يقينا بعض من وقع في
ظروف مشابهة ولا نقول متطابقة لِما وقع أو ابتلى به
سيدنا يوسف عليه السلام، فاستعصم، وامسك لسانه،
ولم يفضح... مقتفيا الفطرة والتربية السليمتين، وربما
مقتديا أيضا بسيدنا يوسف الصديق تلقائيا ، فتكرار مثل
هذه القصص تُرسِخ في الاذهان مبادئ الأخلاق الحميدة ،
والدنيا لا زالت بخير، والخير وإن قل فهو كامن إلى يوم
القيامه بإذن الله تعالى .
اعتراف
▪️ نعود إلى اعتراف امرأة العزيز بخطأها وكذلك إلى
شهادة من شهد شاهد من أهلها والذي وثقه
القرآن الكريم :
((قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن
نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ)) يوسف (51)
▫️ ومن قبل قال لها الشاهد الذي شهد من أهلها كما ورد
أيضا في القرآن الكريم : ((يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ
وَٱسْتَغْفِرِى لِذَنۢبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلْخَاطِـِٔينَ))
رغم معرفتهم بخطئها بطريقه رجال الدوله لكنهم ومع ذلك
جعلوه كبش فداء، فدخل السجن ولبث فيه بدعة سنين.
المثال الثاني:
يا أخت هارون !
▪️ عندما يقولون لمريم الصديقة يا أخت هارون فإنهم
يذكرونها بمكانته وَأخلاقه وكأنهم يلومونها قائلين كيف
تأتين بهذه الفعلة الفرية وأنت أخت او من سلالة
هارون الذي هو من هو :
((فَأَتَتْ بِهِۦ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُۥ ۖ قَالُواْ يَٰمَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْـًٔا فَرِيًّا))
▫️وكأنهم يقولون لها أيضا : لماذا لم تحفظي له مكانته وكيف
إرتضيت أن تشَوهينها ولا ينبغي أن تفعلي هذا وانت اخت
لمثل هذا الرجل الفاضل وشبيهته في العبادة ومن عائلة
معروفة بالصلاح .
نعم لقد انتقلوا بهذا الى الصفات الاخلاقية الجميلة للأب
والأم أيضا، كما ذكر ذلك القرآن الكريم :
((يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا))
(28)
▫️إنهم مستغربون من كل هذا وكيف حدث لها وهي من عائلة
طاهرة عابدة زاهدة عن الدنيا .
طبعا، حكموا عليها بالظاهر قبل أن يعرفوا المعجزة، هذا
لما جاءت إليهم تحمل طفلها. يدل هذا على أن المجتمع كان
بخير وينكر المنكر ولا يرتضي الفاحشه والمجاهرة بها.
كما يُظهر أيضا مدى رقيهم لأنهم سائلوها ولم يسارعوا في
رميها بألفاظ جارحة أو دفنها او قتلها بحجة العار، بل عدلوا
معها فنادوها بإسمها (يا مريم) ثم ألقوا عليها الأسئلة
المثقلة بلوم الأحبة (2) والمثقلة بمدح عائلتها وانتظروا
دفاعها عن نفسها وهو ما فعله نيابة عنها طفلها الرضيع
سيدنا عيسى عليه السلام وقد كان في المهد صبيا.
رمز الطهر والعفاف
▪️ وحاش أن ترتكب الخطيئة كما ظنوا قومها، من كانت رمز
الطُهر والعفاف ومن كانت تُفضل الموت عن مجرد الظن
بها بأنها ارتكبت تلك الخطيئة كما ورد ذكر ذلك
في القران الكريم :
((فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ
قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا)) (23) سورة مريم
▫️ ومن قبل قالت أيضا كما ورد في نفس السورة :
(( قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر
ولم أك بغيا)).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش :
(1) هذا ليس مدحا للمجتمع الفرعوني وإنما فيه
استحثاث للمقارنة بينه وبين بعض المجتمعات
الديمقراطية المعاصرة التي تحاسب الإنسان
على مجرد رأيه المخالف في الشذوذ... المنتشر
فيها. وكأنها تقلد اسلوب طغيان فرعون (في عهد
موسى عليه السلام) في بعض أساليب حكمه
الطاغي والذي قال كما ورد في القران الكريم :
((مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ))
(29)
فقد قلب ضلاله بأن جعله رشدا، وجعل رأيه وتسلطه
رأيا سديدا !
(2) عندما يكون المجتمع مُحبا لأفراده يتمنى لو لم
يرتكبوا الجريمة أو الخطيئة التي أُُتِهموا بأنهم ارتكبوها،
يتعامل معهم بقلب سليم ولا يتعامل معهم بدافع من
الحقد والتشفي والشماتة .
ــ...........ــ
راجي
التوقيع
|
تيه "غـ زي" متعاظم
وهجير بلا وعد بالعودة
لكن هذا إن سَد حدودا
فهناك رب يأذن
بالسماح
سلام على الدنيا
إن عاش الضعيف فيها مُهانا
بلا وطن كطير بلا عُش
تتقاذفه النسور ودمه
مباح
مشارق الأرض ومغاربها
جيل الصبر سوف يرثها
عندما تندمل قريبا كل
الجراح
مهما طال الليل بحلكته
وضاعف الظالم قسوته
فميلاد الشروق يبدأ مع
الصباح
|
|