مقولة وقصة ممتعة كثيرا :
كان صديقي هذا نذلاً·· الكل يعرف هذا ويؤمن به··
لقد تخلى عن زوجته وسافر إلى الخارج بدعوى العمل، وهو يعيش حياة عابثة كما يعرف الجميع،
ولا يرسل قرشاً إلى زوجته وأولاده المقيمين في مصر··
يكدس المال بينما أبناؤه جياع بالمعنى الحرفي للكلمة، وزوجته تزعم لنفسها أن زوجها مكافح نبيل وأنه لا يخدعها··
لابد أن تعتقد ذلك كي لا تجن· هكذا صار من المعتاد في أي جلسة لأصدقائنا أن يصل أحدهم غارقاً في العرق من الخارج فيجلس ويشرب كوباً من الماء البارد ويقول: - ''هل علمتم ما فعله النذل (رامي) مع زوجته؟''
ويحكي قصة جديدة نسمعها في انتباه ونمصمص شفاهنا ويقول أحدنا:
- ''يا له من نذل!'' ويقول آخر: - ''المرء يكتشف مع أمثال هذا الوغد أنه ملاك مجنح، وأنه طاهر الذيل
كالأطفال''· بعد أعوام وعشرات الجلسات المماثلة فطنت إلى أننا في كل مرة نحكي
قصة تدل على نذالته ثم نندهش··
ألا يبدو هذا غريباً؟ من المفترض أننا أنهينا الدهشة منذ زمن وصار كل شيء قابلاً
للتصديق، دعك من أن الموضوع صار مملاً فعلاً (يا له من نذل·· كم نحن رائعون)··
هكذا في كل مرة· هنا فطنت للحقيقة: أمثال (رامي) هؤلاء مهمون جداً جداً لنا، لأنهم
يشعروننا بالرضا عن أنفسنا، يشعروننا بأننا رائعون طاهرون،
هكذا، نشعر براحة ولذة كلما
سمعنا عن شيء جديد فعله ولم نفعله نحن·· لا يمكن الاستغناء عنه في حياتنا·· إنه لنا
كالماء والهواء· عندما تشتم (رامي) تشعر بالتفوق والتميز وأنك افضل،
معنى هذا أن رامي أهم شيء في حياتنا ومن دونه لانتهينا تماماً
، إنه نموذج البطل الذي (يحب الناس أن يكرهوه) كما يقول الغربيون
للقصة بقية :