أهو الربيعُ أمِ انعكاسُ عيوني ؟!
فالأخضرُ العطريّ فوحُ شجوني
خلعتْ رياضُ الأرضِ حُزنَ خريفها
فمتى أُريحُ مِنَ البكاءِ جفوني ؟!
مازلتُ كالعصفورِ يا ظُلمَ المُدى
طفحتْ دماً بأكُفِّ مَنْ خنقوني
فأنا الربيعُ أنا ابتهاجُ طيورهِ
وأنا عناقُ التينِ والزيتونِ
عقلي هدوءُ الحالمينَ ، صلاتُهم
وتمرّد العُشاقِ بعضُ جنوني
سأهدهدُ الغيماتِ لحظةَ نومِها
وأقولُ يا دنيا المتاعبِ هُوني
في ليلِ أمريكا النجومُ تساقطتْ
كتساقُطِ الأمطارِ فوقَ متوني
وأنا أجمّعها بلهفةِ طفلةٍ
مشغوفةٍ بالرسمِ والتلوينِ
أدخلتُ كلَّ الطيبينَ للوحتي
فوجدتُهم مستأنسين بدوني
غادرتُهم فرمى الربيعُ رداءَهُ
ومضى معي كالعاشقِ المجنونِ
وداد العاقل ..