19-07-09, 09:06 PM
|
|
الأخت الفاضلة رقة سحاب.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل سنوات كان أحد أخواننا هنا في البلاد التي أقطنها مصاحباً لرجل يهودي ، وكان أخونا هذا مثال في المعاملة الحسنة والطيبة إلى أن جاء يوم قال له اليهودي وبكل صراحة " أرجوك أنا لا أريد صحبتك وعلينا قطعها في الحال" هنا تعجب الأخ الكريم وسأله عن السبب فقال له اليهودي " لقد قتلتني بإحسانك ولم يعد لدي صبر على طيبة قلبك فالأحسن لنا أن نفترق بالمعروف"
سيكون لي عودة لهذه الحادثة.
أختي الكريمة رقة سحاب.
لنحاول معاً تلخيص ما جاء في كلماتك حتى نقف على تلك الأخطاء والأسباب التي أدت إلى ما آلت إليه حالكِ مع تأكيدي لكِ على تحمل ما سأكتبه كتحليل شخصي لمطاوي حديثك.
- تزوجت من شاب بعد قصة حب دامت خمس سنوات. بداية لم تكن موفقة على الأقل من زاوية نظره هو كرجل.
- بعد هذا فكل حديثك عن مضايقتكِ له في فترة شهر العسل وما جرى بعدها من مصافاة بينكما مروراً بمحاولاتك لجذبه بتفانيك في خدمته. يصور لي حقيقة شخصيته الإنتهازية ، فأنت بتعبير عصري أصبحت في نظره مادة إحتياطية يرجع إليها متى شاء سيما وأنك جاهزة في كل لحظة للبذل من أجله. وهو يدرك هذا جيداً من خلال المرات التي عدت أدراجكِ فيها إلى بيت أهلك ثم عدتِ إليه رغم أن الخطأ وقع منه ، وهذه عدها في قاموسه الخاص نوعاً من التنازل وأنك مفتقرة إليه. وترجمته أنتِ على أنها شهامة منك وحسن معاشرة.
- ذكرتي من حالك وحال أهلك أنك من عائلة ثرية ، وهذا ما يفسر لي أن لكِ نصيب من الخطأ بإتكالك على مورد آخر غير زوجك ، ويبدو أن الصدمات التي وجهها لكِ زوجك كان لها كبير الأثر إلى هذا النوع من الإتكالية مع التسليم بصدق محبتك لزوجك. ومحاولاتك اليائسة لتغيير مجرى حياته للأفضل.
- من الواضح أن والده كان أكثر حنكة منكِ ومعرفة بولده لذا قام بسحب السيارة منه ، وبما أنك وأهلك - وعوداً على ما قلته آنفاً " مادة إحتياط"- طيبون ومتفهمون لحالته فقد أخذتكم العاطفة بتوفير سيارة له.
- من خلال حدثيه عن أخته يتبين أن علاقته بأسرته تحتاج في ذاتها إلى مراجعة وتحقيق. " لا أريد أن أطيل بهذه النقطة".
- هنا سؤال ينبغي أن أسألكِ إياه: خلال هذه السنوات الخمس ألم تلحظي على زوجك أن له صفات لا تتماشى وشخصيتك؟ الذي أراه أنكِ لمستِ الكثير من هذه الجوانب المظلمة في شخصيته ولكنك كعادة الكثير من الفتيات للأسف الشديد إعتقدتِ أن لديك المقدرة على تغييره بعد الزواج. وهذا ما يعلل محاولاتك لتغيير طباعه دون توقف أو يأس حتى لا يعتقد أنك إنسانة فاشلة إجتماعياً.
- الخيانة أمر ممجوج ومستقبح تعافه الفطر السليمة ، ويكفي أن الخيانة هي الجرم الوحيد الذي لا يعتذر له بأي حال. وكان ينبغي عليكِ حين لم تجدي منه إستجابة لمحاولاتك أن تكوني أكثر صرامة وحدة معه.
- عوداً لقصة أخونا مع اليهودي ، فالمرء الذي لا يثمر فيه الخير والإحسان والطيبة هو إنسان تنقصه المروءة ، وعلى أمثال زوجك أن يقدر مدى النعمة التي أنعمها الله عليه فلربما إنقلبت الزوجة إلى عدو فكانت أعلم بالمضرة.
- وكمحاولة منك لإصلاح ما انهد من ركن الزوجية لابد من أن تتغير قواعد المعاشرة بينكما ، فكوني أكثر دقة في تحديد ما تريدين وبشكل مباشر ، ولا تكوني انتِ المبادرة إلى المغفرة والصفح فيفهم ذلك على أنه ضعف ، بل بمزيد من الحزم والشدة فهو ليس بطفل.
كوني معه وفية وعامليه بالمعروف كما انت الآن ، ولكن هذا لا يمنع من أن تفتح أمامه كل الملفات العالقة بينكما بدءً من خيانته. وإن لزم الأمر فبتدخل طرف ثالث شريطة ألا يكون من بيت أهله ، وبذلك يكون لكِ عون في أزمتك هذه ، وأخذ المواثيق منه لعدم العودة إلى التمرد حتى تخلي مسؤوليتكِ.
- لست من أنصار الطلاق وقد أعجبني طول نَفَسكِ معه وهذه ميزة حباكِ الله بها والحمد لله على نعمه. وعليكِ أن تدركي أنه وكما أن الزوجة يمكن أن تكون ناشزاً فكذلك الزوج ينشز وهذا بنص القرآن. والله أعدل من أن يستجيب لدعاء زوج ظالم. فتسلحي باللجوء إلى رب الأرباب ولن يخيب أملك إن شاء الله.
أسأل الله لكِ المعافاة ولجميع المسلمين والمسلمات بمنه وكرمه .
|