[Rajee]

الغسالات العامة وعلاقتها بالصحة


قبل سنوات ليست بالقليلة كنت أقيم في
إحدى المدن الصغيرة في شمال أوربا.
كنت ادرس حينها المرحلة الثانوية.
والمبنى الذي كنت اسكن إحدى وحداته
كان له غسالات عامة كبيرة في غرفة
مستطيله أسفل المبنى.

مرات عديدة كنت ألاحظ أن الغسالات التي
نستخدمها لغسل وتننظيف ملابسنا تحتاج هي الأخرى
إلى تنظيف من الداخل وبشكل دوري وقد يلاحظ ذلك
أيضا من يتعاملون مع الغسالات في إصلاحها او صيانتها.

ومن حين لآخر كنت أتعمد غسل ملابسي البيضاء
أولا حتى أستطيع استخدام الكلور مع رفع درجة
حرارة الغسالة إلى ما فوق السبعين, لم اكن اعلم ان الكلور
ليس جيدا. (كنت اهتم بتهوية المكان جيدا أثناء ذلك).
ثم بعد ذلك اغسل الملابس الملونة بالطريقة الاعتيادية.
هذا قبل شراء غسالة خاصة بي وأريح نفسي
لأنها ستحتاج إلى التنظيف والتعقيم بعض الأحيان
وليس عند كل غسيل كما في الغسالات العامة.

ربما كان التخوف وقتها من الأمراض الجنسية الشديدة
العدوى لكن كان يقلقني أيضا أن كان لجارتنا في
المبنى كلب كبير يتقاسم معها المسكن والمأكل وال...
لكن الغريب ان سكان المبنى لم يشتكوا من رائحة الكلب
(اعزكم الله) التي تنتشر في المبنى إذا ما فتح باب الشقة
الخاصة بهما أو خرجا وصادف أن التقيت بهما في ممرات
مدخل المبنى, بل اشتكوا من رائحة البصل والثوم في
الطعام الشرقي)

وتكلمت في موضوع الغسالة هذا مع بعض المسئولين
في القسم الصحي في البلدية فعقدوا اجتماع مصغر فقالت
لي المسئولة يبدوا انك تقرأ كثيرا!

وبعد سنوات قليلة خرج بحث بريطاني يقول إن
غسالات الملابس بمثابة مرتع خصب لبعض أنواع
البكتيريا وعددوا أنواعها ودرجة خطورة
بعضها وطريقة العدوى التي يمكن أن تتم بها.

وتفسير ذلك انه بعد فترة من استخدام غسالات الملابس
تجد أن اللزوجة تتكون في الأماكن الخفية التي لا يصل إليها
أو لا يحدث فيها الاحتكاك بين الأجزاء المتحركة
داخل اسطوانة غسالة الملابس المتحرك أيضا, كالماء
والملابس ومسحوق الغسيل. وهذه اللزوجة تكون مرتعا
خصبا لعدة أنواع من البكتيريا كما أثبته البحث البريطاني
الآنف الذكر.

وكما يعلم الكثير منا أن بعض أنواع البكتيريا لا يقتلها إلا
الماء والتراب معا.


.............
راجي

مشاركة هذا الرد في Google Facebook Twitter Digg

أنت معجب بهذا.