الحلقة 15
لقد اصبحت الآن الساعة العاشرة تقريبا ..
فتح باب الزنزانة ، ونادى احدهم وهو يقول : ( يالله طلعوا فطروا )
فخرجنا جميعا ، العشرون سجينا ..
أما العشرة الاولى فهم الاسرى ، وكنا نلبس لباسا موحدا ..
واما العشرة الثانية فهم المساجين الآخرين ، وكانت لهم مشاكلهم وصراخهم ، وعندما كان يعلو الصراخ ، يأتي عناصر ذلك الموقع ويهينوا الجميع بدون استثناء ..
إذن ، فالعشرون مهانون ، ونحن الاسرى من ضمن العشرون ..
إن عناصر هذا الموقع لايعرفون بأننا كنا اسرى حرب لدى اسرائيل ، وعندما كانوا يعرفون ذلك ، كانوا يعتذرون لنا ويتعجبون لوجودنا عندهم ، والمشكلة الكبرى انهم يأتون فرادى ، وكل منهم يشتمنا ، فنوضح له وضعنا نحن الاسرى العشرة ، فيعتذر ويتعجب ويذهب الى حال سبيله ..
هكذا مرت الساعات علينا في ذلك الموقع ، يأتي عنصر ، يهيننا ، نوضح له ، فيعتذر ويذهب ، وتواليك .. وهلم جرا ..
لقد كرهنا أنفسنا لاننا كنا اسرى ..
لقد كرهنا العالم اجمع ..
فمن المسؤول عن تلك الاهانات ..!؟
هل هو العنصر ، ام المسؤول عن العنصر ..!؟
لم نعد نقول بأننا اسرى ، لم نعد نتكلم عندما نهان ( كأننا من البكم ) وقد كان قلبي يبكي دما لهذه الأفعال المشينة ..
تحجرت الدموع في عيناي ..
يالله .. أريد أن أبكي ..
فلما لاأستطع البكاء ..!؟
أين تلك الدموع الخائنة ..!؟
يتبع ..