15-01-23, 05:36 AM
|
|
رد: مقالات ومآلات....
هل يمكن جعل الشخص
العادي مبتكرا؟
اساليب حديثة في التعليم
ظاهرة غياب (او تغييب) العقول المبتكرة في
بلادنا بصورة ملفتة دفعت المسئولين في
بعض بلداننا لتطبيق طرق جديدة للتدريس
تتمثل في مخاطبة العقل بالصور وهذا بإثارة
وتنشيط جزء مهم من الدماغ ظل خاملا تحت
وطأة طرق التدريس التقليدية والتي فشلت
في تنشيط ومخاطبة هذا الجزء المبدع
من الدماغ باحترام.
إذ أن الطرق التي ظلت متبعة تعتمد على
أسلوب الحشو النظري, وكأن عقول الطلاب
بطون غير ادمية او ارغفة (ساندويتش) لا
"تستحق" إلا الحشو بطعام يفتقر للعناصر
الغذائية المهمة من الفيتامينات كحال معظم
أطعمة الطلاب غير المدرسية اليوم.
(علما أن بعض الدول المتقدمة تقنيا كالسويد
لا تكتفي بتغذية العقل من الخارج بل تهتم
أيضا بتغذيته من الداخل وهذا بتخصيص
وجبات مجانية يومية للطلاب معدة بعناية
تحت إشراف الخبراء).
عقل مبتكر
الانسان بطبيعته يتمتع بعقل مبتكر ولا أريد
استخدام الاصطلاح المتداول "عقل خلاق".
عند تناولنا مثل هذا الموضوع يجب الأخذ في
الحسبان ما هو متواجد من الرؤى وما يجب
أن يتوفر, وعدم المبالغة في تبسيط الأمر او
التضخيم فيه أكثر مما هو مضخم أصلا محاطا
بتلك الهالة التي يجب أن يتجاوزها
الواقع وأهله.
الثقة
البداية في تكوين العقل المبتكر تكمن في زرع
الثقة في النفس وشيئا من حب المغامرة
والمثابرة في تجاوز العوائق
العادية والمصطنعة.
كما أن حسن استغلال الفرص تعتبر من أهم
عوامل النجاح لمن لا يتحمل صعوبات صناعة
الفرص وإيجادها.
فبعض الناس يضيعون الفرص التي تأتيهم في
حين أن البعض الآخر يحاول إيجادها ولا يضيع
عمره في انتظار الفرص التي قد لا تأتي أبدا.
معرفة التعريف الذي لا بد منه
إن تبسيط تعريف الاختراع بدون مبالغة قد يسهل
لنا في احتواء تناثر الطرق المتفرعة لتنتهي في
نقطة محددة قابلة للتنفيذ على ارض الواقع:
فالاختراع وما هو على شاكلته يعتبر
حل لمشكلة بطريقة عملية غير مسبوقة.
فالمشاكل والتعقيدات في الحياة لا تحتاج للبحث
عنها فهي موجودة معلنة عن نفسها إلا أن
الحلول هي المفقودة.
إيجاد ما لم يكن مألوفا كانت في الغالب تفرضه
الحاجة قبل حب المغامرة والبحث المنظم, كما أن
عامل الصدفة كان له دورا كبيرا في عالم
الاختراعات والاكتشافات.
إذ أن كثيرا من الاختراعات جاءت نتيجة الصدفة
ونجحت بفضل الله على أيدي من اجتهدوا في
إخراجها على ارض الواقع.
التصنيف في هذا المجال:
* مخترع محترف (الموهبة)
* مخترع المرة الواحدة (بالصدفة) ,
البعض له القابلية في الاستمرار.
* مخترع نتيجة الوسط البيئي
(بالتعلم والتدرب او المهنة),
أو أن الوسط التقني المتطور قد يكون له دور
في تولد الأفكار بالاستدراج غير المدبر.
* مخترعون بحاثة (اخترع نتيجة البحث الجماعي)
* وبعض الناس مخترعين الا انهم لا يعرفون أنهم كذلك!
* وهناك أيضا صنف من الناس يخترع للمرة الواحدة
ويتوهم انه مخترع محترف حتى يفيق تحت
سندان الواقع القاسي لكن بعد دفع الثمن باهظا.
حسن استغلال الصدف
هناك من يحسن استغلال الصدفة ويتفكر
ليعرف لماذا سقطت التفاحة.
فاسحق نيوتن لم يكتفي بالتفكير في سقوط
التفاحة بل حلل واستنتج وقرر...حتى توصل إلى
مفهوم الجاذبية. وهذا ما لم يتوصل إليه غيره
علنا أي لم يعرف أن أعلن عنه شخص آخر قبله.
إذا, الانسان مطلوب منه أن يتفكر في نفسه
وفي ما حوله من المخلوقات ما دام يحمل
في رأسه عقلا.
فانتباه المتفكر يوصل إلى صبر أغوار الأشياء
المألوفة الحدوث.
وهناك صنف من الناس من ينشغل بإيجاد
الجديد من الأشياء وهذه الهواية تطغى على
حياته إلى درجة الاحتراف فتصبح عنده أهم
من الطعام او الزواج او...
فترى البعض يجوع نفسه من اجل أن يشتري
ما يكمل به مشروعه المبتكر! وآخر ينسى يوم
زفافه لإغراق نفسه بالعمل في معمله كما
حدث مع العالم البحاثة الذي نسى يوم زفافه
إلى درجة أن العروس تركت مكان الزفاف لتحضر
عريسها من مكانه المجهول لسواها قائلة للحضور
المنتظرين في موقف محرج لها: اعرف أين
يقبع العريس الآن! وذهبت وأحضرته من معمله
وهو يرتدي ملابس المعمل الرثة.
(اعتقد انه العالم لويس باستور)
لا اسرد هذه القصة للإطالة في الحديث لكن
لأنوه انه لمن المهم جدا أن يتفهمك من حولك
حين تعمل للتضحية من اجلهم, من اجل أن
تنفعهم وأنت تقاسي الحرمان من أهم
الأشياء التي تحتاجها.
فالمخترع الحقيقي او الباحث تراه لا يكتفي
بان يجعل بيته مكان للتجارب بل قد يصل به
الأمر الى يجعل نفسه فارا للتجارب!
يتعذب والناس حوله يضحكون ويسخرون منه!
يخاطر بتحليقه في السماء ليتمتع غيره
بالطيران! كما فعل العالم عباس ابن فرناس الذي
تكسرت بعض عظامه في تلك التجربة.
والناس في الغالب هكذا, يسخرون مما يجهلون
حتى لو كان هذا الشيء الجديد, جاء به
رسولا مرسلا. فالادمان او التعود على نمط
معين في الحياة يجعل الناس لا يتقبلون الجديد
لانه يكون قد ران على قلوبهم ما كانوا يفعلون.
حتى قال البعض: لا يكون الشيء الجديد ذا وقع
وأهمية إن لم يسخر منه الناس في البداية.
فلا يبتئسن كل من يحمل رسالة او شعلة ينير بها
طريق من يحبهم بل ومن يسخرون منه أيضا.
الاختراع مستمر
ماذا أبقوا لك أن تخترع بعد كل هذه الاختراعات
المهولة؟
هكذا قد يسأل بعض المثبطين ولا يعلمون أن
الاختراع مستمر ما دام هناك حاجات في بيئة
يتواجد فيها عقل يحسن استغلاله.
فاليوم تجد ان من يسخرون منك, يصفقون لك غدا,
فيوم النجاح يمكن ان يسمع الاصم ويخرس المفوه!
وفي مثل تلك الأجواء البحثية الصعبة, من المهم أن
تكون هناك أم مثل أم المخترع أديسون.
ومن المهم ايضا أن تكون هناك زوجة مثل
زوجة العالم الذي ذكرنا قصته آنفا.
من المهم أن يتفهمك الوسط الذي تعمل فيه
وتجد فيه التقدير لتفانيك في إنجازه حتى
وان لم يحالف النجاح ما تحاول إنجازه.
يكفي انك جربت ولم تضيع وقتك
جالسا في المقاهي او نائما ...
يكفي فخرا انك اجتهدت
فلك مجتهد نصيب كما يقال.
ولكل تجربة ثمن, والخبرة لا تضيع
سدا إن كانت في يد أمينة ومجتمع
يقدر قيمة العلم والاجتهاد. فمن حيث
انتهيت يمكن لباحث اخر ان يبدأ وهكذا
العمل ثم العمل
الثقة من أهم عوامل النجاح واليأس وقلة
العمل (الكسل) هو الفشل بعينه.
لا بد من الانتباه ختى لا يتكرر ما هو
متواجد او ما لا طائل من صناعته فالجهد
والمال والوقت أولى في أن يستخدم في
ما هو أكثر أهمية ثم الأهم فالمهم.
فلا بد من ترتيب الأفكار المبتكرة حسب
الأهمية وإمكانية تطبيقها على ارض الواقع.
الاستعانة بالخبير شيء لا بد منه وهناك
في بعض الدول مراكز يمكن الاستعانة
بها بعد الالمام بالمعلومات الكافية عن
هذا المجال.
.
.
.
_________
* هامش :
طريقة استدراج او استحلاب الافكار
المبتكرة في اطار النهضة الصناعية
يمكن للمجوعات العلمية طرحه
تحت شعار:
فالنبحث معا
قد نتناوله في المستقبل,
بإذن الله.
...........
راجي
حلقة من سلسلة :
دور الاختراعات في حياتنا
التوقيع
|
تيه "غـ زي" متعاظم
وهجير بلا وعد بالعودة
لكن هذا إن سَد حدودا
فهناك رب يأذن
بالسماح
سلام على الدنيا
إن عاش الضعيف فيها مُهانا
بلا وطن كطير بلا عُش
تتقاذفه النسور ودمه
مباح
مشارق الأرض ومغاربها
جيل الصبر سوف يرثها
عندما تندمل قريبا كل
الجراح
مهما طال الليل بحلكته
وضاعف الظالم قسوته
فميلاد الشروق يبدأ مع
الصباح
|
|