15-04-24, 07:58 AM
|
|
رد: مقالات ومآلات....
▫️ النساء والرحمة الإلهية ▫️
تسائل معتاد سماعه؟
▪️قد يسأل سائل في حيرة :
لماذا لم يبعث الله رسولاً من النساء؟
من البديهيات المعلومه بالتجربة أن أغلب الناس يحبون الفرد
الصالح لكنهم للأسف ليسوا كذلك مع المصلح إن كان فرداً أو
جماعة. فإنهم يختارون على الأغلب الإصطدام به/ بهم بدلاً من
الحوار الهادئ معه هذا عندما يرون ما يدعوا إليه من إصلاح
الحال يتعارض مع قناعاتهم وموروثاتهم التي رانت على قلوبهم
وإن كانت ضلالا ومعصية ومضرة صحية أيضا كشرب الخمر
وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وغيره.
لذلك لم تكن مهمة الرسل والأنبياء سهلة بل وفي كثير من الأحيان
لا يحتمل أو يطيق تبعاتها ومسؤولياتها إلا ذوي العزم والصبر من
الرجال وليس كل الرجال أيضا بل من يختارهم الله بعناية وتربو
على عينيه، ففي هذه المهمة كر وفر وعيش في البراري والصحاري
بل وتهديد ومحاولة رجم بالحجارة وحرق وضرب بالفؤوس ونشر
بالمنشار كما حدث لسيدنا زكريا ويحيى وإبراهيم وغيرهم عليهم
وعلى نبينا الصلاة والسلام.. والأمثلة كثيرة يضيق بها الحصر.
إعفاء باطنه الرحمة
إن الإعفاء من الخدمة في الجيش لمن ملك العذر فيه رحمة ويسعد
بمثل تلك المراعاة كل من تم إعفاءه والاستثناء لا يخل بالقاعدة.
وان عدم تحميل الأمانة لمن لا يطيق حملها فيه شفقة ورحمة :
((إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن
يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا))
سورة الأحزاب
هذا رغم بعد المقارنة لوجود شيئ من الاختلاف بين العرض والتكليف.
وقد كان إعفاء المرأة من هذه المهمه من عند خالقها لأنها لا
تناسبها حتى لو كانت قوية في البدن وفي العقل لكن الطبيعية
الفسيولوجية وانعكاسات بعض الجوانب منها تناسب في أمور
أخرى مهمة أيضا يعجز الرجل عن القيام بها.
فالله الذي لا يكلف نفسا إلا وسعها كان أرحم من أن يحمل النساء
فوق طاقتهن وقدرتهن. حتى عندما حمل الله أم موسى عليه
السلام بعض المسؤوليات، كادت لا تنجح فيها : ((وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ
مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ *إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا* لِتَكُونَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)) القصص (10)
أما سيدنا ابراهيم عليه السلام عندما امتحنه الله وطلب منه أن
يذبح فلذة كبده الذي أتاه عند الكبر، امتثل لأمر ربه دون تردد رغم
أنه عُرف عنه بأنه أواه حليم. فليس في كل اختبار ينجح من يثير
عنفوانه الغبار. ورب حليم كان أكثر إتقانا لصولة وجولة
من زعيم عظيم.
إن البلاء ومعاناة الإمتحان الذي يمر به الأنبياء والرسل كبير ويحتاج
إلى رباطة جأش ومهابة وعدم وجود عوائق طبيعية أو عرفية. فضلاً
عن أن المرأة أكثر تعرضا للمصاعب والمخاطر عندما تختلط بالناس
أو تسافر دون مرافق.
وقد استصعبت مريم الصديقة المهمة التي حملها الله لها حتى تمنت
دونها الموت : ((فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ *يَا لَيْتَنِي
مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا)*) (23) مريم
هذا رغم أن الملَك المرسل إليها كان قد شرح لها طبيعة المهمة
والدور الذي سوف تقوم به :
((قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّىٰ
يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَٰلِكِ
قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ
أَمْرًا مَّقْضِيًّا)) مريم
لم يقل لها أن دعاء والدتك الذي استجابه الله لها سيجعل من
إبنك رسولا ونبيا بدلا منك وقد أكتفي بأن جعلك صديقة وفي
مرتبة العليين رحمة بك. فانت لم تتحملي هذا فكيف بالتهديد
بالتعليق علي أخشاب الصليب بعد تشرد وعيش في البراري
كما سوف يتحمله إبنك عيسى.
وبدلا من ذلك وبعد ما عذر ربها ضعفها أرسل إليها من يواسيها
ويدلها على أنسب طعام لها : ((فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ
جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ
عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا)) سورة مريم
حزم ولين
▪️ رغم أن الله الذي وسعت رحمته كل شيئ، كان حازماً في
تعامله مع أغلب الرسل (ومن الرحمة أن تقسوا أحيانا) وكذلك
مع الصحابة من الرجال : (( إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ
الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا)) الإسراء (75)
وقد كان أكثر لطفا بالنساء مثل الصديقات والصحابيات بل
وحتى زليخة زوجة عزيز مصر لم يذكرها الله إلا بما فعلت
وكان رحيماً بها.
وقد اهتم وأولي عنايته بشكوى امرأة صحابية :
((قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى
اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)) (1) المجادثه
عظم التفضيل والبلاء
▪️ فكلما كان هناك نعمة في التفضيل،
كان هناك أيضا عظم في البلاء.
((يا ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ ...)) المائدة
وان قوة الإيمان من أعظم النعم على العبد، والناس يُبتلون
على قدر إيمانهم كما ورد في الحديث وعلى قدر تحملهم
للعسرات : ((قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا )) الكهف
﴿ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ *وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا*﴾
الكهف
وفي حديث شريف:
(أشدُّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ ، ثم الذين يلونَهم ، ثم الذين يلونَهم)
صحيح الجامع
رحمته بالنساء
▪️ وقد كان الله رحيما بالنساء إلى درجة أنه لم يذكر منهن
بلوم أو توبيخ إلا حمالة الحطب. ورغم أن بعض القوم ألقوا
باللائمة على حواء في خروج آدم من الجنة إذ قالوا أن حواء
هي التي ضغطت على آدم حتى يطيع غواية الشيطان وياكل
من الشجرة المحرمة.
لكن ، وحتى لو كان هذا يحتمل قدرا من الصحة بعدم إنكارها
للمنكر، فإن الله ألقي اللوم على القائد صاحب القوامة الذي
حمله الأمانة ولم يلقي اللوم كله على حواء التي عوقبت أيضا
بما عوقب به آدم (النفي من الجنة إلى الأرض) ربما لعدم تبرؤها
من أمر المعصية بل والمشاركة فيه بدلاً من امتناعها عنه ونهيها
ونأيها عنه معذرة الى ربها، إذ وهبها الله العقل أيضا.
وكذالك لم يذكر الله زوجة يعقوب عليه السلام بشيئ حتى لو
كانت هي التي تحرض ابنائها على يوسف الصديق عليه السلام
كما يحلو للبعض تداول ما ورد في الإسرائيليات.
ولم يشنع زوجة لوط أو نوح بل ذكرهما ذكرا عاديا يقتضيه
وصف الحال والاستثناء ؛
((إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ)) الصافات.
لكن بالنسبة لابن نوح فقد كان القرار الصادر من الله
لسيدنا نوح قاطعاً :
((وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ
وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ *قَالَ يَنُوحُ إِنَّهُ لَيْس مِنْ أَهْلِك إِنَّهُ عَمَلٌ
غَيرُ صلِح فَلا تَسئَلْنِ مَا لَيْس لَك بِهِ عِلْمٌ إِنى أَعِظك أَن تَكُونَ
مِنَ الْجَهِلِينَ*)) هود
لذلك
بدلا من أن يُكثرن بعض النساء الجدال حول هذا الموضوع
الأفضل أن يتوجهن إلى الله بالشكر لهذا الإعفاء الرباني من
حمل ثقل الرسالة التي قد تأبي الجبال والسموات
والأرض عن حملها..
فكلما كان فينا ضعفا خفف الله عنا ليرفع الحرج عنا.
((ٱلۡـَٔـٰنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمۡ وَعَلِمَ أَنَّ فِیكُمۡ ضَعۡفࣰاۚ فَإِن یَكُن مِّنكُم
مِّا۟ئَةࣱ صَابِرَةࣱ یَغۡلِبُوا۟ مِا۟ئَتَیۡنِۚ وَإِن یَكُن مِّنكُمۡ أَلۡفࣱ یَغۡلِبُوۤا۟ أَلۡفَیۡنِ
بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ﴾ [الأنفال
ـ.........
راجي
التوقيع
|
تيه "غـ زي" متعاظم
وهجير بلا وعد بالعودة
لكن هذا إن سَد حدودا
فهناك رب يأذن
بالسماح
سلام على الدنيا
إن عاش الضعيف فيها مُهانا
بلا وطن كطير بلا عُش
تتقاذفه النسور ودمه
مباح
مشارق الأرض ومغاربها
جيل الصبر سوف يرثها
عندما تندمل قريبا كل
الجراح
مهما طال الليل بحلكته
وضاعف الظالم قسوته
فميلاد الشروق يبدأ مع
الصباح
|
|