24-05-06, 02:54 PM
|
|
القصة التاسعة عشر
معنى القوة
قصة أطفال (المرحلة السنية من 9 حتى 11 سنة)
كنت في طفولتي أحب الأسد كثيرا, وكلما اشتقت لرؤيته, أطلب من أبى زيارة حديقة الحيوان, أو الذهاب إلى السينما التي تعرض فيلما فيه أسد.
ذات مرة انشغل أبى في عمله, ولفترة طويلة لم أر الأسد. وفى صباح جديد, وأنا أمشط شعري أمام المرآة, تهيأ لي فجأة وقد نبتت "شوارب" طويلة في وجهي, وكذا رأيت "لبدة" من الشعر الكثيف الأصفر حول رقبتي. كان لونها مثل لون الذهب, ففرحت لأنني أصبحت أسدا قويا !!
فخرجت من الحجرة أزأر, تماما مثل صوت الأسد الذي أعرفه وأحبه. وببساطة تقدمت نحو الأكواب الزجاجية أعلى المائدة في الصالة, كي أحطمها.
لما سألني أبى عن سبب فعلتي تلك, أجبت مبتسما:
"لأنني قوى مثل الأسد"
فورا قرر أبى قرارا همس به في أذن أمي. فطلبت منى ومن أخوتي الاستعداد كي نذهب إلى حديقة الحيوان.
بعد فترة قصيرة, قدم أبى لي كتابا عن عادات الأسد, وطلب منى الاطلاع عليه ونحن في الطريق, وحتى نرى الأسد في عرينه.
عرفت أنه الحيوان الوحيد الذي لقبه العرب بالكثير من الألقاب والأسماء, منها..الليث, أسامة, غضنفر, ضرغام, هزبر..وغيرها الكثير.
دهشت, عندما قرأت أن من عادات الأسد, أنه لا يأكل إلا عندما يشعر بالجوع, ولا يهاجم فريسته في الغابة إلا عندما يجوع, ولا يأكل من الفريسة إلا بقدر حاجته ويتركها لبقية الحيوانات تأكل منها.
قبل أن أنتهي من الكتاب, صرخت فرحا بتلك المعلومات, ولما أخبرت أبى عن شعوري, طلب منى الانتظار حتى نهاية الرحلة.
فلما وقفنا جميعا أمام عرين الأسد (أو بيته) في حديقة الحيوان, رأيته قلقا حائرا ويدور حول شبلين صغيرين, هما أولاده. كان دوما يحرص على إبعادهما عن سور القفص الحديدي الخارجي. فلما سألت الحارس عن سبب قلق الأسد على أولاده.. قال:
" لأنه يحبها ويخاف عليها من الزوار"
دهشت أكثر في نفسي, أسأل: "كيف يكون الأسد قويا هكذا, وعطوفا جدا, بل وكريما مع الحيوانات الأخرى؟!!"
يبدو أن صوتي كان مرتفعا, وسمعنى أبى, وإلا لماذا سألني أبى قائلا:
"والآن هل عرفت المعنى الحقيقي للقوة؟؟"
التوقيع
|
تتقدم إدارة المنتدى بالشكر الجزيل
للمراقب والأديب/ حسن خليل ، على
جهوده الكبيرة في الرقي بالأقسام الأدبية
من خلال النقد ووضع المسابقات والحوافز
لجعل أقسامة متميزة كما هو ، سيما في
نجاح مسابقة " المقالة الأدبية " .
8/1/2012م
الأدارة .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
|
|