29-03-24, 11:04 PM
|
|
رد: مقالات ومآلات....
حُسن الجواب في منطق الخطاب
(الجزء الأول)
مشهد
▪️ كنت أتحدث مع بعض الأخوات عن فن التعامل أو بالأحرى فن الكلام
وأسلوب الرد على المواقف الطارئة التي تحتاج إلى نباهة وحُسن الجواب.
فإذا بإحداهن تذكر حوارا دار بين بعض الأخوات النرويجيات اللائي اسلمن :
كن قد احتفينا في جمعهن بإمراة كبيرة في السن كانت قد اسلمت حديثا
آنذاك. تسائلت إحداهن قائلة : كيف هذا ! أنها تسلم في هذا السن
المتأخر وتدخل الجنة مزاحمة من أسلمن في سن الشباب وتعبن في تأدية
فروض ومتطلبات الإسلام لفترة طويلة، هل في هذا عدل؟!
فردت عليها أخرى قائله: لا تنسى يا أختا أن حياتها قبل الإسلام كانت
معيشة دنكا وليست متنعمة كما تقولين وهذا استدلالا بواقعنا الذي كنا
نعيشه قبل اسلامنا مما جعلنا نبحث عن الحق الذي يمنحنا الطمأنينة.
وهذا تصديقا لقوله تعالى ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة دنكا)) .
ثم اضافت قائلة: نحن نعتبر أكثر حظا منها لأننا نعيش في نعمة الإيمان
ولذته ونرجوا أن نفوز معا في الآخرة بنعمة الجنة أيضا أو كما قالت.
وامثلة أخرى
إن فن الخطابة موهبة قد تعزز بالعلم والمعرفة والتجارب الحية.
وان حسن التعامل فن قل من يجيده وحسن الجواب يكمن في
منطقية الخطاب.
ومن الشخصيات المعروفة التي كانت تتقن هذا الاسلوب الشيخ
حسن البنا. فقد قال عنه أحد الغربيبن المهتمين بهذا الشأن :
ما رأيت شخصا يتكلم كثيرا إلى الناس دون أن
يخطئ في حقهم إلا هذا الرجل!
▫️ سيدنا موسى عليه السلام لما سأله الله عز وجل: ((لما عجلت يا
موسى)) احسن الجواب لما قال((عجلت إليك ربي لترضى)).
ولما سُئِل صحابي احسبه حمزة عن من هو الأكبر سنا الرسول أم أنت
اجابهم قائلا: الرسول أكبر وانا ولدت قبله!
▫️ والشيخ عباسي مدني لما سأله صحفي فرنسي : هل أنتم منفتحون
اجابه قائلا : إن شاء الله فاتحون !
(قد يكون الجواب مستفزا وجالبا للمشاكل، لكن فرنسا لا تحتاج إلى
استفزاز لتكيد وتتآمر...)
▪️ أما جواب أحد الرجال ممن هم خير أمة اخرجت للناس فقد أسعد
الرسول صلى الله عليه وسلم حتى دعا له بالخير لحسن منطقه.
فالصحابي الجليل المقداد قال للرسول عليه الصلاة والسلام :
امض لما امرك الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قالت بنوا
إسرائيل لموسى، فاذهب أنت وربك فقاتلا هاهنا قاعدون، بل
نقول اذهب أنت وربك فقاتلا نحن معكما مقاتلون. فوالذي
بعثك بالحق لو سرت بنا برك الغماد لجالدنا معك، من
دونه حتى تبلغه.
▪️وهناك أمثلة كثيرة لا سيما جواب الغلام الذي جاء
إلى عمر ابن عبد العزيز على رأس وفد :
..........
راجي
التوقيع
|
تيه "غـ زي" متعاظم
وهجير بلا وعد بالعودة
لكن هذا إن سَد حدودا
فهناك رب يأذن
بالسماح
سلام على الدنيا
إن عاش الضعيف فيها مُهانا
بلا وطن كطير بلا عُش
تتقاذفه النسور ودمه
مباح
مشارق الأرض ومغاربها
جيل الصبر سوف يرثها
عندما تندمل قريبا كل
الجراح
مهما طال الليل بحلكته
وضاعف الظالم قسوته
فميلاد الشروق يبدأ مع
الصباح
|
|