العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
خرج ولم يعد
خـــرج ولم يــعـــد!
دخل الخطيب المسجد يمشي ببطء ، كأنما يجر خطواته جرا . أصوات قراءة القرآن ، التي يضج بها المسجد .. بدأت بالخفوت . ما إن اعتلى المنبر حتى كانت الأصوات قد تلاشت . فترة الآذان كانت فرصة لأن يتأمل في وجوه الحاضرين . أخذ ينقل طرفه في زوايا المسجد .. يرى الوجوم على الوجوه ، و يرى علامات بالتبرم .. بل يرى حتى ابلنائمين !! و حفظ كذلك ، وجوه أولئك الذين يلازمون حضور خطبته ، و يتخذون مبواقع ثابتة في المسجد! يعبرفهم تماما و يعرف (الغرض) الذي جاءوا من أجله ..!! لكن ماذا يفعل لهؤلاء الذين يُبدُون الضيق من رتابة الخطبة ، خصوصا الشباب منهم . إنه لا يملك أن يفعل أكثر من هذا . يريدونه أن يثور ساخطا على (النظام) ، و يلقي بحمم كلماته على رموزه (!!) .. و لكن هل ينتهي الأمر بهذا ؟! إن (الحمم) التي يريده هؤلاء أن يلقيها لتزعزع أركان النظام ، كما يقولون ، يود أن يلقيها ، و لكن ليس للغرض الذي يقصدونه ، بل ليفجر العفن ، و الوهن ، و الانهزام داخل النفوس ، التي قبلت بهذا الوضع المهين !! إن الثورة على الخور و العبودية لغير الواحد الأحد ، داخل النفوس ، يجب أن تسبق الثورة على النظام ، و هو ما يريده هؤلاء المُستَعْبَدين داخليا . كل هذه الأفكار طافت برأسه ، و هو يتأمل الحاضرين ، و يحاول أن يقرأ في ملامح كل شخص وقعت عيناه عليه، خبايا ما يدور في فكره . لم يقطع حبل تفكيره إلا قيام المؤذن بتقريب مكبر الصوت إليه ليبدأ الخطبة . كان قد قرر شيئا في دخيلة نفسه ، رحمةً بالشباب الغض ، الذي يراه يتقاطر على المسجد ، و كله رغبة في أن يسمع كلمة رفض للانحراف و الفساد ، الذي يدفع إليه المجتمع دفعا.. باسم التحديث و التقدم .. أو إدانة .. لانتهاك حقوقه وسرقة أمواله و خيراته ، أو حتى يسمع عبارة احتجاج على الواقع المزري الذي ارتكست فيه الأمة .. لعلها تمنحه بعض العزاء لكبريائه الجريحة . استهل الخطبة بالحديث عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و مكانته في المجتمع المسلم ، و استرسل في الخطبة مستشهدا بالحديث النبوي : " من رأى منكم منكرا فليغيره ..." . كان صوته يعلو حينا و يخفت آن آخر .. و استغرق في حالة من التفاعل مع الحديث الشريف ، لم يشعر خلالها بأي شيء آخر ، سوى حركات التحفز التي بدأت تظهر على المصلين ، و الشباب منهم خاصة ..! في نهاية الخطبة لم يدر ماذا قال بالضبط .. لكنه واثق من أنه قد تجاوز الخطوط العريضة للخطبة ، التي دونها على ورقة صغيرة يحملها بيده . كان هناك تقريران قد كتبا عن الخطبة .. الأول يقول: "الخطيب يحرض على العصيان المسلح" !! أما التقرير الثاني فيؤكد صاحبه على أن : " الخطيب يدعو إلى الإطاحة بالنظام عن طريق (انقلاب) " !! إضافة إلى ملاحظات سجلها (أحدهم) .. أشار فيها إلى أن " الخطيب يصف أعمال الحكومة بالمنكر".. ! كان على وشك أن يهجع إلى النوم .. بعد أن صلى الوتر ، حينما بدأ طرق عنيف ينهال على باب البيت . ارتدى ثوبه ثم توجه نحو الباب .. و نادى : - من هناك ؟! - افتح .. افتـــــح ..! - من أنت ؟! - افتح .. و إلا اضطررنا لدخول البيت بالقوة .. ! - ! ! ! ! ! فتح الباب فاندفع الطارق إلى داخل البيت و معه ثلاثة رجال .. قال مخاطبا إياه : - النقيب عوض من المباحث .. سنفتش البيت .. - الآن ..؟! إن أهلي و أطفالي نائمون ..! - لا بأس نفتش البيت ثم يعودون للنوم ثانية ..! أشار للرجال الذين معه بأن يبدأوا التفتيش .. - لحظة لو سمحت لأخبر أهلي .. بعد أن انتهى التفتيش .. دون نتيجة ، قال له : - تعال معنا .. - إلى أين .. و لمــاذا ؟ أجاب و هو يدفعه أمامه : - ستعرف فيما بعد .. ! وضع القيد في يديه و أركب شاحنة نقل بضائع صغيرة ، لا نوافذ لها ، سوى فتحات صغيرة ينفذ منها الهواء . بعد مسيرة نصف ساعة توقفت السيارة ، فصعد أحدهم إليه وعصب عينيه ، ثم اقتاده إلى داخل أحد المباني . أحس أنه صعد درجاً ، وسار في أكثر من ممر ، مرّة ذات اليمين و أخرى ذات الشمال ، و أخيرا أدخل إحدى الغرف ، و رفعت العصابة عن عينيه .. لم ير شيئا لأن الغرفة كانت مظلمة . قبل أن يخرج الجندي ، و يغلق الباب وراءه ، أدار مفتاح الضوء الذي كان باهتا ، لدرجة أنه لا يكاد يصل إلى أطراف الغرفة رغم صغرها . تبين في الغرفة فراشا قديما ممدودا .. و طاولة و كرسي من البلاستيك . تمنى لو أن الجندي لم يشعل هذا النور، لأنه كان من الضعف بحيث يرسم تظليلا للأشياء الموجودة في الغرفة ، بشكل يبعث على الوحشة .. فهاهو يرى ظله و كأنه عمود مشنقة ، تمثل لحيته الكثة حبلها ، و بدا له ظل الطاولة ، و هو يقف خلفــهـــــــا ، و كأنها منصة المشنقة ..! تساءل .. و قد أحس بكآبة تنوء بكلكلها على صدره : هل هذا جزء من برنامج الليلة ؟! استمر على هذا الحال ثلاث ليال .. لا يكلمه أحد ، و لا يرى أحداً ، سوى جندي يفتح الباب ، و يضع له طعاما دون أن يتكلم . ظلت الأفكار .. و الخيالات السيئة تعاوده ، و في الليلة الرابعة .. أفاق من تخيلاته على صوت الباب يفتح ، فالتفت فإذا بنور الغرفة الباهت يتسرب إلى الممر عبر فتحة الباب. قال يحدث نفسه ، و يكتم آهة تكاد تفجر صدره : " يا رب حتى هذا النور الباهت لم يطق وحشة الغرفة ففر إلى الممر .. وما عسى أن يجد في الممر ، أو في ما بعــــــد الممـــــــر ؟! " .. دخل الشخص و لم يستطع أن يتبين وجهه ، و لكن عرف أنه ضابط ، حينما وقعت حزمة من الضوء على كتفه فلمعت النجمة النحاسية التي تعلوه .. سحب الكرسي فكان له صرير خيل إليه و هو ينبعث من وسط الظلام ممزقا السكون ، و كأنه نحيب امرأة ثكلى . جلس الضابط على الكرسي مستظهرا النور و واضعا يديه على الطاولة . بعد فترة من الصمت المخيف ، لم يسمع فيها إلا أنفاسه المتلاحقة ، سأله الضابط : - أين تتدرب على السلاح ، ومن هم شركاؤك في الانقلاب ؟ - أي سلاح ، وأي انقلاب ؟ - لا تماطل نحن نعرف عنك كل شيء .. و كنا نرصد تحركاتك جميعها !! - ماذا لدي حتى تعرفونه .. و ما هي تحركاتي ؟! - الإنكار لا يفيدك .. بل يؤخر تنفيذ (الحكم) ضدك ..! -أنا لا أعرف شيئا مما تقول .. ! - نحن نعرف يا .. فضيلة الشيخ .. تحرض الشباب على العصيان المسلح ، و تدعوهم للمشاركة في (الانقلاب) الذي تخطط له ..! -من قال هذا الكلام ..؟! - أنت قلته .. هل نسيت بهذه السرعة ؟! أم أن ذاكرتك ضعيفة إلى حد أنك لا تتذكر خطبتك قبل يومين ..؟! - . . . . . . . . . . - من رأى (منكرا) فليغيره بيده .. أو (فبقلبه) !!هــاه ..؟ - هذا ليس كلامي .. إنه حديث .. ! - هذا ما نريده منك .. الشخص الذي تحدث بهذا ، أن تدلنا على صاحب هذا الكلام .. نعرف أنه مغرر بك .. نريد الرأس المدبر .. - يا رجل هذا (حديث) من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم ماذا عساك تفهم من الحديث أكثر مما دل عليه؟! - هكذا إذن ، تُجَهِلنا بالدين .. أنت المسلم فقط .. أما الحكومة التي جعلت الإسلام مصدر رئيسي من مصادر التشريع ، هي برأيك ليست إسلامية .. ! - أنا لم أقل هــذا .. ! - و تنكر أيضا .. لدينا تسجيلا لخطبتك ، التي تصف فيها سياسة الحكومة بالمنكر ، و تحرض الشباب على الإعتراض عليها بالعصيان المسلح ..! - هذا لم يحصل قط .. و أنا حينما استشهدت بالحديث الشريف لم أعن شيئا مما تقول .. - حينما بدأت تصرخ بجمهور المصلين ، و تقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده .. وترفع يديك أمامهم ، كما لو كنت تحمل بندقية .. ! هل هذا حديث أم دعوة للعصيان المسلح .. تحرض فيها الشباب المخدوع بشعاراتكم الدينية ..؟! - ولكـــن ..! - هل تظن عناصرنا من الغباء بحيث لا يعرفون (شفرتك) السرية هذه ..؟ - أقسم أن هذا لم يحصل .. قد تكون عناصركم فهمت حركاتي خطأ ، و من هنا حصل سوء الفهم ..! - لو سلمنا معك جدلا .. بأنك لا تقصد بالمنكر السياسة الحكيمة للدولة ، و أن التغيير باليد لا تقصد به التحريض على العصيان المسلح ، فماذا تقول عن دعوتك الصريحة (للانقلاب) على الدولة و تغييرنظام الحكم ؟! - أنــا ...؟! - لا تعد للمماطلة .. كنت تصرخ : فليغيره بيده ، فإن لم يستطع (فبقلبه) ، و ظللت تكررها ثلاث مرات : فبقلبه .. فبقلبه .. فبقلبه .. لقد مضى عهد الانقلابات يا معتوه ..! قال الضابط عبارته هذه .. و نهض و أغلق الباب خلفه بعنف .. مزق السكون الذي يخيم على المكان . أخذ الصوت الذي أحدثه إغلاق الباب يتردد .. فخيل إليه كأنما يكرر جملة الضابط الأخيرة : " مضى عهد الانقلابات .. مضى عهد الانقلابات ..." ..! رغم المرارة التي يشعر بها ، إلا أنه لم يتمالك نفسه أن انفجر ضاحكا على (الذكاء) الخارق الذي يتمتع به الضابط .. و جواسيسه الذين كتبوا له التقارير!! في الصباح كان خبر مداهمة بيت الخطيب و اعتقاله قد انتشر في الحي .. و وصل إلى كل بيت في المنطقة .. قالوا : - يستأهل ..! لماذا يحشرنفسه في أمور لا شأن له بها..!!! في الجمعة التالية ذهب الناس إلى المسجد ليروا الخطيب الجديد ، الذي أخذ يكرر لهم ما كان الخطيب الأول يردده قديما .. نفس الكلام ، و نفس المواضيع الرتيبة . بدأ الملل يسري إلى نفوس الحاضرين ، و أخذوا بالتبرم ، و لكن الخطيب ظل يكرر ما يقوله في كل جمعة ، رغم تناقص المصلين ، و نوم معظم الباقين ، لأن الخطيب الأول .. (خرج و لم يعد )..
|
#2
|
||||
|
||||
بارك الله فيك
|
#3
|
||||
|
||||
الله يعطيك العافيه00
اللطيفة00
|
#4
|
||||
|
||||
أشكركِ جزيل الشكر أختي أم عزام على هذه الحكاية المؤثرة وسردها المشوّق
وبانتظار جديدكِ القادم تقبلي احترامي وتقديري
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |