الفاضلة حنين متيم
تحية وسلاما
وبعد
قلت ِ:
هل أغضبك ذكر صراع المتنبي مع ابن الرومية
الذي أغضبني وأثار حفيظتي وتحفظي
عدّة أمور ..
منها قولك ِ المسموم والذي ما نصه:
لم يكن هذا القول يا رعاك الله لي
ولم أنسبه لي والشاعر هو من رفض أن يتسمى بذلك
وليس أنا من رفض تسميته بالشاعر هذا من ناحية
فهو من قال
نطقت بفضلي وامتدحت عشيرتي = وما أنا مداح ولا أنا شاعر
لانحدار الشعراء في عصره
عن سدرة المنتهى إلى حضيض التسكّع
من ناحية أخرى
نحن نتحدث عن القرن الرابع الهجري
في أواخر العصر العباسي والدويلات المستقلة
وما طغى على الأدب عموماً من مجون و زندقة
والاهتمام بالبديع والسجع والمحسنات على حساب المعنى
فشتان بين الأدب العربي في كل قرونه وهذا المرحلة بذات
وثانياً:
التعمّد ِ الواضح في إخفاء الوجه القبيح
لابن ( الرومية ) ..!
حيث أراك ِ أغضضت الطرف عن حقيقة موته
وكيف ( هلك )
ولماذا ..!
أنا يا أخي عندما تحدثت عن الشاعر ركزت على الناحية الوجدانية له
فأنا لم أذكر حتى بلدته ولا كيف أسر ولا كم مرة وقع فيها تحت الأسر
ولم أغض الطرف قاصده إخفاء كيفيه موته لكنني ركزت على
ناحية واحدة أثناء كتابتي عن الشاعر
وثالث الأثافي يا فاضلتي
سردك ِ ( لمسرحية ) هزيلة
عنوانها الحقد المُميت لأبي مُحسّد
رحمه مولاه ..
فالرواية تحتمل ( الكذب )
وكما قالوا..
متى تطرق إليه الاحتمال سقط الدليل
والاحتجاج ..!
ذكرت في تعقيبي الأول أنني عندما ذكرت هذا الصراع
ليس انتقاص لأبي الطيب المتنبي
وأوردت على ذلك الشاهد
حتى وأن كانت هذه الرواية مختلقه أو مزيفة
فهي لم تؤثر على إبداع أبو الطيب وقد قال عنه الكثير من النقاد أنه
أمه في رجل وكيف كانت كل ملامح العصر الذي يعيش فيه واضحة في شعره وروحه
و( للتاريخ ) صفحات سوداء
بسبب المأجورين وضعاف الأنفس
وعديم الضمير ..!
أمثال ( الحاتمي ) و( الصاحب ابن عباد )
وزعيم العصابة ( ابن الرومية ) وغيرهم الكثير ..!
الخلاصة ..
ليس كل ما يُكتب ويقال
نؤمن ونسلّم به ..!
انتهت ( المسرحية ) ..!
واستل الستار ..!
ولكن بقيت ( الخيبة ) مشرّعة الأبواب
عالقة في بطونها
فصول ( الزيف ) و( الكذب )
{ فويل لهم مما كتبت أيديهم }..
انتهت المسرحية
ورحل ( شاعرنا ) ..!
ورحل الجميع ..!
وبقي ( للحمدانيين ) مجداً
بناه ( المتنبي ) بصفحات مدادها
لغة خالدة باقية إلى أن يشاء الله ..!
ونبقى مع ( ابن الرومية )
ومع قولك ِ :
فيكفيه أن ديوانه يخلو من المدح التكسبي
لم يكن بحاجة ..!
فلقد ولدته ( الرومية ) وفي فمه ملعقة من ذهب
فماذا يمدح الأمير ..؟!
لذلك حلقت شاعريته بحرية وأبدعت في مجال الوصف
وأختم ُ بقولك ِ :
فقد عاش الشعراء القدامى في
أكثريتهم الساحقة من جاهليين وإسلاميين وعباسيين
على التكسب بشعرهم
طالما من ( شعرهم ) فما العيب في ذلك..؟!
أمدح وأعيش
ولكن لا أسأل الناس الحافا ..!
وأنا لم أتحزب لأي من الشاعرين
فكل منهما له شخصية وشعره
ومحبوه وكلاهما أبدع وأضاف إلى الأدب العربي
ومن الظلم أن نقارن أبو الطيب مع أبي فراس
لأن لكل منهما مدرسة غير الآخر
هذا حسبي ..
والتحيّات لك ِ 0