العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
مسرد بناء الكعبة المشرفة
1. لقد بنيت الكعبة المعظمة اثنى عشرة مرة اذا اعتبرنا البناء من الجذور والبناء الترميمي الشامل. 2. بناة الكعبة المشرفة هم آدم عليه السلام، ثم شيت عليه السلام، ثم ابراهيم واسماعيل عليهما السلام، ثم العمالقة فجرهم، وقريش ثم عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما، والحجاج بن يوسف الثقفي، ثم السلطان مراد خان وأخيراً الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود. 3. بنى ابراهيم واسماعيل عليهما الصلاة والسلام البيت بأمر من الله . 4. كان بناء ابراهيم عليه السلام بالحجارة رضماً بدون مونة أو خلطة ماسكة بين الحجارة، وكان يبني كل يوم " ساقاً " أي صفاً واحداً من الحجارة، ولما انتهى الى موضع الحجر الأسو طلب من اسماعيل عليه السلام أن يأتيه بحجر ليكون علامة موضع بداية الطواف فجاءه جبريل بـالحجر الأسود. 5. والشكل العام للكعبة المشرفة في بناء ابراهيم عليه الصلاة والسلام مستطيلاً، وارتفاعها تسعة أذرع، وطول الضلع الشرقي اثنان وثلاثون ذراعاً، والغربي واحد وثلاثون ذراعاً، والجنوبي عشرون ذراعاً، والشمالي اثنان وعشرون ذراعاً وجعل لها فتحتا بابين ملاصقين للأرض بدون باب يغلق وجعل بداخلها حفرة لتكون خزانة ولم يسقفها وبنى في شمالها عريشاً منحنياً زرباً لغنم اسماعيل عليه السلام، هو الذي يسمى بالحجر. 6. عُمرُ بناء ابراهيم عليه السلام أربعة آلاف سنة تقريباً. 7. حين أرادت قريش تجديد بناء الكعبة المشرفة بعد احتراقها وصديع السيول لها قررت أن لا تدخل في بنائها مالاً حراماً. فقصر المال الحلال عن كمال البناء فاختصر جزء منها ملاصق لحجر اسماعيل عليه السلام. 8. ثم تجزأت قريش جهاتها الأربعة، وكل جهة جزئت الى أربعة أجزاء اقترعت عليها القبائل فتولت كل قبيلة جزءاً. 9. المواد الخشبية للبناء اشترتها قريش من أصحاب سفينة رومية تكسرت في ميناء الشعيبة واستأجروا أحد ربانها ليساعدهم في البناء على شكل بناء أهل الشام. 10. لقد شارك رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً في بناء الكعبة المشرفة كما حل النزاع الذي حصل عند وضع الحجر الأسود في مكانه بالحكمة الادارية السامية. 11. جعلت قريش ارتفاع الكعبة المشرفة ثمانية عشر ذراعاً، وسقفتها ، وجعلوا لها باباً واحداً شرقياً مرتفعاً عن الأرض وأداروا على حجر اسماعيل جداراً قصيراً، وزوقوا داخلها، وجعلوا لها درجاً داخلياً يؤدي الى السطح، وجعلت فيها دعائم للسقف ستة. 12. لقد بنى عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما الكعبة المشرفة بعد احتراقها وقصفها بالمنجنيق أيام يزيد بن معاوية. وأعاد بناءها على الوضع الذي كان يتمناه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ثبت من خلال حديث عائشة رضي الله عنها فكعبها وربعها على قواعد ابراهيم عليه الصلاة والسلام، وجعل لها بابين ملصقين بالأرض، شرقي، وغربي، وجعل داخلها ثلاث دعائم خشبية لحمل السقفين باقية الى اليوم، وزاد ارتفاعها الى سبع وعشرين ذراعاً. 13. أما بناء الحجاج فلم يكن بناء شاملاً بل كان نقضاً لجزء من بناء ابن الزبير وتعديله الى شكل بناء قريش للكعبة المشرفة. 14. بناء السلطان مراد خان عام 1040 هـ بعد أن تهدمت الكعبة المشرفة بسبب أمطار غزيرة أسالت السيول هطلت عام 1039هـ وصل الماء فيها الى منتصف جدار الكعبة. واستغرقت العمارة حوالي ستة أشهر. وكانت قبل عشرين عاماً قد ظهرت آثار تصدع في جدار الكعبة المشرفة فعالجها السلطان أحمد خان بتطويق الكعبة المشرفة بحام معدني مزركش ومذهب حماية لها من التهدم. 15. والترميم الشامل الكامل الأخير للكعبة الشمرفة هو ترميم الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود.
|
#12
|
||||
|
||||
توسعات الحرم المكي عبر الزمان
(1) عصر الرسول -صلى الله عليه وسلم-: بعد أن فتح الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكة أزال ما كان على الكعبة من أصنام، وكان يكسوها ويطيـبـها، ولكنه لم يقم بعمل تعديل على عمارة الكعبة وما حولها كما لم يرجع الكعبة إلى سابق عهدها في أيام سيدنا إبراهيم -عليه السلام-خشية من الفتنة؛ لأن قومه كانوا حديثي عهد بالإسلام، لكن كانت أهم الأحداث في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو توجيه القبلة بأمر من الله إلى المسجد الحرام يقول تعالى " قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ " (البقرة: الآية 144). (2) ظل المسجد الحرام على حاله طوال خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- دون تغيير. (3) في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وفي العام السّابع الهجري: استشعر مدى الحاجة لهذه التوسعة حين رأى الزّيادات المطّردة في عدد الحُجّاج الذين يفدون للطّواف حول الكعبة المشرّفة سنويًّا، وعجز المطاف عن استيعاب تلك الزّيادات، فقام بشراء البيوت المجاورة للمسجد، ووسّع بها ساحة المطاف وجعل لها أبوابًا يدخل الحجّاج والمعتمرون منها للطّواف حول الكعبة المشرفة. (4) في زمن،عثمان بن عفان -رضي الله عنه- كثر الناس فوسع المسجد، وكانت هذه الزيادة سنة ست وعشرين للهجرة، كما بنى -رضي الله عنه- للمسجد أروقةً؛ فكان ذو النورين أول من بنى أروقة للمسجد الحرام. (5) في عهد عبد الله بن الزّبير عام 64 هـ أجريت زيادة كبيرة على المسجد طالت جهاته الشّرقية والجنوبيّة والشّمالية، كما قام بسقف المسجد ودعمه بأعمدة من الرّخام، وبذل أموالًا طائلةً في شراء بعض البيوت المحيطة به، التي ضمّ أرضها لساحة المسجد، وقد بلغت التّوسعة التي أجراها نحو 4050 مترًا مسطّحًا. (6) في عهد عبد الملك بن مروان وتحديدًا في سنة 75 هـ أجرى الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان عمارةً في المسجد الحرام دون أن يحدث أيّ زيادة في مساحته، لكنه قام برفع جدران الحرم، وسقفه بالسّاج، ووضع على رأس كلّ أسطوانة خمسين مثقالًا من الذّهب. (7) في عهد ابنه الوليد بن عبد الملك تم لأول مرة نقل أساطين الرخام (أعمدة الرخام) من مصر والشام إلى مكة على العجل، وزاد في مساحة المسجد الحرام من الجهة الشرقية رواقًا دائرًا على حافتـه، وقد بلغت هذه التوسعة نحو 2300 متر مربع، وكان الوليد بن عبد الملك هو أول من آزر المسجد بالرخام من داخله، كما أهدى إلى الكعبة المشرفة هلالين وسريرا من ذهب. (8) في عهد الخليفة المنصور زاد الخليفة المنصور في مساحة المسجد الحرام، وأصلح في عمارته، وقد تمثّلت هذه الزّيادة في إقامة رواق واحد ينفذ على صحن المسجد الحرام، كما بنى الخليفة المنصور مئذنة في ركن المسجد الشمالي الغربي عُرفت باسم "مئذنة بني سهم". أما عن شكلها فقد كان الجزء الأسفل مكعبًا، أما الجزء العلوي فهو أسطواني يعلوه خوذة المئـذنة، وبهذه الزّيادة التي بلغت نحو 4700 متر مربع، التي انتهت عام 140 هـ؛ وبذلك تكون مساحة المسجد بلغت ضعف ما كانت عليه في المرحلة السّابقة عنها. (9) أعقب الخليفة محمد المهـدي العبّاسي العمارة السابقة بعمارتين كبيرتين: الأولى جرت عام 160 هـ، وأكمل بها عمارة أبيه الخليفة أبو جعفر المنصور؛ حيث وسّع المسجد الحرام من الموضع الذي انتهى إليه والده في الجانب الغربيّ، كما وسَّعه من أعلاه ومن الجانب اليماني. وقد بلغت هذه الزيادة 7950 مترا مسطحًا. أما العمارة الثّانية: فقد جرت بعد أن قدم المهدي للحج عام 164هـ، وساءه أن يرى العمارة الأولى التي أمر بإجرائها لم تجعل المسجد مربعًا وتتوسّطه الكعبة المشرفّة، فأمر المهندسين بتدارك الأمر وإجراء التعديلات والتوسيعات اللازمة، واشترى الدور المجاورة، وأنفق أموالا طائلة حتى تحقّق له ما أراد، وانتهت هذه العمارة في عهد ابنه موسى الهادي بعد أن توفاه الله. وقد بلغت هذه الزيادة نحو 2360 مترًا مربعًا، وكان عدد الأعمدة وقتها أربعمائة وأربعة وثلاثين عمودا، وكان عدد الأبواب في المسجد أربعة وعشرين بابًا، وأصبح للمسجد أربع مآذن في أركانه الأربعة. (10) في عهد المعتضد بالله تم إضافة دار النّدوة إلى المسجد الحرام ودُعِّم هذا الجزء بأساطين وطاقات وأروقة مسقّفة بالساج المزخرف، وأُوصلت بالمسجد الحرام عن طريق اثني عشر بابا فُتحت في حائط المسجد. وبلغت هذه الزّيادة 1250 مترًا مربعا. (11) في عام 306هـ أجرى المقتدر بالله العبّاسي زيادة أخرى بلغت 850 مترًا مربعًا؛ حيث كانت هناك ساحة تقع بين بابين من أبواب المسجد الحرام: أحدهما يسمّى باب "الخياطين" أو باب "الحزوة"، والثاني يسمّى باب "جمح"، وكانت أمام هذه السّاحة داران لزبيدة أمّ الخليفة الأمين. وقد ضمت تلك المساحات جميعها للمسجد الحرام. (12) في سنة 803هـ شبّ حريق كبير في المسجد الحرام دمّر الجانب الغربيّ منه، وأصاب أيضًا الجانب الشّمالي الذي استمرّ الحريق فيه إلى أن أتى على سقوف المسجد وأعمدته الرّخامية، ووصل إلى أسطوانتين هدمهما السّيل العظيم الذي داهمهما، وأسقط ما عليهما من الأعمدة والسّقوف. وحين علم السّلطان أبو السّعادات زين الدّين فرج برقوق بذلك قام بإصلاح ما أتلفه الحريق، وأعاد بناء المسجد الحرام إلى ما كان عليه، دون إضافة أيّ زيادات على مساحته. (13) في سنة 815هـ قام قاضي مكّة جمال الدّين محمد بن عبد الله بن ظهيرة بتعمير أجزاء من المسجد وإصلاح سقفه. (14) في سنة 825 هـ أجرى الأمير زين الديّن برسباي عمارة كبيرة للمسجد الحرام بعد أن أصاب التّلف والتّشقّق جدرانه وأعمدته وأبوابه وسقفه، وقام بتشييد عشرات العقود وتجديد الأبواب والسّقوف في مبنى المسجد. (15) في سنة 882 هـ بنى السلطان قايتباي سلطان مصر أوّل مدرسة تدرس فيها المذاهب الأربعة، واشترى بعض الدّور المحيطة به، وأقام فيها مجمّعًا كبيرًا يشرف على المسجد الحرام والمسعى واشترى مكتبًا ومنارةً. (16) في الفترة الواقعة ما بين 981 - 984 هـ أجرى السّلطان سليم عمارةً شاملةً للمسجد بعد أن أصاب الخراب بعض أروقته وبرزت رؤوس أخشاب سقوفه، فاستبدلت بالسقوف الخشبيّة القباب التي أقيمت على دعامات قويّة من الحجر وأساطين الرّخام. وقد توفّي السّلطان سليم قبل إتمام تلك العمارة، فتولّى ابنه السّلطان مراد خان الرّابع إتمامها. وكانت هذه العمارة بمثابة تجديد كامل للمسجد منذ عمارة الخليفة المهدي العبّاسي التي انتهت عام 164 هـ . (17) تزايد أعداد المسلمين حيث اتسعت خلال الفترة رقعة العالم الإسلامي لتشمل بلادًا وشعوبًا جديدة في أفريقيا وآسيا، فضلا عن التطور الهائل الذي شهده العصر الحديث في وسائل المواصلات التي اختصرت المسافات وقاربت ما بين البلدان، كل ذلك أدى إلى مضاعفة أعداد حجاج بيت الله الحرام؛ وهو ما أظهر مدى الحاجة إلى توسعة المسجد الحرام لاستيعاب المصلين. (18) في عهد الملك سعود -رحمه الله- تمت توسعة شاملة لبيت الله الحرام وعمارته في ثلاث مراحل شملت إزالة المنشآت السكنية والتجارية التي كانت مجاورة للمسعى، وكذلك إزالة المباني التي كانت قريبة من المروة، وإنشاء طابق علوي للمسعى بارتفاع تسعة أمتار مع إقامة حائط طولي ذي اتجاهين، وتخصيص مسار مزدوج يستخدمه العجزة الذين يستعينون بالكراسي المتحركة في سعيهم مع إقامة حاجز في وسط المسعى يقسمه إلى قسمين لتيسير عملية السعي. كما أنشئ للحرم 16 بابًا في الجهة الشرقية (ناحية المسعى)، كما تمّ إنشاء درج ذي مسارين لكلّ من الصّفا والمروة؛ خصّص أحدهما للصّعود والآخر للهبوط. كما أنشئ مجرى بعرض خمسة أمتار وارتفاع يتراوح ما بين أربعة وستة أمتار لتحويل مجرى السّيل الذي كان يخترق المسعى ويتسرّب إلى داخل الحرم، كما تم توسعة منطقة المطاف على النّحو الذي هو عليه الآن، كما أقيمت السّلالم الحاليّة لبئر زمزم. وكان المطاف بشكله البيضاويّ يبدو وكأنّه عنق زجاجة؛ الأمر الذي كان سببًا في تزاحم الطّائفين حول الكعبة المشرّفة. وقد زال هذا الوضع بعد إجراء توسعة المطاف. كذلك جرت وفق هذه التّوسعة إزالة قبّة زمزم التي كان يستخدمها المؤذّنون الذين أنشئ لهم مبنى خاص على حدود المطاف إضافة لبعض التطويرات العديدة، وأصبحت مساحة مسطحات المسجد الحرام بعد هذه التوسعة 193000 متر مربع بعد أن كانت 29127 مترًا مربعًا؛ أي بزيادة قدرها 131041 مترًا مربعًا. وأصبح الحرم المكي يتسع لحوالي 400000 مصلٍ، وشملت هذه التوسعة ترميم الكعبة المشرفة وتوسعة المطاف وتجديد مقام إبراهيم -عليه السلام-. (19) في عهد الملك فيصل -رحمه الله- تم الإبقاء على البناء العثماني القديم، وتم عمل تصاميم العمارة الجديدة بأفضل أساليب الدمج التي تحقق الانسجام بين القديم والجديد. وما زال البناء الحالي يجمع بين التراث والمعاصرة. (20) في عهد خادم الحرمين الشريفين خضع الحرم المكي وفي 13-9-1988م تم وضع حجر الأساس لتوسعة المسجد الحرام بمكة المكرمة بحيث تتألف من الطابق السفلي (الأقبية) والطابق الأرضي والطابق الأول؛ وقد صمم، وتم بناؤه على أساس تكييف شامل، وعمل محطة للتبريد في أجياد، وروعي في الأقبية تركيب جميع الأمور الضرورية من تمديدات وقنوات، وعُملت فتحات في أعلى الأعمدة المربعة، حيث يتم ضخ الهواء والماء البارد فيها من المحطة المركزية للتكييف في أجياد. ومبنى التوسعة منسجم تمامًا في شكله العام مع مبنى التوسعة الأولى، وقد كُسيت الأعمدة بالرخام الأبيض الناصع، كما كسيت أرضها بالرخام الأبيض، وأما الجدران فكسيت من الخارج بالرخام الأسود المموج والحجر الصناعي، وكذلك من الداخل مع تزيينها بزخارف إسلامية جميلة، ويبلغ عدد الأعمدة للطابق الواحد ( 530) عمودًا دائريًّا ومربعًا. وجعل في هذه التوسعة أربعة عشر بابًا؛ فبذلك صارت أبواب المسجد الحرام (112) بابًا، وصنعت الأبواب من أجود أنواع الخشب، وكُسيت بمعدن مصقول ضبط بحليات نحاسية، وصُنعت النوافذ والشبابيك من الألمونيوم الأصفر المخروط وزينت بمعدن مصقول بحليات نحاسية. وعمل لهذه التوسعة مبنيان للسلالم الكهربائية في شماله وجنوبه وسُلّمان داخليان؛ وبذلك يصبح مجموع السلالم الكهربائية في المسجد الحرام تسعة سلالم، هذا عدا السلالم الثابتة الموزعة في أنحاء مبنى المسجد الحرام. في سنة 1991م أُحدثت ساحات كبيرة محيطة بالمسجد الحرام، وهُيئت للصلاة لا سيما في أوقات الزحام بتبليطها برخام بارد ومقاوم للحرارة، وإنارتها، وفرشها، وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الساحات ( 88.000) متر مربع. وفي سنة 1994م تم في المسجد الحرام توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول تسهيلا للساعين؛ وذلك بتضييق دائرة فتحة الصفا الواقعة تحت قبة الصفا. وفي سنة 1996م تم أيضًا إعادة تهيئة منطقة المروة لغرض القضاء على الزحام في هذا الموقع، حتى صارت مساحة المنطقة (375) مترًا مربعًا بدلا من المساحة السابقة وهي (245) مترًا مربعًا. وفي سنة 1996م حصلت أيضًا توسعة الممر الداخل من جهة المروة إلى المسعى في الطابق الأول، وأُحدثت أبواب جديدة في الطابق الأرضي والأول للدخول والخروج من جهة المروة. وفي سنة 1997م تم إنشاء جسر الراقوبة الذي يربط سطح المسجد الحرام بمنطقة الراقوبة من جهة المروة، لتسهيل الدخول والخروج إلى سطح المسجد الحرام. ويبلغ طول الجسر 72.5 مترًا، ويتراوح عرضه من عشرة أمتار ونصف إلى أحد عشر مترًا ونصف، وتم تنفيذه وفق أحدث التصاميم الإنشائية، وبما يتناسق مع الشكل الخارجي للمسجد الحرام، كما تم في هذا العام توسعة الممر الملاصق للمسعى الذي يستعمل للطواف بالطابق الأول في أوقات الزحام من منطقة الصفا إلى ما يقابل منتصف المسعى؛ حيث تمت توسعته، فأصبح عرضه تسعة أمتار وعشرين سنتيمترًا، ويبلغ طوله سبعين مترًا. وفي سنة 1998م تم تجديد غطاء مقام إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- من النحاس المغطى بشرائح الذهب والكريستال والزجاج المزخرف، وتم وضع غطاء من الزجاج البلوري القوي الجميل المقاوم للحرارة والكسر على مقام إبراهيم -عليه السلام-، وشكله مثل القبة نصف الكرة، ووزنه 1.750كجم، وارتفاعه 1.30 م، وقطره من الأسفل 40 سم، وسمكه 20 سم من كل الجهات، وقطره من الخارج من أسفله 80 سم، ومحيط دائرته من أسفله 2.51 م. أصبح مجموع المساحات بعد توسعة خادم الحرمين الشريفين ثلاثمائة وستة وستين ألفا ومائة وثمانية وستين مترًا مربعًا (366168) م، وأصبحت طاقة استيعاب المصلين في المسجد الحرام في الظروف العادية بعد توسعة خادم الحرمين الشريفين أربعمائة وستين ألف) 460.000) مُصَلٍّ، بحيث يبلغ مجموع عدد المصلين في داخل المسجد الحرام والسطوح والساحات ثمانمائة وعشرين ألف (820.000) مصل. ويمكن في ذروة الزحام استيعاب أكثر من مليون مصل.
|
#13
|
||||
|
||||
حدود الحرم المكي الشريف
يبلغ نصف قطر دائرة الحرم المكي 87552 كم من كل جهة من جهات مكة، ومركز هذه الدائرة الكعبة المشرفة، وقد اختلف المؤرخون في تحديد قدر المسافات التي بين الكعبة وحدود الحرم من كل جهة، ولعل هذا الاختلاف راجع إلى اختلاف الابتداء من المسجد الحرام إلى تلك الحدود، على أنهم لم يذكروا إلا مسافات الطرق الرئيسية، ونحن نذكر الراجح منها على النحو التالي: حدوده شمالا من جهة المدينة المنورة تكون عند التنعيم أو مسجد العمرة، وتقدر المسافة بنحو 7 كم. أما غربًا من جهة جدة فحدود الحرم عند المكان المسمى العلمين أو الحديبية، وتقدر المسافة المسافة بـ 18كم. أما شرقًا من جهة نجد فحدوده عند الجعرانة، وتقدر المسافة بـ 14.5 كم تقريبًا. أما جنوبًا من جهة عرفة فحدوده عند نمرة، والمسافة بينه وبين المسجد الحرام تقدر بنحو 20 كم. من المعلوم بداية أن الكعبة شيء والمسجد الحرام شيء آخر. فالكعبة بناء إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) في أول الأمر وبادئ العهد، وقد يطلق عليه المسجد الحرام باعتبارها مكان السجود وقبلته، أما المسجد الحرام فهو المحيط بالكعبة، وأول من بناه عمر بن الخطاب (رضي الله عنه). والكعبة بناء مكعب تقريبا، ولهذا سُمِّيت الكعبة، وزواياها إلى الجهات الأربع، والعرب يسمون الزوايا بالأركان وينسبونها إلى اتجاهاتها، فالركن الشمالي يسمَّى بالركن العراقي، والركن الغربي يسمَّى بالركن الشامي، والقبلي يسمَّى بالركن اليماني، والشرقي يسمَّى الركن الأسود؛ لأن به الحجر الأسود. أركان الكعبة الأول: الركن الأسود: سمي به لأن فيه الحجر الأسود، ويسمى أيضا بالركن الشرقي، ومنه يبتدأ الطواف. الثاني: الركن العراقي: سمي بذلك لأنه إلى جهة العراق، ويسمى هذا الركن أيضا بالركن الشمالي نسبة إلى جهة الشمال، وبين هذا الركن والركن الأسود يقع باب الكعبة. الثالث: الركن الشامي: سمي بذلك لأنه إلى جهة الشام والمغرب، ويسمى هذا الركن أيضا بالركن الغربي. وبين هذا الركن والركن العراقي يقع حجر إسماعيل (عليه السلام) الذي يصب فيه ميزاب الكعبة. الرابع: الركن اليماني: سمي باليمانـي لاتجاهه إلى اليمن. وقد يطلق على الركن اليماني والركن الأسود (اليمانيان)، وعلى الركن العراقي والشامي (الشاميان)، وربما قيل (الغربيان). وإذا أطلق الركن فالمراد به الركن الأسود فقط. أسماء الكعبة الكعبة المشرفة لها عدة أسماء وردت في القرآن الكريم، منها: 1. الكعبة: "جعل الله الكعبة البيت الحرام قيامًا للناس" (المائدة: 297). 2. البيت: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا" (آل عمران: 97). 3. البيت العتيق: "وليطوفوا بالبيت العتيق" (الحج: 29). 4. البيت الحرام: "ولا آمين البيت الحرام" (المائدة: 3). 5. البيت المعمور: "والطور* وكتاب مسطور* في رق منشور* والبيت المعمور" (الطور: 1-4). 6. البيت المحرم: "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم" (إبراهيم: 37). أصل وظائف القائمين على الكعبة لما تشقق بناء الكعبة في عهد قصي؛ أعيد بناء الكعبة، ورتب قصي وظائف القائمين على الكعبة وحدد مدلولاتها، وهذه الوظائف هي: (1) السقاية: كان الماء عزيزًا بمكة بعد ردم بئر زمزم؛ فكان مَن يلي الساقية يحضر الماء من ديار بعيدة، ويضعه في حياض، ويحليه بشيءٍ من التمر والزبيب؛ ليشرب منه الحاج. (2) الرفادة وإطعام فقراء الحجاج: فقد فرض قصي على قريش أن يقدم كل منهم شيئًا إليه ليصنع طعاما لفقراء الحجاج. وقال قصي في ذلك: يا معشر قريش إنكم جيران الله وأهل بيته، وإن الحاج ضيف الله، وزوار بيته هم أحق الضيف بالكرامة؛ فاجعلوا لفقرائهم شرابًا وطعامًا أيام هذا الحج؛ ففعلوا فكانوا يدفعون إليه المال؛ فيصنع طعامًا للمحتاجين. (3) اللواء: وهو الدعوة إلى الحرب برفع راية فوق رمح ويتبعها قيادة الجيوش. (4) الحجابة: وهي خدمة الكعبة المشرفة، وتولي أمرها ومفاتيحها. وبعد قصي انتقلت وظائف الكعبة إلى ابنه عبد الدار لكبر سنه، ثم أُعطيت السقاية والرفادة لأبناء عبد مناف، وأُعطيت الحجابة واللواء والندوة عبد الدار.
|
#14
|
||||
|
||||
أهم الأماكن في الكعبة المشرفة
يوجد بالمسجد الحرام وحول الكعبة أجزاء هامة، منها: المطاف: وهو البقعة التي تحيط بالكعبة، وهو مكسو بالرخام، ويبدأ الطواف من الحجر الأسود، فإن استطاع أن يقبله فعل، أو يلمسه أو يشير إليه، ثم يجعل الكعبة على يساره ويمضي ويطوف سبعة أشواط حول الكعبة. الحجر الأسود: وموقعه بالركن الجنوبي الشرقي من الكعبة، وأهمية الحجر الأسود، أنه من وضع سيدنا إبراهيم (عليه السلام) جعله بالكعبة ليبدأ الحجاج الطواف من عنده فلا يحدث تقابل أو اضطراب، وقد اختلف العلماء والمؤرخون حول حقيقة الحجر الأسود، فنقل النويري عن ابن عباس قوله: ليس في الأرض من الجنة إلا الركن الأسود فإنه جوهرة من جواهر الجنة، ومن التقاليد العامة بين المسلمين أن هذا الحجر المقدس أصله من الجنة وكان لونه أبيض، فاسود نتيجة ارتكاب أهل الأرض للمعاصي والآثام، وعلى كل أن من يعرف معنى العبادة يقطع بأن المسلين لا يعبدون الحجر الأسود ولا الكعبة، ولكن يعبدون الله تعالى باتباع تعاليم شرعه، وقد قال سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) "والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك". الشاذروان: وهو جدار يلاصق جدار الكعبة مكسي بالرخام ارتفاعه حوالي 50 سم، وأصل الشاذروان هو الأرض التي أنقصتها قريش من عرض جدار أساس الكعبة حين أعيد بناؤها وقت قصي بن كلاب. الملتزم: وهو مكان يقع بين الحجر الأسود وباب الكعبة ويسمى بالملتزم لأن الحاج يلتزم هذا المكان للدعاء فيه، وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يدعو منه. مقام إبراهيم: وهو مكان الحجر الذي قام عليه سيدنا إبراهيم عند بنائه للكعبة وصلى فيه، وقد ورد في القرآن الكريم "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" ويقع إلى جهة الشرق من الكعبة وقد قام الخليفة المهدي العباسي بإحاطته بحليات ذهبية.
|
#15
|
||||
|
||||
الحجر الأسود
الحجر الأسود حجر مبارك لونه أسود مائل للحمرة يعتقد بعض المسلمون بأنه نزل من الجنة أبيضا ولكن سودته ذنوب العباد. وضعه أبراهيم عليه السلام بأمر من الله في أحد أركان الكعبة المشرفة يوجد في الركن الجنوب الشرقي من الكعبة. ويبدأ بالطواف حول الكعبة من عنده. الحجر الأسود قطره 30 سم ويحيط به إطار من الفضة. يستحب تقبيل الحجر الأسود أو لمسه اقتداء بالرسول الإسلام ويقال عند استلامه بسم الله، والله أكبر. ويمكن أن يكتفي المعتمر أو الحاج بالإشارة إليه من بعيد.
|
#16
|
||||
|
||||
المسجد النبوى فى المدينة المنورة
القبة الخضراء التى يقع تحتها قبر النبى محمد بن عبدالله وصاحبية أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب المسجد النبوى هو مسجد النبي محمد بن عبدالله رسول الإسلام و ثاني أقدس دور العبادة بالنسبة للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكة. يقع في المدينة المنورة في غرب المملكة العربية السعودية.و المسجد النبوي هو أحد ثلاث مساجد تشد لها الرحال في الدين الإسلامي. فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا تُشد الرحال إلا لثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجدى هذا والمسجد الاقصى فى القدس) تأسيس المسجد عندما وصل النبى محمد صلى الله علية وسلم إلى المدينة المنورة، تحفه جموع المسلمين من المهاجرين والأنصار، فبركت الناقة في أرض تقع في وسط المدينة، فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهلها واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه البقعة لتكون مسجداً يجتمع المسلمون فيه لأداء صلواتهم وعباداتهم، وشرع مع أصحابه في بنائه، فاستغرق ذلك عدة شهور، وكان اتجاه القبلة يومئذ إلى بيت المقدس في الجهة الشمالية منه.كان بناء المسجد من اللَّبِن وسعف النخيل، وأما سقفه فمن جذوع النخل.ومن أهم معالم المسجد القبة الخضراء التى أمر السلطان المملوكي المنصور قلاون الصالحي بعمارتها فوق الحجرة النبوية الشريفةالتى يقع فيها قبر النبى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وصاحبية أبوبكر الصديق و عمر بن الخطاب.
|
#17
|
||||
|
||||
تاريخ عمارة المسجد النبوي الشريف
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي الأمين. قال الله تعالى: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)[الجن: 18].وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أحب البلاد إلى الله مساجدها». ولما كانت المساجد أحب البقاع إلي الله تعالى، فإن المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى قد فضلت على سائر المساجد. فهذا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خطه بنفسه وعملت في تأسيسه وبنيانه يداه الشريفتان وقال عنه صلى الله عليه وسلم : «مسجدي هذا». فكان فيه منبره وروضته وموضع وقوفه وسجوده ومتنزل الروح الأمين ، متع الله به أصحابه فسمعوا منه صلى الله عليه وسلم وشهدوا معه ورأوه فيه قائما وهاديا فأخذوا وانتفعوا وبلغوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أوصلوه الآفاق ،نضر الله وجوههم ورضي عنهم أجمعين ، قضى الله تعالى لمن صلى فيه صلاة بألف صلاة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام» وأذن الله تعالى أن تضرب إليه أكباد الإبل وهو محرم على ما سواه إلا المسجد الحرام والمسجد الأقصى ، تواترت النصوص في فضله وقامت له مكانة عظيمة في قلوب المسلمين ، فكانت عمارته على مر العصور موضع اهتمام الخلفاء والملوك والسلاطين.ابتدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عمارة مسجده ثم وسع فيه بنفسه وتعاقبت التوسعات والعمارات تأسيا بفعله صلى الله عليه وسلم على هذا المسجد المبارك حتى وصلت به إلى المستوى الذي هو عليه الآن. عمارة النبي صلى الله عليه وسلم مسجده وتوسعته فيه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد فأرسل إلى ملأ من بني النجار فجاءوا، فقال: «يا بني النجار ثامِنوني بحائطكم هذا». فقالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله، قال: فكان فيه ما أقول لكم، كانت فيه قبور المشركين، وكانت فيه خِرَب، وكان فيه نخل، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، قاقطل: «فصفوا النخل قبلة المسجد واجعلوا عضادتيه حجارة». قال: جعلوا ينقلون ذلك الصخر وهم يرتجزون، ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم يقولون: «اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة فانصر الأنصار والمهاجرة». رواه البخاري. بني أساس المسجد بالحجارة وأقيمت أعمدته من جذوع النخل وجدرانه من اللبن وسقف بعضه بجريد النخل وكان السقف يوكف المطر فطلبوا إصلاحه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم «عريشاً كعريش موسى ثمامات وخشبات وظلة كظلة موسى، والأمر أعجل من ذلك». قيل فما ظلة موسى قال: «كان إذا قام أصاب رأسه السقف». وروى يحيى بن الحسن من طريق عبد العزيز بن عمر، عن يزيد بن السائب، عن خارجة بن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده سبعين في ستين ذراعاً أو يزيد، ولبّن لبنه من بقيع الخبخبة وجعله جداراً، وجعل سواريه خشباً شقة شقة، وجعل وسطه رحبة، وبنى بيتين لزوجتيه. قال يحيى بن حسين حدثني هارون بن موسى بن محمد بن يحيى قال: (كان فيما انتهى الينا من ذرع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من القبلة الى حده الشامي أربعا وخمسين ذراعا وثلثي ذراع وحده من المشرق ثلاثة وستون ذراعا ويكون ذلك مكسرا ثلاثة آلاف وأربعمائة ذراع وأربع وستون ذراعا ) (3444) وذكر أن أجمل ما تحصل من الروايات أن طول المسجد سبعون ذراعاً، وعرضه ستون ذراعاً ومساحته ( 4200 ) ذراعا مربعا أي ما يعادل( 1050) مترا مربعا، وارتفاعه خمسة أذرع. وفي الصحيحين: (كان جدار المسجد عند المنبر ما كادت الشاة تجوزها ) ونقل عن ابن زبالة ويحيى أن جداره قبل أن يظلل قامة وشيئ. وأقيمت للمسجد ثلاثة أبواب: باب في مؤخرة المسجد من الجهة الجنوبية وباب من الجهة الغربية عرف بباب عاتكة وهو المسمى باب الرحمة وباب آل عثمان إلى جهة الشرق المسمى باب جبريل وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل منه وقبلة المسجد حينئذ تجاه بيت المقدس وروى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا ) وذكر القرطبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام رهطا على زوايا المسجد ليعدلوا القبلة فأتاه جبريل عليه السلام فقال: ( يا رسول الله ضع القبلة وأنت تنظر الى الكعبة. ) قال الحافظ الذهبي: ( أن القبلة لما حولت بقي حائط القبلة الأولى مكان أهل الصفة ) وعندما تحولت القبلة نحو الكعبة المشرفة في شعبان من السنة الثانية للهجرة، أُغلق الباب الذي في الحائط الجنوبي، وحل محله باب في الحائط الشمالي وبنيت في تلك الجهة أروقة للوقاية من الشمس و ستة أعمدة ثلاثة عن يمين المنبر وثلاثة عن شماله وبقيت الأروقة من الجهة الشمالية على ما هي عليه، ومع هذ التغيير أصبحت حجرات أمهات المؤمنين التي كانت في مؤخرة المسجد من جهة الشرق في مقدمة المسجد من جهة الشرق، فكانت هذه هي العمارة الأولى للمسجد النبوي الشريف استهلت في ربيع الأول من عام واحد للهجرة النبوية. وبعد فتح خيبر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر محرم من السنة السابعة للهجرة فزاد في طول المسجد وعرضه وبلغت ذرعته بعد هذه التوسعة مائة ذراع × مائة ذراع وهو ما يقارب 2475 م2. وروى الترمذي أن عثمان بن عفان هو الذي أشترى تلك الأرض المضافة وأكمل سقف المسجد من الجريد والسعف وبهذا أصبح المسجد مربعا وزاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدد الأعمدة فأصبح لكل رواق تسعة أعمدة بدلا من ستة فزاد اثنين من جهة الغرب وواحداُ من جهة الشرق فالتصقت حجرات أمهات المؤمنين بالمسجد وبلغت الزيادة من جهة الشمال أربعين ذراعا وأعيد بناء الجدران باستخدام لبنتين متخالفتين ولم تكن للمسجد مئذنة ولا محراب مجوف وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب أولاً إلى جذع نخلة ثم صنع له منبر يخطب عليه يتكون من درجتين طوله وارتفاعه ذراعان وعرضه ذراع بينه وبين المقام الذي كان يصلي فيه أربعة عشر ذراعا وشبرا. وتوجد بالمسجد النبوي روضة شريفة وردت في فضلها أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم منها ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي »2 وقد حدد الحديث الشريف موقع الروضة في المسجد ، و بلغت ذرعتها من المنبر إلى الحجرة ثلاث وخمسون ذراعاً، أي حوالي 22م طولا و15 مترا عرضا. وقد أضيء المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وروى أبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( أول من أسرج في المسجد تميم الداري ).
|
#18
|
||||
|
||||
زيادة الخلفاء الراشدين في المسجد النبوي
في السنة الثانية عشر للهجرة عمل أبوبكر الصديق رضي الله عنه على إصلاح المسجد واستبدل جذوع النخل القديمة بأخرى جديدة ولم يزد فيه شيئا. زيادة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (سنة 17هـ ) : روى البخاري (أن المسـجد كان على عـهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنيا باللبن وسقفه بالجريد وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئا، وزاد فيه عمر، وبناه على بنيانه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد وأعاد عمده خـشبا ثم غيره عثـمان فزاد فيه زيادة كـبيرة وبنى جداره بالحـجارة المنقـوشة والقصة، وجعل عـمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج ). قـال السهـيلي: بني مسـجد رسـول الله صلى الله عليه وسلم ، وسقف بالجريد، وجـعلت قبلته من اللبن، ويقال: بل من حجارة منضودة بعضهـا على بعض، وحيطانه من اللبن، وجعلت عمده من جذوع النخل، فنخرت في خلافة عمر فجددوها قال أبو سعيد الخد ري رضي اللـه عنه: كان سقف مسجد النبي صلى الله عليه وسلم من جريد النخل، وأمـر عمر ببناء المسجد، وقال: أكف الناس من المطر وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس. وقد شرع عمر رضي الله في توسعته سنة 17 هجرية فقام بشراء الدور التي حول المسجد وأدخلها فيه، وزاد من ناحية الغرب عشرين ذراعاً، ومن جهة الجنوب (القبلة) عشرة أذرع، ومن الجهة الشمالية ثلاثين ذراعاً وأصبح طول المسجد 140 ذراعاً (70مترا تقريباً) من الشمال إلى الجنوب، و120 ذراعا ( 60 مترا تقريبا ً ) من الشرق إلى الغرب، ولم يزد من جهة الشرق لوجود حجرات أمهات المؤمنين ومنها حجرة عائشة رضي الله عنها حيث دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه. وكان بناؤه رضي الله عنه كبناء النبي صلى الله عليه وسلم ، جدرانه من اللبن وأعمدته من جذوع النخل وسـقفه من الجريد بارتفاع 11 ذراعاً، وجعل له حصوة غير مسقوفة فرشت بالحصباء و سترة بارتفاع ذراعين أو ثلاثة، وجعل للمسـجد 6 أبواب :اثنان من الجهة الشرقية (باب عثمان المسمى باب جبريل ، وأستحدث باب النساء) ، وبابان من الجهة الغربية (باب عاتكة المسمى باب الرحمة ، وأستحدث باب السلام)، وبابان من الجهة الشمالية. وفرش المسجد بحصباء جيء بها من العقيق فرشت عليها الحصر ، كما استحدث رحبة خارج المسجد عرفت بالبطحاء. وأدخل عمر رضي الله عنه المصابيح لإنارة المسجد وبدأ في تجميره أيام الجمع ورمضان. و تقدر الزيادة في عهد عمر رضي الله عنه بحوالي 1100 مترا مربعا، وبهذا أصبحت مساحة المسجد في العام الرابع عشر للهجرة 3575 مترا مربعا. زيادة الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ( 28 – 30هـ) : روى أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: إن مسجد النبي، صلى الله عليه وسلم ، كانت سواريه على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، من جذوع النخل، وأعلاه مظلل بجريد النخل. ثم إنها نخرت في خلافة أبي بكر رضي الله عنه فبناها بجذوع النخل وبجريد النخل. ثم إنها نخرت في خلافة عثمان رضي الله عنه فبناها بالآجر. زاد رضي الله عنه في توسعة المسجد، من جهة القبلة ( الجنوب ) عشرة أذرع، ومن جهة المغرب 10 أذرع جعلها رواقا واحدا ومن الجهة الشمالية 20 ذراعاً. و كما فعل عمر رضي الله عنه لم يزد من ناحية المشرق لوجود بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وكان أقربها بيت عائشة رضي الله عنها الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ابوبكر وعمر رضي الله عنهما. وبقى المسجد كما كان على عهد عمر رضي الله عنه في تلك الجهة وأصبح طوله من الشمال إلى الجنوب 170 ذراعا ( 85 مترا تقريبا ) ومن الشرق إلى الغرب 130 ذراعا ( 65 مترا تقريبا ). وتقدر هذه الزيادة بحوالي 496 متراً مربعاً. وكان عدد الأعمدة في كل الأروقة اثنا عشر عمودا وقد اعتنى رضي الله عنه ببنائه عناية كبيرة حيث بنى جدرانه من الحجارة المنقوشة والجص، وجعل أعمدته من الحجارة المنقورة وبداخلها قضبان من الحديد مثبة بالرصاص، وسـقفه بخشـب السـاج محمول على جسور خشبية، ترتكز على الأعمدة، وعمل بالحائط الشرقي والغربي فتحات في الجزء العلوي من الحائط ولم يزد شيئا في أبواب المسجد بل بقيت كما كانت سـتة أبواب بابين من الجهة الشمالية وبابين من الجهة الغربية وبابين من الجهة الشرقية. وروي عن مالك بن أنس رضي الله عنه أنه قال: لما استخلف عثمان بعد مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، عمل عثمان مقصورة من لبن، فقام يُصلي فيها للناس خوفاً من الذي أصاب عمر، وكانت صغيرة وذكر النووي أن أول من اتخذ المقصورة معاوية رضي الله عنه وقيل عمر بن عبد العزيز. وبقي المسجد على تجديد عثمان إلى سنة ثمان وثمانين من الهجرة مما يدل على متانة البناء في عهد الخليفة المذكور .وقد بلغت مساحة المسجد في عهد عثمان رضي الله عنه حوالي 4071 مترا مربعا.
|
#19
|
||||
|
||||
الزيادة في عهد الخلافة الأموية والعباسية
زيادة الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام (88 – 91 هـ ): بقي المسجد النبوي الشريف على ما هو عليه بعد زيادة عثمان رضي الله عنه، حتى عهد الوليد بن عبد الملك فكتب الوليد إلى عامله بالمدينة آنذاك عمر بن عبد العزيز( 86 – 93 هـ ) وأمره بشراء الدور التي حول المسجد لضمها إلى التوسعة وتعويض أصحابها وفي صفر سنة 88 هـ شرع عمر في هدم الدور والحجرات لإدخالها في المسجد. عن خارجة بن زيد قال: (بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده سبـعين ذراعا أو يزيد، فلما كان عـثمان وزاد فـيه جعل طول المسـجد مائة وسـتين ذراعا وعرضـه مائة وخمسـين، وجعل أبوابه ستـا كما كانت في زمن عمر. ثم امتدت الزيادة إلى أن دخلت فيها بيوت أمهـات المؤمنين، ومنهـا حجرة عـائشة التي دفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما، ثم بنوا على القبر حيطانا مرتفعـة مستديرة حوله لئلا يظهر في المسـجد فـيصلى إليـه العوام، ويؤدي إلى المحـذور الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتخاذ المسـاجد على القـبـور، ثم بنوا جـدارا من ركني القـبر الـشمـاليين حرفوهما حتى التقيا، كل ذلك لكي لا يتمكن أحد من استـقبال القـبر، قـالت عائشة رضـي الله عنها: (ولولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا). وهكذا تـم بنـاء الحجرة على خمسة أركان داخل المسجد. وقد عمل أساس المسجد من الحجارة و الجدار من الحجارة المنحوتة وكذلك الأعمدة رُبطت مع بعضها بالحديد المغطى بالرصاص المصهور، وفي أعلاها جسوراً خشبية حملت سقفاً من خشب الساج، وكان للأعمدة قواعد مربعة وتيجان مذهبة وجعلوا للمسجد سقفين أحدهما فوق الآخر، فأما السقف السفلي فكان ارتفاعه ثلاثة وعشرون ذراعاً والعلوي على ارتفاع 25 ذراعاً وكان عرض الحائط الغربي ذراعين إلا قليلاً ( 95 سم تقريبا ) وأما الحائط الشرقي فكان عرضه ذراعين وأربعة بنان (1،15 سم تقريبا ) وذلك لأن الحائط الشرقي كله في ناحية السيل، ولقد تسبب السيل في انهيار الحائط الشرقي، ولهذا جعلوا سمكه عند البناء أكبر من سمك الجدار الغربي. وقد استعملت النورة والقصة مؤونة للبناء. وزيادة الوليد من ثلاثة جهات وهي الشرقية والشمالية والغربية، وأصبح طول الجدار الجنوبي مائة وسبعة وستين ذراعا ونصف ( 84 مترا ) والجدار الشمالي 68 مترا والغربي مائتي ذراع (100 متر ) ضمت الجهة القبلية من المسجد خمسة أروقة موازية لإتجاه القبلة وضم الجناح الغربي ثلاثة أروقة موازية للحائط الغربي وضم الجناح الشرقي ثلاثة أروقة موازية للحائط الشرقي وضم الجناح الشمالي خمسة أروقة موازية للحائط الشمالي وتفتح كل الواجهة الجنوبية والشمالية على الصحن الذي يتوسط المسجد عن طريق أحد عشر عقدا محمولة على عشرة أعمدة والواجهة الشرقية والغربية مفتوحة على الصحن بواسطة أربعة عشر عقدا محمولة على ثلاثة عشر عمودا وقد كتب في أعلى العقود حول الصحن اسم الخليفة الوليد بن عبد الملك. واستخدم في عمارة المسجد أحدث الوسائل في ذلك العصر وجلب عمالا من بلاد فارس وأقيمت الأعمدة من الحجارة محشوة بالحديد والرصاص واستخدمت الفسيفساء والسلاسل والقناديل وزخرفت حيطان المسجد وسقفه ورؤوس الأساطين، وعتبات الأبواب من الداخل بالرخام والذهب والفسيفساء، وأفيد أنه جعل للمسجد عشرين باباً منها ثمانية جهة الشرق. وأحدث في هذه العمارة لأول مرة محرابا مجوفا وأربع مآذن ، في كل ركن من أركان المسجد مئذنة مربعة قال كثير بن حفص: وكانت إحدى المنارات الأربع مطلة على بيت مروان بن الحكم فلما حج سليمان بن عبد الملك أذن المؤذن فأطل عليه، فأمر سليمان بهدم هذه المئذنة فهُدمت حتى سويت بظهر المسجد. وظل المسجد النبوي الشريف بالمنارات الثلاث. وكان طول المنارة الجنوبية الشرقية خمسة وخمسون ذراعاً ( 27،5 مترا ) و طول المنارة الشمالية الشرقية خمسة وخمسون ذراعاً ( 27،5 مترا ) وطول المنارة الشمالية الغربية ثلاثة وخمسون ذراعاً ( 26،5 مترا ) وعرض قاعدة كل منها ثمانية أذرع (4 أمتار تقريبا ). وعملت شرفات في سطح المسجد، كما جعل له ميزاب لأول مرة ، ويروى أنه أمر مولى لحويطب أن يكتب على جدار القبلة سورة الفاتحة ومن سورة الشمس الى آخر سورة الناس كما يروى أن المكبرية في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما عرفت في عهد الوليد بن عبد الملك وقدرت توسعة الوليد بحوالي 2369 مترا مربعا وأصبحت المساحة الكلية للمسجد النبوي في عهد الوليد بن عبد الملك حوالي 6440 مترا مربعا. لم تحدث أي توسعات في المسجد النبوي بعد توسعة الوليد بن عبد الملك وفي سنة 140هـ قام الخليفة أبو جعفر المنصور بتظليل رحبة المسجد وفي سنة 151هـ قام والي المدينة الحسن بن زيد بنقض الرخام الذي كان عليه المنبر ووسعه من جوانبه حتى ألحقه بالسواري وذلك في خلافة المنصور. زيادة الخليفة العباسي المهدي بن المنصور عام (161-165هـ): وعندما زار الخليفة المهدي المدينة في حجه سنة 160 هـ، أمر عامله على المدينة جعفر بن سليمان بتوسعة المسجد النبوي الشريف وإعادة إعماره. وبدأ العمل في التوسعة سنة 161هـ بهدم زيادة الوليد الشمالية وأعادها مع زيادة قدرت بخمسة وخمسين ذراعاً أدخل بها دار مُليْكَة ودار شرحبيل بن حَسَنَة، والباقي من دار القرّاء ودار المسْور بن مخرمة، وكانت هذه الدور شمال المسجد النبوي، فأدخلها فيه فكانت توسعته بنحو مائة ذراع ( 50 مترا تقريبا ) من الجهة الشمالية فقط، وقيل دون ذلك، وأختلف المؤرخون ولم يبلغ المسجد 300 ذراع ( 150 مترا ) وإنما بلغ 240 ذراعا (200 مترا ) على ذراع محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي الذي ألف كتابا في تاريخ المدينة سنة 199هـ . وقدرت الزيادة في عمارة المهدي ب 2450 مترا مربعا وبلغ ارتفاع الجدران 12.50مترا، وكانت بالجناح الجنوبي خمسة أروقة وخمسة أروقة بالجناح الشمالي وثلاثة أروقة بالجهة الشرقية وأربعة بالجهة الغربية و 17 عموداً في الاتجاه الموازي لحائط القبلة، و28 عموداً في الاتجاه الموازي للحائط الشرقي والغربي، وعدد الأبواب 24 باباً، منها ثمانية أبواب في جدار الحائط الشرقي وثمانية في جدار الحائط الغربي وأربعة أبواب في جدار الحائط الشمالي وأربعة أبواب في جدار الحائط الجنوبي . وبلغ عدد النوافذ 60 نافذة، منها 19 نافذة في كل من الجدارين الشرقي والغربي، و11 نافذة فتحاتها علوية في كل من الجدارين الشمالي والجنوبي ووضعت أعمدة الحديد في سواري المسجد وزخرف بالفسيفساء وكانت إنارته بقناديل الزيت المعلقة في أنحائه. وبلغت المساحة الكلية للمسجد النبوي 8890 مترا مربعا ودامت هذه التوسعة خمس سنوات كتب في نهايتها على جدار الحائط الشمالي للصحن نصا يؤرخ ابتداء عمارة المهدي سنة 162هـ وانتهاءها سنة 165هـ. في سنة 193هـ قام والي المدينة في خلافة هارون الرشيد أبو البحتري بن وهب بإصلاح سقف المسجد من جهة القبر ووضع بين القبلة والصحن حجارة لمنع مياه الأمطار من التسرب إلى داخل المسجد . وفي سنة 202هـ في عهد الخليفة المأمون أجريت بعض الإصلاحات والترميمات في المسجد. وفي عام 246هـ في عهد الخليفة المتوكل على الله عملت وزرة رخام بارتفاع ( 1،75 متر ) وجرى تبليط الأرض بالرخام الأبيض وكسيت بعض الحيطان بالفسيفساء. وفي سنة 282هـ أجريت بعض الإصلاحات في الواجهة الشرقية في عهد الخليفة المعتضد. وفي سنة 548هـ في عهد الخليفة المقتفى جددت وزرة الرخام التي كانت على جدران الحجرة. وفي سنة 557 هـ أمر نور الدين زنكي بإقامة جدار من الرصاص حول قبر النبي صلى الله عليه وسلم قيل أن السبب في ذلك كانت رؤيا زعموا أنه رآها وانطوت على كشف محاولة بعض الصليبيين الحفر حول قبر النبي صلى الله عليه وسلم والقصة برمتها لم تثبت رغم تكرار ذكرها في بعض الكتب التاريخية. وفي سنة 566 في عهد الخليفة المستضيىء جرى إتمام كسوة الحيطان الخارجية للحجرة بالرخام. وفي سنة 576هـ و 589هـ و 593هـ في عهد الخليفة الناصر لدين الله جدد الحائط الشرقي للمئذنة الشمالية الشرقية وعملت قبة في صحن المسجد لحفظ ذخائره بقيت حتى حريق المسجد النبوي الأول. ففي بداية شهر رمضان المبارك سنة 654هـ شب حريق بالمسجد النبوي وأمتد اللهب الى سقف المسجد وتعاون الناس مع أميرهم آنذاك منيف بن شيحة الحسيني على إخماد الحريق فلم يقدروا ولم يسلم من النار سوى قبة كانت في صحن المسجد عبارة عن خزانة لحفظ ذخائر المسجد النبوي بينها مصحف عثماني ، فلما علم الخليفة العباسي المستعصم بذلك الحريق بادر في سنة 655هـ بإرسال الأموال اللازمة والمؤن والصناع مع ركب الحاج العراقي لاعمار المسجد وإصلاحه، وابتدأت العمارة سنة 656 هـ ولكن البناء لم يستمر بسبب غزو التتار وسقوط بغداد ومقتل الخليفة المستعصم سنة 656هـ.
|
#20
|
||||
|
||||
زيادة المسجد النبوي في عهد سلاطين مصر المماليك
بعد الحريق الأول تولى السلاطين المسلمون المماليك بمصر ترميم المسجد واعماره ففي سنة 656هـ قام السلطان نور الدين علي بن أيبك الصالحي بعمل بعض الإصلاحات بالتعاون مع الملك المظفر شمس الدين يوسف بن عمر بن رسول صاحب اليمن الذي أرسل الآلات والأخشاب، فأكملا سقف المسجد في الجهة الغربية الى باب السلام ، كما أرسل الملك المظفر يوسف بن عمر منبرا ليحل محل المنبر المحترق. وفي سنة 657هـ أكمل السلطان سيف الدين قطز العمل بالجهة القبلية وأكمل الجدار ومن باب السلام وباب الرحمة بالجهة الغربية إلى باب جبريل وباب النساء بالجهة الشرقية. وفي سنة 661هـ أكمل السلطان الظاهر بيبرس بقية السقف وعمل سقفاً فوق السقف وجدد المآذن والأبواب والمخازن وجميع الأثاث . وفي سنة 666هـ أرسل منبرا ومقصورة خشبية لتوضع حول الحاجز المخمس المحيط بالحجرات الشريفة بارتفاع قامتين ( 3،5 مترا ). و في عام 678هـ في عهد السلطان المملوكي المنصور سيف الدين قلاوون الصالحي بنيت لأول مرة قبة عالية فوق الحجرة النبوية صاحبت بناءها بعض الظروف الغامضة ، فقد جاء أن ناظر قوص ورئيسها كمال الدين أحمد بن عبد القوي الربعي هو الذي بنى هذه القبة وإقدامه على هذا العمل أثار غضب بعض الناس فأبلغوا السلطان مما أدى إلى خصام بينه وبين الولاة في تلك السنة وأن السلطان أوقفه قبل إتمامها وصدر مرسوم بضرب الكمال أحمد بن عبد القوي الربعي وعهد إلى الأمير علم الدين الشجاعي بمصادرته وتخريب داره ، وذكر أن منشأ غضب السلطان عدم رجوعه إليه وأخذ موافقته، وقيل أن ذلك بسبب علو النجارين فوق القبور وغيره ، وكانت القبة مربعة من أسفلها، مثمنة من أعلاها، مصنوعة من أخشاب كسيت بألواح بالرصاص وشاهدها الرحالة المغربي العبدري سنة 689هـ فقال إنها قبة بيضاء مصمتة عجيبة. وفتحت في المسجد نوافذ وطاقات في الأجزاء العليا من الجدران للتهوية والإضاءة، وقام السلطان ببناء دار للوضوء في الجانب الغربي عند باب السلام ذكر العبدري أنها كانت متقنة متسعة وجد الناس فيها كثيرا من الرفق والراحة. وفي سنة 694هـ زاد السلطان زين الدين كتبغا في الدرابزين الذي أحدثه الظاهر بيبرس على الحجرة وكان ارتفاعه نحو القامتين فرفعه الى السقف. وفي عام 701هـ أمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون بإصلاح سقف الروضة . وفي سنة 706 جدد سقف الأروقة الشرقية والغربية وقام ببناء المئذنة الرابعة التي هدمت في العهد الأموي (مئذنة باب السلام)، وزاد رواقين من جهة القبلة . وفي الفترة من عام 755 ـ 762هـ جدد الناصر حسن بن محمد بن قلاوون ألواح الرصاص التي على القبة. وفي عام 765هـ عمل السلطان شعبان بن حسين بعض الإصلاحات في القبة. وفي عام 797 هـ في عهد السلطان برقوق بن أنس أول سلاطين الماليك الجراكسة أرسل منبرا الى المسجد النبوي. وفي عام 820 هـ في عهد السلطان المؤيد أبو نصر شيخ المحمودي أرسل منبرا آخر. وفي سنة 831هـ في عهد السلطان الاشرف برسباي الظاهري تم إصلاح الرواقين المطلين على الصحن الذين أضافهما السلطان محمد بن قلاوون وأصلح جزءاً من السقف الشمالي وجرى تسمير أبواب الدرابزين المحيطة بالحجرة لمنع الناس من لمس جدار الحجرة. وفي سنة 852هـ في عهد السلطان الظاهر سيف الدين جقمق جدد سقف المسجد خاصة سقف الروضة وفتح بابا بالجهة الشمالية بالمقصورة الخشبية التي وضعها السلطان بيبرس وكسيت الأرضية بين المقصورة وحائط الحجرة بالرخام الملون. وفي سنة 861هـ في عهد الأشرف إينال أقيم محرابا خاصا لأتباع المذهب الحنفي ( سمي بالمحراب السليماني فيما بعد ). الزيادة عهد السلطان المملوكي الاشرف قايتباي (886 -888هـ): في سنة 879هـ هدمت بعض العقود المطلة على الصحن وأعيد بناؤها وهدم الحائط الشرقي وأعيد بناؤه من أساسه مع عمل الترميمات في أساس المئذنة الشمالية الشرقية وجدد سقف الروضة والقبة ورفع سقف الروضة واستبدلت الجسور الخشبية بالعقود من الطوب المحروق وأصلح السقف السفلي بالرواق شرقي الحجرة وجنوبها وأصلحت بعض أجزاء السقف الشمالي. وفي عام 886هـ وقع الحريق الثاني للمسجد النبوي بعد حريق عام 655 هـ وقد بدأ هذا الحريق في ليلة الثالث عشر من رمضان عام 886 هـ على إثر صاعقة انقضت من السماء ونزلت علي المئذنة الرئيسية في الركن الجنوبي الشرقي من المسجد ثم انتقلت إلي سقف المسجد ومنه إلى مختلف أجزائه، وكان نتيجة ذلك أن تصدعت جدران المسجد وبعض مآذنه وتحطمت معظم أعمدته واحترقت المقصورة والمنبر وتمت الكتابة بذلك الى السلطان الاشرف قايتباي، فأمر بإعادة بناء المسجد كله فأرسل بالأموال والصناع من مهندسين وبنائين وعمال ونجارين وامتدت العمارة حتى رمضان 888هـ ، جرى فيها زيادة مساحة المسجد بمقدار 120مترا مربعا، فأصبحت المساحة الكلية للمسجد: 9010مترا مربعا. وبلغ ارتفاع الجدران: 11مترا، وعدد الاروقة 18 رواقاً، وتم إلغاء السقفين وأستعيض عنهما بسقف واحد تكثر فيه القباب المبنية على العقود وقد دهن بالازورد وسدت معظم أبواب التوسعة العباسية، وبقي للمسجد 4 أبواب فقط، وزيدت مئذنة في المسجد فأصبح عدد المآذن خمساً، وأعاد السلطان قايتباي بناء القبة المحترقة فبناها بالآجر وعند بناء القبة على الحجرة ظهر ضيق جهة الجدار الشرقي للحجرة فخرجوا بالجدار نحو ذراعين و ربع ذراع و ظهرت في عام 892هـ، بعض الشقوق في أعالي القبة والمئذنة الجنوبية الشرقية فهدمتا وأعيد بناء القبة والمئذنة التي بلغ ارتفاعها مائة وعشرين ذراعا وجعلها في غاية الإحكام. واعتني قايتباي بعمارة المسجد النبوي وزوده بالأثاث اللازم من سجاد ومشكاوات زجاجية للإضاءة، حتى قيل إنه أنفق علي بنائه نحو مائة ألف دينار. وبعد انتهاء البناء، حضر السلطان إلى المدينة ورتب لأهلها والواردين عليها أوقافا، منها رباطا، و مدرسة ملاصقة للحائط الغربي بين باب السلام وباب الرحمة كما بنى سبيلا للماء وطاحونا وفرنا وأوقف دورا ومزارعا بمصر خصص ريعها للإنفاق على خدمة الحرمين. و بقي المسجد النبوي الشريف بعد قايتباي قرابة أربعة قرون دون أن تجري به عمارة كبيرة إلي أن كان عهد السلطان عبد المجيد العثماني فأمر بتعميره عام 1265 هـ.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |