العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
- 4 - ذهبت في اليوم التالي إلى منزل ثري غابِلْز مع تافيرنر. كان موقفي غريباً و غير تقليدي أبداً، لكن العجوز لم يكن تقليدياً بتاتاً. و كانت لي مكانة، فقد عملت في الشعبة الخاصة في سكوتلانديارد في أيام الحرب الأولى، و عملي ذاك قد بوأني مكانة رسمية إلى حدّ ما، و إن كانت مهمتي الآن مختلفة تماماً. و قال أبي: - إذا أردنا حل هذه القضية فينبغي أن نحصل على معلومات داخلية، يجب أن نحيط بالناس الذين يعيشون في ذلك البيت، علينا أن نعرفهم من الداخل لا الخارج. أنت وحدك الذي تستطيع فعل ذلك. لم أكن أحب ذلك. ألقيت عقب لفافة التبغ في المنفضة و أنا أقول: - و هل أنا جاسوس للشرطة؟ هل عليّ أن أجلب معلومات داخلية من صوفيا التي أحبها و تحبني و تثق بي؟ انفعل العجوز كثيرا و قال محتداً: - أرجوك لا تنظر للأمر هكذا. أولاً: هل تظن أن فتاتك الشابة قد قتلت جدها؟ - كلا، هذه فكرة سخيفة دون شك. - حسناً، و نحن لا نظن ذلك أيضاً؛ لأن صوفيا كانت في الخارج بضع سنين، و كانت على علاقة ودية معه دائماً، و كانت تتقاضى راتباً سخياً منه، و لا شك أن خطوبتها كانت ستسره. إننا لا نشتبه فيها، لكني أريدك أن تعلم شيئا واحداً: إذا لم يتم حل هذه القضية فلن تتزوجك الفتاة، إنني متأكد مما أقول بسب ما أخبرتني به، و هذه جريمة لعلها لا تحلّ أبداً. ربما نكون – يا تشارلز – متأكدين أن الزوجة و صديقها الشاب تعاونا على هذا العمل لكنّ إثباته مسألة أخرى. و ليس بين أيدينا حتى الآن قضية بيّنة نرفعها إلى المدعي العام، و ما لم نحصل على دليل قطعي يدينهما فسيبقى هناك شك بغيض دائم، هل تفهم؟ - أجل، لقد فهمت. - لم لا تلجأ إليها؟ - هل تقد أسأل صوفيا إن كنت..؟ ثم سكتُّ و ما زال العجوز يوميء برأسه بقوة:
|
#12
|
||||
|
||||
- نعم نعم. لا أقصد أن تتحيّل و تخادعها من غير أن تصارحها. انظر ماذا تقول.
و هكذا حدث، خرجت في اليوم التالي مع رئيس المفتشين تافيرنر و الرقيب التحري لامب إلى سوينلي دين. انعطفنا إلى طريق ضيقة وراء ملعب الغولف عند واحدة من البوابات، و سرنا بالسيارة على طول طريق ملتوية غطت الأعشاب جنباتها، و انتهت هذه الطريق إلى كومة من الحصى عند باب البيت. عجبت لذلك البيت، و أحسسن أنه مشوّه غريب التصميم، ولعلّي قد عرفت السبب، فالبيت كان على هيئة كوخ تضخّم بصورة غير هندسية، كأنك تنظر إليه من خلال عدسة مكبّرة: عوارضه الخشبية مائلة، و أخشابه مسّندة... كان بيتاً صغيراً أميل كأنه نما كما ينمو الفطر في الليل! و لقد عرفت الفكرة. فكرة صاحب مطعم يوناني فيها شيء من الإنكليزية، كان يريد أن يجعله بيت رجل إنكليزي مبني بحجم القلعة! تُرى، ماذا كان رأي السيدة ليونايدز حين رأته أول مرة؟ أظن أنها لم تستشر و لم تَرَ مخطط البناء بل الأرجح أنها كانت مفاجأة من زوجها الغريب، لكني أظنها عاشت فيه راضية. و قال المفتش تافيرنر: - إنه يحير الناظر قليلاً، أليس كذلك؟ كأن العجوز رأى في البيت حين بناه شيئاً كبيراً على شكل ثلاثة بيوت منفصلة مع مطابخها، و جُهّز في الداخل بمثل الفنادق الفخمة. و جاءت صوفيا من الباب الأمامي حاسرة الرأس تلبس قميصا أخضر و تنورة من الصوف الخشن، فوجئت من رؤيتي وصاحت: - أنت؟ - لقد جئت لأتحدث معك يا صوفيا، أين يمكننا أن نذهب؟ اعتقدت في البادية أنها سترفض، لكنها التفتت و قالت: - من هذه الطريق. - سرنا فوق المرجة، كان المنظر رائعاً عبر ملعب الغولف في سوينلي دين، حيث كانت تبدو في الاتجاه المقابل مجموعة من أشجار الصنوبر فوق إحدى التلال، و الريف يمتد وراءها داكناً. أخذتني صوفيا إلى حديقة صخرية، و جلسنا على مقعد خشبي بسيط غير مريح. قالت: - حسناً؟
|
#13
|
||||
|
||||
لم يكن صوتها مشجعاً. أخبرتُها عن دوري كلِّه و استمعتْ إليِّ بإصغاء شديد و كان وجهها يخبرك بما تفكر فيه، لكنها حين أتممت كلامي تنهدت عميقاً و قالت:
- إن أباك رجل ذكي جداً! - الرجل العجوز له أهدافه، أظن أنها فكرة حقيرة، لكن... قاطعتني قائلة: لا. ليست فكرة حقيرة على الإطلاق، بل هي الشيء الوحيد الذي قد يكون مفيداً. إن أباك يا تشارلز يعرف يقيناً ما يدور في دماغي، يعرفه أكثر مما تعرفه أنت. و أطبقت كفيها بعنف يائس و قالت بحدّة: - يجب أن أصل إلى الحقيقة. يجب أن أعرف! - هل هذا بسببنا؟ لكن يا عزيزتي... - ليس بسببنا فحسبُ يا تشارلز. يجب أن أعرف حتى يطمئن بالي. إنني لم أخبرك يا تشارلز الليلة الماضية، لكن الحقيقة هي.... إنني خائفة! - خائفة؟ - نعم، خائفة، خائفة، خائفة. الشرطة يعتقدون، و والدك يعتقد، و أنت تعتقد، الجميع يعتقدون أن بريندا هي القاتلة. - الاحتمالات... - آه! إنها مجرد احتمالات. إنها ممكنة، لكن حين أقول (من المحتمل أن بريندا فعلت ذلك)) فإنني أدرك تماما أن ذلك ما هو إلا أمنية أتمناها؛ لأنني في الحقيقة لا أعتقد ذلك. قلت بطء: - ألا تعتقدين ذلك؟ - لا أدري، لقد سمعتَ عن الجريمة من الخارج كما أردتُ لك ذلك، و الآن سوف أريك إياها من الداخل. إنني – بساطة – لا أشعر أن بريندا تفعل شيئا يوقعها في الخطر؛ لأنها تحرص على نفسها كثيراً. - و ماذا عن هذا الشاب لورنس براون؟ - لورنس جبان كالأرنب، ليست لديه الشجاعة لفعل ذلك؟ - عجيب! - الناس يفاجئون بعضهم كثيراً، أحياناً تظن بإنسان شيئا فيكون ظنك خاطئاً، ليس دائماً، أحياناً.. و هزتْ رأسها و قالت:
|
#14
|
||||
|
||||
- بريندا كانت تتصرف دائماً تصرفات مناسبة للنساء: تحب الجلوس في البيت و أكل الحلوى و لبس الثياب الجميلة و المجوهرات، و كانت تقرأ الروايات الرخيصة و تذهب إلى السينما.
و من الغريب أن جدي كان في السابعة و الثمانين لكنها كانت تحبه، كانت فيه قوة مؤثرة تجعل المرأة تشعر كأنها ملكة في قصرها! و لعلّه أقنع بريندا أنها امرأة متميزة، فقد كان ذكيا في معاملة النساء طوال حياته. و تركت مشكلة بريندا و رجعت إلى كلمة قالتها صوفيا أزعجتني. سألتها: - لماذا قلت إنك خائفة؟ ارتعشت صوفيا قليلاً و ضغطت على يديها و قالت بصوت خافت: - لأن هذه خقيقة يجب أن تفهمها يا تشارلز. نحن – كما ترى – عائلة غريبة جداً، و هناك الكثير من القسوة في داخلنا... أنواع كثيرة من القسوة. لعلّها رأت عدم الفهم بادياً على وجهي و لكنها استمرت تتحدث بنشاط: - سوف أحاول أن أوضح ما أعنيه. جدّي – مثلاَ – كان يحدثنا ذات مرة عن صباه في اليونان، و ذكر عرضاً و بدون أي اهتمام أنه طعن رجلين بسبب شجار حدث هناك بصورة طبيعية تماماً و نُسي هذا الحادث. و لكن بدا غريباً الحديث عنه هنا في إنكلترا بهذه الطريقة العرضية غير المبالية. أومأت برأسي موافقاً و أكملت صوفيا: - كان ذلك نوعاً من القسوة. ثم كانت جدتي التي أكاد لا أتذكرها، لكني سمعت عنها كثيراً. أظن أنها كانت قاسية أيضاً، و لعل سبب قسوتها افتقارها إلى الحنكة. كل هؤلاء الأجداد صائدي الثعالب و الجنرالات العجائز الذين كان القتل يسري في دمائهم، نفوسهم مليئة بالغرور و الاعتزاز بالنفس، و لم يكونوا يخافون تحمل المسؤولية في المسائل التي تتعلق بالحياة و الموت. - أليس في ذلك بعض المبالغة؟ - بلى، أظن ذلك، و لكنني أخاف هذا النوع كثيراً، إنه معتدٌّ قاسي الفؤاد. ثم هناك والدتي. كانت ممثلة. إنني أحبها، لكنها مغرورة و غير واعية ترى الشيء حسب تأثيره فيها و لا يهمها تأثيره في الناس. إن هذا مخيف! و هناك زوجة عمي روجر. اسمها كليمنسي. إنها عالمة باحثة تقوم بإعداد أبحاث هامة جداً، و هي قاسية القلب أيضاً ذات دم بارد عديمة الإحساس. أما عمي روجر فهو عكسها تماماً: لعله ألطف و أحب امرىءٍ في العالم، لكن فيه حدة بغيضة، إذا أصابه أمر جعل دمُه يغلي ثم لم يعرف ما يفعله! و هناك أبي... و توقفت طويلاً، ثم قالت ببطء:
|
#15
|
||||
|
||||
- أبي يضبط نفسه. لا تعلم فيم يفكر، و لا يُظهر أي انفعال على الإطلاق. ربما يكون ذلك نوعاً من الدفاع اللاواعي عن النفس ضد والدتي المنغمسة في العاطفة، لكن ذلك يضايقني قليلاً في بعض الأحيان.
- أنت يا طفلتي تثيرين نفسك من غير ضرورة. إن الذي نفهمه في النهاية هو أن كل شخص ربما كان قادراً على ارتكاب الجريمة. - أجل، حتى أنا. - ليس أنت! - لا يا تشارلز، لا تسْتثْنِني، أعتقد أن بإمكاني أن أقتل شخصاً.. و لكن إنْ حدث ذلك فلا بد أن يكون من أجل شيء يستحق. و ضحكتُ. لم أملك ألاّ أضحك، و ابتسمت صوفيا و قالت: - ربما كنت حمقاء، و لكن كان يجب علينا اكتشاف الحقيقة حول وفاة جدي، يجب علينا. ليتها كانت بريندا..! أحسست فجأة بالأسف على بريندا ليونايدز. *****
|
#16
|
||||
|
||||
- 5 - أقبلت علينا امرأة طويلة تمشي بخفة. كانت تلبس قبعة بالية، و تنورة لا شكل لها، و كنزة ثقيلة. و قالت صوفيا: - إنها الخالة إيديث. توقفت المرأة مرة أو مرتين لتنظر في أحواض الزهور، ثم جاءت إلينا فنهضتُ محيّياً. - هذا هو تشارلز هيوارد يا خالتي – و التفتتْ إليّ – خالتي الآنسة دي هالفيلاند. كانت إيديث دي هافيلاند امرأة في حدود السبعين من عمرها، شعرها رمادي غير مرتب، ذات نظرات خارقة لاذعة. قالت: - كيف حالك؟ لقد سمعت عنك و علمت أنك عدت من الشرق. كيف حال أبيك؟ أجبتُها و قد تفاجأت: - إنه بخير! - أعرفه منذ كان صبياً، و أعرف أمه جيداً. أنت تشبهها. هل جئت لتساعدنا أم من أجل أمرٍ آخر؟ قلت متضايقاً: - أرجو أن أساعدكم! - لعل بعض المساعدة تنفعنا. إن المكان يعجّ بالشرطة الذين يراقبوننا من كل صوْب، و أنا لا أحب بعضاً منهم. لا ينبغي للولد الذي كان في مدرسة محترمة أن يعمل في الشرطة. لقد رأيت ابن مويرا كينول أمس يدير إشارة المرور في ماربل آرش... يجعلك تشعر كأنك في دوّامة! و التفتت إلى صوفيا و قالت: إن الخادمة تسأل عنك يا صوفيا... السمك. قالت صوفيا: يا إلهي! سوف أذهب و أتصل بالهاتف بخصوص ذلك. أسرعتْ إلى البيت بخفة و تبعتها الآنسة دي هافيلاند ببطء، و سرتُ بجانبها. قالت: - لا أعرف ماذا كنا سنفعل دون الخادمات؟ كل امرئ لديه خادمة عجوز. إنهن يغسلن ويكوين و يطبخن و يُنجزن الأعمال المنزلية... مخلصات. لقد اخترت هذه الخادمة بنفسي من سنين.
|
#17
|
||||
|
||||
توقفتْ و اقتلعت نبتة من حوض زهور بقوة: - نبتة كريهة، إنها اللبلاب، أسوأ نبتة: تلتف و تنعقد و لا نستطيع اقتلاعها بسهولة، فهي تمتد في الأرض. و سحقتْ بعضاً من اللبلاب بقدمها ثم نظرت إلى البيت قائلة: ما أسوأ هذا العمل يا تشارلز هيوارد! ما هو رأي الشرطة؟ أخشى أنني تعديتُ حدودي، يبدو أنه من الغريب الاعتقاد أن أريستايد قد تسمم و مات! إنني لم أحبه قطّ، لكني لا أستطيع الاعتياد على فكرة موته. إن هذا يجعل البيت يبدو فارغاً! و مضيتُ أصغي إلى إيديث دي هافيلاند و هي تروي ذكرياتها في البيت: - لقد عشت دهراً طويلاً هنا، أكثر من أربعين عاماً. جئت إلى هذا البيت عندما توفيت أختي. هو طلب مني ذلك.. سبعة أطفال أصغرهم له سنة واحدة فكيف أتركهم للمربية؟ كان زواجهما مستحيلاً. كنت أشعر أن مارسيا قد سُحرتْ به: أجنبي قبيح و قزم خسيس! أعترف أنه أطلق يدي في البيت في إحضار المربيات و الخادمات و شؤون المدارس. همستُ: و هل عشت هنا منذ ذلك الوقت؟ - أجل.. أمر عجيب! كنت أستطيع أن أغادر البيت عندما كبر الأطفال و تزوجوا. كنت مهتمة بالحديقة ثم كان هناك فيليب. لو أن رجلاً تزوج ممثلة فلا يمكنه أن يتوقع أن يحيا حياة عائلية. لماذا تنجب الممثلة أطفالاً؟ فحالما يلدن أطفالهن يسرعن إلى التمثيل في مسرح ريبَرْتوري في إيدَنبرغ أو أي مكان بعيد آخر. لقد أحسن فيليب عندما جاء إلى هنا... مع كتبه. - و ماذا يفعل فيليب ليونايدز؟ - يؤلف الكتب. لا أعرف لماذا، فلا أحد يريد أن يقرأها، ليس فيها غير أخبار تاريخية مجردة لم نسمع بها، أليس كذلك؟ - بلى. - كان عنده مال كثير. يجب على الناس أن يخالفوا نزواتهم ويكسبوا عيشهم. - أليست هذه الكتب مربحة؟ - قطعاً لا. فيليب يستحق أن يكون مرجعا عظيما في عصور معينة، لكنه لم يكن مضظراً أن يجعل كتبه تدر عليه أرباحاً، فقد خصص له أريستايد ما يقارب مئة ألف جنيه! و من أجل أن يجنب أريستايد أبناءه ضرائب الإرث بعد موته جعل لكل واحد منهم نصيبه على حدة: روجر يدير مؤسسة للتجهيز الغذائي، و صوفيا تتلقى دخلاً كبيراً جداً، و أموال الأطفال تحت الوصاية. - إذن فلا أحد يستفيد بشكل خاص من وفاته.
|
#18
|
||||
|
||||
نظرت إلي نظرة غريبة.
- نعم، إنهم يستفيدون جميعاً، يأخذون مزيداً من المال كلهم، و لو أنهم طلبوه منه على أية حال لأعطاهم. - هل عندك فكرة عن من سممه يا آنسه دي هافيلاند؟ ردت بطريقة مميزة: - لا. لقد أزعجني ذلك كثيراً. ليس جميلاً أن تفكّر أن شخصاً كهذا يتجول في البيت طليقاً. أظن أن الشرطة سوف يلصقون التهمة بالمسكينة بريندا. - أليسوا على صواب في ظنهم هذا؟ - لا أدري. كانت تبدو لي دائماً شابة غبية تماماً مبتذلة... شابة عادية لا أظنها يمكن أن تضع له السم. لكن إذا تزوج رجل قريب من الثمانين فتاة في الرابعة و العشرين فلا شك أنها قبلت به من أجل المال. كنا نتوقع – حسب الأحداث – أن تصبح أرملة غنية في القريب العاجل، لكن أريستايد كان عجوزاً قوياً بصورة متميزة و لم يكن مرض السكريّ يؤثر على صحته، و ربما كان سيعيش عشرين عاماً أخرى! أعتقد أنها سئمت الانتظار. قلت: في تلك الحالة... قالت الآنسة دي هافيلاند بحدة: - في تلك الحالة يكون الأمر طبيعيا. الأقاويل مزعجة طبعاً، لكنها – على أية حال – ليست من العائلة. - أليس عندك أفكار أخرى؟ - و ما هي الأفكار الأخرى التي يمكن أن تكون عندي؟ تساءلت؟ كان عندي شك بأن هناك الكثير يدور في رأسها مما لا أعرفه و فكرت أن وراء غرورها و كلامها غير المترابط عقلاً يعمل بدهاء شديد، و قلت في نفسي: هل تكون الآنسة دي هافيلاند نفسها قد سممت أريستايد ليونايدز؟ لا تبدو الفكرة مستحيلة. و تذكرت كيف سحقت نبات البلاب بقدمها بقسوة تدل على الحقد. و تذكرت كلمة قالتها صوفيا..((القسوة)). و اختلست نظرة إليها من طرف عيني. إنها تعطي سببا مقنعاً، لكن، ما الذي يبدو لإيديث دي هافيلاند سبباً مقنعاً؟ و للإجابة عن ذلك كان ينبغي أن أعرفها أكثر. *****
|
#19
|
||||
|
||||
- 6- انفتح الباب و دخلنا إلى قاعة رحبة على نحو مدهش فيها طقم من خشب البلوط الداكن و عليها نحاسيات برّاقة. و قالت إيديث: - هذا جناح زوج أختي من البيت، و في الطابق الأرضي يعيش فيليب و ماجْدا. دخلنا من جهة اليسار إلى غرفة استقبال كبيرة، حيطانها مدهونة بالأزرق الفاتح و أثاثها مغطى بقماش مطرز. و على الحيطان كانت صور و رسومات الممثلين و الراقصين و صور من المسرحيات معلقة. و كانت فوق رف الموقد صورة لراقصي (الباليه)، و مزهريات كبيرة فيها زهور الأقحوان والقرنفل. و قالت إيديث أيضاً: - أظنك تريد رؤية فيليب؟ هل كنت حقاً أريد لقاءه؟ لا أدري! كنت فقط أريد رؤية صوفيا، و هذا ما فعلته.. لقد ساهمتُ حقا في خطة الرجل العجوز، أبي، لكن صوفيا قد انسحبت الآن و لا بدّ أنها في مكان ما تتصل هاتفياً لتطلب السمك. و لم أعرف كيف أبدأ العمل؟ هل أتقرب من فيليب ليونايدز كشاب يريد خطبة ابنته أم مجرد صديق عابر دخل البيت للزيارة أم كرجل مرتبط بالشرطة؟ لم تعطني الآنسة دي هافيلاند أي وقت لكي أفكر في سؤالها، الحقيقة أنه لم يكن سؤالاً بل كان إصراراً. قالت: - سنذهب إلى المكتبة. قادتني خارج غرفة الاستقبال عبر ممر طويل، ثم دخلنا من باب آخر. كانت غرفة فسيحة تملؤها الكتب، و لم تكن الكتب في الخزائن التي وصلت حد السقف، بل كانت على الكراسيّ والطاولات و حتى على الأرض. و مع ذلك لم تكن في حالة فوضى. كانت الغرفة باردة كأن أحداً لم يدخلها، و كانت رائحة عفن الكتب العتيقة و شمع العسل تخرج منها. و بسرعة أدركت أن الغرفة تفتقر إلى رائحة التبغ، لم يكن فيليب مدخناً! و عندما دخلنا نهض فيليب من وراء طاولته كان رجلاً طويلاً أنيقاً في حوالي الخمسين من عمره.
|
#20
|
||||
|
||||
كان الناس يذكرون كثيراً قبح أريستايد ليونايدز، فتوقعت أن يكون ابنه قبيحاً مثله، و لم أكن مستعداً لرؤية رجل كامل الأوصاف: الأنف المستقيم، الخط المتصدع في فكه، الشعر الأشقر الذي خطه الشيب و المصفف إلى الخلف، و الجبهة الجميلة. قالت إيديث: - هذا تسارلز هيوارد يا فيليب. - ها! كيف حالك؟ لا أدري إن كان فيليب قد سمع بي من قبل؟ فقد صافحني برود و لم يكن وجهه فضولياً، وقف دون اهتمام. و سألته إيديث: - أين رجال الشرطة البغيضون؟ هل جاؤوا إلى هنا؟ - أظن أن رئيس المفتشين – و نظر في بطاقة على الطاولة – تافيرنر قادم ليتحدث معي في الحال. - أين هو الآن؟ - لا أدري يا خالتي إيديث، أظن أنه بالطابق العلوي. - مع بريندا؟ - لا أعرف. عندما تنظر في وجه فيليب ليونايدز لن تصدق أن جريمة وقعت قريباً منه. سألته إيديث: - أما تزال ماجدا فوق؟ - لا أعلم، في العادة لا تذهب هناك قبل الحادية عشرة. قالت إيديث: - هذا الصوت يشبه صوتها. الصوت الذي كان يشبه صوت السيدة ماجدا كان صوتاً عالياً يتحدث بسرعة كبيرة و يقترب بسرعة. و انفتح الباب من خلفي بقوة و دخلت امرأة كأنها ثلاث نساء لا واحدة!
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |