06-01-12, 07:17 PM
|
|
القهوة تقتسم نتائج الفائدة والضرر.. هل نضطر إلى شرب نصف الكوب؟
بغض النظر عن كون تناول القهوة عادة يومية لها ارتباطها بالثقافة الاجتماعية، فإن تضارب الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع بات في الآونة الأخيرة مصدر إرباك معرفي بين المستهلكين والمتخصصين على حد سواء، فبعد عدد لا بأس به من النصائح المستمرة دائما بشأن "تجنب المنبهات" كجزء سلوكي أصيل من الحياة الصحية، وكعبارة يكثر تداولها مع فترة الاختبارات، وبعد القناعة التي ترسخت في أذهان كثيرين يتحدثون عن أحد أكثر أنواع الإدمان انتشارا، وعن انخراطهم في محاولات للإقلاع عن تناول القهوة، تماما كما هو الحال بالنسبة للتدخين، وفي حين أسهمت دراسات صحية في تعزيز التصورات السابقة، ظهرت دراسات صحية أخرى تناقضها تماما، بل إنها تذهب إلى وجود مبالغة في تصوير الضرر المتعلق بعادة تناول القهوة.
الجديد في هذا الجانب يتحدث عن ارتباط شرب 3 - 4 أكواب من القهوة يومياً بانخفاض احتمال الإصابة بمرض السكري من الفئة 2 بنسبة 25 في المائة تقريباً، مقارنة بشرب كوب واحد أو أقل من كوبين من القهوة يومياً، فبينما تؤكد دراسة علمية سويدية أن معدل وفيات المرضى الذين يستهلكون أكبر كمية من القهوة، ممّن يدخلون المستشفيات بعد إصابتهم بأولى نوباتهم القلبية، أقل منه لدى الذين يستهلكون كميات أقل من القهوة. في حين يرتبط شرب 3 ـ 5 أكواب من القهوة يومياً في منتصف العمر، بانخفاض احتمالات الإصابة بمرض الخَرَف (الزهايمر) بنسبة تقارب 65 في المائة في أواخر العمر – وذلك بحسب دراسة بحثية أجريت في فنلندا.
خبيرة التغذية العالمية كارين جنحو ما زالت تنظر للأمر بعين الاحتمالات، معتبرة أن كل المؤشرات التي تطرح حالياً قد تكون صحيحة، ولكنها تحتاج إلى دليل علمي قاطع، فتقول: "في الوقت الذي تؤدي فيه نتائج الدراسات الراهنة حول الفوائد الصحية لشرب القهوة إلى إسعاد وتشجيع عشاق القهوة، إلا أنه توجد أدِلَّةٌ علمية كافية للتوصل إلى استنتاجات حاسمة. وكل ما يمكننا قوله في هذه المرحلة، هو أن القهوة مشروب طبيعي 100 في المائة، وقد يكون صحيحاً ذلك الافتراض الذي يرى أن تناولها بنسبة (3 ـ 4 أكواب يومياً)، يؤدي إلى توفير فوائد صحية إيجابية".
من ناحية الأطباء الذين يوصون عادة بتجنب إدمان القهوة، فإن المسألة ما زالت قيد التقييم العملي، ولهذا فهم يرون الأمر من زاوية محايدة، حيث يقول الدكتور وليد البخاري وهو استشاري أول في جراحة المناظير المتقدمة وعلاج السمنة والجراحة العامة: "تحظى القهوة بشعبية في المجتمع السعودي. ويقع العديد من المرضى في حيرة فيما يتعلق بالتأثيرات الصحية للقهوة. وبطبيعة الحال، يُعَدُّ الاعتدال مفتاح تجنب الأضرار، ونصيحتي هي أن من الممكن مواصلة التمتع بتناول القهوة دون الشعور بالذنب، في حال تم ذلك ضمن نظام غذائي صحي متوازن".
التوقيع
|
|
|