العاب اون لاين: العاب بلياردو | العاب سيارات | العاب دراجات | العاب طبخ | العاب تلبيس |العاب بنات |العاب توم وجيري | العاب قص الشعر |
للشكاوي والاستفسار واستعادة الرقم السري لعضوية قديمة مراسلة الإدارة مراسلتنا من هنا |
|
|
|
أدوات الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
القصة الثانية عشرة
مملكة الكراسي الخشبيّة بقلم الكاتب: محيي الدين مينو إلى صديقي عبد اللّطيف الباير: -"بُصرى مملكتك، ولا أرضى لك أن تكون ملكاً". يُحكى أن في قديمِ الزمانِ جندياً، غافلَ يوماً الملكَ، وجلسَ على عرشه، وراحَ يصرخُ صراخاً مُدويّاً: -"أنا الآن ملكُ البلادِ". تردّدتْ صرختُه في أرجاءِ القصرِ، ووصلتْ أسماعَ الملكِ وحاشيتِه الّذين فاجؤوا الجنديَّ، وهو ما زالَ جالساً على العرشِ، يرتجفُ من هَوْلِ المفاجأةِ، والجنودُ يُشهرون سيوفَهم الّلامعةَ في وجهِه، ولكنّ الملكَ أمرهم أن ينصرفوا عنه، ويتركوه وهذا الجنديَّ. نهضَ عندئذٍ الجنديُّ من مكانِه، فأشار إليه الملكُ أن يجلسَ، فجلس، والسّيافُ يتراءى أمام عينيه المذعورتين شاهراً سيفه، يهُمّ بضربِ عُنقِه، فيرتعدُ هَلَعاً وخوفاً. حاول الجنديّ أن يفتحَ عينيه، ويرفعَ رأسَه قليلاً، فلم يستطعْ، وحاولَ أن ينهضَ من مكانِه ثانيةً، فلم تحملْه قدماه، والقصرُ يدورُ به، فلا يهدأُ، ولا يستقرُّ. سأله الملكُ مستغرباً: -أتظنُّ أنّ هذا الكرسيَّ الخشبيَّ يجعلُكَ ملكاً؟!". أجابَ الجنديُّ، وهو يتلعثمُ: -"هو مجرّدُ حُلُمٍ، يا صاحبَ الجلالةِ، ظلَّ يراودني منذ صغري". ثمُ أردفَ الملكُ ضاحكاً: -"أنتَ الآن ملكٌ، وأنا أحدُ رعاياكَ. بمَ ستحكمُ عليّ لو انقلبتُ عليكَ". هبَّ الجنديُّ واقفاً، وقالَ معتذراً: -"أستغفرُ اللهَ، يا صاحبَ الجلالةِ، ما أنا إلاّ عبدٌ من عبيدِكَ". قالَ الملكُ: -"اجلسْ، اجلسْ، أيّها الجنديُّ، وقلْ لي: كيف ستحكمُ بين هؤلاء النّاسِ الذين لا همَّ لهم إلاّ التآمرُ عليّ وعلى مملكتي". قالَ الجنديُّ، وهو مطرقُ الرّأسِ: -"إنّهم-يا صاحبَ الجلالةِ- لا يستحقّون إلاّ الموتَ، فلا رأفةَ بهم، ولا عطفَ عليهم". قالَ الملكُ: -"لا شكّ في أنّكَ جنديٌّ مخلصٌ لي وللوطنِ. أيّها الجنديُّ، أنتَ منذ اليومِ وليُّ عهدي الأمينُ". يُحكى بعدئذٍ أنّ وليَّ العهدِ انقلبَ يوماً على الملكِ، وزجّه في السِّجنِ، حتّى ماتَ، وجلسَ على عرشِه منتشياً، لا يفارقُه لحظةً، ولكنّ جنديّاً غافله يوماً، وجلسَ عليه، وهو يقولُ: -"أنا الآن ملكُ الزّمانِ". ويحكى أنّ الملكَ تلمّسَ عندئذٍ رأسَه، وهو يرى أحدَ جنودِه يجلسُ مكانَه، وأمرَ من فوره السّيافَ أن يضرِبَ عنقَه، حتّى يكونَ عِبرةً لغيره من الجنودِ الذين لا يروقُ لهم من كراسي القصرِ جميعِها إلاّ كرسيُّ الملكِ. دبيّ في 10/3/1999
|
#2
|
||||
|
||||
القصة الثالثة عشر
بعنوان: الأجمل بقلم الكاتب: محمد قرانيا قصص قصير جداً في الربيعِ، والشمسُ مشرقة حطّ عصفورٌ دوريٌّ على سور المدرسة سمعَ المعلمةَ تسألُ الأطفالَ عن أجملِ امرأةٍ في الوجودِ لكنَّ العصفورَ طار. وتنقَّلَ من مكانٍ لمكان. يسألُ عن أجملِ امرأة وحين عادَ والشمسُ لا تزالُ دافئةً. حكى للفراخِ الصغارِ. عمّا رأى في النهار. قال: ذهبتُ إلى الرسّام. قلتُ: يا فنَّانَ اللونِ الأجمل أريدُ لوحةً لأجملِ امرأةٍ في الوجود. قال: اذهبْ إلى البستانيّ *** قلت: يا فنّانَ الروضِ الأخضرِ. أريدُ وردةً ناضرةً لامرأةٍ رائعةٍ قال: اذهبْ إلى بائعِ الوردِ. *** يا بائعَ الورد: أريدُ وردةً صافيةً مثل عينيها قال: اذهب إلى بائع الزنابقِ. *** يا بائع الزنبقِ: هل مَسَحَتْ على رأسِكَ أصابعُ الحنان؟ وهل ربتتْ على كتفك يدٌ حانية؟ أريدُ زنبقاً كأصابعها. قال: اذهبُ إلى بائع الحرير.. *** يا بائعَ الحريرِ: هل شاهدَتْ أزهارَ الياسَمين؟ أريدُ ثوباً لأجملِ امرأةٍ. قال: اذهبْ إلى ذلك البيتِ القريبِ. *** في البيت القريبِ المجاور. وجدتُ اللوحةَ الجميلة. رأيتُ امرأةً تعمل بمهارةِ. تمسحُ زجاج النافذة. تسقي أصيصَ الزهرِ. تقتربُ من طفلٍ صغير. تُسرّحُ شعرَه. تعطيه قطعةَ حلوى.. *** الطفلُ الصغيرُ يحملُ حقيبتَهُ المدرسية. وعلى ثغرهِ ابتسامة يُقَبّلُ يدَ المرأةِ. وقبلَ أن ينطلقَ يقولُ: "شكراً يا ماما"
|
#3
|
||||
|
||||
تابع قصص قصير جداً
كأس ماء غسلتْ ليلى الكأسَ جيَّداً، ثم ملأتْها ماءً، وسارتْ نحو أبيها. كانَ أبوها يقرأُ الجريدةَ في ظلِّ شُجيرةِ الياسَمين. عندما صارتْ ليلى قربَ أبيها. طارتْ زهرةُ ياسَمينٍ، وسقطتْ في الكأسِ. توقَّفتْ ليلى، وفكَّرتْ لحظةً... سألها أبوها: ـ ما بكِ يا ليلى؟ أعطني الكأسَ. ابتسمتْ ليلى وهي ترى أوراقَ الياسَمينةِ يُحَرِّكُها الهواءُ، فتصلُ إليها رائحتُها المنعشةُ، وظلَّتْ واقفةً. أعاد الأبُ سؤالَهُ: ـ ما بكِ يا ليلى؟! ابتسمتْ ليلى من جديدٍ، وقالتْ: ـ الياسَمينةُ تشيرُ إليَّ... إنها عطشى! سقتْ ليلى الياسَمينَة، ثم ملأتِ الكأسَ من جديدٍ، وانحنتْ قليلاً، ثم قالتْ مبتسمةً: ـ تفضَّلْ يا بابا... الوردة شمَّتْ (عبير) الوردةَ الحمراءَ، وقالتْ: ـ هذه الوردةُ جميلةٌ. سأقدّمها إلى معلَّمتي. لكنَّ أخاها (خالداً) اعترضَ، وقالَ: ـ سآخذها ـ أنا ـ وأقدِّمُها إلى معلِّمي. أمسكتْ (عبير) الوردةَ وأبعدتها. لكنَّ (خالداً) شدَّها... فحزنتِ الوردةُ، وتناثرتْ أوراقُها على الأرضِ. انظروا راقبوا جيِّداً صديقيَ الصغيرَ إنه يأخذُ من أبيهِ قطعةَ النقودِ ويركضُ مسرعاً إلى الحانوتِ. انظروا إليه انظروا جيِّداً إنه كعادتهِ كلَّ يومٍ يشتري (بالوناً). انظروا كيف ينفخ (البالون). ينفخُ.... والبالونُ يكبرُ.. يكبرُ... ثم ينفجرُ!!!... بالون سامر كنتُ مع أهليّ على ضفِّةِ النهرِ، نتمتَّعُ بالمنظرِ الجميلِ... قلتُ لأخي سامر: ـ تعالَ نشاهدِ الصيَّادين. وقفنا دقائقَ ننظرُ إلى الصيادين، وهم يصطادون السمكَ... تمنَّيتُ لو كان معنا (سنارة) نصطادُ بها، ونجرِّبَ حظَّنا... قلتُ لسامر: ـ سأشتري شيئاً أتسلَّى به، من الدكان. ذهبنا إلى الدكانِ القريبِ. كان يحتوي على كلِّ شيءٍ... اشتريتُ قصَّةً ملوَّنةً، لكنَّ سامراً قرَّرَ شراء (بالون). سألتهُ: ـ لماذا اخترتَ (البالون)؟ فأجابَ: ـ لأنَّه يسلِّيني طوالَ الوقتِ. ضحكتُ في سرِّي، وجلستُ على مَرجٍ أخضرَ بجانب أُمِّي وأبي، أمامَ النهر، وأخذتُ أقرأُ القصَّة، بينما نفخَ سامرٌ (البالون) فصارَ كبيراً.. كبيراً، حتى ظننتُ أنَّهُ سينفجرُ!... بدأ سامرُ يلعبُ بالبالون. يضربه بيده، فيعلو قليلاً في الجوِّ، ثم يلحقُ به، والسعادةُ تغمرُ نفسَه. لكنَّه ضربَه ضربةً قويةً بيدهِ، فاندفع (البالونُ) بعيداً... لاحقناه جميعاً بأنظارنا، حتى رأيناه يحطُّ مثلَ بطَّة فوق الماءِ! ... وذهبَ مع النهرِ... مسكينٌ سامر!!.. ظلَّ ينظرُ إليه حتى غابَ عن الأنظارِ، وقد بدتِ الخيبةُ على وجهه... وحين التفتَ إليَّ حزيناً. شاهدَني أطالعُ قصَّتي الملوَّنةَ، ولكني كنت ـ في الحقيقةِ ـ أضحكُ من أعماقِ قلبي، ضحكةً طويلةً... سهرة ذاتَ ليلٍ ربيعيٍّ دافئٍ، أحبَّتْ ليلى السهرَ في ضوءِ القمر، حتى ساعةٍ متأخِّرةٍ. قالتْ لها أُمُّها: ـ هيَّا يا ليلى. اذهبي إلى النوم. قالتْ ليلى: ـ لكنِّي أحبُّ القمرَ. ـ القمرُ (سيزعلُ) منكِ. إذا لم تنامي الآنَ. قالت ليلى للقمرِ: ـ هل صحيحٌ (ستزعلُ) منِّي لأني أُحبُّ السهرَ معك؟ ابتسمَ القمر، وغمرها بأشعَّتهِ الفضيَّة. عندَ الصباحِ استيقظْت ليلى متأخَّرةً، ونظرتْ إلى أمّها تعاتُبها: ـ لماذا لم توقظيني باكراً؟ ردَّتِ الأمُّ: ـ لأنَّ القمرَ قد (زعلَ) منكِ. عندئذٍ أدركتْ ليلى خطأها، واعتذرتْ من أُمِّها قائلةً: ـ لن يزعلَ القمرُ مني بعدَ اليوم، لأني سأنامُ باكراً.
|
#4
|
||||
|
||||
القصة الرابعة عشر
بعنوان: من أجل قطرة ماء بقلم الكاتبة: لبنى ياسين طق... طق... طق ... يكاد رأسه ينفجر وتدوي الضربات فوق دماغه بطريقة مرعبة ... وضع الوسادة فوق رأسه عله يهرب من هذا الصوت المزعج إلا انه لم يفلح ...طق ...طق... طق ... اللعنة على هذا الصنبور, منذ شهور وهو ينقط بالطريقة نفسها إلا أنها المرة الأولى التي يزعجه فيها ذلك فعلا ... ربما كان السبب في ذلك طفلاه اللذان فاجآه وهو يغسل سيارته, فأخذا يرميان في وجهه بحماس وأدب كل ما قالته لجنة ترشيد المياه والتي كانت لحظه العاثر في زيارة للمدرسة في أسبوع التوعية لتعليم الأطفال فوائد الترشيد كي تطلعهم على مضار هدر المياه بطريقة مستهترة, طق... طق ...طق ... يا لهذه القيلولة المزعجة, يكاد رأسه ينفجر والصنبور يرفض أن يغلق فمه مبتلعا صرخة الاستغاثة المشؤومة التي كانت تنطلق من فمه دون استجابة, بينما تتردد الآية الكريمة التي زرعها ابنه في رأسه ناصحاً "إن المبذرين كانوا أخوان الشياطين ", وأخيرا وبعد حرب ضروس بين رأسه وأذنيه وصنبور الماء استكان مستسلما لإغفاءة هو في أمس الحاجة إليها. الصنبور مرة أخرى وهو ينقط في وعاء كبير هاجمه في الحلم, امتلأ الوعاء حتى بدأ الماء بالسيلان عن حوافه, ثم تضخم و تضخم وعاء الماء حتى وجد نفسه فجأة في لجة أمواج عاتية قزما يحاول النجاة بحياته, لم يستطع أن يقاوم لأمواج التي تتقاذفه يمنة ويسرى وترفعه تارة فوقها ثم ترميه تارة أخرى في عمق جسدها الغاضب وهو عاجز عن فعل أي شئ ... حتى الصراخ, فجأة رمت به موجة ضخمة على الشاطئ الرملي, تلفت حوله فإذا بالرمال تحيط به من كل صوب وقد كشفت الشمس عن نواجذها بينما اختفى الماء تماما كأنه لم يكد يغرق فيه منذ لحظة, بدأ يتصبب عرقا من شدة اللظى القادم من قرص الشمس, تلفت يمنة ويسرى عـله يرى ولو جدول ماء صغيراً إلا أن المكان كان صحراء قاحلة ...على امتداد النظر لم يكن ثمة كائن غيره برفقة الشمس والسماء والرمال المشتعلة بلهيب الشمس... لا شئ مطلقا سواهم. شد قدميه شداً ليُخرج نفسه من هذا المكان, إلا انه لم يكن هناك أية إشارة لوجود كائن حي واحد ولا حتى شجرة صغيرة يحتمي بها من أشعة الشمس الحارقة, بينما بلغ العطش مبلغه وجف حلقه وتيبست شفتاه, قال في نفسه: قد ادفع نصف عمري الآن من أجل كأس واحد من الماء لكن أحداً لن يرغب بهذا الثمن أو غيره إذ لا أحد مطلقا سواه في هذا المكان . اشتد عطشه اكثر ... لم يعد يستطيع التنفس ... أحس انه يوشك على الاختناق ودارت في خلده ذكريات كان فيها الماء متوفرا بشكل مريح ... لم يكن يعلم أن الماء ثمين إلى هذا الحد ... تذكر سيارته التي كان يرويها بمئات الليترات من الماء لتبدو لامعة ... لو أن كأسا واحدا من هذه الليترات يأتيه الآن وسيدفع مقابله كل ثروته ... إلا أن شيئا من هذا لم ولن يحصل ...هربت من عينه دمعة رسمت طريقا لها على خده ... فكر في نفسه ملهوفاً إنها قطرة ماء ومد لسانه صوبها في محاولة لاصطيادها علها تخفف من لوعة الكبد لقطرة ماء ... هل كان الماء غاليا حتى هذا الحد ؟؟؟ نزلت من عينه دمعة أخرى كان يحاول اصطيادها عندما رنت الساعة معلنة انتهاء قيلولته, فتح عينيه فإذا هو في المنزل وإذا بالصحراء كابوسا دمرته رنة الساعة, لكن صنبور الماء ما زال ينقط ... طق... طق... طق... ودون أدنى تفكير هرول نحو الهاتف يطلب السمكري ليقوم بإصلاح الصنبور وفحص بقية أنابيب المياه .
|
#5
|
||||
|
||||
القصة الخامسة عشر:
بعنوان: الأرنوب بقلم الكاتب: د. أسد محمد مرّ فيل ضخم وسط بيوت الأرانب فهدم بيت الأرنب الكبير ، انزعج الجميع من أجله، و قرروا مساعدته في بناء بيت جديد له ، رفض قائلا: - إن الطقس بارد و لا احتمل الانتظار حتى تبنوا لي بيتا جديداً . حاولوا أن يفهموا منه ماذا يريد، و اقترحوا عليه أن يجهزوا له البيت المهجور مؤقتاً، فقال لهم: - أنا الأرنب الكبير وتريدونني أن أنام في بيت مهجور وغير نظيف. قدموا له عدة اقتراحات أخرى، تظاهر بالغضب وابتعد عنهم، تفقد البيوت مساءً فأعجبه بيت الأرنوب النشيط،ودون أن يسأله، دخل البيت وقال: - هذا بيتي الجديد، هيا اخرج منه. تدخلت الأرانب وقالت: - البيت للأرنوب ولا يحق لك أخذه. هزّ رأسه ساخراً، وقال، - لن أسمح له بالدخول إليه أبدا. تجنبت الأرانب الدخول معه في خلاف لأنهم يعرفون جيداً قوته و المشاكل التي يمكن أن يسببها في حال غضبه، تدخل الأرنوب، وقال: - قد يغضب ويؤ ذيننا جميعاً، سأبني بيتا جديداً. اختار المكان وبدأ يحفر وكراً، فجآت الأرانب وساعدته، وتمكن من بناء بيت بسرعة كبيرة، شكرهم على مساعدته، عاشت الأرانب بعد ذلك بسلام، لكن الأرنب الكبير انزعج وظن أنهم تحدوه بسبب مساعدتهم للأرنوب، واعتقد أنهم لا يزورونه بسبب انزعاجهم منه. فيما بعد أوضحت له الأرانب أنهم كانوا منشغلين بجمع الطعام لذا لم يتمكنوا من زيارته، لم يقتنع بكلامهم، وقال في نفسه: - لا يزالون غاضبين مني، وسأعاقبهم. اندفع مساء اليوم التالي واحتل بيت الأرنوب النشيط وطرده منه، ثم نام فيه، توقع في الصباح أن مشكلة ستحدث وسيخرب على الأرانب حياتهم الآمنة، لكن الأرنوب ترك الأمر سراً كي لا يزعج أحداً، تصرف بذكاء ونام في بيته القديم الذي أخذه منه الأرنب، وهكذا راح الأرنوب ينتظر حتى ينام الأرنب في أحد البيتين، ثم ينام في الآخر، وقال: - لقد أصبح لي بيتان: بيت قديم و بيتي الجديد. بعد فترة سأل الأرنب الكبير نفسه: - لماذا لم تحدث أية مشكلة؟ و أين ينام الأرنوب؟ راقب الأرنوب واكتشف السر، فقرر أن يمنعه، ووقف في منتصف المسافة بين البيتين، وقال: - سأحرسهما جيدا، وأنام هنا، أو الأفضل أن أبني بيتا بينهما، وأمنعه من النوم في بيتي. فكر في الأمر قليلا وتابع: - لن أتمكن من بنائه وحدي، و لن يساعدوني. وقف مساءً بين البيتين، أحس الأرنوب بما يخطط له الأرنب وبأنه سيمنعه من النوم، فراقبه حتى تعب ونام، ثم تسلل ونام في بيته، وعندما علم الأرنب بذلك، اعترف أن الأرنوب النشيط أذكى منه ، وبأن خطته فشلت، فكر في الأمر طويلاً، وأخيرا قال: - يكفيني بيت واحد، ولا يمكنني النوم في بيتين في الوقت نفسه.
|
#6
|
||||
|
||||
القصة السادسة عشر:
بعنوان: صورة الزعيم للكاتب الدكتور/ أسد محمد للتو تباهت أمام والده بأسئلته البريئة ، طبع الأب قبلة على جبينه وخرج لعمله ، تقافز في بهو البيت كهر صغير ، اغتنمت أمه فرصة لعبه وانشغلت عنه في ترتيب أشيائها ، لحق بها ، وطرح عليها سؤالا ، كان الخامس أو ربما السادس كما خمنت لهذا اليوم ، سحبت سبابتها على وجنته حتى انتهت عند هلال جبينه ، وأجابت بهدوء : نمتُ مساءً متأخرةً ، وضعتُ تحت وسادتي حبةَ سكر نبات ، وعندما استيقظتُ صباحا تحولتْ قطعة السكرِ ، وأصبحتْ أنت . فأجاب مبتسما : - الآن فهمت كيف أصبحتُ ابنك . مسحت شعره الناعم كشعر أرنب صغير بيديها الطريتين، ونام في حضنها متأثراً بالحكاية الجميلة التي أكملتها له حول الطيور التي استقبلته ودخلت إلى غرفته من النافذة ، وكيف راح يلعب معها ، وعن الشمس التي تشبه قنديل جدته التي أنارت وجهه الجميل وجعلتها تراه مثل وردة ، والمرآة الكبيرة التي أرسلها له خاله كهدية كي يمشط شعره ويتأمل صورته . في اليوم التالي سألها ، كيف جاءتْ أخته الصغيرة ، فحكت له حكاية مماثلة عن قطعة سكر النبات ، ففرح ، وحكى الحكاية لأخته الصغيرة التي لم تفهم منها شيئا ، لكنها ابتسمت وراحت تلعب وتشد طرف شرشف سريرها بشغب . *** كان يقلب وريقات كتاب حضانته ، عندما اقتربت منه أمه ، جثت على ركبتيها بجانبه، وراحت تهجّي له الحروف بدافع إثارة انتباهه وتعليمه ، شرد وهو ينظر إلى لوحة غلاف الكتاب الداخلية ، ثم عبثت يداه بالدفتر الوحيد الذي سحبه من حقيبته ، طلبت منه أن يردد وراءها ، فتثاءب ، ثم كرر بعض الحروف بصوت خافت غير آبه لجهد أمه ، وفجأة سألها : - ماما ، ماما ، لماذا هذه الصورة هنا ، ومكررة هنا بالقرب من الشمس ؟ أشار إلى صورة الغلاف ، وقارنها بالصورة التي ترافق الحروف التوضيحية في الصفحة التي تحاول شرح حروفها له . لم تجبه ، وطلبت منه أن يردد ما تلفظه بدقة ، فكرر السؤال نفسه ، عندئذ اضطرت للجواب بصوت خافت " هذه صورة الزعيم " ، فسألها : - لماذا وضعوها بالقرب من الشمس الحارة مثل النار ؟ تلعثمت الأم ، همهمت ، ثم أرغمته على تكرار كلمة "ضابط" كمثال على حرف الضاد في الصفحة التالية التي قلبت إليها هاربة من الصفحة السابقة محاولة إخفاء الصورة ، وجد صعوبة في نطق كلمة " ضابط" ، وقال بأن المعلمة لم تعطه هذا الدرس ، حاولت الضغط عليه، وكررت الكلمة عدة مرات طالبة منه أن يقلدها ، انتبهت أنها تفعل ذلك لأول مرة معه، وتضغط عليه ، أحست ببعض الضيق، رمشت صغيرها الذي راح يلعب بقلم الرصاص غير مكترث لما تردد من حروف لم يستسغها ، سحبت القلم من يده ، وتوعدته بألا تعطيه مصروفه ليوم غدٍ ، فصاح قائلا، والدهشة تعلو وجهه : - أريده ، أريده . - لن أعطيك المصروف إذا لم تلفظ الحروف جيدا . - أنا بحاجته ، يا ماما ، كي أشتري به قطعة سكر نبات . - سكر نبات ؟! - نعم ، اشتريت البارحة ، قطعة سكر نبات ، ووضعتها تحت وسادتي ، ولم يأتِني ولد جميل ، وغداً سأشتري قطعة ثانية وأضعها تحت مخدة أختي ، يمكن أن تأتيها بنت حلوة . نظرت الأم إلى صورة الزعيم بالقرب من صورة الشمس ، ثم رمقت وجه ابنها البريء مرتبكة، ولديها خشية من سؤال أكيد قد يطرحه أمام المعلمة حول الصورة ، ومِنْ ..
|
#7
|
||||
|
||||
اخي حسن خليل
قصص رائعة ومفيدة ..تلك الذي اتحفتنا بها مجهود متميز ... أحييك عليه لك مني وافر التقدير والإحترام
|
#8
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||
أختي شيهانة: لقد سرّني وشرّفني مروركِ لهذه القصص الرائعة والمفيدة. لكِ مني فائق التقدير والاحترام.
|
#9
|
||||
|
||||
القصة السابعة عشر
بعنوان: القويقة حكايات عمتي حكاية شعبية للأطفال بقلم الكاتب: نزار ب. الزين كانت جمانة إحدى جواري ملك مملكة سهرورد ، وكانت أثيرته ، يحيطها بعنايته وحبه ؛ وذات يوم أسرَّت له أنها حامل . فرح الملك و وعدها إن أنجبت ذكرا أن يعتقها ويضمها إلى زوجاته ؛ ومن ثم أمر قهرمانته* ألا تسند إليها بعد اليوم أي عمل ، وحتى إشعار آخر . وهكذا قضت شهور حملها محاطة بالرعاية و التدليل إلى أن حان وقت ولادتها . كانت المفاجأة صاعقة ، عندما إكتشفت الداية أن المولود طائر أنثى من فصيلة الغربان يطلق عليه العامة إسم (القاق) . ما أن رأت النور ، حتى رفرفت بجناحيها ثم طارت إلى أعلى نافذة من نوافذ الغرفة العلوية . استغرب الحضور هذه الظاهرة العجيبة ثم أطلقوا على جمانة لقب ( أم القويقة ) ، وعندما تنامى خبر ( القويقة ) وأمها إلى مسامع الملك ، غضب غضبا شديدا ، وأمر بإعادة جمانة إلى المطبخ ، لتقوم فيه بوظيفة تقشير البصل و الثوم . ثم أخذت جواري القصر و سيداته وعبيده وأطفالهم ، يرشقون القويقة بأي شيء يقع في متناول أيديهم في كل مرة يصادفونها، دون يتمكنَّ من إصابتها أحد ، فقد كانت تتنقل بين النوافذ العلوية من إفريز لأخر بمهارة فائقة ، وهي تصيح محتجة : " قاق .. قاق .. " ولكن في الليل ، كانت تنحول (القويقة) إلى طفلة حلوة تندس في فراش أمها ، فتضمها هذه إلى صدرها حانية وترضعها من لبنها ، وقد آلت على نفسها أن تكتم سرها وأن تحتمل إضطهاد الجميع لها ، خشية أن يظن الآخرون أنها من الجن أو العفاريت ، فيلحقون بهما الأذى . واستمرت (القويقة) في سلوكها هذا ، تتحول إلى طائر في النهار وإلى طفلة رائعة الجمال في فراش أمها في الليل . وذات يوم ربيعي ، سمعت ( القويقة ) أن بنات القصر سيقمن بنزهة يجمعن خلالها الزهور البرية ونباتات الخبيزة والفطر من بساتين القصر الفسيحة وروابيه ، فقررت (القويقة) أن ترافقهن ، فحملت سلة في منقارها وطارت بها فوق رؤوسهن، ثم إختفت ، و كم كانت مفاجأتهن كبيرة عندما شاهدنها وقد ملأت سلتها بالخبيزة والفطر قبلهن ، ثم وهي تسبقهن نحو القصر ، فدخلت إلى حيث أمها تقشر الثوم والبصل ، فهبطت بسلتها فوضعتها بين يديها ، ثم إنطلقت طائرة إلى اقرب نافذة علوية . وعندما قدم الصيف ، قررت فتيات القصر أن يذهبن إلى بحيرة قريبة ضمن أسوار القصر ليقضين يومهن هناك . وبينما كن يلعبن و يتراشقن بالماء وتسبح منهن من تجيد السباحة ، لحقتهن (القويقة) ثم وقفت في أعلى شجرة جوز وأخذت تشاهدهن وتراقب لعبهن ، وتبحث في الوقت ذاته عن ركن يمكنها أن تسبح فيه وهي متوارية عن أنظارهن . وما لبثت أن عثرت على المكان المناسب في طرف البحيرة، تظلله أشجار الصفصاف وقد أمتدت أغصانها فوق سطح البحيرة . طارت إليه في الحال ، وابتدأت تخلع ثوب الطائر الأسود الذي كانته ، لتخرج منه ( صبية لبية تقول للقمر غيب لأجلس مكانك قاضي ومفتي ونقيب )* ثم إبتدأت تغطس في الماء البارد المنعش و تعبث به وهي في غاية النشوة والحبور. تصادف أن مر صفي الدين إبن وزير الملك الأول قرب البحيرة أثناء عودته من رحلة صيد و قنص ، فشاهدها وهو في غاية الذهول وهي تنض عنها ثوبها لتتحول من طائر إلى فتاة رائعة الجمال ، فاختطف الثوب وخبأه ، فغطست (القويقة) في الماء فلم يعد يظهر منها غير رأسها ، وأخذت ترجوه أن يستر عليها ويعيد إليها الثوب . أجابها جادا : " لن أعيده إليك ، قبل أن تخبريني ، هل أنت أنسية أم جنية " فأقسمت له أنها إنسية بنت أنسي وأنسية ، و أن ما شاهده منها إن هو إلا قدرة إلهية لا يعلم سرها إلا الله وحده . رمى إليها بعبائته قائلا : " اما ثوب الطائر الأسود فلن ترتديه بعد اليوم ، لأنك سوف تصبحين زوجتي على سنة الله ورسوله ، ثم أردفها خلفه فوق حصانه و مضى بها إلى حيث سلمها لوالدتها . حدَّث صفي الدين والدته بشأنها و أنه قد وقع في حبها و غرامها ، التي نقلت خبرها لزوجها وزير المملكة الأول ، الذي أخبر الملك – بدوره – في شأنها ، ثم شاع الخبر في القصر والكل في غاية الدهشة و التعجب بين مصدق ومكذب . وفي اليوم التالي استدعى الملك جمانة التي أقسمت له أغلظ الأيمان بأنها لم تعاشر من الرجال غيره ، لا من الإنس ولما من الجن ، وأن ( القويقة ) هي إبنته ، وأن ما جرى لا تستطيع تفسيره إلا بأنه من قدرة الله . تعرف الملك – من ثم - على ( القويقة ) فضمها إلى صدره وهو يناديها بأعذب عبارات الحب والحنان ، فبكت من شدة الفرح وأبكت كل من حولهما ؛ ثم أعلن للجميع أن اسم إبنته أصبح منذ الساعة شمس الشموس ، وحذر من يناديها بالقويقة بعد اليوم بأوخم العواقب، ثم أعلن للملأ إعتاق جاريته جمانة ، وطلب من مفتي الديار عقد قرانه عليها ، لتصبح واحدة من زوجاته ، حرة كريمة ، وأقربهن إلى قلبه . ثم تقدم الوزيرالأول لخطبة شمس الشموس من أبيها الملك لإبنه صفي الدين ، فوافق في الحال . وعمت الأفراح و الليالي الملاح ، وارتفعت الأعلام وإنتصبت الزينات ، وقُرعت الطبول وصدحت المزامير ، وأقيمت حلقات الدبكة والزار ، في كل أرجاء المملكة ، وأعلن المنادي لسكان العاصمة ألا يأكل أحد أو يشرب إلا في قصر الملك ، سبعة أيام بلياليها ؛ زُفت في نهايتها شمس الشموس لعريسها صفي الدين . (وتوتة توتة خلصت الحدوته )* ---------------------------- *قهرمانة : رئيسة الجواري *صبية لبية تقول للقمر غيب لأجلس مكانك قاضي و مفتي و نقيب : تعبير عامي شائع يستخدم لوصف الفتيات رائعات الجمال *(و توتة توتة خلصت الحدوته) : تعبير شعبي يقال عند إنتهاء الحكاية .
|
#10
|
|||
|
|||
*(و توتة توتة خلصت الحدوته) *
أستاذنا المبجل حسن خليل كلما شعرت بضيق أو قرأت شيئا أحزنني جئت إلى هنا لا أكتب ردا لكن أمتع نفسي وأسليها بما تسطره أنت من قصص تبعث الراحة في النفس وتعيدها إلى صباها ، أقرأها أكثر من مرة أسجل اعجابا بما اخترته أردت ان أختار بعضها فأبت إلا أن تأتي كلها أحلا م صبي وحب أم كلما فكر في الابتعاد وجد أنه لا مفر من حضن أمه قصص قصيرة جدا ( وأجمل امرأة في الوجود ، كأس ماء ، بالون سامر ) من أجل قطرة ماء الأرنوب صورة الزعيم ( سنعمم وصفتك على من يرغبون في الانجاب حبة سكر نبات توضع تحت الوسادة تصبح يوما صبيا ويوما صبية ) القويقة (و صبية لبية تقول للقمر غيب لأجلس مكانك قاضي و مفتي ونقيب) شكر الله لك وأسعدك كما أسعدتنا ننتظر المزيد من هذا القصص الرائع ومثلك أستاذي وكما عودتنا لن تتوانى في إجابة سؤلنا بارك الله فيك تقبل تحيتي دمت بحفظ الله
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 0 والزوار 13) | |
|
|
راديو قصيمي نت | مطبخ قصيمي نت | قصص قصيمي نت | العاب قصيمي نت |