لا.. للمثالية .. في الحياة الزوجية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عنوان قد يبدو غريباً .. نوعا ما .. يتأرجح بين المزح والنصح .. آملاً أن يكون للأخير أقرب وأرغب .. أقدمه مقرون .. باعتذار .. لمن لم يعجبه العنوان حالياً .. أو الموضوع لاحقاً ..
فالحياة الزوجية .. هي حلم كثير من الشباب والشابات .. ويقترب هذا الحلم .. من والواقع .. ويكثر .. مع إطلالة الإجازة الصيفية .. فلذا لعل طرحه في هذا الوقت .. يعتبر مناسباً .
فأول .. خطوات الحياة الزوجية .. تبدأ ببحث الشاب عن زوجة .. يراها مناسبة .. لتطلعاته وأحلامه المخملية .. معتقداً أنه سيجد .. زوجة العمر .. التي توافق كل آماله وتحقق كل غاياته.. وهذا في نظري .. تطلع يفوق الواقع .. فالواقع ينطق بغير ذلك .. فعلى سبيل المثال .. الشاب يخالط ألوف الشباب من أقرانه .. ولكن لا يجد منهم من يرضي طموحه .. إلا الندرة منهم .. هذا وله كل الحرية .. بالرؤية والمخالطة .. فكيف الوضع مع من اختيرت له .. بمعلومات بسيطة عنها .. كما أن مخالطته لأصدقائه لا تتعدى سويعات تمضي بلا ضغوط الحياة .. وهذا يختلف عن الحياة الزوجية التي تعاش بظروف مختلفة ولمدة طويلة .. يصعب معها الثبات على المثالية.. خاصة أن لكل أنسان صفاته الخاصة .. وصفات يكتسبها من بيئته وأهله.. تزيد من الفجوة لتحقيق الانسجام التام ..
ويتلهف الشاب .. المقبل على الزواج .. لسماع قصص .. وشعور زملائه .. ممن سبقوه بالزواج .. الذين يصورون الحياة الزوجية .. على أنها جنة الدنيا التامة .. ويفعلون ذلك أما لحداثة تجربتهم .. وإما لكونهم يرغبون بالظهور .. بقمة السعادة الزوجية الناجحة .. حتى ولو كانت مصطنعة .. خوفاً بأن يستشعر المتلقي .. بخيبة أملهم .. في الوصول لما تصوروه عن مثالية الزواج .. وهذا مما يجعل الشاب المتزوج حديثاً .. يسأل نفسه لماذا لم أحقق ما حققه زملائي من سعادة لا توصف .. وقد يصل الأمر لتأنيب نفسه لاستعجاله في الزواج .. أو لمن أختار له هذه الزوجة .. الغير مثالية .. وهو تصور للأسف .. بذره ورعاه .. زملاء تظاهروا بالسعادة المثالية ..
ويعتقد .. بعض الشباب .. أن الزوجة ستكون مسخرة .. وساعية بكل ما تملك .. لتحقق الرضاء المثالي لزوجها .. والواقع أن هذا الشعور .. يجب أن يرتبط بشعور مقابل .. يتمثل في كون الزوجة .. ذات الحس المرهف .. تعتقد أن الزوج سيبذل كل ما في وسعه .. وسيمنح كل مشاعره لها.. لكي تنعم بحياة مثالية .. فهل سينزوي كل منهما في ركنه المثالي ؟ .. أم لابد من التنازل عن المثالية .. للوصول إلى وسطية .. قد تصل أحياناً لمثالية متأرجحة ..
وفي خضم الحياة .. تعصف بالزوجين .. ظروف وأحداث خارجة عن إرادتهم .. سواء على المستوى الشخصي .. أو على مستوى علاقتهم الزوجية .. هذه الأحداث تقف حاجزاً .. في أن يكونا في كامل حضورهما النفسي والمثالي ..
وقد .. تتحقق المثالية .. نوعاً ما .. بتصنعها .. فالمرء بما أعتقد .. فلا يعني صعوبة تحقيق المثالية الزوجية التلقائية .. بأن لا يسعى الزوجان لتحقيقها ولو جزئياً .. ولو حتى بتصنعها .. وهذا شيء قد يندرج في رخصة الشريعة للكذب بين الزوجين..
ويبقى .. الزوج .. وأن بدا .. فظاً غليظاً .. صعب المراس .. لا يبحث عن طيب مطعم .. أو ملبس .. فهي أمور ثانوية .. وقد يجد لها بدائل .. ولكن يبحث عمن .. يضفي إليه شعور بالتميز .. مبطن بودٍ .. يشعره بأن ما يعيشه هو ما يوصف بالمثالية .. وهذا سيولد رغبة .. برد جميل هذه الزوجة .. بمثالية يبذلها لزوجته المثالية .. سعياً لتحقيق حياة مثالية..
للجميع صادق الدعوات .. بحياة مثالية ..