17-05-11, 12:28 AM
|
|
يسعدني أنها نالت اعجابكم .. الفجر البعيد
شكرًا
-
تقديم السمع على البصر في القرآن الكريم
قال تعالى: { وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(11)} الشورى)
و { إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20)}(غافر)
وقال سبحانه: { إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)}( الإسراء)
و {هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56)}(غافر)
وقال تعالى : { إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)}(الإنسان)
فقدم السمع على البصر.
وقال عز وجل:{ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73)}(الفرقان)
فقدّم الصم وهم فاقدو السمع على العميان وهم فاقدو البصر.
قالوا لأن السمع أفضل. (انظر البرهان 3/254 ) ،
قالوا والدليل على ذلك أن الله تعالى لم يبعث نبياً أصم ولكن قد يكون النبي أعمى كيعقوب فإنه عمي لفقد ولده.
والظاهر أن السمع بالنسبة إلى تلقي الرسالة أفضل من البصر، ففاقد البصر يستطيع أن يفهم ويعي مقاصد الرسالة فإن مهمة الرسل التبليغ عن الله.
والأعمى يمكن تبليغه بها وتيسير استيعابه لها كالبصير، غير أن فاقد السمع لا يمكن تبليغه بسهولة.
فالأصم أنأى عن الفهم من الأعمى، ولذا كان العميان علماء كبار بخلاف الصم. فلكون متعلق ذلك التبليغ كان تقديم السمع أولى.
ويمكن أن يكون تقديم السمع على البصر لسبب آخر عدا الأفضلية ..
وهو أن مدى السمع أقل من مدى الرؤية فقدم ذا المدى الأقل متدرجاً من القصر إلى الطول في المدى، ولذا حين قال موسى في فرعون
{ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45)}(طه) قال الله تعالى: { قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ و َأَرَى (46)}(طه)
فقدم السمع لأنه يوحي بالقرب إذ الذي يسمعك يكون في العادة قريباً منك بخلاف الذي يراك فإنه قد يكون بعيداً وإن كان الله لا يندّ عن سمعه شيء.
/
التقديم والتأخير في القرآن الكريم
الدكتور فاضل السامرائي
|
التوقيع
|
|
|