13-10-08, 01:18 AM
|
|
البحث الأمريكي عن إسلاميين معتدلين
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول أحدهم........
يروي الكاتب فرانسيس ستونر سوندرز في كتاب ((الحرب الباردة الثقافية)) قصة الحرب الباردة الثقافية، التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية، يقول(كانت الوكالة منذ فترة تستهويها فكرة ما: هل هناك من هو أفضل من الشيوعيين السابقين لمكافحة الشيوعية ؟ وبالتشاور مع كوستر (أحد الأشخاص الأساسيين المؤسسين للحرب الباردة الثقافية) بدأت تلك الفكرة تتجسد، كان من رأيه أن تدمير الأساطير والخرافات الشيوعية يمكن أن يتحقق فقط عن طريق تعبئة أولئك اليساريين من غير الشيوعيين في حملة واسعة للإقناع، كان الذين يقصدهم كوستلر من جماعة اليسار غير الشيوعي – يعملون في وزارة الخارجية ودوائر المخابرات. وعن طريق ما يصفه آرثر شليزنجر "بالثورة الهادئة " أصبحت العناصر الحكومية تفهم وتؤيد أفكار أولئك المثقفين الذين ضللتهم الشيوعية وإن كانوا لا يزالون مؤمنين بمبادئ الاشتراكية (أي الذين ارتدوا عن الشيوعية)و بالفعل سوف تصبح إستراتيجية تقوية "اليسار غير الشيوعي" هي الأساس النظري للعمليات السياسية لوكالة المخابرات المركزية "cia" ضد الشيوعية على مدى العقدين التاليين. أما الأساس المنطقي لهذه الإستراتيجية التي حققت الوكالة تقارباً – وربما تطابقاً – مع المثقفين اليساريين..))
و يتابع الكاتب(أما الافتراض النظري الذي شجع ودفع كل هذه التعبئة لليسار غير الشيوعي، فكان مدعوماً بشدة من شيب بوهلن وأشعيا برلين ونيكولاس نابكوف....الخ، كما ذكر شيلزنجر فيما بعد: كنا نشعر جميعاً أن الاشتراكية الديمقراطية (غير الشيوعية) هي الحصن المنيع ضد الشمولية (الشيوعية) وأصبح ذلك تيارا تحتيا- ربما سرياً – في السياسة الخارجية الأمريكية أثناء تلك المرحلة، وهكذا أصبح الاسم المختصر (اليسار غير الشيوعي) مسمى شائعاً في لغة الدواوين الحكومية في واشنطن بل إنه كما ذكر أحد المؤرخين رمزا لجماعة تحمل بطاقة معينة.))و تنوع هذا البرنامج من نشر كتب وروايات لشيوعيين تائبين إلى دعم جماعات وأحزاب وإقامة مؤتمرات كل ذلك بتمويل خفي من وكالة المخابرات المركزية cia فظهرت كتب مثل "الإله الذي فشل" و"الأوهام الضائعة". يقول المؤلف(تحت غطاء الإله الذي فشل تم تدوير أولئك الذين كانوا يقومون بالدعاية للسوفييت سابقاً وتم غسيلهم من بقع الشيوعية واحتضانهم من قبل مخططي الحكومة الذين وجدوا في فرصة تحولهم فرصة لا تقاوم لتحطيم آلة الدعاية السوفيتية التي كانوا يزودونها بالزيت ذات يوم، والآن أصبحت جماعة الإله الذي فشل ماركة مسجلة تستخدمها وكالة المخابرات المركزية cia، وترمز إلى ما كان يطلق عليه أحد الضباط "جماعة المثقفين الذين تحرروا من الوهم" والذين يمكن أن يتحرروا منه، والذين لم يتخذوا موقفاً بعد، والذين يمكن أن يؤثر أقرانهم بدرجة ما على خياراتهم))واليوم في مواجهة تيارات الإسلام الجهادي تستعاد القصة وبنفس حذافيرها، فبعد نهاية الحرب الباردة رأينا الدوائر الغربية تحتضن بعض اليساريين ليتبنوا التطبيع مع الكيان الصهيوني، وليسخروا من القومية العربية، ومن روح المقاومة لدى الشعب العربي، وبعد أن تصاعد مد تيار الإسلام الجهادي، كما رأينا في السنوات الماضية، انتقلت هذه المجموعة من اليساريين إلى مهاجمة هذا التيار لكن هذا أمر قليل الجدوى، إذ ليس بالأمر العظيم أن يهاجم يساري سابق تياراً دينياً لأن المنطقات الفكرية لدى الطرفين مختلفة، فانتقلت الدوائر الغربية إلى تطبيق نفس خطة الحرب الباردة الثقافية ضد الإتحاد السوفييت، ليبدأ البحث عن "إسلاميين غير جهاديين" لتقويتهم ونشر أعمالهم كي يتمكنوا من شق صفوف التيار الجهادي وخلق بلبلة في قاعدته الاجتماعية والتشكيك بمنطلقاته الفكرية.وما نذكره ليس من باب التخمين بل إنه إستراتيجية معلنة وقد ورد في تقرير لمؤسسة راند ومنشور بترجمته العربية على موقع دورية العراق. يبدأ القرير بتوصيف الوضع الإسلامي. فيقول أنه ليس هناك شك من أن الإسلام المعاصر يعيش حالة من الاضطراب والغليان، وحالة من الصراعات الداخلية والخارجية حول قيمه، وهويته، ومكانته في العالم اليوم، وذلك بسبب وجود العديد من المذاهب المتنافسة التي تطمح للحصول على الهيمنة الروحية والسياسية. ولذا فإن لهذا الصراع تكاليفه الباهظة والبالغة الخطورة، وتأثيراته المتعددة على الجانب الاقتصادي، والاجتماعي والسياسي. ونتيجة لهذه التغيرات فإن الغرب يبذل، جهوداً كبيرة لفهم هذه الصراعات وبالتالي محاولة التأثير على نتائجها. وتتمنى الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الصناعية العظمى وكل المجتمع الدولي أن يكون العالم الإسلامي متماشياً مع باقي الأنظمة العالمية، بحيث يكون ديمقراطيا، محققاً للنمو اقتصادياً، مستقراً سياسياً، متقدماً اجتماعياً، ومتتبعاً لآليات وأنظمة المجتمع الدولي، كما أن هذه الأطراف تريد منع حدوث "صراع الحضارات" بكل ما تحمله هذه العبارة من معان؛ من صراعات بين الأقليات المسلمة ومواطني الدول الغربية، إلى تزايد التيارات الثورية في العالم الإسلامي، وما يترتب عليها من عدم الاستقرار و"الإرهاب".و يصنف التقرير المسلمين إلى الأصوليين والتقليديين والعصرانيين والعلمانيين. ويوصف التقرير بشكل إيجابي ما يسميه بالإسلام التقليدي مقابل ما يسمونه بالإسلام الأصولي ((إن "الإسلام التقليدي" يتضمن عوامل ديموقراطية يمكن من خلالها مواجهة وصد سلطوية "الإسلام الأصولي"، لكنه لا يمثل وسيلة ملائمة ودافع لتحقيق "الإسلام الديموقراطي". إن هذا الدور يقع كاهله على الإسلاميين العصرانيين، الذين يعترض طريقهم وفعاليتهم عوائق وقيود تحد من تأثيرهم، وهو ما نحاول التعرض له في هذا التقرير.)).يقترح التقرير تشجيع التقليديين والعمل على نشر أفكارهم ومنع أي تحالف بينهم وبين الأصوليين وتحسين وتطوير أدائهم في المناظرة ضد الأصوليين، كما يقترح تشجيع فرق الصوفية. وبالطبع دون أن يعني ذلك التخلي عن العلمانيين واليساريين المتعاطفين مع الغرب. لكن الجهد الأساسي يجب أن ينصب على ما يمكن تسميته "الإسلاميين غير الجهاديين " على غرار الاهتمام " باليساريين غير الشيوعيين " أثناء الحرب الباردة، لأنهم الأقدر على تفكيك الخطاب الجهادي وإدخال الشك إلى تعابيره ومفرداته ورؤاه. وكل ذلك إعادة تطبيق كل ما سبق وطبقوه في الحرب الباردة الثقافية ضد الشيوعية. لكن هذه المرة في سياق محاربة الإسلام الجهادي.إن هذه الخطة يتم تطبيقها على الأرض بشكل حثيث وللأسف فإن اسم الإمام الراحل حسن البنا حاضر فيها بقوة، إما عن طريق جمال البنا شقيقه، وذلك عبر دعاويه المثيرة للشقاق والجدل والمحتضن بقوة من قبل أوساط الليبراليين الجدد، وعن طريق حفيده طارق رمضان، الذي يوصف بأنه مفكر إسلامي وقد عينته الحكومة البريطانية قبل أيام مستشاراً لمكافحة التطرف الإسلامي، كما قالوا!!!كما نشير إلى الأخبار التي تسربت قبل عدة أشهر عن لقاء بين إحدى أكبر جماعات الإسلام السياسي والولايات المتحدة الأمريكية، والتي إذا ما صحت ستكون أمراً مثيراً للقلق لأن ذلك يعني انخراط شرائح واسعة محسوبة على الإسلام السياسي في برامج الولايات المتحدة للسيطرة على العالمين العربي والإسلامي، لذلك ننبه الوطنيين المنتمين لهذا التيار، ونعتقد أنهم يشكلون أكثرية هذا التيار، أن يكونوا واعين لما يدبر لهذه الأمة، فقد يصبح البعض منهم بوعي وبدون وعي أدوات تنفيذ لهذه المخططات الجهنمية.......اللهم أنصرالمجاهدين الشرفاءالصادقين المخلصين اللهم امين.......والله من وراءالقصد.............
|